المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القصيدة الرقمية تكسر حاجز الزمن


سالم الوشاحي
14-02-2013, 06:49 AM
التاريخ رصد تجربتها الأولى عام 1990
القصيدة الرقمية تكسر حاجز الزمن
المصدر: دبي - نوف الموسى التاريخ: 14 فبراير 2013
وسائل التواصل الاجتماعي تجتذب مزيداً من الكتاب الشباب أرشيفية



تتجسد طقوس المشروع الإبداعي في قيمة ردود الفعل التي تحدث أجواءً تفاعلية، لذلك فإن ارتباط الصناعة الرقمية بالتغذية المرتجعة للمنتج الثقافي والفني شكل، أخيراً، ما صنفه المتخصصون بـ "الأدب الإلكتروني"، الذي تُمثل فيه القصيدة الرقمية جزءاً حيوياً من نسيج التواصل باعتماد أدوات التكنولوجيا الحديثة عبر نظام المراسلة.

رصد التاريخ الشاعر الأميركي روبرت كاندل في عام 1990 رائداً للقصيدة الرقمية أو الشعر التفاعلي، بينما يعطي الباحثون العرب تجربة الشاعر العراقي مشتاق عباس معن الأسبقية عربياً في نشر القصيدة التفاعلية عبر ديوانه: (تباريح رقمية لسيرة بعضها أزرق) بعد زخم إنتاجاته الورقية، ليبقى التساؤل مطروحاً حول إفرازات القصيدة الرقمية، مثل (قصيدة الومضة) التي انتشر استخدامها بين الهواة والشعراء الفحول، وأبعاد حضورها في الساحة الافتراضية، أمام تفشي عدم رصانة النشر الإلكتروني، وإشكالية حقوق الملكية الفكرية، ومدى قدرة البعد الإنساني في غزو عولمة التكنولوجيا.

زمنية الانتشار

الحديث هنا لا يدور حول نوع من أنواع النقد للجنس الأدبي، أو التوازنات بين معادلة مستقبل النشر الورقي والرقمي، ولكنه يتركز في أساسيات القبول التفاعلي للأدب وقراءته عبر الشبكة العنكبوتية، وحول طبيعة قراءة المستخدمين للقصيدة الرقمية، إلى جانب الابتكارات التكنولوجية ودورها في تفعيل حضورها مجتمعياً، وجعل القارئ كاتباً بالتفاعل وحرية الرد على النص.

إضافة إلى قدرة المنجز الأدبي الإلكتروني على كسر حاجز الزمن وتحقيق الانتشار، وهذا ما حققته قصيدة الومضة في السنوات الأخيرة، وأثبتتها نتائج عائدة لمؤسسة الفكر العربي في تقريرها لعام 2011، عبر ملف خاص في استخدامات الشباب لمواقع التواصل الاجتماعي، والحديث عن أبرز اهتماماتهم فيها، حيث حققت المتابعة ليوميات المستخدمين بين بعضهم البعض نسب إعجاب مرتفعة لصالح المقاطع السردية والشعرية المتبادلة بينهم في الوسيلة الاجتماعية الإلكترونية، سواء كان "فيسبوك" أو "تويتر".

التفاف شبابي

قدمت الشاعرة حمدة خميس في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، خلال أمسية شعرية سابقة، نموذجاً رقمياً استثمرت فيه جهاز الهاتف الخلوي لإعداد ديوانها (أس أم أس)، وقالت حول قصيدة الومضة إن"الكثير من متذوقي الشعر من فئة الشباب، يأتون بعد انتهاء أمسية أقدمها أو ندوة شاركت فيها للبحث عن قصائد الومضة، هناك التفاف ملفت من الجيل الجديد حولها، وتقريباً في ديوان (أس أم أس)، وهو نتاج نصوص مباشرة، مضمونها الحب والعتاب والمشاكسات، كانت نتاج تدوين مباشر من الهاتف الخلوي، رداً على مجموعة من الرسائل النصية وصلتني من الأصدقاء، وفعلياً يمكن اعتبارها رقمية في طريقة كتابتها، ولكنني نشرتها ورقياً".

هنا قدمت حمدة مثالاً لتأثير التكنولوجيا في تشكيل المنتج الأدبي الورقي، وفي هذا الصدد تحديداً انتشرت تجارب روائية عديدة إلى جانب الشعر ومنها "بنات الرياض" وهي الرواية المرسلة بالبريد الإلكتروني، للكاتبة السعودية رجاء عبدالله الصانع.





شروط







بالعودة للدراسات والبحوث، أشارت الباحثة الكويتية فاطمة البحراني وعبر دراسة لها بعنوان: (الأدب والتكنولوجيا: القصيدة التفاعلية) إلى شروط الصفة التفاعلية في الأدب الإلكتروني، وأبرز تلك الشروط يكمن في قدرة قارئ ومشاهد النص الأدبي على التأويل المرتبط بالإبحار وهو الانتقال من عقدة إلى أخرى في النص للبحث عن روابط تتمثل في البحث عن المعلومات وتجميعها لهدف ما، وصولاً بالمتلقي إلى حالة التشكيل والكتابة.