المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مبدعون يقرأون منجزات عبد الناصر في ظل التراجع الثقافي


سالم الوشاحي
16-02-2013, 05:50 AM
مبدعون يقرأون منجزات عبد الناصر في ظل التراجع الثقافي
القاهرة - عزة إبراهيم:




شهدت ورشة الزيتون، مؤخراً، احتفالية خاصة بمناسبة مرور 95 عاماً على ميلاد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، أدارها الشاعر والكاتب شعبان يوسف الذي أكد في البداية على أن الهجوم في العهد الجديد، أصبح موجهاً لزمن عبد الناصر وليس لشخصه فقط، وقال إن من أول لحظة قال الرئيس الجديد في تهكم وتهجم “الستينات وما أدراك ما الستينات”، أصبح البعض يتمنى ألا يكون جمال عبد الناصر موجوداً في التاريخ وصارت المناسبات الاحتفالية به شوكة في حلق النظام .



وأضاف يوسف أن عبد الناصر هو أبرز زعيم وطني تمتع بسمعة عالمية طيبة، لدرجة أن زعماء آخرين في العالم يعتبرون أنفسهم ناصريين وشهد عهده نية حقيقية لتنمية الثقافة، وفي ظل ما نحن فيه الآن من تراجع ثقافي يعاد اكتشافه من جديد باعتباره الوحيد بين حكام مصر الذي احترم الثقافة والمثقفين .



وتحدث الأديب يوسف القعيد عن أن هذا العام لم يشهد إلا محاولات قليلة جداً للاحتفال بميلاد جمال عبد الناصر، في حكم الإخوان الذي حمى عبد الناصر مصر من شرورهم، وحتى على مستوى الصحف لم يكتب كثيرون ككل عام في هذه المناسبة .



وأشار القعيد إلى أنه لم يعاصر أياماً كثيرة لحكم ناصر، لكنه أعد كتاباً مع الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل عن التجربة الناصرية، واستعرض من خلاله ثقافة عبد الناصر الذي كان قارئاً للأدب وتأثر برواية “عودة الروح” لتوفيق الحكيم، وتردد على مسرح نجيب الريحاني كما يقول الكتاب وتردد أيضاً على دار الكتب في باب الخلق ليقرأ الكتب هناك بالمجان، وكانت الدار وقتها في باب الخلق وفكر في ذلك الحين في أن المصريين من حقهم أن يكون لهم دار كتب تطل على النيل ونفذ الفكرة بعد ثورة يوليو . كذلك كتب ناصر روايته “في سبيل الحرية” قبل الثورة ولم يكملها، وبعد ذلك قام نحو 16 روائياً مصرياً باستكمالها، منهم نجيب الكيلان وتم تحويلها إلى مسلسل إذاعي، وكانت عن حملة فريزر على مدينة رشيد .



وأضاف القعيد أنه في ثاني أيام ثورة يوليو حين سئل ناصر عما سيفعله مع الملك فاروق، أجاب بأن “الدماء ستأتي بدماء وأنه سيتركه يرحل عن مصر في سلام”، وكانت هذه الفكرة من وحي قراءاته في تاريخ الثورات وروايات الأدب .



وحينما كانت الرقابة على المصنفات الفنية تعترض على بعض الأفلام القادمة لمصر من الخارج، طلب ناصر من ثروت عكاشة وزير الثقافة الراحل أن تقدم هذه الأفلام في عروض خاصة للنخبة والمثقفين، وعندما تم التفكير في عمل مسرح الجيب اتصل بثروت عكاشة ليطلب منه ألا تراقب عروضه على الإطلاق، وحينما قيل له إن رواية نجيب محفوظ “ثرثرة فوق النيل” فيها “تلسين” وإدانة لعهده أمر أن تطبع وتقدم للناس من دون حذف قائلاً: “إذا كان الملك فاروق سمح فكيف نمنع نحن” . الشيء نفسه تكرر مع مسرحية “بنك القلق” لتوفيق الحكيم، وكانت تنشر في “الأهرام” فرفعوا عنها تقارير إنها تتكلم عن الجيش فانتصر لها عبد الناصر وأمر بنشرها كاملة .



وأشار حلمي شعراوي مدير مركز البحوث العربية والإفريقية إلى أن الثقافة الوطنية هي التي تعبر عن المشروع الوطني، أما ما حدث بعد 25 يناير فهو سرقة ثورة لمصلحة تدهور ثقافي، حيث لم تتبلور ثورة يناير في مشروع وطني يتمثل في إنقاذ حقيقي للثقافة الوطنية في هذا التراجع نحو ثقافة تراثية، وهو ما لم يحدث في عهد عبد الناصر الذي آمن بأن الثقافة الوطنية لابد أن يكون لها منفذ على المجتمع من خلال الاهتمام بالتعليم الموحد لجميع فئات الشعب، وهذا ما أنتج شخصية وطنية .
جريدة الخليج