سالم الوشاحي
17-02-2013, 06:41 AM
رحيل مهندس القلاع والحصون والأبراج والأفلاج عن 104 أعوام
Sun, 17 فبراير 2013
عن عمر يناهز المائة وأربعة أعوام قضاها في خدمة دينه ووطنه، فارق الحياة الشيخ سالم بن حمد بن سعيد الغيثي الحارثي وذلك مساء الثلاثاء الماضي بولاية جعلان بني بوحسن.
لقد عرفه كل المخلصين ممن عايشوه بتفانيه وحبه للخير. لقد كان ورعا تقيا زاهدا مصلحا مقداما للخير. بذل عمره لقضايا الناس الاجتماعية وقدم الوقت والمال لأجل أن يطمئن العامة ممن كانوا حوله على أحوالهم في كل معاملاتهم على الوجه الذي يرضيه تعالى. بلغه القاصي والداني في مواريثهم وزواجهم وطلاقهم وخلافاتهم. لقد قام رحمه الله مقام الوالي في شؤونه وقام مقام القاضي في أموره حتى لقبه العامة والخاصة بالقاضي، بل بلغ الأمر أن أصبح ينادى بالقاضي كنية وليس لقبا مهنيا.
كانت للشيخ القاضي مواهب فذة في الهندسة والرياضيات دون دراسة في تلك المجالات ولقد بلغ صيته في هذا الشأن مبلغ المعتمد عليه في الإنشاء والتصميم والاستشارة، حيث كان مستشارا ومعماريا من الطراز الأول، فقد اعتمد عليه في هندسة العديد من القلاع والحصون والأبراج والأفلاج في محافظتي جنوب وشمال الشرقية. ولا تزال تلك الشواهد تشهد له كما تشهد لتاريخ عمان.
لقد كان رحمه الله فطنا متمرسا يستطيع أن يحدد مسارات وارتفاعات وأعماق الأفلاج ومواطن قوتها وضعفها ويعتمد عليه في ذلك اعتمادا كليا، فقد عينته وزارة الري منذ السبعينات كمشرف معتمد لأفلاج محافظة الشرقية يرد الرأي إليه بشأنها. كما اعتمد وكيلا لفلج الفاغري بولايته جعلان بني بو حسن خلفا لعمه وبتزكية الجميع لحسن ظن وثقة الناس به، ولم يتوانَ طوال تلك المدة عن تسهيل مصالح ذلك الفلج والأفلاج المجاورة حتى وفاته رحمه الله. لقد حباه الله بعد النظر وسلامة التدبير وواقع الحال يشهد له بذلك.
إن مما يذكر أن للشيخ القاضي سالم ابن حمد مناقب كثيرة استحسنها منه ولاة الأمر خلال فترة زمنية ليست بالقليلة، فلقد كان معتمدا مكلفا ومستشارا مؤتمنا من قبل أئمة المسلمين في عمان ومن قبل ولاة جعلان بني بو حسن خلال تلك الفترة، حيث يعتمد عليه بشكل واسع في جبي الزكاة وإصلاح أحوال المتخالفين من عامة الناس وتبيين ما يشكل عليهم في مسائلهم الفقهية، لقد أجرى رحمه الله الكثير من سبل الخير والمنافع للناس كالآبار والمساجد وغيرها مما يعم نفعه. رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته وجعل مثواه جنة الخلد مع الصديقين الأبرار
جريدة عمان
Sun, 17 فبراير 2013
عن عمر يناهز المائة وأربعة أعوام قضاها في خدمة دينه ووطنه، فارق الحياة الشيخ سالم بن حمد بن سعيد الغيثي الحارثي وذلك مساء الثلاثاء الماضي بولاية جعلان بني بوحسن.
لقد عرفه كل المخلصين ممن عايشوه بتفانيه وحبه للخير. لقد كان ورعا تقيا زاهدا مصلحا مقداما للخير. بذل عمره لقضايا الناس الاجتماعية وقدم الوقت والمال لأجل أن يطمئن العامة ممن كانوا حوله على أحوالهم في كل معاملاتهم على الوجه الذي يرضيه تعالى. بلغه القاصي والداني في مواريثهم وزواجهم وطلاقهم وخلافاتهم. لقد قام رحمه الله مقام الوالي في شؤونه وقام مقام القاضي في أموره حتى لقبه العامة والخاصة بالقاضي، بل بلغ الأمر أن أصبح ينادى بالقاضي كنية وليس لقبا مهنيا.
كانت للشيخ القاضي مواهب فذة في الهندسة والرياضيات دون دراسة في تلك المجالات ولقد بلغ صيته في هذا الشأن مبلغ المعتمد عليه في الإنشاء والتصميم والاستشارة، حيث كان مستشارا ومعماريا من الطراز الأول، فقد اعتمد عليه في هندسة العديد من القلاع والحصون والأبراج والأفلاج في محافظتي جنوب وشمال الشرقية. ولا تزال تلك الشواهد تشهد له كما تشهد لتاريخ عمان.
لقد كان رحمه الله فطنا متمرسا يستطيع أن يحدد مسارات وارتفاعات وأعماق الأفلاج ومواطن قوتها وضعفها ويعتمد عليه في ذلك اعتمادا كليا، فقد عينته وزارة الري منذ السبعينات كمشرف معتمد لأفلاج محافظة الشرقية يرد الرأي إليه بشأنها. كما اعتمد وكيلا لفلج الفاغري بولايته جعلان بني بو حسن خلفا لعمه وبتزكية الجميع لحسن ظن وثقة الناس به، ولم يتوانَ طوال تلك المدة عن تسهيل مصالح ذلك الفلج والأفلاج المجاورة حتى وفاته رحمه الله. لقد حباه الله بعد النظر وسلامة التدبير وواقع الحال يشهد له بذلك.
إن مما يذكر أن للشيخ القاضي سالم ابن حمد مناقب كثيرة استحسنها منه ولاة الأمر خلال فترة زمنية ليست بالقليلة، فلقد كان معتمدا مكلفا ومستشارا مؤتمنا من قبل أئمة المسلمين في عمان ومن قبل ولاة جعلان بني بو حسن خلال تلك الفترة، حيث يعتمد عليه بشكل واسع في جبي الزكاة وإصلاح أحوال المتخالفين من عامة الناس وتبيين ما يشكل عليهم في مسائلهم الفقهية، لقد أجرى رحمه الله الكثير من سبل الخير والمنافع للناس كالآبار والمساجد وغيرها مما يعم نفعه. رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته وجعل مثواه جنة الخلد مع الصديقين الأبرار
جريدة عمان