المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رحلة على أجنحة فسيفساء من الرمال


سالم الوشاحي
18-02-2013, 04:48 AM
إلفيرا فيرشيه تعرض أعمالها في متحف الشارقة للحضارة الإسلامية
رحلة على أجنحة فسيفساء من الرمال
المصدر: الشارقة ـ شاكر نوري التاريخ: 18 فبراير 2013

رحلة إليفرا بين الرمال من المصدر

رمال ملونة، جاءت بها الفنانة الألمانية الهولندية إلفيرا فيرشيه، من أماكن متفرقة من العالم لتشكل بها تصاميم مستوحاة من أنماط الهندسة الإسلامية بشكل فريد وغير مسبوق في معرضها «رحلة»، الذي افتتحه أول من أمس الشيخ سالم بن عبدالرحمن القاسمي مدير مكتب سمو حاكم الشارقة، بحضور منال عطايا مدير عام إدارة متاحف الشارقة، وعائشة ديماس مدير الشؤون التنفيذية في إدارة متاحف الشارقة، والدكتورة الريكا الخميس استشاري مقتنيات الفنون الإسلامية، والذي ستستمر فعالياته حتى 25 من أبريل لعام 2013.

أبرز ما ميّز هذا المعرض هو دعوة الفنانة إلفيرا الزائرين والمتفرجين للبقاء معها من أجل متابعة تطور العمل وهي تقوم بتشكيل تصاميمها من الرمال، أي أننا شاهدنا العرض الحيّ للتشكيلات والتصاميم الرملية.

وقد علقت على ذلك قائلة: «إن مشاهدة العرض بعين السائح المتعجل قد تؤدي إلى الانتقال من تصميم لآخر بشكل سريع وسطحي لا يعدو كونها مجرد مشاهدة سياحية، وبهذا تبقى الديناميكية الروحية والداخلية والموجزة للنموذج غير ظاهرة للعيان، بينما تظهر عند التأمل هندسة التصميم المجردة على هيئة زخارف رائعة ومعقدة، أما هؤلاء الذين يسافرون من أجل السفر فيستطيعون الكشف عن المعاني الروحية العميقة من خلال تأملهم في هذا العمل الفني، ويخلصون إلى النزعات الداخلية والتفاصيل الدقيقة وغيرها مما لا يرى بالعين المجردة».

التجريد الهندسي

يشكل التجريد الهندسي مصدر الإلهام للتصميم عند الفنانة، وتشكل الدائرة دوماً نقطة بداية تصميم النموذج، ثم تقوم بإنشاء حقل هندسي ديناميكي في قلب الدائرة المعقدة دائمة التكرار ومجموعة من الخطوط الطولية فيتضح لعين المشاهد تدريجياً مشهداً فاتناً وساحراً يتكون من المثلثات والأشكال الخماسية والمعيّنات والأشكال الأخرى. ويبدو واضحاً تأثرها بالسمات الأساسية في النماذج الإسلامية.

وهي المرة الأولى التي تقدم فيه عملها في العالم الإسلامي، ولاقت أعمالها الزخرفية الرملية حفاوة من قبل الجمهور على الرغم من تباين الثقافات.

قيم جمالية

تستلهم فيرشيه أعمالها الفنية وتصميماتها من الأشكال الهندسية الإسلامية، وتتميز أعمالها بالقيمة الفكرية العميقة التي تدعو الجمهور للتفاعل مع أعمالها الفنية بشكل عميق لما تحتويه من قيمة جمالية عالية. وقد تعلمت الفنانة الكثير من الأنماط الإسلامية من خلال زيارتها لعدة بلدان في العالم الإسلامي، ما أتاح لها فرصة دراسة التصاميم الهندسية الإسلامية، والتعمق في تشكيلاتها.

وفي الحقيقــة، إن تشكيلاتهــا تجريدية تخضع لفضاء المكان التي توضع فيه، وعلى أية حال، هي تشكيلات مؤقتة تقوم بها الفنانة من الرمال ثم تزيلها بعد انتهاء المعرض وتضع رمالها في أكياس خاصة، وتنتقل بها إلى معارض أخرى.

ولعل اختيارها لرمال وأتربة آتية من أنحاء وبقاع مختلفة من العالم منح تصاميمها ألواناً متباينة ومختلفة، تشكل روائع لونية طبيعية، كأنها جزء من جبال وتلال وسهول متفرقة هنا وهناك في تضاريس الأرض، وهي بمعنى من المعاني تحمل لنا قطعاً من هذه التضاريس وترحل بها إلى عالم الفن.

بساطة ووضوح

الأدوات التي تستخدمها الفنانة تتسم بالبساطة والوضوح في محاكاة لما يتميز به الرمل، وهذه الأدوات هي قطعة من الطبشور موصولة بخيط لرسم الخطوط، ومصفاة شاي صغيرة وقطعة صغيرة من الورق المقوى لرسم الحدود. وحتى مع استخدام الفنانة لهذه الطرق البدائية يكون العمل الناتج عملاً فنياً مميزاً وخلاباً.





سيرة فنية







قامت إلفيرا فيرشيه منذ عام 2003 بعمل أنماط زمنية تتعلق بالموقع الذي تقوم بالعمل الفني فيه في أماكن مختلفة. وكانت قد قدمت أول أعمالها الفنية على أرضية مركز فني «معمل شوكولاته سابقاً» في هولندا، تلته مشاريع أخرى ومنها: متحف الفنون والتصميم، نيويورك 2912، ومتحف بيرغامون، برلين ألمانيا 2008، ومتحف الآثار، لايدن هولندا 2011، ومتحف ماشادو دي كاسترو الوطني، كويمبرا البرتغال 2011، وكاتدرائية بيتش ،المجر 2010، وكنيسة كوبا كاركو، بولندا 2005.



جريدة البيان