المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فرات إسبر: الوطن وهم لا تقبض عليه النساء


سالم الوشاحي
19-02-2013, 07:00 AM
تشعر بالخزي أمام القتل على الهوية والطائفية
فرات إسبر: الوطن وهم لا تقبض عليه النساء آخر تحديث:الثلاثاء ,19/02/2013


القاهرة - “الخليج”:




فرات إسبر شاعرة سورية تقيم في نيوزيلندا، منذ سنوات بعيدة، في هجرة يبدو أنها ستطول كثيرا، وهي تصنع من الكلمات وطنا تعيش فيه، حيث تتشابه الذات الشاعرة مع الآخرين، للخروج من غربة الذات والوطن، وهي تحاكي الأشياء لنجد أنفسنا أمام عالم، تتماس فيه الرومانسية والرقة والحلم والدفء .



من دواوينها: “مثل الماء لا يمكن كسرها، خدعة الغامض، زهرة الجبال العارية، نزهة بين السماء والأرض” .



* لماذا يبدو الحزن أقرب الحالات الصالحة للكتابة لديك؟



- التفاؤل والحزن والفرح حالات وتقلبات، الإنسان يشبه الطبيعة بفصولها ويتجدد مثلها ويموت مثلها، لا أشعر باليأس،ليس له طريق واحد عندي، أشعر بأنني متشعبة مابين تلك الحالات التي يختلط فيها الحزن والفرح اليأس والأمل، وفي النتيجة تبقى الحياة أجمل بكل ما فيها من متناقضات .



* أين الوطن من قصيدتك وأنت تعيشين في البعيد؟



- الوطن هو الذي يؤسس للأنا ويمنحها الثقة ويقيها من الأمراض المزمنة، فلذلك تكون درجات الأنا متفاوتة، الوطن اسم بلا فعل مثل الوهم، لا نقبض عليه نحن النساء، الوطن صبغته ذكورية وأناه ذكورية لذلك ترى المرأة فيه ضائعة بلا هوية وبلا ملامح، فالمرأة في الأوطان العربية تعيش في ظل حارس وسلطة، تنتقل من بيت الأب إلى بيت الزوج فتضيع في المكان بلا ملامح .



* في نصوصك تطغى “الأنا” . هل الذات مصدر الشعرية لديك؟



- الشعر كشف عن الذات بالدرجة الأولى ممكن أن تراني متعددة وبوجوه كثيرة، وهذا ما أحتاجه ويحتاجه الجميع، أحيانا تقرأ لشاعر نصا فتقول إن ما يقوله يشبهك أو يمثلك أو يلامس حياتك .



* في نصوصك خوف دائم . . هل تخافين من المجهول؟



- لا أفكر في المجهول بالمعنى الذي يفكر به الآخرون، أي ماذا سينتظرني في المستقبل؟ أخاف الموت، أخاف هذا السر الكبير الذي لا أفهمه وكتبت الكثير من النصوص عن الموت .



* القلق يسيطر على تجلياتك الشعرية، من أين تأتي هذه الحالة؟



- لا أستطيع تمييز ملامح هذا القلق، وإذا سألتني كيف تكتبين قصائدك أقول لك لا أدري كيف أكتبها، إنها القلق ذاته الذي أعيشه .



* إلى أي مدى أسهمت الغربة في اكتشافك لذاتك؟



- حملت ذاتي معي ولم تغادرني، جاءت معي بكل ما ورثته، لكنني أصبحت أفهمها أكثر وأسامحها أكثر .



* ماذا أعطتك الغربة وماذا أخذت منك؟



- كنت غريبة، وما زلت غريبة، قالت لي العرافة ذات يوم مع أنني لا أومن بالخرافات بأنني سأعيش غريبة وأموت غريبة، أذهلتني بما قالته، مر زمن طويل لكن النبوءة تتحقق اليوم، أتمنى أن أرى تلك العرافة التي قرأت كفي ذات يوم في مقهى جميل .



* كيف تعايشت مع ثورات الربيع العربي وأنت تقيمين في نيوزيلندا؟



- نيوزلندا ربيع دائم حتى في الشتاء وفي الخريف ترى أشجارها تزهر، بلاد جميلة وخضراء بكرٌ لم تتلوث بعد، أشعر بحزن كبير وحارق تجاه بلداننا، عندما نبتعد عن أوطاننا نراها بعمق أكثر، أشعر بالحزن والأسى أمام هذه الدماء العظيمة أمام هذا الخراب، أشعر بالخزي والعار أمام القتل على الهوية والطائفية .

جريدة الخليج