المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نور الدين الصغير: الإبداع يربط الهوية بالثقافة


سالم الوشاحي
19-02-2013, 07:02 AM
انتقد هيمنة اللغة الإنجليزية وتحدث بها
نور الدين الصغير: الإبداع يربط الهوية بالثقافة آخر تحديث:الثلاثاء ,19/02/2013


الشارقة - محمد أبو عرب:



لم يتنبه الدكتور نور الدين الصغير أستاذ التاريخ الحديث في جامعة الشارقة، خلال ندوة منتدى الأحد الثقافي، أمس الأول، في معهد الشارقة للفنون المسرحية، أنه يتحدث بمفردات انجليزية في الوقت الذي ينتقد فيه الأجيال الجديدة لاستخدامها الإنجليزية بدلاً من العربية، ويؤكد أهمية اللغة كمحور رئيس في صياغة الهوية العربية الإسلامية .



في عرضه لموضوع الندوة الذي جاء بعنوان “إشكاليات الهوية الثقافية”، لجأ لمفردة “marketing” بدلاً من تسويق، للحديث عن تسويق الإنتاج الثقافي العربي، واستخدم مفردة “kitchen” بدلاً من مطبخ للحديث عن ترف المطابخ في القصور الأندلسية، وغيرها العديد من المفردات .



استخدام الصغير للإنجليزية في الوقت الذي يؤكد فيه وقوعنا في أزمة هوية نتيجة التغريب والعولمة التي تجتاح العالم، إنْ كان يدلل على شيء فإنه يدلل على أن العولمة نجحت في تحقيق أغراضها، التي لخصها د . الصغير في محاولة إيجاد ثقافة كونية غربية تطمس معالم الثقافات الأخرى وتتجلى باللغة .



وقال الصغير خلال الندوة التي قدم لها زكريا أحمد: “الإشكالية يطرحها المنظرون بصيغ عدة جميعها تفضي إلى المعنى ذاته، والهوية بفتح الهاء، مشتقة من “هو” أي الذات، والهوية بضم الهاء مشتقة من الهوة، أي العمق، أما الثقافة والمثقف فدرسهما كل أشكال العلوم الإنسانية وقدمت لهما تعريفات مختلفة، وكذلك اختلفت تعريفاتهما بتغير الزمن، فكان المثقف في سبعينات القرن الماضي وفق اليونسكو هو الشخص الذي يجيد القراءة والكتابة، فيما اليوم في اليابان مثلاً المثقف؛ هو الشخص المستخدم الجيد للكمبيوتر” .



وأوضح الصغير أن الأمة العربية الإسلامية تعيش في أزمة هوية لا يمكن إنكارها، وتتجلى في الغربنة وتغير في أنماط العيش، واستخدام اللغة وغيرها، مشيراً إلى أن المشكلة في الأزمة هو عدم قدرة الفكر والبحث العربي على تشخصيها بشمولية .



وأضاف، حين يدرس الباحث معالم الهوية العربية الإسلامية فإنه يتمحور في محيطه وبالتالي لا يقدم نظرة شمولية تحتوي الثقافة بمجملها، موضحاً أن الثقافة العربية الإسلامية تتشكل من ثلاثة محاور: الهوية الثقافية في آسيا، والشرق الأوسط، والمغرب العربي .



وبين الصغير أن العلاقة التي تربط الهوية بالثقافة هي الإبداع والإنتاج الثقافي، مشيراً إلى أن مدارس النقد الألمانية والفرنسية التي تعد الأهم، لم تتخلَ عن مسألة الإبداع وربطته بالذات الفاعلة في المجتمع .



واستعرض معالم الثقافة العالمية التي تسعى أمريكا لفرضها على العالم، مشيراً إلى أهم دعاتهما ومنظريها، وهم صاموئيل هينتغتون متمثلاً في كتابه “صدام الحضارات”، و فرانسيس فوكوياما في كتابه “نهاية التاريخ”، الذي أكد فيه أن الثقافة الغربية هي التي ستهيمن وستصبح ثقافة كونية .



وذهبت المداخلات إلى دور اللغة في تأكيد الهوية الثقافة العربية، مشيرة إلى نماذج وتجارب بلدان المغرب العربي مع اللغة العربية، وأكدت المداخلات على أنه لا يمكن الحديث عن الهوية الثقافة بمعزل عن القوة السياسية والاقتصادية بوصف الثقافة المهيمنة هي ثقافة الأقوى على كافة الصعد .


جريدة الخليج