المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المنتدى الأدبي يكرّم الفائز بأفضل إصدار، ويدشّن مجموعة إصدارات جديدة


سالم الوشاحي
19-02-2013, 07:07 AM
المنتدى الأدبي يكرّم الفائز بأفضل إصدار، ويدشّن مجموعة إصدارات جديدة


تغطية: بدريّة العامريّة -
أقام المنتدى الأدبي مساء الأمس حفل تكريم للفائزين بأفضل ثلاثة إصدارات لعام 2012، رعى الحفل سعادة الدكتور إبراهيم بن أحمد الكندي الرئيس التنفيذي لمؤسسة عمان للصحافة والنشر والإعلان، كما تمّ في الحفل تدشين أكثر من 14 إصدارأ من إصدارات المنتدى لعام 2012 تنوّعت أغراض هذه الإصدارات، بتنوّع المواضيع التي تناولها المنتدى الأدبي من خلال فعالياته التي أقامها في أعوام سابقة.
وكان قد أُعلن في نهاية ديسمبر الماضي عن نتائج جائزة المنتدى الأدبي لأفضل ثلاثة إصدارات ثقافية لعام 2012 في المجال الشعري ( الفصيح والشعبي والتمثيلي وشعر الأطفال)، والسّرد بكل مجالاته ( القصّة القصيرة والرواية والمسرحيّة، والسيرة، و أدب الرحلة)، وفرع الدراسات الذي يشمل ( الدراسات التاريخية، والدراسات النقدية، والدراسات الاجتماعية، والدراسات الجغرافية، ودراسات التراث والتحقيق)، بفوز دراسة الباحث علي بن حمد الفارسي ( انبناء قراءة على قراءة قشر الفسر أنموذجًا) في مجال الدراسات، فيما حُجبت جائزتا السّرد والشّعر اللتان لم تتقدّم للتنافس عليهما إصدارات تستوفي الشروط التي تمنحهما حقّ الفوز بالجائزة،
تكوّنت لجنة تحكيم الجائزة من الدكتورعيسى بن محمد السليماني رئيسا، وعضوية كلا من: الدكتور علي بن قاسم الكلباني والدكتور حمود بن خلفان الدغيشي والدكتورة عهود بنت سعيد البلوشية، والفاضل أحمد بن ناصر الراشدي مقررا.
وحسب بيان لجنة التحكيم الذي تلاه الدكتور علي الكلباني نيابةً عن رئيس اللجنة، فكتاب " انبناء قراءة على قراءة قشر الفسر أنموذجًا" قد تناول موضوع البحث بشكلٍ عملي معمّق، ومنهجيّة واضحة، كما عالج النتائج بطريقة سلسة ومتكاملة.
كما أنّ الدراسة حقّقت الشروط المنهجيّة السليمة التي تتطلبها الدراسات، وبذلك استطاع الكاتب أن يتعدّى طابع التتبّع الوصفي إلى المقاربة والتأويل، فالتصق بالظاهرة ودرسها بموضوعيّة أوصلته للنتائج التي ذكرها، كما أنّ من بين ما ميّز الدراسة أن الكاتب حرص فيها إلى فصل الآراء والتوثيق الدقيق، ولم ينجرف لإغراءات النص القارئ ولا النص المقروء، فاستطاع بذلك أن يلاحظ في معظم الأحيان ما يخفيه النص التراثي من تأويلٍ غير مباشر، مما ساعده على اجتياز الأسئلة البحثية الحرجة بإجابات واثقة ومتّزنة، وبذلك قدّم الكتاب إضافة للتراث العربي؛ كجهد علمي امتاز بأصالة الموضوع الذي أضاف لبنة لبناء الدراسات العربيّة ذات الشّان بالتراث العربي القديم.

انتشال المهمّش

وفي كلمة ألقاها الفائز بجائزة أفضل إصدار في مجال الدراسات الكاتب علي الفارسي يقول: إنّ كتابَ انبناءِ قراءةٍ على قراءةٍ يعدُ محاولةً جديدةً تعيدُ للنصوصِ المهمّشةِ كالشروحِ وشروحِ الشروحِ مكانتها الطبيعية بين نصوص التراث، فبفضل الجهد الذي بذله كاتبُ هذه السطورِ أصبحَ الطريقُ ممهدًّا لدراسة هذه النصوص، فأهم إنجازٍ وصل إليه الكتابُ هو وضعُ خطاطةٍ مناسبةٍ نستطيع من خلالها أن نلج إلى هذه الأرضِ الوعرةِ وهذا الجهدِ الإنساني العظيمِ الذي يستحقُ الكثير منّا نحن الباحثين.
مضيفًا: إن الشروحَ وشروحَ الشروحِ إبداعٌ حقيقي بني على النص الأول، فكتاب أبي الفتح عثمان ابن جني الفَسْر في شرح ديوان المتنبي يعد فاتحةً لستين شرحًا بعده، في ضوء تلك الحقيقة هل سينال المتنبي هذه المكانة التي وصل إليها اليوم لولا هذه الشروح الكثيرة التي تبرز من مكانة شعرِه .. لا أظن؟!
كما ذكر في حوار معه أنّ: كتاب فشر الفسر كتاب ضخم، به جهد إنساني عظيم ..غالبًا مثل هذه الكتب التي تحوي شروح وشروح الشّروح تهمّش، ليس لأنّها ليست ذات قيمة أو فائِدة إنما لأننا لم نستطع أن نصل للطريق الذي من خلاله يمكننا الولوج لعوالمها، واستكشاف مجهولاتها، لذلك الدراسة تحاول أن ترسم طريق واضح لدراسة هذه النصوص، وتستقطب هذه الجهود الإنسانية ..
وأضاف "الدراسة انطلقت من نظرية التلقي، وهي عبارة عن دراسة أكاديمية محكّمة أشرف عليها أساتذة كبار"

انبناء قراءة على قراءة

وكان كتاب "انبناء قراءة على قراءة: قشر الفسر أنموذجًا" قد صدر للباحث علي بن حمد الفارسي عن دار الانتشار، وهو ضمن البرنامج الوطني لدعم الكتاب الذي يتبنّاه النّادي الثقافي. يقع الكتاب في 239 صفحة.
يتناول الكتاب في فصوله الأربعة" قشر الفسر" نموذج الدراسة بشئٍ من التحليل وتبيان الظاهرة، وقشر الفسر هو كتابٌ تناول شعر المتنبِّي من خلال كتاب ابن جنِّي " "الفسر"، حيث كان ابن جنِّي في شرحه "الفسر" يتعامل مع النص مباشرةً بينما الزوزني في شرحه كان يراوح في تعامله مع النّص بين شرح البيت تارةً وشرح ابن جنِّي تارةً أُخرى، لذا هدف المؤلّف في دراسته إلى الكشف عن تعامل الشرّاح مع الشّعر من خلال شرحٍ سابق، والتعرف إلى التعارض بين القراءات وما تستدعيه من إجراءات لإبراز هذا التعارض وتجاوزه، وحاول أيضًا الكشف عن محاولات الفهم وإجراءاته ومراحل تطويره.
حاول كتاب الفارسي في فصوله الأربعة دراسة ظاهرة انبناء قراءة على قراءة من خلال نموذج كتاب " قشر الفسر"، حيث تناول في فصله الأوّل المعنون بمشروعية قراءة الزوزني ثلاثة مباحث، في اوّلها تحدّث عن قراءة في العنوان "قشر الفسر"، بعدها تحدّث عن مشروعية هذه القراءة في نظر الزوزني من خلال المقدّمة، وذلك بتناوله لقصور القراءات السّابقة وافتراض الكفاءة في قراءته، أمّا المبحث الثالث فتناول فيه تأثّر الزوزني بمن قبله، وتأثّر من بعده به.
وفي الفصل الثاني" تفنيد قراءات ابن جنّي وآلياته"، تناول في المبحث الأوّل " مواضع الاستفزاز" من خلال: تعدّد المعنى، وقصور التأويل، والرواية (ورواية البيت، ورواية الشرح الخطأ عن المتنبي)، امّا المبحث الثاني فقد تطرّق فيه لطرائِق الوصف، والمبحث الثالث أسهب فيه في "التفنيد" من خلال إيضاح أنواع التّفنيد وآلياته.
ويتطرّق في الفصل الثالث إلى تقديم الفهم البديل: قراءة الزوزني من خلال مبحثين، تناول في الأوّل منهما إنتاج الفهم بالتعامل مع اللّفظِ والتّعاملِ مع المعنى، وفي الثّاني الاحتجاج بذكر الشّواهدِ وتحليلها.
أمّا الفصل الأخير في الكتاب فتطرّق فيه الباحث إلى تقويم عمل الزوزني، وتناوله عبر أربعةِ مباحث؛ حيث تناول " قشر الفسر" بين التنظير والممارسة: المنهج والإنجاز، والاختلاف بين "قشر الفسر" و"الفسر" موضِّحا مظاهر الاختلاف وأسبابه، وقي المبحث الثّالث تناول قلق المصطلح عند الزوزني، أمّا المبحث الأخير فتحدّث فيه عن طبيعة تعامل الزوزني مع ابن جنِّي.

إصدارات جديدة

بعدها قام راعي الحفل بتدشين مجموعة متنوعة من إصدارات المنتدى الأدبي لعام 2012 م ، والتي شملت: مرباط عبر التّاريخ، بهلا عبر التاريخ، صحار عبر التاريخ، الرستاق عبر التاريخ، أدم عبر التاريخ، الفن التشكيلي، نتاج مسابقة المنتدى الأدبي البحوث 2007م، نتاج مسابقة المنتدى الأدبي البحوث 2008م، نتاج مسابقة المنتدى الأدبي البحوث 2009م، قراءات في فكر ابن عريق، قراءات في فكر أحمد بن سليمان بن النضر السمائلي، قراءات في فكر نور الدين السالمي، قراءات في فكر الإمام ناصر بن مرشد، الأدب العماني القديم، من أعلام الطب في عمان في القرنين التاسع والعاشر الهجريين، رواية أم الدويس.. تراوحت الإصدارات المتنوعة بين المطبوعة كطبعةٍ أولى، وبين المُعاد طبعتها كطبعة ثانية أو ثالثة.
تجدر الإشارة إلى أن جائزة المنتدى الأدبي لأفضل ثلاثة إصدارات ثقافية قد انطلقت كنسخة أولى في 23 أكتوبر 2011م، على أن تكون بشكل سنوي يطمح من خلالها إلى دعم الإصدار الثقافي العماني من خلال فتح باب التنافس في المجالات المطروحة وإلى دعم المكانة الثقافية والأدبية للكتاب العماني وتحفيزالكاتب العماني إلى بذل المزيد من العطاء الفكري والأدبي، وقد فاز في الدورةِ الأولى مناصفةً الخطّاب المزروعي عن إصداره (الرائحة الأخيرة للمكان) ورحمة المغيزويّة عن إصدارها (جميلة) في مجال القصّة القصيرة، فيما حُجبت جائزتا النّقد الأدبي والدراسات التاريخيّة
جريدة عمان