المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نعمة الفن


سالم الوشاحي
21-02-2013, 05:22 AM
أفق
نعمة الفن آخر تحديث:الخميس ,21/02/2013


محمد أبو عرب

“الفن يمسح عن الروح غبار الحياة اليومية” .



بابلو بيكاسو



كثيراً ما يعيد الفنانون والشعراء جزءاً من مساحة إبداعهم إلى مشهدية عايشوها في الطفولة فكانت أشبه بخزان صور ينهلون منه أعمالهم، إذ نجد أحد الفنانين تتسيد موضوعة البحر أعماله ولا يكاد يبتعد عن الموضوع حتى يقترب منه، فيعالجه باللون الأزرق على سطح القماش أو الورق، وكذلك العديد من الشعراء فمنهم من شغلته طفولة مملوءة بحرارة رمال قاحلة فكتب عنها أهم أعماله الشعرية أو الأدبية .



يفتح الحديث عن الجماليات المشهدية التي ينشأ المرء عليها الباب كاملاً على الثقافة البصرية، وتدريب العين على التقاط الجميل، وربما يفتح ذلك الحديث عن المشهديات الجمالية التي يمكن أن نربي أجيالنا عليها في المدينة العربية العصرية .



اليوم تتنبه دبي إلى ضرورة الفن، وإكساب الأجيال القادمة مشهديات جمالية ترتقي بذائقتهم، فتنظم ملتقى “نحت دبي” الذي انطلق منذ يومين ليقدم للمدينة أعمالاً نحتية مشغولة بالرخام ستنتصب في ساحاتها ومعالمها .



في الملتقى يجتمع خمسة عشر نحاتاً من ثلاث عشرة دولة عربية، ليشتغلوا على أعمال نحتية تعكس في المقام الأول مدارسهم الفنية وتجاربهم، وفي المقام الثاني تعكس الهوية الحضارية للمدينة .



كم يبدو الأمر في غاية الأهمية أن تتنبه المدينة العربية لدور الفن في صناعة ملامحها، فبدل أن يصف أحدهم مكانه بالقول أقف أمام برج كذا أو محل كذا، يقول أنا عند منحوتة الأجساد النافرة أو الكائنات الحجرية أو عند عمل الفنان فلان، أو لوحة التشكيلي فلان .



بالضرورة إن حصل ذلك فستتربى الأجيال القادمة على ثقافة فنية عالية، تغيب إلى اليوم عن المجتمعات العربية، وتحضر عند نخبة النخبة من المثقفين .



تحضرني في السياق ذاته مقولة الكاتب الايرلندي أوسكار وايلد في حديثه عن الحياة “في الحياة نعمتان: حب الفن، وفن الحب”، والسؤال هو أياً منهما تعرف المجتمعات العربية وأياً منهما تعيش؟



جريدة الخليج