المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقال بقلمي هادف وجرئ إثر حادثة حرق شاب نفسه لأجل فتاة أمس الأربعاء 23 - 12 - 2009


جاسم القرطوبي
24-12-2009, 03:02 PM
في ليلةٍ شاعرية ٍ يرشحُ منها جبينُ الجمال ِ على الجمال ِ نفائس اللؤلؤ والمرجان بعدد خاصيةِ الأنفاس ، وتتزينُ سماءُنا بفناجين ِالألماس ، وتبرق أشواقـُنا برعدة الرقَّةِ والإحساس ، وندري أنَّ لمن نهواه رقَّة وحضورا ً ليس له مقياسٌ ليقاس ؛ نوقدُ الشموعَ نفسَها التي أوقدها سابقا في شمعدان الرومانسية أولئك الناس . وإن اصطلينا بوهج ِ دفءِ قصيدة ِ نزار قباني قارئة َ الفنجان ِ نرقصْ كالطير ِالمنزوع ِالريش ِلاسيما إنْ كرَّرَ عبدُ الحليم ِ مقٌطـعَ قد مات شهيدا يا ولدي من مات فداءً للمحبوب. آه ٍ على ذلك الزمن الجميل ولكننا نبكي طويلا عندما نرى من قتل نفسَهُ فداءً لما يسمى بالمحبوب مثل قصتي الشاب الذي أحرق نفسه لحبيبته يوم الأربعاء الثالث والعشرين من ديسمبر الجاري ألفين وتسعة شمسية ، وقصة ذلك الشاب الذي ألقي نفسَهُ مِنْ فوق بنايةٍ تجاريةٍ وكِلا الحدثين كانا في دولتين إسلاميتين ملتزمتين . وليسَ عجبا أنْ نشهدَ حدوثَ هذه المواقفِ ولكنَّ العجبَ أنْ تصنفَ هذه الأعمال ِ بكبش ِ الفداء والتضحيَةِ في الحُبِّ بعدَ أنْ فقدت بعضُ الإناثِ أنوثتهنَّ، وبعضُ الرجال ِ رجولتـَهم - تحتَ مسًمى طاهر ٍعفيفٍ يُسمَّى (( الحُبُّ )) !! ؛ ذلك أنَّ الحبَّ الذي حضرنا دورتـَه في دبي والذي حاضر فيه أكابرُ المفكرين الإسلاميين والذي وُسِمَ باسم (مهرجانُ الحُبِّ في القرآن يحبهم ويحبونه )) أو كمثل ِ ذلك الحُبِّ الذي قراناه في الأدبِ والتاريخ ِ أفلّ وغَرُبَ وبانَ واختفى وانمحقَ وتلاشى واغتربَ وتغرَّب وتوفى .

لعمري أنَّ حبًّا كالذي اشتهرت به قبيلة ُ عذرة َ ونـُسِبَ الحُبُّ العذري إليها أو كقصة تلك التي لما عُيِّرت أنـَّها أجملُ خلق ِ اللهِ وأغناهم وخيرهم جرثومة ، وأحسنهم عريكة ، وألينهم أريكة بزواجـِها لعبد ٍ أسود ٍ أفطس الأنف أنتن الرائحة ِ فصاحت بهم : إليكم عني ـ فـلـَّعه أحسن بينه وبين ربه فكنتُ جزاءه ، ولعلني أسأتُ بيني وبين ربي فكان عقابي ، أو كمثل ذلكما العاشقين الذيْن لم يكونا يلتقيان في السنة سوى مرة ٍ واحدة في الموسم ولاحترامهما لعرفة يقفان طول النهار باكيان بعيدان عن بعضهما دون أن يحاول أحدهما أن يسأل : كيف أنت ؟ فضلا عن أحبك وأتنفس أنفاسك وما غيرها من عباراتنا اليوم ، فلم يصبح للحُبِّ أثر بعد عين ولم يعد في الإمكان أبدع مما كان .
فجميعنا اليوم نعرف ما يحدث بين الحبيبين إذا ما التقيا وإن لم تطل الغيبة َ وعندي لهذا شاهدٌ ودليل ُ وهو لما تناقله أجهزة ُ (البلوتوث) وبأمِّ عيني في إحدى الدول العربية أراني شخصٌ هازئ في مقاطعَ (بلوتوث) لبلد ٍ محافظ يقع في أقصى الجنوب الشرقي لشبه الجزيرة العربية وبالتحديد شمال مدار السلطان وجنوبه مُعنون بأسماء ولايتهن مع من حرموا العقل في وضع حَرِج ٍ وكأنهم أشهدوا على زواجهم الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم أجمعين .

وبنص القرآن (وما أبرئ نفسى إن النفس لامارة بالسوء إلا ما رحم ربى إن ربى غفور رحيم) (فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى) وبعدَ أن وبّخ الله ُ قوما في سورة النساء بقوله : ((ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم بل الله يزكي من يشاء ولا يظلمون فتيلا )) لا أدّعي الورعَ والتقوى والعرفان وإنما هي غِيرة ٌ - يشاركني فيها الآن كثيرونَ ، ويكفهرُ بسببها الأكثرُ - أودعها الحق في الإنسان ميَّزهُ بها عن الحيوان – كـُرِّمْتم - وجعلني منذُ مسكتًُ القلم َ للكتابة سنة َ ثمانية ٍ وتسعين وتسعمائة ٍ وألف ٍ أكتبُ الأشعارَ في حدودها ومن ذاق عرف ، وأرسمُ قصصي في رسومها ومن عرف بلغ الغرف ، بل وفي غالب الأحيان قد أنبح بكل لسان باكيا ً أطلالها انتعظتُ لما شاهدتُ من افتراءٍ وبهتان ٍ لا سيما يحدثُ في ناحيةٍ على أرضهما الطهرُ والعفافُ يتعانقان ، وقلتُ في نفسي : إذا ما أرادَ هذا الأسمرُ الذي في المقطع ِ أن ينكح تلكَ الحسناءَ قوبل بالرفض وكأنَّ الله أنزل في الكتاب : أن لا يتزوجَ الأسودُ بالأسيادِ أقصد بالحسناءِ حفاظا على الدِّين أقصدُ الأنساب. وقبل أن أعتذر لمن شوهتُ بكليماتي أفعالهم أقولُ ثمة ُ قاعدة ٍ مُسَلـَّمَـة ٍ لا يعترف ِ الإسلامُ بما يُسمَّى صداقة الرجل بالمرأة سواء أكانت صداقة عمل أو دراسة أو هواية أو شبكة عنكبوتية وقد قرّر هذا الخليفة ُ العادل عمر بن عبدا لعزيز بقوله : لا يخلونَّ رجلٌ بامرأة ٍ وإن قال : أعلمها كتابَ الله ِوللأسف كلـُّنا وقعنا في هذه الصداقات المحرّمةِ بحُريّةِ عزمنا أو مجبورينَ مهما تعددت لهذه العلاقاتِ مسمياتها . ونغفل عنها متعمدين إذا ما ناقشنا الأمورَ النابية َ المصاحبة لفعاليات ِ الحُبِّ بعد أن خُوَّفنا الشيطانُ بمثله الدارج : (( اللي بيته من زجاج ما يرمي الناس بالحصى )) .

ولي دراسة أعتقد أنها وافية في هذه الصداقة والحلول الجذرية ولكن إن جاز لي أن أسمي هذا مقالا سيجوز لي أن أسميها دراسة و بحثا فإنَّ لكل حدث وحادث خاصة ً عندما أعلنتها صريحة في إحدى الجامعات الخليجية إحدى الفتيات للدكتور عائض القرني مقاطعة ً محاضرتَه ُ : دكتورُ أنا فلانة وهذا رقم هاتفي ومن الجهة الفلانية ِوأمثل لسان فتيات سئمنا الكبت الجنسي واللجوء لغرف (الشات) للتنفس، وبعد أنْ حضرتُ إحدى المسرحيات في إحدى الجامعات وفي إحدى الفعاليات وقد دُعِيْتُ ذات مساء لحضورِ مسرحية ٍ لأسمعَ كلمات ألفتها تنشدُ فيها وما هي إلا لحظات حتى هجم فتيات من طابور النساء واختلط بصف الرجال ووقفَ فلانٌ وفلانة ً للحديث هنا وهناك والمسرحية تسعة وتسعين جزءا منها يعتمد على إطفاء السُّرج والأضواء فخرجتُ من غير هدىً في الظلام ِ لاصطدم بنفس الموقف ِ بين أحضان الأشجار ِ بما تمنيتُ أن يُسْدَلَ عليهِ الستارُ

إن ما يجعل أولئك الذئاب يُسلِمْنَ أنفسهنَّ لهاتيك النعاج هو ما يدعى بالحب إذن فلا داعي للاستغراب إن قرأنا في إحدى المنتديات شكوى فتاة ٍ أن فلانا لا زال يراسلها على الخاص حتى فهمت معنى بيت قصيدة شوقي متحسرة إذ يقول نظرة فابتسامة فموعد فلقاء وذلك بعد أن وقعَ الفأسُ في الرأس ِ وتمنت لو أنها وعت قوله خدعوها بقولهم حسناء ، ولا يََِحِرْ أحدنا طرفا إنْ قرأ في نفس المنتدى العثور على رجل وامرأة في وضع مخل بالآداب في ساحة مبنى حكومي وفي ساعة الدوام الرسمي ، ولا نستغرب عثورنا على شخصين في وضح النهار وفي مكان مكشوف يقترفان ما تستحي البهائم فعله خاصة بعد أن عوقب الخنزيرُ على عدم استحيائه بأنفلونزا الخنازير و لم يسلم منها الحيوان والبشر فالساكتُ عن الحق شيطان أخرس.. وها أنا سأخرج شريط عبد الحليم من مسجل سيارتي لأستمع لأم كلثوم ولكن في رأيكم : أأستمع لها وهي تغني : يا فؤادي لا تسل أين الهوى أم ( حب أيه اللي جاي تحكي عليه ) لا أدري .. ولكنني أصبحت أدري جواب سؤالها : هل رأى الحب سكارى مثلنا

نبيلة مهدي
24-12-2009, 04:26 PM
قرأت المقال أعجبنا كثيرا
للآسف هذا الزمن لا لن ألوم الزمن بل الناس هم أصحاب الأفعال لا زمن
تشوه مفهوم الحب... و جرت الناس خلف الغوايات.. السؤال ما سبب كل هذا..؟


كن بخير يا أخي جاسم

أبو المؤيد
24-12-2009, 09:33 PM
أخي جاسم: مقال جميل حوى بين طياتة الكثير والكثير من المعلومات القيمة التي كنت أجهلها وأيضاً ذكرني بأشياء كنت أجهلهل اوأتجاهلها.

تقبل مروري المتواضع.

دمت بخير.

جاسم القرطوبي
24-12-2009, 10:59 PM
الحمد لله على كل حال

شاكر مروركما

أحلام العلوي
25-12-2009, 12:04 PM
أخي جاسم ..

لكتاباتك دائماً هدف :) << يعجبني هذا فيك سيدي ..

هؤلاء لم يكونوا سكارى بالحب ..
بل كانوا لا يفهمون ما هو إيمانهم بربهم ..

لا يسمى حباً :::

لك الشكر أخي

عبدالله العمري
27-12-2009, 09:36 AM
أنت رائع بكل تفاصيلك ومبدع بما تحمله الكلمة من سمو

شكرا لقلمك

إبراهيم الرواحي
17-01-2010, 08:53 AM
جاسم


((الحب كده )*!!!!



تحياتي لك على هذا الرقي في كتاباتك


شكرا