المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : د . عمر عبدالعزيز يرصد انتشار العربية في المؤسسات الدولية


سالم الوشاحي
23-02-2013, 06:28 AM
د . عمر عبدالعزيز يرصد انتشار العربية في المؤسسات الدولية آخر تحديث:السبت ,23/02/2013


الشارقة - محمد ولد محمد سالم:


في إطار المحاضرات الأسبوعية التي ينظمها على مدى شهر فبراير/شباط بمناسبة يوم اللغة الأم شهد النادي الثقافي العربي، مساء أمس الأول، محاضرة بعنوان “اللغة العربية في المؤسسات الدولية” ألقاها الدكتور عمر عبد العزيز رئيس مجلس إدارة النادي، وقدم لها الشاعر محمد إدريس .



استعرض عبدالعزيز في البداية الجهود التي بذلت من أجل إدخال اللغة العربية إلى المنظمات الدولية، فقد ضغطت الدول العربية منذ منتصف القرن الماضي حتى حصلت على حق الترجمة الكتابية لبعض القرارات إلى اللغة العربية، ثم تواصلت الجهود من طرف بعض الدول العربية، وجامعة الدول العربية حتى صدر قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة في 18 ديسمبر/كانون الأول 1973 بجعل اللغة العربية لغة رسمية للجمعية العامة وهيئاتها .



وأضاف عبد العزيز أن تلك القرارات فتحت الباب لولوج العربية إلى كل المنظمات الدولية حتى تلك التي لا ترتبط بمنظمة الأمم المتحدة، وقد نشّط ذلك حركة الترجمة من وإلى اللغة العربية ووسع إلى حد كبير دائرة الاهتمام العالمي بها، وقد أدى ذلك بالأمم المتحدة إلى إدراجها ضمن اللغات التي يحتفى بها في اليوم العالمي للّغة الأمّ في عام ،2005 وهو الحادي والعشرون من فبراير/شباط من كل سنة، وفي عام 2010 قررت المنظمة الاحتفال باليوم العالمي للّغات، وذلك لزيادة الوعي بها والتنوع الثقافي وشمل القرار اللّغات الرسمية الست التي حدد لكل منها يوم ومن ضمنها اليوم العالمي للّغة العربية الذي اختير له 18 ديسمبر/كانون الأول، واعتبرها القرار من أكثر اللّغات تطوراً وانتشاراً، حيث يتكلم بها 422 مليون شخص وتنتشر في رقعة جغرافية واسعة .



وأضاف د . عمر عبد العزيز أن هذا الحضور البارز للعربية لم يقتصر على المنظمات الدولية، بل شمل المؤسسات الاقتصادية وخصوصاً الصناعية منها، حيث فرضت السوق على المصنعين أن يستعملوا اللّغة العربية للوصول بمنتجاتهم إلى مستخدميها، وطورت مؤسسات البحث العالمية استخدامها خاصة في مجال تكنولوجيا المعلومات ومحركات البحث على شبكة الإنترنت حيث تتسع دائرة المستخدمين باطّراد .



ولاحظ عبدالعزيز أن استخدام العربية في مجال تكنولوجيا المعلومات ما زالت تعترضه مشاكل تتعلق بطبيعة التمثيل الكتابي للنطق حيث إن نظام الحركات الذي تتميز به اللغة العربية يصعب تمثيله كتابياً، ولا يزال يتعذر على محركات البحث التمييز بين الكلمات المتشابهة، لأن تمثيل النطق لا يزال قاصراً، وهنا يأتي دور مؤسسات البحث العلمية العربية، وهي لا تزال متأخرة جداً في هذا المجال، حتى إن أغلبية الاجتهادات في مجال برمجة الحاسوب باللغة العربية لا تزال تأتي من المؤسسات المصنعة نفسها، وليس من مراكز البحث العربية المتخصصة، وهو ما يخشى منه على مستقبل هذه اللّغة لأن مؤسسات التصنيع لا تهتم بالحفاظ على الهوية الحضارية للّغة العربية وأصالة الاستخدام حسب الأصول اللغوية، بل تهتم بالوصول إلى المستهلك بأسهل وأسرع وسيلة، فالحاجة إلى تطوير البحث الأكاديمي العربي في هذا المجال ماسة، وكذلك إلى ربط الصلة بين مجامع اللغة العربية وشركات التكنولوجيا .



وأضاف عبدالعزيز أن الدراسات اللغوية العربية تعاني قصوراً في تلبية الحاجات المتجددة للمتكلمين والمستخدمين لهذه اللغة، في وقت يتطور فيه استخدامها وتتوسع وتضاف إليها كل يوم مفردات وعبارات جديدة تحتاج إلى مواكبة من طرف اللغويين، كما أن مجال الدراسات المقارنة بين اللغات ضعيف في الوطن العربي، ويحتاج إلى تنشيط للاستفادة مما قدمته علوم اللسانيات الحديثة، وأن يكون مؤسسيا ولا يترك لجهود فردية كما هو الواقع الآن .


جريدة الخليج