المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رؤى


سالم الوشاحي
23-02-2013, 06:35 AM
رؤى
أكثر من خطوة


أحمد الرحبي



أرق وصف يمكن ان يوجه لمرأة هو القول لها بإنها قمر أو انها تشبه القمر في جمالها وأجمل المدح أو الغزل دائما هو اكذبه وما اكثر ماوظف الشعراء القمر في قصائدهم وأشعارهم وكذبوا كثيرا على حسابه وأمعنوا في الكذب والبهتان بواسطته لكنه يبقى كذب وبهتان لا يضار منه احد مقارنة بالكذب الصريح الذي يمارس في حياتنا من أجل اغراض شتى ووصولا لغايات كثيرة تتفاوت من مستوى كذبة لإخرى،لكن ان يكون القمر هو ذاته موضوع لكذبة كبرى تم تعميمها على العالم بأقوى وسائل الدعايا واحدث تقنيات الاعلام والتصوير،ليصدقها ويؤمن بها العالم اجمع فتلك هي الطامة الكبرى فمثلما وصف آرمسترونج يومها عملية النزول على القمر إنها خطوة صغيرة للإنسان لكنها وثبة عملاقة للبشرية ،فماذا اذا لم تكن هناك خطوة صغيرة ولا كبيرة حققت من الاساس نحو القمر وبالتالي لم تكن تلك الوثبة العملاقة للبشرية التي فاخر بها آرمسترونج حقيقة ؟ فمن ابرز الحجج المضادة لهذا النزول المزعوم على ظهر جارنا القديم القمر،هي التي تعتمد على التساؤل المنطقي التالي لماذا بعد هذه المدة الطويلة منذ النزول الاول المزعوم لم يحدث نزولا ثانيا على القمر؟ فمن الطبيعي وفق منطق هذا التساؤل أن من يكتشف منطقة ما ويصل إليها يسهل عليه ارتيادها في المرة الثانية فما بال الأمريكيون حتى الآن لم يقوموا بإنزال ثاني والنزول الثاني يجب أن يكون أسهل من الأول حسب المنطق البسيط وحسب قوانين الحياة ولا ينفي هنا منطق التشكيك من حدوث مجرد محاولة ربما للنزول على القمر في فترة الستينيات ،لكن كانت محاولة فاشلة بالتأكيد نظرا للحقائق العلمية المتعلقة بسطح القمر غير المشجعة والتي تجعل امر النزول عليه محفوف بالمخاطر كون سطحه معرض بشكل شديد للأشعة الكونية الخطيرة بالاضافة الى ان درجة الحرارة غير محتملة على ظهر القمر فهي متقلبة فوق سطحه بين خمسين تحت الصفر أو 250 فوق الصفر، مما حدا برواد الفضاء الأمريكيين ان يعودوا ادراجهم الى الارض وكأنهم عائدون من رحلة ممتعة ربما كانت تستدعي اجواء هذه الرحلة وزخم الدعايا الصاخبة التي ستثيرها لصالح المعسكر الغربي بقيادة امريكيا ذلك ، في تلك المرحلة من الستينيات والتي هي مرحلة منافسة وحرب باردة حامية الوطيس بين امريكيا قائدة المعسكر الغربي وما يعرف سابقا بالاتحاد السوفيتي قائد المعسكر الشرقي.
ومن الطبيعي ان الكذب الذي تخدمه كل ظروف الاتقان وآليات الفبركة وتقنية التمويه في في اخفاء ملامح الكذب القبيح يمكن ان يكون بعد زمن من الاصرار على منطق الكذب اشد رسوخا من الحقائق الراسخة ،ومن الطبيعي ان يعتبر مثل هذا الكذب بعد فترة من الزمن من الحقائق المسلم بها التي لا تقبل النقاش او المساءلة حولها فلا يمكن فصله في الواقع عن الكثير من الحقائق التي لا يمكن التطرق إليها بالتشكيك او المجادلة.
إزاء هذا الجدل الذي اثارته في حقيقة الامر قناة فوكس الالمانية حول حقيقة نزول الامريكيين فوق سطح القمر،هل هم مطالبين بأكثر من خطوة على سطح القمر لتأكيد ريادتهم للقمر؟؟.


جريدة الوطن