المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : "من التكنولوجيا إلى الفن" و"الإبداع وعملية التحويل" محاضرتان بندوة "العمل الإبداعي في


سالم الوشاحي
23-02-2013, 06:37 AM
قدمهما فريدريك إمبير ودومنيك ملاردي في قاعة المحاضرات بجامع السلطان قابوس الأكبر ببوشر


"من التكنولوجيا إلى الفن" و"الإبداع وعملية التحويل" محاضرتان بندوة "العمل الإبداعي في الفن"


* فريدريك إمبير: القطع القديمة التي أدمجتها في الأعمال الفنية لها قيمة تاريخية ثرية


* دومنيك ملاردي: دمج مؤثرات الإبداع أول تحد يقابله الفنان في حياته .. والسعادة تساعد على الحياة بإيجابية

كتب ـ إيهاب مباشر:

’’ ضمن سلسلة المحاضرات القيمة، والمعارض الفنية المتميزة، وحلقات العمل والندوات التي يقدمها (مهرجان مسقط للفن)، وتهدف إلى إثراء المشهد الفني العماني، ورفده بما هو جديد في عالم الإبداع الفني، وعرض تجارب عالمية، لأسماء ومؤسسات فنية دولية مشهورة، وفتح آفاق للتواصل بينها وبين الفنانين والطلبة العمانيين، قدم الفرنسيان فريدريك إمبير ودومنيك ملاردي بقاعة المحاضرات في جامع السلطان قابوس الأكبر ببوشر، محاضرتين بعنوان "من التكنولوجيا إلى الفن" و"الإبداع وعملية التحويل" ضمن ندوة "العمل الإبداعي في الفن". ،،
بين التقنية والفن
كانت المحاضرة الأولى للمخترع الفرنسي فريدريك إمبير، ودارت حول كيفية المزج بين التقنية والفن، وناقش العملية الإبداعية من الجانب التقني بداية من المفهوم، وقال: الفن يتناول اللوحات والموزاييك وتحويل المواد الخام، وهناك مواد إلكترونية أو علمية تدخل في العمل الفني.
وأضاف: هذه فرصة لأفتح الباب على المجال الفني الجميل، ولأناقش كيف كانت وجهة نظري للتوصل إلى منتج نهائي من مفاهيم قديمة.
ومن أولى الخطوات التي وضعها وافترضها فريدريك إمبير هي : ماذا نفعل بالمواد الخام، وكيفية تجميع هذه القطع القديمة، وهي لها تاريخ مثل القدور التي أدمجتها في الأعمال الفنية، وهي من حقب تاريخية معينة ولها قيمة تاريخية ثرية، ولها أيضا دلائل في العصر الحديث، حيث قابل بعض الأشخاص الذين لديهم المقدرة على تجميعها.
أما ثاني الخطوات التي ذكرها فريدريك إمبير وهي عملية إعادة التدوير وقال: من المهم أن نحاول أن نجعل هذه المكونات تعمل معا، لكي يمكن أن تظهر كيف كان الماضي داخل هذا المنتج الذي أضحى جديدا، وقد اختار أمبير أن يناقش مفهوم الوقت؛ لأنه شيء يفهمه الجميع، وكلنا يشعر بمرور الوقت؛ حيث إننا سندمج بعض القطع التي تدل على الوقت.
وقال إمبير: نقطة مهمة لابد وأن نذكرها هنا وهي عملية البحث عن هذه المواد الخام، وكيفية التوصل إلى هذه القطع الفنية، وذكر أنه طلب بعض قطع المركبة الروسية القديمة، ومنها القطع التي تستطيع عد الأرقام، فالرقم عبارة عن مكونات قادرة على تكوين أرقام عبر أنبوب بلاستيكي به غاز ويضم عشرة أعداد مرتبة من واحد إلى عشرة. وذكر إمبير أن هذه التقنية كانت مستخدمة منذ زمن، وهي تعمل الآن بشكل فعال.
وقد عرض إمبير في محاضرته فيلما يبين كيف يعمل عرض الأرقام، وذكر أنه كان أكثر إيجابية من شاشات عرض اليوم.
وخلال عرضه لفكرة المزج بين التقنية والفن، والعملية الإبداعية من الجانب التقني، ذكر فريدريك إمبير أن لديه مكونات من برج إيفل في باريس، وقد اتفق مع رئيس البلدية بغرض إعادة استخدام بعض المواد المكونة لهذا البرج، مثل بعض القضبان الحديدية وأجزاء من هيكل البرج، وقد طلب منه أن يخترع عملا فنيا من مكوناته.
مركز النشاط الفكري والإبداعي
بعدها كانت محاضرة الفرنسية دومنيك ملاردي وحملت عنوان "الإبداع وعملية التحويل" وقد ابتدأتها بقولها: أحب أن أعطي تعريفا لشيء أحبه فعلا، فأنا أرسم منذ عدة سنوات وأقوم بعمل التماثيل ودائما أتفاجأ من أين يأتي كل هذا الفن. وقالت: بدأت الدراسة عن طريق أناس مختلفين، وأحب أن أذكر واحدا من أهم أدواتنا وأروعها وهو (الدماغ).
وأضافت: كلمة الإبداع جديدة وقد بدأنا استخدامها في أربعينات القرن الماضي، وبعض علماء النفس بدأوا بدراسة الدماغ في الخمسينات، حيث بدأوا يهتمون بها وبالتقنية الجديدة، حيث يحصلون على صور للدماغ، ومن وقتها بدأت حقيقة الدماغ.
وقد عرضت دومنيك ملاردي صورة للدماغ تظهر شقيها الأيمن والأيسر، وبدأت توضح اختصاص كل قسم منهما بعملية الوعي والإدراك حيث يرتبط الجزء الأيمن من الدماغ بالجزء الأيسر من الجسم، والجزء الأيسر من الدماغ بالجزء الأيمن من الجسم.
وأضافت: التجربة هي إحدى حالات الوعي، والدماغ مركز النشاط الفكري، والكتابة عبارة عن شيء واقعي وهي خاصة بالجانب الأيسر من الدماغ، وعليه تحديد المشاكل بطريقة مرئية، أما الجانب الأيمن فهو مرتبط بالمخيلة وهو يميز التفاصيل وهو مرتبط بالعقل الإبداعي، والجانب الأيمن يعانق الفضاء الواسع وهو غير مرتبط بالوقت.
وقد عرضت ملاردي خلال محاضرتها بضع صور لشخصيات ومنها (ألبرت أينشتاين) وقالت: كان فعلا عبقريا، وهو يعد بمثابة الملهم الكبير لنا، حيث اكتشف كثيرا من الأشياء، ولديه أتباع كثيرون، وذكرت أن العقل الإيجابي عبارة عن هدية ثمينة والعقل المنطقي هو خادم أمين.
تقول دومنيك ملاردي: عندما يكون هناك أي موضوع في الحياة، فنراه بالطريقة المخصصة لكيفية حل المشكلة، ومن الممكن أن ننظر إليه من الناحية الأخرى. علينا الابتعاد عن المشكلة حتى نرى الصورة أوضح، ونراها من وجهة نظر أخرى. حالة اللاوعي يمكنها أن تتعاون بصورة موضوعية وطبيعية من دون أي تفكير، والسعادة تساعد على الحياة بإيجابية وتأتي عن طريق المعرفة والذكاء والتحضر، والعملية العاطفية تؤثر على الإبداع كما تؤثر البيئة على الإبداع عن طريق المرونة، وقد عددت مؤثرات الإبداع وهي العوامل البيئية والثقافة والتعليم، وقالت: الفنان يقابل أول تحد في حياته والمتمثل في دمج كل مؤثرات الإبداع.


جريدة الوطن