المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (ولنا كلمة) إصدار جديد لطالب الضباري


سالم الوشاحي
23-02-2013, 06:38 AM
انتصار للكلمة الحرة التي تأبى أن تظل متفرجة
(ولنا كلمة) إصدار جديد لطالب الضباري

مسقط ـ الوطن:

مرة اخرى يصدر الزميل طالب الضباري أصداره الثالث الذي سبقه باصدارين، وجميعها مما كان له في صحيفة "الوطن" من كتابات. ومرة أخرى ينتصر الزميل للكلمة الحرة التي تأبى ان تظل متفرجة او صامتة على مايدور حولها، في بلدها وفي منطقتها وفي الاساس مما تحلم به. انها الكلمة التي تتعلم كيف توجه، كما يجب ان تواجه وكيف، وماهي الطريقة المبدعة التي تجعل منها مفتاحا للحياة وعلامة مضيئة امام النفس الانسانية التي وهبها الله سبحانه وتعالى تلك القيمة الكبرى من التعبير. الاصدار الثالث تكوين جديد لمجموعة مقالات كانت قد نشرت في "الوطن" كما أسلفنا، ولأنها على قيمة ومعنى، كان يجب ان تجد طريقها للحفظ في كتاب، فهي عصارة فكر ثاقب، وملكة حرية مبدعة، وهي أيضا مشاهد وطنية محفورة بالكلام وبالحروف.. اذ ليس بالامنيات وحدها تنتصر الحقيقة، بل بواقعية الانتماء الوطني الذي تتوجه جمل نشأت من حب الوطن، ومن عظمته، ومن سموه، ومن أفق اهدافه. المقالات التي سبق نشرها، اذا ما اعدناها بالذاكرة ومن خلال قراءتنا لها، سنجدها من جديد وكأنها كتبت البارحة، بل كتبت لتعيش، فوحدها المقالات التي تستمر طويلا، ما تستمده من افق الحياة، ومن خلاصة افكار الناس وانشدادهم الى عالم رحب، بل من خلال تجارب وطنية يراد لها ان يقال فيها ماتعنيه قولة الحق. نتصفح المقالات الواردة في الاصدار الثالث فنعثر على شتى التفاصيل التي لها علاقة بالوطن العماني وبالانسان العماني، بتجليات الانتماء لهما، باصالة ما يجب ان يحكى عن وطن مدهش، حيث "كل مدهش هو جميل" كما يقول اندريه بريتون او كقوله ان "لا جميل الا المدهش". بلغة جميلة مسترسلة يطوف الزميل طالب الضباري في كل صغيرة وكبيرة دون تعب من الكلمة او توقف عن ايداع رأيه مهما كان صريحا وحاسما في بعضها.
تلك الواقعية في الكتابة تحتاج لمراس وعمق، عنوانها المواطنية التي لا تريد ان تشارك بالمشاهدة فقط، ولكن بالرأي الذي يقترب كثيرا من الحدث او الحادثة او المشهد او الموقف او الرأي...
ولأنها الواقعية التي تقرأ عناوين وطنية عريضة، فهي بالتالي مشوار لا ينتهي ولن يتوقف. وأنى له ان يتوقف طالما ان الوطن معطاء دائم، وما يجري فيه استباق للزمن، وكيفما تطلعنا سنجد حبات العرق على وجوه العمانيين وهي تتلو ارتباطها بالعمل الدؤوب الذي لا يتوقف من اجل عمان مزدهرة ودائمة.
مرة أخرى نرحب بتجربة الكلمات المجموعة في كتاب الاصدار الثالث للزميل الضباري، ونحن على يقين انه سيتقدم اليها من جديد، فالذي يكتب عن وطن كعمان لا يمكنه التوقف كما عن فعل الدهشة المستمرة، وهي المساعدة الدائمة على ايقاظ الكلمات والمعاني واستنباط الحاجة الى التعبير.
جريدة الوطن