المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المهندس سعيد الصقلاوي في الطاولة المستديرة 1-


سالم الوشاحي
23-02-2013, 06:49 AM
قلاعنا يدعمها إرث حضاري ضخم مايزال يتفاعل مع تطور حركة العمران -
تثير التحصينات العمانيّة العديد من الأسئلة التي تتعلّق بتاريخها وكيفيّة إنشائها واستمرارها وفق الآليّات والمبادىء الأساسيّة والذي يميّز العمارة العمانيّة ومراحل بنائها ,ومن يقف وراء ذلك , ووظائفها , وما إلى ذلك من أسئلة تتعلّق بهذه التحصينات التي تعد ّ من العناوين البارزة في التاريخ العمراني والحضاري العماني هذه الأسئلة وضعها مركز الدراسات والبحوث الاثنين الماضي على طاولة المهندس سعيد الصقلاوي الذي أنجز موسوعة عن القلاع والحصون العمانيّة من سبعة مجلدات ,وقد استغرق هذا الجهد ثماني سنوات ,وقدّم هذه الموسوعة لوزارة التراث والثقافة لطباعتها , في لقاء حمل عنوان «الطاولة المستطيلة» ليكون أحد مناشط المركز إلى جانب الندوات والإصدارات والمحاضرات التي أعدّها المركز ضمن خطّته لعام 2013 م
في بداية اللّقاء رحّبت مديرة المركز الباحثة ميرفت العريمي بالضيف الذي درس الهندسة المعماريّة في جامعة الأزهر بالقاهرة ثم واصل دراسته العليا في جامعة ليفربول ببريطانيا ليتخصّص في تخطيط المدن وعلى مدى حوالي ثلاثة عقود صمّم العديد من المباني والدور السكنيّة والقاعات التي استلهمها من الموروثات المعماريّة العمانيّة , وهو عضو مشارك في الجمعية الملكية البريطانية وعضو في جمعية تخطيط المدن والبلدات البريطانية وعضو في جمعية المعماريين الأمريكية وعضو في جمعية الأراضي الحضرية الأمريكية ,وأحد أعضاء اللجنة التأسيسية للنادي الثقافي وأحد أعضاء اللجنة التأسيسية لجمعية المهندسين العمانية وعضو منتدى الفكر العربي وعضو في جمعية التاريخ والآثار بدول مجلس التعاون العربي وعضو في الجمعية التاريخية العمانية .
افتتح الصقلاوي حديثه بتوجيه الشكر للمركز ومؤسسة عمان للصحافة والنشر والإعلان على هذه الدعوة للحديث بهذا الموضوع الحيوي , وتكمن أهميته أن الدراسات في ها المجال قليلة , ومن المفيد أن يوجّه المركز أنظاره إلى هذه المنشآت التي لها وظائف عديدة في الحرب كقواعد عسكرية وملجأ للناس ومواقع للمراقبة وفي السلم كمراكز إدارية.
ثم تحدّث عن مراحل تاريخ بناء التحصينات التي يعود أقدمها الى ماقبل 3000 سنة ق. م ومثال عليها أوبار وعدّ حصن الشموخ أحدث حصن عماني .
واستعرض تاريخ بــناء الـــقلاع والحصــون حيث قال « حاولت من خلال تتبعي مسيرة عُمان العمرانية في تاريخها الطويل، والاستدلال ببعض شواهد الحضارات القديمة التي قامت على هذه الأرض أو تلك التي ارتبطت بها بعلاقات أيا كان نوعها بغرض التدليل على ان حركة التعميرورحلة البناء لم تكن وليدة الفراغ وانما يسندها ارثها من التراث العُماني الضخم الذي تشخص ملامحه على أبنية التحصينات المختلفة إنني اخترت عينات من التحصينات المشهورة والمعروفة تسهيلا لتصور القارئ ومتابعته وقد سعيت من خلال استقرائي تواريخ تشييد التحصينات العُمانية من القلاع والحصون والبيوت والقصور والأسوار وغيرها إلى التأكيد بأنه من المجحف ان ننسبها إلى عهد معين أو فترة حكم معينة، وانما هي ارث حصاري مشترك تفاعلت وتعاضدت في إنجازه كافة الحضارات التي تجسدت على ارض عُمان، فهي ليست حكرا لحضارة أم النار أو سومر أو الفينيقيين، وهي كذلك ليست من عمل الفرس دون سواهم من العرب الجلندانيين الازديين فضلا عن ان امتداد حركة بناء التحصينات قد استمرت بعد الإسلام فبقدر ما أولاها الأئمة اهتمامهم كالوارث بن كعب والصلت مالك وغسان بن عبدالله وغيرهم، نرى إنها استحوذت على اهتمام النباهنة أيضا ولكنها ليست من إنجازهم وحدهم وانما شاركهم في ذلك اليعاربة , كما عضد هذه المشاركة الأئمة والسلاطين البوسعيديون من بعدهم وتحظى في عهدنا المعاصر بالاهتمام والرعاية من خلال عمليات الترميم وإعادة البناء, وحيث ان كل تحصين يحكي تاريخا مليئا بالأحداث في عُمان فانه يمكن اعتبارها مدخلا جيدا لتناول التاريخ العُماني ودراسته.
وقد تكشفت من خلال الدراسة ماهية نظرية بناء التحصينات الحربية والثوابت التي ارتكزت عليها والمتغيرات التي تعاملت معها على امتداد فترة تاريخها الطويل ومدى تأثيرها في عمليات الإنشاء وبناء هيكلتها ومما لاشك فيه ان عملية الإنشاء المختلفة، التي يمتاز بها كل تحصين عن غيره، تحتاج منا إلى وقفة متأنية ودراسة تفصيلية لكيفية تركيبها وبنيتها المعمارية من خلال دراسة طرق التخطيط وطرق البناء والمواد المستخدمة التي احترمت صمودها للبيئة المحلية لأنها منها واليها مما سيتيح لنا الاستفادة منها في مسيرة التعمير والبناء على الصيد الرسمي أو المحلي وقد ثبت تأثير البيئة على البناء من خلال ظهور كثير من المشكلات في مواد البناء الحديثة كالإسمنت والخرسانات والطوب الإسمنتي وغيرها.
كما ثبت أن البيئة تنسجم إلى ابعد حد مع مواد البناء المستخرجة من محيطها ولا تتقبل الغريب عنها على مدى البعيد وان المشاريع العديدة التي قام بها الدكتور المهندس حسن فتحي في مختلف مناطق العالم قدر رسخت مبادئ هذه النظرية.
ولابد من التنويه إلى الاهتمام بالدراسة التي تم بموجبها ترميم العديد من هذه التحصينات سوف يتيح تداولها من الناحية العلمية والعملية للتعرف على الأساليب الإنشائية المختلفة عن كثب وروية ولعل النتائج المتمخضة عنها تساعد كثيرا في وضع خطة قومية في مجال البناء والتعمير ربما يكون لها الأثر الأكبر في نواح عديدة منها اقتصاديات البناء وشخصية وطابع المدن العُمانية فضلا عن ميدان الصناعة ومجال العمالة وغيرها وبالتالي فإن تمكن الجهات المسؤولة من توفيرها وجعلها في متناول الدارسين والباحثين يعتبر مطمحا يرتجا وطلبا ملحا»

إرث حضاري

وأوضح «إن عملية البناء والتشييد ومنها القلاع والحصون في عُمان يدعمها ارث حضاري ضخم تمتد جذوره الأولى إلى ما قبل التاريخ الميلادي وما زال هذا الموروث يتفاعل مع تطور حركة العمران بحسب الظروف والأحوال التي تكتنف الواقع العُماني وهذا الموروث يشكل المرتكزات التي تتمحور عليها ديناميكية الحركة بغض النظر عن مدى قوة الدفع التي تعتبر مؤشرا هاما وحيويا في نشاطها وازدهارها.
لم تتيبس شرايين الحركة في عُمان منذ القديم وحتى القرن العشرين، وان مرت عليها فترات كانت فيها قوة الضخ اقل بكثير عن مستوى المأمول، فضلا عن مستوى الطموح إلا ان هذه الفترات تشكل حركة موجية متراوحة في قوتها أو ضعفها وفي مستوى انتشارها أو حدتها وكذلك في قدرة اتصالها أو بلوغها وفي كل مرة يحاول الإنسان العُماني ان يجد الوسائل المناسبة لنوع الحركة أو ان يخترعها لكي يتمكن من المشاركة ولو من بعيد عن طريق التعرف على المجريات أو الإحساس بها، فضلا عن تمكنه أحيانا من المشاركة الفعلية.
وقد شجعته محاولاته لان يكون قلب التاريخ أخذا وعطاء وهذا ما أفصحت عنه الكشوف سواء تلك التي وجدت في عُمان أو التي عثر عليها في مناطق أخرى مختلفة وبالرجوع إلى الحضارات التي كانت على ارض عُمان في مدتها المختلفة ووقوعها في دائرة أطماع الحضارات الأخرى التي ركزت قصارى جهدها على استغلال الحضارات القائمة في عُمان من خلال إدخالها إلى حلبة الصراع التي دارت رحاها بين سمهرم وشبوه كما بينتها النقوش الأثرية ، أو صراع مجان مع الآشوريين الذين سيطروا عليها والصراع مع الفرس وغيرهم .
كما ذلك كان دفعا للعُمانيين إلى إنشاء تحصينات قوية لدرء الأخطار وإن لم يوفقوا في صد بعضها إلا أن روح المقاومة تظل متقدة إلى أن يتم الظفر والتاريخ العُماني مليء بالشواهد في القديم والحديث.

تحديات متداولة

وقال « من خلال الدراسة التي أجريناها على عدد لا باس به من أبنية التحصينات في مختلف المناطق العُمانية اتضح لنا ان الأشكال المتداولة قد لا تتعدى الخمسة منها المستطيل، مثل(قلعة بركة الموز والراوية،العربي الخ ومنها المربع، مثل(قريات وراس الحد وافي وبدبد،الخ) ومنها الدائري واشهرها قلعة نزوى ومنها البيضاوي ويشخص ذلك واضحا في مبنى البرج الرئيسي وقلعة الرستاق(القلعة)، ثم الثلاثي الشكل الذي يظهر في حصن السيب حيث يعتقد انه برتغالي , كما ان الاكتشافات الأثرية في بات قد قدمت إلينا نموذجين من التحصينات ربما كانا سائدين وهما الشكل الثلاثي أو المثلث والشكل الدائري في صورة برج ضخم, ونعتقد ان جغرافية الموضع وطبوغرافية الأرض قد لعبت دورا في تحديد شكل المبنى إلى حد ما وهذا أمر متعارف عليه في علم هندسة البناء وفي النواحي المعمارية والإنشائية وان القول بان التوفير في التكلفة هو الذي ساهم في نشوء التحصين الثلاثي على نحو أخص أرى ان مبرره لا يرقى إلى مستوى اعتباره ذلك لأنه من البديهي ان تنفق الأموال بغرض إنشاء تحصينات قوية أيا كان نوعها ووفق عصرها وهذا ما تعتمده الدول الحديثة في مختلف أنحاء العالم.
جريدة عمان

فهد مبارك
23-02-2013, 07:30 AM
سالم ..
شكرا لك على هذا النشاط وهذه التغطية المستمر في قسم الحوارات والاخبار
جهد جبار .. وكلمة الشكر لا تفيك حقك ..
وفقك الله