المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كتاب «الثقافة العُمانية.. تجسيد لحوار الحضارات».. في معرض مسقط للكتاب


الديمه
24-02-2013, 01:11 AM
كتاب «الثقافة العُمانية.. تجسيد لحوار الحضارات».. في معرض مسقط للكتاب



توثيقاً للأيام الثقافية التي أقامتها الجمعية العمانية للكتاب والأدباء بتونس -
صدر عن "مركز الدراسات والبحوث" بمؤسّسة عُمان للصحافة والنشر والإعلان كتاب "الثقافة العُمانية: تجسيد لحوار الحضارات" وهو توثيقٌ لوقائع الأيام الثقافية التي أقامتها الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء في تونس للفترة من 25 إلى 28 يونيو 2012م، والتي شارك بها عددٌ من المفكرين والكتاب والأدباء العُمانيين، وقد لاقت صدىً واسعاً في وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية، استطاع من خلالها المثقف العُماني أن يسجل حضوره المتألق على صفحاتٍ من ضياء.
يحتوي الكتاب الذي قام بتحريره الشاعر والكاتب عبدالرزاق الربيعي على عدة أقسام من بينها، قسم "البحوث" وهو عصارة الأوراق التي قدمت في الأيام الثقافية العُمانية، و"كلمات في ذاكرة الأيام" و"زيارات"، جميعها ستنقل القارئ وتجعله في موطن الحدث وزمانه، وهي إلى ذلك توثيقٌ مهمٌ لحركةٍ ثقافيةٍ سعى القائمون عليها إلى تعميق التواصل الفكري والأدبي بين بلدين شقيقين، تُمّكن الباحث والدارس من العودة إليها متى ما شاء.
إرادة قوية
تحت عنوان "مبادرة قيمة" يفتتح معالي الدكتور مهدي مبروك وزير الثقافة التونسي صفحات الكتاب الأولى، مشيراً فيها إلى عمق التواصل الفكري والإنساني بين البلدين، ومما قاله: "بين العُمانيين والتونسيين وشائج قديمة ومتينة بدليل هجرة العديد من المفكرين والفقهاء العُمانيين إلى تونس في سالف الأيام، والتواصل مستمر إلى يومنا هذا، ويوميا تنشط العلاقات الثقافية، ولدينا العديد من الخبراء التونسيين يشتغلون في مجال ترميم المخطوطات العمانية والأفق مفتوح لنرسم مستقبلا بهيا بارادة قوية".
أما عن الأيام الثقافية بتونس فيقول معاليه: "هذه الأيام تعد جسر محبة وتواصل وتعارف لنقل المعرفة من عُمان إلى تونس ومن تونس إلى عُمان، وهي تعتبر فرصة للالتقاء بالمبدعين والمثقفين العُمانيين والصحفيين والاعلاميين والدبلوماسيين، للتعريف بهذه الحضارة العربية الضاربة في الجذور، التي وصلت إشعاعاتها في يوم من الأيام إلى مختلف قارات العالم إلى إفريقيا وأمريكا وآسيا، وهذا تأكيد على القواسم المشتركة بين السلطنة فلدينا حضارة وثقافة مشتركة تتفرد فيها الثقافة بالمعنى الانثروبولجي للكلمة".
جسور وتواصل
"شيء جميل أن تنظم عُمان أول فعالية عربية تقام في هذا البلد الذي عرفناه أخضر بلون قصيدة الشابي إذ يكتب أنشودة الأمل في قلوب الشعوب العربية فتغنت بها أصوات الغرب الناهضة نحو التغيير وتكسير أصنام الطواغيت" تلك هي كلمات الكاتب محمد بن سيف الرحبي في المحتوى الثاني للكتاب والذي وُسِمَ بـ"جسور وتواصل" الذي اشتمل على بعض الانطباعات حول الفعالية من قبل المثقف العُماني مع استعراضٍ لأهم الأحداث والفعاليات التي رافقت الأيام الثقافية. والتي قال فيها رئيس الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء الدكتور محمد العريمي: "تظل الثقافة في المقدمة والسباقة في مباركة كل التغييرات التي تحصل فبالرغُمْ من كلِ التحولاتِ والتطوراتْ التي شَهِدَها عالمُنا المعاصرْ فإنَّ الطبيعةَ البشريةَ والفطرةَ الإنسانيةَ لم تسكُنْ ولم تهدأ حيثُ بدأتْ تُعيدُ للفكرِ والثقافةِ ألقها. وقُدرتها على صناعةِ التاريخْ".
بحوث
من الأوراق البحثية المنشورة في الكتاب "لمحات من المدرسة السلوكية في الشعر العماني" للدكتور محمود بن مبارك السليمي، الذي أشار فيها إلى تماهيه المجنح في تعالقٍ روحي وعقلي متفرد مع ظاهرة السلوك "التصوف" في الشعر العماني، ما حدا به لأن يتخذها مادةً لأطروحته لنيل الدكتوراة في رسالته التي عنونها بـ"أثر الفكر الإباضي في الشعر العماني"، غير أنه لم يكتفِ بذلك حتى عمد إلى دراسة شخصيات معينة لكي يصل إلى الوسيلة التي تلائم شعراً لا يقوم على الفصل بين السطحي والعميق، فجاء كتابه "تجليات الإبداع في الشعر العماني"، ولم يتوقف نبضه الفكري، حتى تماثل للاكتمال في ورقته هذه التي ولج من خلالها إلى المتلقي عبر مدخله الأهم والأوسع، وهو مدخل المصطلح في الفكر الصوفي عامة الفكر السلوكي خاصة، متوقفاً عند ثلاثةٍ من أعلام الأدب السلوكي في عمان وهم الشيخ جاعد بن خميس الخروصي، والشيخ سعيد بن خلفان الخليلي، والشاعر أبو مسلم ناصر بن سالم بن عديم الرواحي البهلاني، ممهدا لذلك بالتعريف بالمدرسة السلوكية، وواقفا على مفهوم مصطلح السلوك، وما يفرقه عن مفهوم التصوف والسمات الفارقة بينهما، معالجاً بعد ذلك أبعاد المصطلح السلوكي ومراميه، في محاولة لتقديم مفتاح قراءة جديدة للمتلقى البسيط، يدخل به عالم الأدب السلوكي في مفاهيمه الخاصة كما أرادها أصحابه.
كما حملت ورقة الدكتور زكريا بن خليفة المحرمي عنوان "عمان من التسامح إلى التفاهم والإنسجام"، متحدثاً فيها عن التجربة العمانية مع التسامح، مستشهداً بقول رياض حسن محرم: (لمدة تزيد عن عشرين عاما عملتها في سلطنة عمان، أدعي أنني كونت خبرة ليست قليلة عن هذه الدولة الفتية، ولا أزعم أن ما تراكم من خبرات كله إيجابي، إلا أن أكثر ما أثار انتباهي هي هذه التوليفة العبقرية للتسامح تجاه الذات والآخر التي تشكل نسيجا عضويا في التركيبة العمانية). كما يشير المحرمي إلى أن هذه التعددية القائمة على التسامح والانسجام التي يذكرها محرم ليست وليدة الساعة بل هي تعددية عريقة، يؤكدها الكثير من الرحالة من المستشرقين، فقد وصف الرحالة البريطاني وليام هيود عام 1816 العمانيين بقوله (وهم في غاية التسامح. كما أنهم، على حد سواء، بسطاء في تصرفاتهم، وقليلا ما يفرّقون في تعاملهم مع الديانات الأخرى)، وذات الأمر سجله الأمريكي إدموند روبرتس في عام 1833 حيث قال: (كل الديانات في مناطق نفوذ السلطان، يعامل أتباعها بتسامح شديد، وليس هـذا فحسب، بل تقدم لهم الحماية الكافية بأمر من السلطان، ولا توجد أية عقبات تمنع النصارى واليهود، أو غيرهم من ممارسة شـعائرهـم الدينية، أو بناء معابدهـم)، هذه الحقيقة أكدها أيضا المبشر الإنجليزي ويليام جيفورد بالجريف عام 1863 حين قال عن العمانيين: (هم بطبيعتِهم دون أدنى شكّ، حسبَ خِبرتي بهم، الأفضلُ سَجِيّةً، والأحْسنُ مَعْشَرًا، والأكثرُ أنسًا، من جميعِ الأجناسِ العربيّة. التسامحُ، بأقصى درجاتِه التي لا تُوجدُ حتّى في أوروبّا، مَكفولٌ هنا لكلِّ الأجناسِ، والدّياناتِ، والعادات. المسلمون، واليهودُ، والمسيحيّون، والهندوس، جميعُهم يعبدون اللّه بحرّيّةٍ حسبَ معتقداتِهم، ويلبسون ما يشاؤون حسبَ عاداتِهم، ويمارسون الزواجَ، ودفنَ الموتى، والمواريثَ، حسبَ تقاليدِهم الخاصّة دون قيدٍ، أو إزعاجٍ، أو مَنْع).
ثالث الأوراق المنشورة حملت عنوان "الهوية المجتمعية في التراث الثقافي الشفاهي في عمان؛ الشعر أنموذجاً" للدكتورة عائشة الدرمكية، والتي دللت فيها على أن السلطنة بوصفها دولة ذات سمات حضارية ومجتمعية خاصة تتميز- رغم تطورها ونمائها الاقتصادي والتنموي السريع- بأنها تتمركز على حالة الثبات تلك حتى تضمن وصل الأفراد بماضيهم الذي تعتبره منطلقاً وموجهاً للحياة في الحاضر كونه منتجاً عاماً وليس خاصاً بفرد ما، فما يميز مواد التراث الثقافي في عمان شيئين هما التداول والتراثية؛ بمعنى أن هذه المواد يجب أن تكون متداولة وأن تكون مأثورة. كما أن ثقافة السلطنة باعتبارها هوية مجتمعية خاصة لا يمكن فصلها عن الثقافة العربية عامة من ناحية وعن مؤثرات تطور وتغير هذه الثقافة من ناحية أخرى، متناولةً النمط الشعري الغني بالفلسفة الأدائية واللغوية والفكرية لما يتميز به هذا النمط من قدرات اختزال للحياة المجتمعية من نواحٍ عدة؛ جغرافية وتاريخية ودينية بل ونفسية وفنية ولغوية، وذلك خلال محورين هما: الحياة المجتمعية والإنتاج الفكري والثقافي في عمان، واللغة والتراث الثقافي الشفاهي في عمان، متوصلةً إلى إن هذا التنوع ما بين السهول الصحراوية الحجرية ، والمناطق الرملية والجبلية والخطوط الساحلية يجعل منها أرضاً خصبة للتنوع الفكري والثقافي؛ إضافة إلى أن الشعر الشعبي في عمان استمد من تراث الأجداد ما يصقل به موهبة الأبناء الذين نسجوا الشعر ونظموه في قوالب الفنون الشعبية والإنشاد، بل خرجوا في بعض الأحيان إلى عوالم جديدة تنسج لها خطوط الفكر الحديث ضمن منضومة اجتماعية لا تخرج عن المؤسسة الاجتماعية العامة.
للمسرح حضوره أيضاً في الكتاب، عبر ورقة الدكتورة آمنة الربيع الموسومة بـ"المسرح في عُمان بحث في الواقع وقراءة في المتغيرات"، التي عمدتْ من خلالها إلى تقديم مداخل عامة لأهم المراحل التي شكلت المسرح في عمان منذ مرحلة التأسيس التي يمكن تتبع عناصرها في الظواهر التراثية والتقليدية وصولا إلى مرحلة المهرجانات المسرحية. ساعيةً إلى إنارة هدفين أساسيين، أولهما تعريف المشتغلين بالمسرح والمثقفين والمهتمين في بلاد المغرب العربي (تونس) بآصرة من أواصر الاتصال والتبادل الثقافي ممثلة بالمسرح العماني، وهو جزء صغير من الثقافة العمانية وحضارتها وآفاقها، لغاية يُدركها العاملون في حقول الثقافة المختلفة، أن تحقيق التعاون المشترك وتقريب وجهات النظر المتباينة من شأنه أن يرفد التجارب بالخبرات المتطورة، وثانيها التعريف بالمشتغلين في المسرح العماني، كتّابا، ومخرجين، وباحثين، وإبراز إنتاجهم الإبداعي التخصصي، وقد خلصت إلى أن المسرح في عمان قد استفاد من مسارات عديدة على صعيد المضمون والشكل، فاقترب مما اقترب منه المسرح في مجتمعات الخليج وفي الوطن العربي عبر تجارب متقدمة كالتجربة المسرحية في مصر وسوريا والأردن والمغرب وتونس، وأن كتابه قد وظفوا أساليب النص المسرحي التقليدي والتجريبي كما أن المخرجين قد تعرفوا على اتجاهات المدارس الإخراجية الحديثة المختلفة.
اشتمل الكتاب أيضاً على "تاريخية العلاقات الثقافية بين عُمان وتونس" وهو مبحث الأكاديمي التونسي الحبيب بن فضيلة، الذي أشار فيها إلى أن علاقة ثقافية ذات مرجعية دينية كانت تربط بين تونس وعمان في بداية القرن العشرين، حيث يتمكن من العثور على قصيدتين عموديتين لشاعرين من مسقط وهما الشيخ محمد بن شيخان السالمي والشاعر عيسى بن صالح الطيواني في مدح الشيخ محمد بن يوسف المصعبي وهو عالم وشيخ من شيوخ الفقه الإسلامي في تونس تولت نشرهما الجريدة التونسية "مرشد الأمة". مؤكدا على أن العلاقات الثقافية بين سلطنة عمان وتونس تعود إلى أوائل القرن الماضي على الرغم من أن التقدم العلمي والتكنولوجي آنذاك يعتبر في بداية التشكل حيث لا وجود للإنترنت أو شبكة التواصل الاجتماعي الشهيرة اليوم (الفيس بوك). كما احتوى الكتاب أيضاً على "محطات تاريخية من السينما التونسية" للكاتب التونسي محمد بن سلامة.
خاتمة الأوراق البحثية جاء مع "الفيلم العماني من مرحلة الكاميرا الرقمية فصاعدا" للسينمائي عبدالله خميس، مسلطاً الضوء من خلالها على الفيلم العماني الروائي القصير الذي يعد تجربة حديثة نسبيا بالنسبة لسلطنة عمان، مع التركيز على الأفلام التي اُنتجت خلال السنوات الخمس الماضية باعتبارها الفترة التي بدأ فيها إنتاج الأفلام ينتعش، وبدأ فيها الفيلم العماني يحصد جوائز في مهرجانات سينمائية خليجية وعربية. بدأت الورقة بلمحة تاريخية لتقدم نبذة عن بواكير صناعة الأفلام العمانية والتي أنتجها طلبة عمانيون درسوا بالخارج، متطرقاً إلى أفلام المخرج حاتم حمد التي أنتجها بين أمريكا وعُمان في الفترة من 1987 إلى 1992، تليتها أفلام المخرج عبدالله حبيب التي أنتجت أيضا في الولايات المتحدة الأمريكية في أوائل تسعينات القرن الماضي، وصولا إلى تأسيس ملتقى الفيلم العماني (السنوي) عام 2007 ومن بعده انطلاق مهرجان الخليج السينمائي بدبي عام 2008 الذي أعطى دَفعة قوية لأفلام شبه الجزيرة العربية ومن ضمنها الأفلام العمانية. كما ألقت الورقة الضوء على الأفلام التي فازت بجوائز في المهرجانين المذكورين، مع التعريف بملامحها العامة وأوجه التميز والضعف التي تحفل بها التجربة الفيلمية في عمان كما كشفت عنها أفلام السنوات الخمس الماضية. إضافة إلى توظيف الفيلم المحلي لمفردات الجغرافية والبيئة العمانية، والتوجهات الفنية والفكرية التي يمكن تلمّس بداية تشكّل جذورها الأولى في الفيلم العماني بما يمكن أن يكون نواة محتملة لتيارات رئيسية قد تهيمن مستقبلا على صناعة الفيلم العماني.
الكتاب أيضاً نشر كلمة لسعادة حسين بن عمر بن عبدالله آل إبراهيم سفير السلطنة المعتمد لدى تونس وكلمات لرئيس الجمعية العمانية للكتاب والأدباء الدكتور محمد العريمي، ورشيد بن سلامة رئيس نادي اليونسكو المدينة بتونس، والروائي العربي عبدالرحمن مجيد الربيعي والقاصة التونسية حياة الرايس، كما ضمَّ أيضاً أصداء المثقفين والدبلوماسيين حول الفعالية والأثر الذي خلفته.
وسيكون "الثقافة العُمانية: تجسيد لحوار الحضارات" أول كتاب يصدر عن مركز الدراسات والبحوث بمؤسسة عمان للصحافة والنشر والإعلان الذي سيكون موجودا في معرض مسقط الدولي للكتاب بعدد من الإصدارات والأنشطة

جريدة عمان
http://main.omandaily.om/node/126559

سالم الوشاحي
24-02-2013, 05:23 AM
الأخت الفاضله الديمه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نقل طيب أتمنى لكِ التوفيق دوماً

تحية إجلال وعرفان