سالم الوشاحي
24-02-2013, 05:03 AM
أفق
لغتنا العربية آخر تحديث:الأحد ,24/02/2013
باسمة يونس
تحولت قضية الحفاظ على اللغة العربية الى مصدر قلق، عوضاً عن أن تصبح محل تحفيز وحماسة تثير مخاوف الناس الذين تغلبهم حيرة إيجاد حل لهذه الإشكالية، وتبرزها مطالباتهم المستمرة بإيجاد حلول لمنع التعديات الواقعة عليها من كل حدب وصوب .
وتخرج بين الحين والآخر استفسارات وتساؤلات عن سبب التقاعس في إجراءات الحفاظ عليها، وكأن اللغة العربية مرفق عام تقع مسؤولية الحفاظ عليها على المسؤولين في المؤسسات المجتمعية فقط، فتثير الأقلام قضية عدم اهتمام هذه المؤسسات أو قيامها بواجباتها في موضوع حماية اللغة العربية ما يجعل العربية عرضة للتعدي والانتهاك .
وقد ضج “تويتر” البارحة إثر خبر أثارته برق الإمارات الإخبارية، التي تسعى دائماً لوضع اليد على القضايا التي تهم الشارع، فتحمى المناقشات حولها للاستفادة والإفادة مما قد يقال أو يعمل بما قيل لاحقاً .
وكان الخبر يشير الى مسألة عدم قيام الطلبة الذكور في جامعة الإمارات بالتسجيل في قسم اللغة العربية منذ أربع سنوات، وهو ماجعل الردود الغاضبة والمنتقدة واللائمة، تتفاعل وتتوالى، فمن وجهة نظر الناس هي قضية عاجلة تحتاج إلى تدخل وجهد مؤسساتي، بحيث تواجه تعسف الشركات في فرض اللغة الانجليزية على الموظفين وطالبي التوظيف، وهو مايدعو الطلبة أو يجعلهم ينفرون من قسم اللغة العربية كما قد يفهم البعض، بل وكان أحد المتفاعلين في النقاش قد رد بأن اللغة العربية لم تعد محل طلب، فالشركات لديها شرط إتقان الإنجليزية وإلا فلن يتم تعيين طالب الوظيفة الذي لايتقنها .
في ظل كل هذه التفاعلات، كان اللوم يقع بمجمله على عاتق المؤسسات، بينما تجاهل الجميع أهم مايمكن النظر إليه من ذلك الخبر، ألا وهو عدم قيام الطلبة الذكور بالتسجيل في قسم اللغة العربية، وهو مايدعونا إلى التفكير ملياً في معنى حصر ذلك بالذكور، ما يعني أن الإناث مازلن محافظات على اهتمامهن باللغة العربية، وهو مايحتاج إلى دراسة لمعرفة السبب والمتسبب .
ويشي إلقاء اللوم على المؤسسات، بعدم وعي الجمهور والمتفاعلين مجتمعياً بأن المبادرات الإماراتية في مجال حماية اللغة العربية والتي تنضوي أسفل مظلة ميثاق اللغة العربية، هي من أهم المبادرات العربية والدولية في مجال الحفاظ على اللغة، وقد أسهمت في تحريك الدماء في الكثير من الأنشطة بحيث تتضمن جميعها قيمتي المحافظة على اللغة العربية والهوية الوطنية في كل الأعمال والمبادرات والفعاليات التي تقدمها المؤسسات المجتمعية في الدولة .
وينبغي كذلك توضيح الفرق بين معنى اللغة العربية التي لا تعدّ مجرد لغة صنيعة الإنسان مثل غيرها، بل هي ارتباط روحي ديني وتاريخي وحضاري ومجتمعي وقومي، بينما يتحدد استخدام اللغات الأخرى في مجالات مهارات العمل التي تتطلب التواصل مع بلدان العالم، مما لايؤثر في تطلعاتنا وارتباطنا الروحي بلغتنا الأم .
جريدة الخليج
لغتنا العربية آخر تحديث:الأحد ,24/02/2013
باسمة يونس
تحولت قضية الحفاظ على اللغة العربية الى مصدر قلق، عوضاً عن أن تصبح محل تحفيز وحماسة تثير مخاوف الناس الذين تغلبهم حيرة إيجاد حل لهذه الإشكالية، وتبرزها مطالباتهم المستمرة بإيجاد حلول لمنع التعديات الواقعة عليها من كل حدب وصوب .
وتخرج بين الحين والآخر استفسارات وتساؤلات عن سبب التقاعس في إجراءات الحفاظ عليها، وكأن اللغة العربية مرفق عام تقع مسؤولية الحفاظ عليها على المسؤولين في المؤسسات المجتمعية فقط، فتثير الأقلام قضية عدم اهتمام هذه المؤسسات أو قيامها بواجباتها في موضوع حماية اللغة العربية ما يجعل العربية عرضة للتعدي والانتهاك .
وقد ضج “تويتر” البارحة إثر خبر أثارته برق الإمارات الإخبارية، التي تسعى دائماً لوضع اليد على القضايا التي تهم الشارع، فتحمى المناقشات حولها للاستفادة والإفادة مما قد يقال أو يعمل بما قيل لاحقاً .
وكان الخبر يشير الى مسألة عدم قيام الطلبة الذكور في جامعة الإمارات بالتسجيل في قسم اللغة العربية منذ أربع سنوات، وهو ماجعل الردود الغاضبة والمنتقدة واللائمة، تتفاعل وتتوالى، فمن وجهة نظر الناس هي قضية عاجلة تحتاج إلى تدخل وجهد مؤسساتي، بحيث تواجه تعسف الشركات في فرض اللغة الانجليزية على الموظفين وطالبي التوظيف، وهو مايدعو الطلبة أو يجعلهم ينفرون من قسم اللغة العربية كما قد يفهم البعض، بل وكان أحد المتفاعلين في النقاش قد رد بأن اللغة العربية لم تعد محل طلب، فالشركات لديها شرط إتقان الإنجليزية وإلا فلن يتم تعيين طالب الوظيفة الذي لايتقنها .
في ظل كل هذه التفاعلات، كان اللوم يقع بمجمله على عاتق المؤسسات، بينما تجاهل الجميع أهم مايمكن النظر إليه من ذلك الخبر، ألا وهو عدم قيام الطلبة الذكور بالتسجيل في قسم اللغة العربية، وهو مايدعونا إلى التفكير ملياً في معنى حصر ذلك بالذكور، ما يعني أن الإناث مازلن محافظات على اهتمامهن باللغة العربية، وهو مايحتاج إلى دراسة لمعرفة السبب والمتسبب .
ويشي إلقاء اللوم على المؤسسات، بعدم وعي الجمهور والمتفاعلين مجتمعياً بأن المبادرات الإماراتية في مجال حماية اللغة العربية والتي تنضوي أسفل مظلة ميثاق اللغة العربية، هي من أهم المبادرات العربية والدولية في مجال الحفاظ على اللغة، وقد أسهمت في تحريك الدماء في الكثير من الأنشطة بحيث تتضمن جميعها قيمتي المحافظة على اللغة العربية والهوية الوطنية في كل الأعمال والمبادرات والفعاليات التي تقدمها المؤسسات المجتمعية في الدولة .
وينبغي كذلك توضيح الفرق بين معنى اللغة العربية التي لا تعدّ مجرد لغة صنيعة الإنسان مثل غيرها، بل هي ارتباط روحي ديني وتاريخي وحضاري ومجتمعي وقومي، بينما يتحدد استخدام اللغات الأخرى في مجالات مهارات العمل التي تتطلب التواصل مع بلدان العالم، مما لايؤثر في تطلعاتنا وارتباطنا الروحي بلغتنا الأم .
جريدة الخليج