سالم الوشاحي
01-03-2013, 05:15 AM
الإقبال يزداد والفعاليّات الثقافيّة مستمرّة -
كتبت-بدريّة العامريّة:--
يأتي معرض مسقط الدّولي للكتاب كمهرجان ينتظره الكثير من محبِّي القراءة، والتّواقين للمعرفة، أثناء تجوّلك في أرجاء المعرض تشدّك الكثير من المناظر.. فترى وجوهًا غارقة في البحث بين دفّتي كتاب عن شيء يُلامس اهتمامها، كما ترى أولياء أمور يناقشون أطفالهم في بعض الاختيارات، وقرّاء يتابعون قوائم ترشدهم وتذكّرهم، وآخرين يسألون عن عنوانٍ تلو آخر، وعن دارٍ تهتم بمجالٍ أو موضوع.. وزوّار آخرين يستوقفون المنظّمين الذين يحملون الأجهزة ليدلّوهم على بعض ما يبحثون عنه.. وآخرون يعقدون بعض النقاشات والمقترحات فيما بينهم.. مناظر كثيرة يمكنك التقاطها وأنت تتجوّل في أرجاء المعرض.. ($) استطلعت آراء بعض الزّوار، صادفتنا مريم البلوشيّة (معلّمة رياضيّات) وهي تبحث عن بعضِ الكتُب الخاصّة بمجالِ تخصُّصها والكُتب العامّة والدينيّة، تقول لنا عن اهتماماتها: كوني معلمة رياضيات فأنا أبحث عن كتب تغذِّي تخصّصي، إلا أن أغلب الكتب التي تعتبر تربويّة لم أجد سوى كتابين علميين حتّى الآن.
المعرض فرصة
وترى البلوشيّة في المعرض فرصة لابُد من اقتناصها، مضيفةً: توفّر مختلف الكتب، كما أنّ توفّر متنوّع الكتب باختلاف موضوعاتها فرصة لنا في ظِل غياب الكثير من الكتب في السّوق.
ومما لفت مريم في المعرِض هو الإقبال الشّديد، قائلة: يُقال أننا أمة لا تقرأ.. لكن زحمة المواقف والنّاس في المعرض تؤكّد أننا ما زلنا بخير والحمد لله، وتضيف: التوقيت أيضًا مناسب، أن يفتح المعرض بشكل متواصل هذا يخدمنا نحن البعيدين نسبيًّا عن مسقط، وعن آلية اختيارها للكتب تقول: لا أشتري إلا ما لدي خلفية مسبقة عنه.
الأسعار في متناول الجميع
أمّا (علي الشهومي) فقد جاء إلى المعرض وثمّة كتب كان قد خطّط لها سلفًا في مجالات الدّين والفلسفة وعلم الاجتماع كما يقول، مضيفًا: حصلت على معظم العناوين التي أبحث عنها، جميل جدا أن يكون في بلدي هكذا معرض وجدته دسما بالعديد من العناوين وهناك من يرشدك إلى وجهتك.
وعن الأسعار يقول: حسبما وجدت فالأسعار في متناول الجميع، كل ما أتمناه أن تتوفر لهذه الوجوه المكتظة في البحث، والتي أتت من شتى بقاع عمان لانتقاء كتبهم ومعهم اطفالهم، أتمنى ان تتوفّر لنا جميعًا مكتبة عامة لبيع الكتب ليستفيد الجميع منها.
نتزوّد بمؤونة سنة كاملة
وأثناء التجوال صادفنا الطّفل محمّد الجابري بمعية أخيه الشّاعر (حسام الجابري)، يقول محمّد عن زيارته للمعرض: أتشوّق لزيارة المعرض، وقد زرت المعرض السنوات الماضية، وقرأت كل كتبي، وعن آلية اختياره للكتب يقول: أشتري ما يعجبني، وحسام يساعدني في الاختيار قليلا، مضيفًا: أتمنى أن اقرأ الكتب التي اشتريتها هذه السّنة.
وعن رأي الشّاعر حسام الجابري في المعرِض يقول: نحن في عمان كأننا في غرق دائم طوال السّنة يأتي هذا الأسبوع لنُخرج رأسنا فيه وبعدها نعود للغطس ثانيةً، ولكن ما يُصبّر أنّنا نتزوّد بمؤونة سنة كاملة تُعيننا على الغطس.
وعن اهتماماته يقول: أتيت للمعرض هذه المرّة بشكل مختلف، عادةً آتي بشكل عشوائي من غير تخطيط، ما يعجبني أقتنيه.. إلا أن الوضع معي هذا العام الأمر اختلف، فقد أعانني محرّك البحث على اختيار وتحديد ما أريد، أتيت بقائمتي التي انصبّت في الأدب والفِكر الديني (البعد الصّوفي).. كما أنّني لم أتجاهل الإصدارات العمانيّة الجديدة لبعض الأصدقاء، وقد حاولت اِقتناء معظمها.
محرك البحث مختلِف هذا العام
صادفنا (محمد اللواتي) وهو يقترح لبعض الزوّار عناوين يراها مهمّة، فاقتنصنا الفرصة للاقتراب من اهتماماته والكتب التي يسعى لاقتنائِها من المعرض، إذ يقول: اليوم هي زيارتي الأولى للمعرض، وهذه السّنة الأولى التي آتي فيها للمعرض بلا قائمة وبشكلٍ عشوائي، مضيفًا: أود اكتشاف الكتب، لكنّني أعددت قائمة بالدّور التي يجب أن أزورها.
وعن الكتب التي يستهدفها بحث اللواتي يقول: توجهي للكتب الفكريّة، وتاريخ فكر المذاهب الدينية، كما أن الإصدارات العمانية هذه السّنة كثيرة، وفي أحد المنتديات أعدوا قائمة لهذه الكتب استفدت منها واقتنيتها، أغلبها متوفّر في دار الانتشار العربي.
وعن الجديد في المعرض يقول: الملفت أنّ المعرض يزخر بالكثير من الإصدارات العمانية، بعضها تتطرق للجانب السياسي، وهذا توجّه جديد للإصدارات العمانية، مضيفًا: استفدت من محرك البحث، وهذا العام مختلف، فقد تطوّر بشكل ملحوظ ووفّر عليّ الكثير.
الأكثر غنى بالإصدارات العُمانيّة
وأثناء التجوال لفتنا (عبدالعزيز الرّاشدي) يُفتّش عمّا يُجيب عن تساؤلاته في ركن النّادي الثقافي، شاركنا رأيه في المعرِض إذ يرى أنّ المعرض ممتلئ بالكثير من الإصدارات العمانية المختلفة في مجال الشّعر والقصّة والرواية والمسرح، وفي أغلب المجالات، مضيفًا: معرض هذه السّنة هو الأكثر غنى بالإصدارات العُمانيّة.
وعن آلية انتقائِه للكتب يقول: استخدمت الفيس بوك للوصول للجديد، جئت للمعرض بقائمة مسبقة، وقرأت عن الإصدارات الجديدة، والحمد لله 90% من قائمتي وجدتها، البعض لم يصل وبعضها نفد كإصدار (الرّبيع العُماني) الذي نفد من يوم المعرض الأوّل.
وعن مجالات بحثه في المعرض يقول: أبحث في المعرض عن الكتب الأدبيّة والدراسات النقدية والتاريخية بالإضافة إلى أدب الطّفل، والمعرض غني في كل المجالات فقط يحتاج منا أن نبحث ونركّز على المحتوى الأفضل التي تقدمها دور النشر المميزة.
ويقصد الرّاشدي دور نشر محدّدة يرى أنها الأفضل، تخدم اهتماماته كالفارابي، والمؤسسة العربية للدراسات والنّشر، الانتشار العربي، الجمل، الفرقد، فضاءات، ركن النادي الثقافي، وركن الجمعية العمانية للكتّاب والأدباء، دار حدائق للأطفال، مشروع كلمة، منشورات القاسمي.
نضج كتاباتكم يأخذنا للأعمق
كما يرى (وليد الشعيلي) الذي جاء من صحار قاصِدًا المعرض، أن المعرض يشكل ذكريات وعرسا خاصا، مضيفًا: ينشرح صدري حين أرى هذا الكم الهائل من الكتب وهذا التزاحم الجميل والمقبول في أرجاء المعرض، الأسعار متفاوتة، وبشكل عام مقبولة، وكالعادة تخذلنا الميزانية.
ويحتفي الشعيلي بالإصدارات العمانيّة من خلال رغبته بلقاء بعض الكتّاب وإيصال رسالة يكنّها لهم في صدره، قائلا: أرغب أن ألتقي ببعض الكتاب وأقول لهم أمنية عبدالله حبيب ذات يوم بعيد في معرض الشارقة حين تمنى أن يأخذ جمعة الفيروز جانبا ويقول له: أرجوك لا تمت الآن، أريد أن أقول للكتاب العمانيين وأولهم عبدالله حبيب: أرجوك لا تمت الآن، نضج كتاباتكم يأخذنا للأعمق/سررت كثيرا بالتزاحم أمام دار الإنتشار العربي وأمام النادي الثقافي يطلبون بنهم تعكسه عيونهم قبل قوائمهم يطلبون الإصدارات العمانية التي عم صيتها هذا العام.
وعن الإقبال كما رآه يقول: الإقبال العام وجدته كبيرا لكنه ليس المأمول، موقن بأن الأيام القادمة ستشهد إقبالا أكبر، أنصح باقتناء إصدارات الكتاب العمانيين ولن تندم عزيزي القارئ، عبدالله حبيب ورفاقه كفيلون بزرعك وسط حقول المتعة.
مكتبة الصّحوة
وبشكلٍ عشوائي أيضًا توقّفنا عند بعض دور النّشر، لقياس مدى الإقبال عليها ومن بين دور النّشر التي توقفنا أمامها (مكتبة الصّحوة) وهي مكتبةٌ عُمانيّة لها فرعان أحدهما في ولاية وادي المعاول، والآخر في ولاية بركاء، يقول غسّان المعولي ممثّل مكتبة الصّحوة في المعرض: هذه المشاركة الخامسة للمكتبة في المعرض، الإقبال لا بأس به.. ربّما لأنّها أولى الأيّام مقارنةً بالسّنوات الماضية للآن.
ويرى المعولي أن آلية توزيع المكان قد يكون لها دور في ذلك قائِلا: لو كانت دور النّشر العمانيّة في مكان واحد لكانت أفضل من وجهة نظري، نحن مضطرّون أن نذهب لبعض دور النشر العمانية لنعرّفهم بمكاننا، لكن لو كنا معًا لسهّل الأمر على الزّوار. وعمّا تقدّمه المكتبة يقول: كتبنا أغلبها تخدم المجال الديني.
إقبال العوائل أكبر من الشّباب
وتُشارك (ثري دي كمبيوتر سنتر) دار النّشر المصريّة للمرّة الثالثة في المعرض، وعن الإقبال والجديد يقول ممثّلها: الإقبال حتّى الآن نستطيع القول أنّه ممتاز، مضيفًا: في كل عام نحاول اصطحاب الجديد، جديدنا هذا العام هو برامج تعليم لغات للأطفال، برامج إنجليزية وعربية، وبرامج تعليم جرافيك بآخر إصداراتها.. كل هذه البرامج تأتي بتقنية الملتميديا أي عبارة عن إسطوانات وكُتب.
وعن اهتمامات الزّوار يقول: العوائل العمانية تتجه بشكل أكبر للمنتجات الخاصّة بالأطفال (البرامج التعليميّة كاللغات)، أمّا الشّباب فتوجههم أكثر للجانب التقني (برامج تعليم الجرافيكس الفوتوشوب والثري دي ماكس)، مضيفًا: إقبال العوائل أكبر من الشّباب.
الأكثر مبيعًا
كما قد توجّهنا لبعض دور النّشر بسؤال عن أكثر الإصدار مبيعًا، ففي (بيت الغشّام للنشر والترجمة) كان أكثر الكتب مبيعًا (رحلة أبو زيد العُماني) لمحمّد بن سيف الرّحبي، أمّا دار السّاقي للنّشر فكانت روايات عبده خال، وكاميليا هي الأكثر مبيعًا، أمّا مؤسسة الانتشار العربي التي تتوفّر لديها الكثير من الإصدارات العُمانية، فقد كانت رواية سليمان المعمري (الذي لا يحب جمال عبدالناصر) الأكثر مبيعًا بالإضافة إلى كتاب حبيبة الهنائية (العائدون حيث الحلم) من الإصدارات العُمانيّة، ويُضيف ممثّل الدّار: المُلفت أنّ كتاب حبيبة هو إصدارها الأوّل ومع ذلك حقّق مبيعات ممتازة حتّى الآن، أمّا في الإصدارات غير العمانيّة فكتاب (البلوش وبلادهم في دليل الخليج)، و(القومية البلوشيّة أصولها وتطورها).
العُمانيّون إقبالهم وإصداراتهم
وعن الإصدارات العُمانيّة والإقبال عليها يقول ممثّل المؤسسة العربية للدراسات والنشر: الإقبال على المؤسّسة يتزايد، لدينا مجموعة لا بأس بها من الإصدارات العُمانيّة لعلّ الجديد رواية خليل خميس (ثلاثيّة الصّمت) وهي روايته الثّانية بعد روايته الأولى (بيعة الرّوح) التي صدرت العام الماضي، وكتاب حمود الشّكيلي (تحليل خطاب الرّاوي).
مضيفًا: ما أعجبه في العُمانيين أنّهم يكتفون بمسح عناوين الكتب وهم عن بُعد عنها، فهم لا يدخلون إلى قلب الرّكن بل يمسحون العناوين عن بُعد، في ظنِّي ثمّة كتب جواهرها مكنونة في الفهرس. كما يؤكِّد ذلك ممثّل دار الفارابي بقوله: الإقبال على المعرض ممتاز جدًّا، خاصّةً في الفترة المسائيّة، الفارابي تعرض 6 إصدارات عُمانيّة واحد منها نفد من اليوم الأوّل، الجميل في عُمان والمُلفت أنّ العمانيين يبحثون عن إصدارات بعضهم، ويسعون لاقتنائِها.
مضيفًا: الكتاب العُماني عليه إقبال حتّى خارج السّلطنة، فهو مقصود من قِبل القرّاء في السّعودية وقطر وغيرها.
حلقة للأطفال ومعرض للفن التشكيلي
تشهد فترة المعرض فعاليّات ثقافيّة تتنوّع بين الندوات والأُمسيات وحفلات التّوقيع، ففي مساء الأربعاء والخميس الماضيين نظّمت اللجنة المنظِّمة للمعرِض حلقة فنية للأطفال، بقاعة الفعاليات بمركز عمان الدولي للمعارض قدّمتها الكاتبة أزهار أحمد الحارثي، قُسمت الحلقة الفنيّة بين عرض أفلام صامتة تُتيح للأطفال أخذ فكرة عنها من ثمّ كتابة قصّة من تأليفهم، وترتيب احداث قصص، ورسم للقصّة. شهدت الحلقة إقبالا من الأطفال.
كما يُصاحب المعرض منذُ يومه الأول حتّى يومه قبل الأخير معرض للفن التشكيلي لمجموعة من الفنانين العُمانيين في صالة مسقط بوزارة التعليم العالي، تنظّم هذا المعرض الجمعيّة العمانيّة للكتّاب والأدباء.
حفل توقيع
ومساء اليوم سيقام في تمام السابعة حفل توقيع لديوان الشاعرة الإماراتية خلود المعلا «أمسك طرف الضوء» الصادر حديثا عن دار فضاءات الأردنية، وذلك بجناح الدار رقم (q 22 - 23) بقاعة الفراهيدي.
ضمنت الشاعرة ديوانها الجديد 97 قصيدة قصيرة تتميز بالتكثيف والإيجاز والدهشة التي تحرك الفكر والقلب بلغة أقل وإحساس أعمق.
يشار إلى أن «أمسك طرف الضوء» هو خامس ديوان تصدره الشاعرة بعد دواوينها «ربما هنا» 2008 و«هاء الغائب 2002»، «وحدك» 1999 و«هنا ضيعت الزمن» 1997.
قراءات شعرية وموسيقى
ومساء الغد تنظِّم الجمعيّة العُمانيّة للكتّاب والأدباء ضمن فعاليّات المعرض قراءات شعرية مع عزف موسيقى بفندق جولدن توليب، يُشارك في الأمسية كلّ من: بول شاؤول من لبنان، وخلود المعلا من الامارات، ودخيل خليفة من الكويت، ود. عارف الساعدي من العراق، وعبدالله بن محمد العريمي من السّلطنة، كما سيتم توقيع الإصدارات الأحد عشر الجديدة التي صدرت عن الجمعيّة العمانيّة للكتّاب والأدباء.
الإصدارات العُمانيّة
الجدير بالذّكر أنّ عدد الإصدارات العُمانيّة حسب إحصائيّة مبدئيّة أعدها القاص سليمان المعمري بلغ (104 كتب)، موزّعة بين مؤسّسات المجتمع المدني ومؤسسات ثقافيّة أخرى ونفقات أصحابِها، فقد أصدر هذا العام البرنامج الوطني لدعم الكتاب التّابع للنادي الثقافي(27 كتابا)، وعن المنتدى الأدبي أُخرج (16 كتابًا)، بالإضافة إلى (9 كتب) عن وزارة التراث والثقافة، و(18 كتابا) عن الجمعية العمانية للكتاب والأدباء بعضها طبعت في بيت الغشام، و(3 كتب) صدرت عن مجلة نزوى، وكتاب واحد عن جامعة نزوى، وآخر عن مبادرة نور وبصيرة، وأيضًا كتاب واحد عن مبادرة ساعي البريد، وكتاب واحد عن مجلة الفلق الالكترونية، وكتاب واحد عن مدرسة السلطان الخاصة، وكتابان عن مجلة دبي الثقافية، وكتاب واحد عن نادي الباحة الأدبي السعودي بالإضافة إلى (23 كتابا) على نفقة أصحابها، وكتاب واحد صنّفه المسح بكتب أخرى.
جريدة عمان
كتبت-بدريّة العامريّة:--
يأتي معرض مسقط الدّولي للكتاب كمهرجان ينتظره الكثير من محبِّي القراءة، والتّواقين للمعرفة، أثناء تجوّلك في أرجاء المعرض تشدّك الكثير من المناظر.. فترى وجوهًا غارقة في البحث بين دفّتي كتاب عن شيء يُلامس اهتمامها، كما ترى أولياء أمور يناقشون أطفالهم في بعض الاختيارات، وقرّاء يتابعون قوائم ترشدهم وتذكّرهم، وآخرين يسألون عن عنوانٍ تلو آخر، وعن دارٍ تهتم بمجالٍ أو موضوع.. وزوّار آخرين يستوقفون المنظّمين الذين يحملون الأجهزة ليدلّوهم على بعض ما يبحثون عنه.. وآخرون يعقدون بعض النقاشات والمقترحات فيما بينهم.. مناظر كثيرة يمكنك التقاطها وأنت تتجوّل في أرجاء المعرض.. ($) استطلعت آراء بعض الزّوار، صادفتنا مريم البلوشيّة (معلّمة رياضيّات) وهي تبحث عن بعضِ الكتُب الخاصّة بمجالِ تخصُّصها والكُتب العامّة والدينيّة، تقول لنا عن اهتماماتها: كوني معلمة رياضيات فأنا أبحث عن كتب تغذِّي تخصّصي، إلا أن أغلب الكتب التي تعتبر تربويّة لم أجد سوى كتابين علميين حتّى الآن.
المعرض فرصة
وترى البلوشيّة في المعرض فرصة لابُد من اقتناصها، مضيفةً: توفّر مختلف الكتب، كما أنّ توفّر متنوّع الكتب باختلاف موضوعاتها فرصة لنا في ظِل غياب الكثير من الكتب في السّوق.
ومما لفت مريم في المعرِض هو الإقبال الشّديد، قائلة: يُقال أننا أمة لا تقرأ.. لكن زحمة المواقف والنّاس في المعرض تؤكّد أننا ما زلنا بخير والحمد لله، وتضيف: التوقيت أيضًا مناسب، أن يفتح المعرض بشكل متواصل هذا يخدمنا نحن البعيدين نسبيًّا عن مسقط، وعن آلية اختيارها للكتب تقول: لا أشتري إلا ما لدي خلفية مسبقة عنه.
الأسعار في متناول الجميع
أمّا (علي الشهومي) فقد جاء إلى المعرض وثمّة كتب كان قد خطّط لها سلفًا في مجالات الدّين والفلسفة وعلم الاجتماع كما يقول، مضيفًا: حصلت على معظم العناوين التي أبحث عنها، جميل جدا أن يكون في بلدي هكذا معرض وجدته دسما بالعديد من العناوين وهناك من يرشدك إلى وجهتك.
وعن الأسعار يقول: حسبما وجدت فالأسعار في متناول الجميع، كل ما أتمناه أن تتوفر لهذه الوجوه المكتظة في البحث، والتي أتت من شتى بقاع عمان لانتقاء كتبهم ومعهم اطفالهم، أتمنى ان تتوفّر لنا جميعًا مكتبة عامة لبيع الكتب ليستفيد الجميع منها.
نتزوّد بمؤونة سنة كاملة
وأثناء التجوال صادفنا الطّفل محمّد الجابري بمعية أخيه الشّاعر (حسام الجابري)، يقول محمّد عن زيارته للمعرض: أتشوّق لزيارة المعرض، وقد زرت المعرض السنوات الماضية، وقرأت كل كتبي، وعن آلية اختياره للكتب يقول: أشتري ما يعجبني، وحسام يساعدني في الاختيار قليلا، مضيفًا: أتمنى أن اقرأ الكتب التي اشتريتها هذه السّنة.
وعن رأي الشّاعر حسام الجابري في المعرِض يقول: نحن في عمان كأننا في غرق دائم طوال السّنة يأتي هذا الأسبوع لنُخرج رأسنا فيه وبعدها نعود للغطس ثانيةً، ولكن ما يُصبّر أنّنا نتزوّد بمؤونة سنة كاملة تُعيننا على الغطس.
وعن اهتماماته يقول: أتيت للمعرض هذه المرّة بشكل مختلف، عادةً آتي بشكل عشوائي من غير تخطيط، ما يعجبني أقتنيه.. إلا أن الوضع معي هذا العام الأمر اختلف، فقد أعانني محرّك البحث على اختيار وتحديد ما أريد، أتيت بقائمتي التي انصبّت في الأدب والفِكر الديني (البعد الصّوفي).. كما أنّني لم أتجاهل الإصدارات العمانيّة الجديدة لبعض الأصدقاء، وقد حاولت اِقتناء معظمها.
محرك البحث مختلِف هذا العام
صادفنا (محمد اللواتي) وهو يقترح لبعض الزوّار عناوين يراها مهمّة، فاقتنصنا الفرصة للاقتراب من اهتماماته والكتب التي يسعى لاقتنائِها من المعرض، إذ يقول: اليوم هي زيارتي الأولى للمعرض، وهذه السّنة الأولى التي آتي فيها للمعرض بلا قائمة وبشكلٍ عشوائي، مضيفًا: أود اكتشاف الكتب، لكنّني أعددت قائمة بالدّور التي يجب أن أزورها.
وعن الكتب التي يستهدفها بحث اللواتي يقول: توجهي للكتب الفكريّة، وتاريخ فكر المذاهب الدينية، كما أن الإصدارات العمانية هذه السّنة كثيرة، وفي أحد المنتديات أعدوا قائمة لهذه الكتب استفدت منها واقتنيتها، أغلبها متوفّر في دار الانتشار العربي.
وعن الجديد في المعرض يقول: الملفت أنّ المعرض يزخر بالكثير من الإصدارات العمانية، بعضها تتطرق للجانب السياسي، وهذا توجّه جديد للإصدارات العمانية، مضيفًا: استفدت من محرك البحث، وهذا العام مختلف، فقد تطوّر بشكل ملحوظ ووفّر عليّ الكثير.
الأكثر غنى بالإصدارات العُمانيّة
وأثناء التجوال لفتنا (عبدالعزيز الرّاشدي) يُفتّش عمّا يُجيب عن تساؤلاته في ركن النّادي الثقافي، شاركنا رأيه في المعرِض إذ يرى أنّ المعرض ممتلئ بالكثير من الإصدارات العمانية المختلفة في مجال الشّعر والقصّة والرواية والمسرح، وفي أغلب المجالات، مضيفًا: معرض هذه السّنة هو الأكثر غنى بالإصدارات العُمانيّة.
وعن آلية انتقائِه للكتب يقول: استخدمت الفيس بوك للوصول للجديد، جئت للمعرض بقائمة مسبقة، وقرأت عن الإصدارات الجديدة، والحمد لله 90% من قائمتي وجدتها، البعض لم يصل وبعضها نفد كإصدار (الرّبيع العُماني) الذي نفد من يوم المعرض الأوّل.
وعن مجالات بحثه في المعرض يقول: أبحث في المعرض عن الكتب الأدبيّة والدراسات النقدية والتاريخية بالإضافة إلى أدب الطّفل، والمعرض غني في كل المجالات فقط يحتاج منا أن نبحث ونركّز على المحتوى الأفضل التي تقدمها دور النشر المميزة.
ويقصد الرّاشدي دور نشر محدّدة يرى أنها الأفضل، تخدم اهتماماته كالفارابي، والمؤسسة العربية للدراسات والنّشر، الانتشار العربي، الجمل، الفرقد، فضاءات، ركن النادي الثقافي، وركن الجمعية العمانية للكتّاب والأدباء، دار حدائق للأطفال، مشروع كلمة، منشورات القاسمي.
نضج كتاباتكم يأخذنا للأعمق
كما يرى (وليد الشعيلي) الذي جاء من صحار قاصِدًا المعرض، أن المعرض يشكل ذكريات وعرسا خاصا، مضيفًا: ينشرح صدري حين أرى هذا الكم الهائل من الكتب وهذا التزاحم الجميل والمقبول في أرجاء المعرض، الأسعار متفاوتة، وبشكل عام مقبولة، وكالعادة تخذلنا الميزانية.
ويحتفي الشعيلي بالإصدارات العمانيّة من خلال رغبته بلقاء بعض الكتّاب وإيصال رسالة يكنّها لهم في صدره، قائلا: أرغب أن ألتقي ببعض الكتاب وأقول لهم أمنية عبدالله حبيب ذات يوم بعيد في معرض الشارقة حين تمنى أن يأخذ جمعة الفيروز جانبا ويقول له: أرجوك لا تمت الآن، أريد أن أقول للكتاب العمانيين وأولهم عبدالله حبيب: أرجوك لا تمت الآن، نضج كتاباتكم يأخذنا للأعمق/سررت كثيرا بالتزاحم أمام دار الإنتشار العربي وأمام النادي الثقافي يطلبون بنهم تعكسه عيونهم قبل قوائمهم يطلبون الإصدارات العمانية التي عم صيتها هذا العام.
وعن الإقبال كما رآه يقول: الإقبال العام وجدته كبيرا لكنه ليس المأمول، موقن بأن الأيام القادمة ستشهد إقبالا أكبر، أنصح باقتناء إصدارات الكتاب العمانيين ولن تندم عزيزي القارئ، عبدالله حبيب ورفاقه كفيلون بزرعك وسط حقول المتعة.
مكتبة الصّحوة
وبشكلٍ عشوائي أيضًا توقّفنا عند بعض دور النّشر، لقياس مدى الإقبال عليها ومن بين دور النّشر التي توقفنا أمامها (مكتبة الصّحوة) وهي مكتبةٌ عُمانيّة لها فرعان أحدهما في ولاية وادي المعاول، والآخر في ولاية بركاء، يقول غسّان المعولي ممثّل مكتبة الصّحوة في المعرض: هذه المشاركة الخامسة للمكتبة في المعرض، الإقبال لا بأس به.. ربّما لأنّها أولى الأيّام مقارنةً بالسّنوات الماضية للآن.
ويرى المعولي أن آلية توزيع المكان قد يكون لها دور في ذلك قائِلا: لو كانت دور النّشر العمانيّة في مكان واحد لكانت أفضل من وجهة نظري، نحن مضطرّون أن نذهب لبعض دور النشر العمانية لنعرّفهم بمكاننا، لكن لو كنا معًا لسهّل الأمر على الزّوار. وعمّا تقدّمه المكتبة يقول: كتبنا أغلبها تخدم المجال الديني.
إقبال العوائل أكبر من الشّباب
وتُشارك (ثري دي كمبيوتر سنتر) دار النّشر المصريّة للمرّة الثالثة في المعرض، وعن الإقبال والجديد يقول ممثّلها: الإقبال حتّى الآن نستطيع القول أنّه ممتاز، مضيفًا: في كل عام نحاول اصطحاب الجديد، جديدنا هذا العام هو برامج تعليم لغات للأطفال، برامج إنجليزية وعربية، وبرامج تعليم جرافيك بآخر إصداراتها.. كل هذه البرامج تأتي بتقنية الملتميديا أي عبارة عن إسطوانات وكُتب.
وعن اهتمامات الزّوار يقول: العوائل العمانية تتجه بشكل أكبر للمنتجات الخاصّة بالأطفال (البرامج التعليميّة كاللغات)، أمّا الشّباب فتوجههم أكثر للجانب التقني (برامج تعليم الجرافيكس الفوتوشوب والثري دي ماكس)، مضيفًا: إقبال العوائل أكبر من الشّباب.
الأكثر مبيعًا
كما قد توجّهنا لبعض دور النّشر بسؤال عن أكثر الإصدار مبيعًا، ففي (بيت الغشّام للنشر والترجمة) كان أكثر الكتب مبيعًا (رحلة أبو زيد العُماني) لمحمّد بن سيف الرّحبي، أمّا دار السّاقي للنّشر فكانت روايات عبده خال، وكاميليا هي الأكثر مبيعًا، أمّا مؤسسة الانتشار العربي التي تتوفّر لديها الكثير من الإصدارات العُمانية، فقد كانت رواية سليمان المعمري (الذي لا يحب جمال عبدالناصر) الأكثر مبيعًا بالإضافة إلى كتاب حبيبة الهنائية (العائدون حيث الحلم) من الإصدارات العُمانيّة، ويُضيف ممثّل الدّار: المُلفت أنّ كتاب حبيبة هو إصدارها الأوّل ومع ذلك حقّق مبيعات ممتازة حتّى الآن، أمّا في الإصدارات غير العمانيّة فكتاب (البلوش وبلادهم في دليل الخليج)، و(القومية البلوشيّة أصولها وتطورها).
العُمانيّون إقبالهم وإصداراتهم
وعن الإصدارات العُمانيّة والإقبال عليها يقول ممثّل المؤسسة العربية للدراسات والنشر: الإقبال على المؤسّسة يتزايد، لدينا مجموعة لا بأس بها من الإصدارات العُمانيّة لعلّ الجديد رواية خليل خميس (ثلاثيّة الصّمت) وهي روايته الثّانية بعد روايته الأولى (بيعة الرّوح) التي صدرت العام الماضي، وكتاب حمود الشّكيلي (تحليل خطاب الرّاوي).
مضيفًا: ما أعجبه في العُمانيين أنّهم يكتفون بمسح عناوين الكتب وهم عن بُعد عنها، فهم لا يدخلون إلى قلب الرّكن بل يمسحون العناوين عن بُعد، في ظنِّي ثمّة كتب جواهرها مكنونة في الفهرس. كما يؤكِّد ذلك ممثّل دار الفارابي بقوله: الإقبال على المعرض ممتاز جدًّا، خاصّةً في الفترة المسائيّة، الفارابي تعرض 6 إصدارات عُمانيّة واحد منها نفد من اليوم الأوّل، الجميل في عُمان والمُلفت أنّ العمانيين يبحثون عن إصدارات بعضهم، ويسعون لاقتنائِها.
مضيفًا: الكتاب العُماني عليه إقبال حتّى خارج السّلطنة، فهو مقصود من قِبل القرّاء في السّعودية وقطر وغيرها.
حلقة للأطفال ومعرض للفن التشكيلي
تشهد فترة المعرض فعاليّات ثقافيّة تتنوّع بين الندوات والأُمسيات وحفلات التّوقيع، ففي مساء الأربعاء والخميس الماضيين نظّمت اللجنة المنظِّمة للمعرِض حلقة فنية للأطفال، بقاعة الفعاليات بمركز عمان الدولي للمعارض قدّمتها الكاتبة أزهار أحمد الحارثي، قُسمت الحلقة الفنيّة بين عرض أفلام صامتة تُتيح للأطفال أخذ فكرة عنها من ثمّ كتابة قصّة من تأليفهم، وترتيب احداث قصص، ورسم للقصّة. شهدت الحلقة إقبالا من الأطفال.
كما يُصاحب المعرض منذُ يومه الأول حتّى يومه قبل الأخير معرض للفن التشكيلي لمجموعة من الفنانين العُمانيين في صالة مسقط بوزارة التعليم العالي، تنظّم هذا المعرض الجمعيّة العمانيّة للكتّاب والأدباء.
حفل توقيع
ومساء اليوم سيقام في تمام السابعة حفل توقيع لديوان الشاعرة الإماراتية خلود المعلا «أمسك طرف الضوء» الصادر حديثا عن دار فضاءات الأردنية، وذلك بجناح الدار رقم (q 22 - 23) بقاعة الفراهيدي.
ضمنت الشاعرة ديوانها الجديد 97 قصيدة قصيرة تتميز بالتكثيف والإيجاز والدهشة التي تحرك الفكر والقلب بلغة أقل وإحساس أعمق.
يشار إلى أن «أمسك طرف الضوء» هو خامس ديوان تصدره الشاعرة بعد دواوينها «ربما هنا» 2008 و«هاء الغائب 2002»، «وحدك» 1999 و«هنا ضيعت الزمن» 1997.
قراءات شعرية وموسيقى
ومساء الغد تنظِّم الجمعيّة العُمانيّة للكتّاب والأدباء ضمن فعاليّات المعرض قراءات شعرية مع عزف موسيقى بفندق جولدن توليب، يُشارك في الأمسية كلّ من: بول شاؤول من لبنان، وخلود المعلا من الامارات، ودخيل خليفة من الكويت، ود. عارف الساعدي من العراق، وعبدالله بن محمد العريمي من السّلطنة، كما سيتم توقيع الإصدارات الأحد عشر الجديدة التي صدرت عن الجمعيّة العمانيّة للكتّاب والأدباء.
الإصدارات العُمانيّة
الجدير بالذّكر أنّ عدد الإصدارات العُمانيّة حسب إحصائيّة مبدئيّة أعدها القاص سليمان المعمري بلغ (104 كتب)، موزّعة بين مؤسّسات المجتمع المدني ومؤسسات ثقافيّة أخرى ونفقات أصحابِها، فقد أصدر هذا العام البرنامج الوطني لدعم الكتاب التّابع للنادي الثقافي(27 كتابا)، وعن المنتدى الأدبي أُخرج (16 كتابًا)، بالإضافة إلى (9 كتب) عن وزارة التراث والثقافة، و(18 كتابا) عن الجمعية العمانية للكتاب والأدباء بعضها طبعت في بيت الغشام، و(3 كتب) صدرت عن مجلة نزوى، وكتاب واحد عن جامعة نزوى، وآخر عن مبادرة نور وبصيرة، وأيضًا كتاب واحد عن مبادرة ساعي البريد، وكتاب واحد عن مجلة الفلق الالكترونية، وكتاب واحد عن مدرسة السلطان الخاصة، وكتابان عن مجلة دبي الثقافية، وكتاب واحد عن نادي الباحة الأدبي السعودي بالإضافة إلى (23 كتابا) على نفقة أصحابها، وكتاب واحد صنّفه المسح بكتب أخرى.
جريدة عمان