سالم الوشاحي
04-03-2013, 05:07 AM
تعد الأولى في الدراسات الأدبية العمانية -
تم مؤخرا بجامعة السلطان قابوس مناقشة رسالة ماجستير بعنوان (السيرة الذاتية في الأدب العماني الحديث) قدمها الباحث نصيب بن المر الصبحي بإشراف الأستاذ الدكتور محمد الهادي الطرابلسي، وتعد الدراسة الأولى من نوعها في مجال الدراسات الأدبية العمانية، وقد قامت الدراسة على ثلاثة فصول ففي الفصل الأول قدّم الباحث تمهيدا نظريا بيّن فيه إشكالية المصطلح وعلاقته بالأجناس الأدبية الأخرى التي تدخل في إطار الأدب الشخصي كاليوميات والمذكرات والمقالة الذاتية ورواية السيرة الذاتية وقصيدة السيرة الذاتية، وتطرق فيه لنشأة السيرة الذاتية في الأدب العربي، ثم استتبع ذلك الحديث عن تطور السيرة الذاتية في الأدب العماني فتتبع النصوص التي تدخل في إطار الكتابات الذاتية منذ (مذكرات أميرة عربية) للسيدة سالمة بنت سعيد التي نشرت في برلين عام 1886 حتى كتاب (رحلتي في عالم الاتصالات) لأحمد بن سويدان البلوشي الذي صدر عام 2012.
أما الفصل الثاني فقد درس فيه شروط السيرة الذاتية في مدونة تتكون من خمسة نصوص لثلاثة كتّاب وهم سيف الرحبي في (منازل الخطوة الأولى)، ومحمد بن عيد العريمي في نصيه (مذاق الصبر) و(بين الصحراء والماء)، ومحمد سيف الرحبي في نصيه (بوح سلمى) و(بوح الأربعين)، حيث عالج فيها شرط التطابق بين المؤلف والسارد والشخصية الرئيسية، ومدى تحققه من خلال الضمير النحوي المستخدم في الحكي، واسم العلم الموجود داخل النص وارتباطه باسم المؤلف، والميثاق الذي يعقده المؤلف مع القارئ لبيان جنس نصه.
ثم بيّن الدوافع التي تنشأ عنها كتابة السيرة الذاتية، وتمثلت في دوافع عقلانية ظهرت في التبرير والشهادة، ودوافع عاطفية تجلت في شعور المرء بوطأة الزمن وتباريه معه، وبحثه عن ذاته في الحياة التي عاشها. ثم درس الموضوعات التي ركزّت عليها النصوص فوجد أنها تتلخص في الطفولة والقرية والتعليم والمدينة والصراع مع المرض.
وفي الفصل الثالث بيّن الملامح الفنية التي اشتملت عليها النصوص. وقد تجلّت في العناوين ودلالاتها الجمالية وعلاقاتها التفاعلية مع النصوص ووظائفها النصية، والسرد وأنماطه بوصفه خطابا يعكس رؤية السارد في كيفية عرضه لقصته.
وتضمن ذلك بحث المقام السردي والرؤية السردية التي يظهر من خلالها السارد في الحكي، كما اشتمل الفصل كذلك على إبراز دور الوصف في بناء النص السردي ووظائفه الفنية. وختمت الفصل بالحديث عن أهمية الزمن في العملية السردية والعلاقة بين زمن القصة وزمن الخطاب من حيث النظام في سرد الأحداث وتجلّى في تقنيتي الاسترجاع والاستباق، والحركة السردية التي تحصل داخل السرد وتجلّت في إبطاء السرد عن طريق تقنيتي المشهد والوقفة، أو تسريعه عن طريق تقنيتي التلخيص والحذف.
وقد تكونت لجنة المناقشة من الدكتور خالد البلوشي رئيسا ومقررا والدكتور محمد المحروقي ممتحنا خارجيا من جامعة نزوى والدكتور إحسان اللواتي ممتحنا داخليا، وقد نالت الدراسة استحسان اللجنة والحضور، وتمثل مشروعا تأسيسيا لدراسة جنس السيرة الذاتية في عمان.
جريدة عمان
تم مؤخرا بجامعة السلطان قابوس مناقشة رسالة ماجستير بعنوان (السيرة الذاتية في الأدب العماني الحديث) قدمها الباحث نصيب بن المر الصبحي بإشراف الأستاذ الدكتور محمد الهادي الطرابلسي، وتعد الدراسة الأولى من نوعها في مجال الدراسات الأدبية العمانية، وقد قامت الدراسة على ثلاثة فصول ففي الفصل الأول قدّم الباحث تمهيدا نظريا بيّن فيه إشكالية المصطلح وعلاقته بالأجناس الأدبية الأخرى التي تدخل في إطار الأدب الشخصي كاليوميات والمذكرات والمقالة الذاتية ورواية السيرة الذاتية وقصيدة السيرة الذاتية، وتطرق فيه لنشأة السيرة الذاتية في الأدب العربي، ثم استتبع ذلك الحديث عن تطور السيرة الذاتية في الأدب العماني فتتبع النصوص التي تدخل في إطار الكتابات الذاتية منذ (مذكرات أميرة عربية) للسيدة سالمة بنت سعيد التي نشرت في برلين عام 1886 حتى كتاب (رحلتي في عالم الاتصالات) لأحمد بن سويدان البلوشي الذي صدر عام 2012.
أما الفصل الثاني فقد درس فيه شروط السيرة الذاتية في مدونة تتكون من خمسة نصوص لثلاثة كتّاب وهم سيف الرحبي في (منازل الخطوة الأولى)، ومحمد بن عيد العريمي في نصيه (مذاق الصبر) و(بين الصحراء والماء)، ومحمد سيف الرحبي في نصيه (بوح سلمى) و(بوح الأربعين)، حيث عالج فيها شرط التطابق بين المؤلف والسارد والشخصية الرئيسية، ومدى تحققه من خلال الضمير النحوي المستخدم في الحكي، واسم العلم الموجود داخل النص وارتباطه باسم المؤلف، والميثاق الذي يعقده المؤلف مع القارئ لبيان جنس نصه.
ثم بيّن الدوافع التي تنشأ عنها كتابة السيرة الذاتية، وتمثلت في دوافع عقلانية ظهرت في التبرير والشهادة، ودوافع عاطفية تجلت في شعور المرء بوطأة الزمن وتباريه معه، وبحثه عن ذاته في الحياة التي عاشها. ثم درس الموضوعات التي ركزّت عليها النصوص فوجد أنها تتلخص في الطفولة والقرية والتعليم والمدينة والصراع مع المرض.
وفي الفصل الثالث بيّن الملامح الفنية التي اشتملت عليها النصوص. وقد تجلّت في العناوين ودلالاتها الجمالية وعلاقاتها التفاعلية مع النصوص ووظائفها النصية، والسرد وأنماطه بوصفه خطابا يعكس رؤية السارد في كيفية عرضه لقصته.
وتضمن ذلك بحث المقام السردي والرؤية السردية التي يظهر من خلالها السارد في الحكي، كما اشتمل الفصل كذلك على إبراز دور الوصف في بناء النص السردي ووظائفه الفنية. وختمت الفصل بالحديث عن أهمية الزمن في العملية السردية والعلاقة بين زمن القصة وزمن الخطاب من حيث النظام في سرد الأحداث وتجلّى في تقنيتي الاسترجاع والاستباق، والحركة السردية التي تحصل داخل السرد وتجلّت في إبطاء السرد عن طريق تقنيتي المشهد والوقفة، أو تسريعه عن طريق تقنيتي التلخيص والحذف.
وقد تكونت لجنة المناقشة من الدكتور خالد البلوشي رئيسا ومقررا والدكتور محمد المحروقي ممتحنا خارجيا من جامعة نزوى والدكتور إحسان اللواتي ممتحنا داخليا، وقد نالت الدراسة استحسان اللجنة والحضور، وتمثل مشروعا تأسيسيا لدراسة جنس السيرة الذاتية في عمان.
جريدة عمان