المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أحمد الفلاحي يوثق "بطين" للأجيال القادمة


سالم الوشاحي
04-03-2013, 05:12 AM
بتوثيق شامل، وسرد أدبي بديع، يأتي الإصدار الجديد للأديب العماني أحمد الفلاحي ليطوف قرية "بطين" ويروي عن سيرتها، وأحداثها، وأعلامها وحكاياتها، الشيء الكثير في كتاب حمل اسم (بطين) وتعريف وجيز للعنوان أنه لمحات عنها، تذكرة للأجيال القادمة.
وبطين كما جاء في تعريفها في الكتاب بليدة صغيرة من بلدات "وادي نام" بمحافظة شمال الشرقية تقع في أقصى الوادي من ناحية الشمال و"وادي نام" في الجغرافيا العمانية يتموضع في الشرق من ولاية إبراء ويبعد عنها بمسافة قد تصل إلى عشرين كيلو مترا أو فوقها بقليل وهو واد سهلي منبسط واسع المساحة تحيط به الجبال الشامخة والوديان الضخمة المنحدرة منها وتتصل جباله بجبال "وادي دما" من جهة الشمال وبجبال "وادي بني خالد" من جهة الشرق وبجبال "إبراء" من الغرب والجنوب ويتألف الوادي من قرى وبليدات عديدة تزيد عن العشر من أبرزها "النبا" و"المعترض" و"المنجرد" و"الصرم" و"ساقة" و"شنة" و"الدمة" و"قرنة" و"عيشان" و"بطين".
الكتاب تزامن صدوره مع انطلاق معرض مسقط الدولي للكتاب، ويتواجد في جناح الرؤيا للصحافة والنشر، ويحمل الكثير من الذكريات الجميلة عن القرية، والأخبار عنها، ورغم ما ألم به الكتاب من أحداث وأعلام، إلا أن الأديب أحمد الفلاحي يقول إنها شذرات قليلة يسيرة قام بتدوينها في الورق لتكون مرجعا للأبناء والأحفاد ليروا فيها بعض ما كان عليه أباؤهم وأسلافهم.
في مقدمة الكتاب يذكر الفلاحي، أنه توسع فيما كتبته عن أسرته وعائلته وأعلامها من النساء ومن الرجال أكثر مما فعله مع الأسر والعائلات الأخرى، ويعزو سبب ذلك "أن المعلومات التي توفرت لي عن أهلي وأجدادي لم أستطع الوصول لمثلها فيما يتعلق بالآخرين وذلك أمر طبيعي في تقديري لأن الجدات والخالات والأعمام والأباء يسردون في المقام الأول أخبار أباءهم وأسلافهم الأقربين يكررون قصصهم ويعيدون حكاياتهم لأنهم الأدرى والأعرف بما يخص أسرتهم وأهلهم أكثر من علمهم بخبر الأخرين وخلفياتهم وما يسوقونه عن أخبار الغير يأتي دوما تاليا لما يحيطون به من أحوال أهليهم وأنا إنما أنقل عنهم وهم مصدري الأساسي في هذه البيانات إضافة إلى ما ذكرته عن الذاكرة الخئون التي تساقط منها الكثير بعد التقدم في العمر".
جاء الكتاب في ثلاثة فصول، الفصل الأول يتعرض لبطين الموقع والمكان، ويتطرق لتسمية القرية، وحدودها، وأفلاجها، والفلاحات في بطين، ونسبهم، والأفراح وبطين في الشعر، فيما يتناول الفصل الثاني أسماء من بطين، ويشير هنا إلى أنه في بطين كما هو في كل القرى والبلدات توجد أسماء كان لها أهميتها ودورها في مجتمعها وكانت لها المكانة والاحترام بين معاصريها ومن الصعب اليوم الإحاطة بكل هؤلاء وتعرف سيرهم وأخبارهم فقد محت الأيام الكثير من أثارهم وأخفت تحت تراكماتها جل ما لهم أوعليهم.
أما الفصل الثالث فيذكر شعراء بطين، حيث نبغ هناك كما في غيرها من الأماكن مجموعة من الشعراء المبرزين الذين دلت قصائدهم وأشعارهم الباقية على مستوى رفيع وبلاغة وشاعرية مطبوعة وكما في شعر الفصحى كان هناك أيضا مجموعة من شعراء العامية المعدودين وقد كانت لهم مكانة مرموقة لدى شعراء عصرهم.
ويورد الكتاب ملحقين للوثائق والصور، تتناول في مجملها مراسلات ومخاطبات عامة ووثائق تهم قرية بطين، وصور للاحتفالات والمناسبات والعادات والتقاليد، وبعض الشخصيات التي ارتبطت بقرية بطين.
والكتاب يمثل إضافة هامة للمكتبة العمانية، باعتبار ما يحويه من توثيق وسرد متكامل، أجتهد فيه الأديب الفلاحي، وربما يمثل الخطوة الأولى له في نشر ما لديه من ذكريات وحكايات هامة تتقاطع مع تاريخ أمكنة وشخوص كان لها تأثيرها في التاريخ العماني الحديث.
يقع الإصدار في (430) صفحة من القطع المتوسط، وقد أسهم في صفه وتنسيق حروفه أحمد الحسني، وأعد ملحق الوثائق خالد الخروصي، أما ملحق الصور فأعده حسام الأغبري، والغلاف من إعداد بدر الشكيلي، وساعد في جمع قصائد الشعر الشعبي خليفة بن خلفان الفلاحي.
جريدة الوطن