المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : باحثون يرصدون أنساق "النسوية في عمان" في معرض مسقط الدولي للكتاب


سالم الوشاحي
05-03-2013, 07:15 AM
من خلال خطابها واتجاهاتها وسماتها
باحثون يرصدون أنساق "النسوية في عمان" في معرض مسقط الدولي للكتاب

مسقط ـ (الوطن)
بهدف تفعيل الحراكين الإبداعي والثقافي في عُمان ومعرفة أين تقف الممارسة النقدية في وقتنا الحاضر، ورفع مستوى الوعي لأدوار المرأة في جميع جوانب الإنتاج وفي المجتمع والتأكيد على توسيع وتعميم اندماج المرأة في الحياة الجمعوية وتزامنا مع فعاليات معرض مسقط الدولي للكتاب في دورته الحالية نظم النادي الثقافي بالتعاون مع اللجنة الثقافية للمعرض مساء أمس ندوة "النسوية في عمان" بقاعة الفعاليات الثقافية بمركز عمان الدولي للمعارض فعاليات، وذلك تحت رعاية سعادة الدكتور يحيى بن بدر المعولي وكيل وزارة التنمية الإجتماعية.
أدارت الندوة الكاتبة الدكتورة آمنة الربيع، وسط حضور نخبة من المثقفين والمهتمين..
وأشارت د.الربيع إلى تقديمها للندوة إلى أن: مصطلح النسوية ظهر في تسعينيات القرن التاسع عشر "في سياق حركة نسائية نشيطة، صار يُستخدم الآن لوصف الأفكار والأفعال المؤيدة للنساء منذ الأزمنة القديمة حتى الوقت الحاضر". ولكن جذور النسوية هي أبعد من ذلك إذ تُرَدّ أصولها الحديثة في الغرب إلى حركة التنوير في القرنين السابع عشر والثامن عشر..
وأفادت آمنة الربيع بأن عنوان "ندوة النسوية عمان نموذجا" بأسئلته وأهدافه، ومحاوره وأوراق العمل يتقاطع عميقا مع (ندوة المرأة العمانية التي عُقدت في المخيم السلطاني بإشراف وزارة التنمية الاجتماعية، وندوة المرأة العمانية الواقع والتطلعات التي نظمتها الجمعية العمانية للكتاب والأدباء في فندق جولدن توليب 2009م. وقالت الربيع إن التساؤلات التي تطرحها الندوة هي: هل عندنا تصنيفات نقدية جاهزة لخطاب المرأة؟ وما الثقافة المستمد منها التصنيف؟ ومن هو هذا الآخر ـ إن وجد تصنيف ـ وهل هو الآخر الغربي الأوروبي أم الآخر السلعي؟ حيث يُعد تصنيف الخطاب في بعض الأطروحات وكأنه مبني على معايير السوق والإنتاج والاستهلاك؟ وما نوع التصنيفات السائدة؟ تقليدية ساكنة أم حداثية متحركة؟ أو جامعة بينهما؟ وما اللغة الأسلوبية التي وُظفت للدلالة على تمكين المرأة في مجال العمل؟ ومن الذي صاغ المتن التعبيري عن المرأة؟ (المؤسسة أم الأفراد) وما خصائص الخطاب اللغوي ومدى اعتماده على الواقع الاجتماعي أو الدراسة البحثية العلمية في ظل شُح الدراسات المتخصصة؟ إلخ.
النسق الثقافي
شملت الندوة محاور عديدة تفرعت الى جملة من الانساق هي: النسق الثقافي والنسق اللغوي والنسق التربوي والنسق الإعلامي والنسق الفني.
في النسق الثقافي قدم د.ضياء عبدالله خميس الكعبي (البحرين) ورقة بعنوان "رؤى مابعد النسوية واتجاهاتها: مقاربة في المصطلح والنسق الثقافيّ"، مركزا حديثه حول المصطلحات النقدية المركزية مثل: تاريخ كتابة المرأة والنسوية والأدب النسوي والنقد النسوي وعلاقته بالنسق الثقافي، من خلال مقاربة نقدية للنظريات والاتجاهات مابعد النسوية التي تعد اتجاهًا منبثقًا من النقد الثقافي cultural criticism والدراسات الثقافيةcultural studies التي ظهرت في الغرب منذ ما يقارب الثلاثين عامًا، وإن كان "تاريخ المرأة" قد بدأ في مرحلة أبكر تُؤرخ ببدايات الثورة الفرنسية في أواخر القرن الثامن عشر الميلادي.
كما تناول الباحث خمسة اتجاهات في النسوية وما بعدها هي: النسوية الليبرالية والنسوية الراديكالية والنسوية الماركسية والنسوية مابعد البنيوية والنسوية السوداء ونسوية العالم الثالث في مرحلة مابعد الكولونيالية المتعدية للقوميات..

النسق اللغوي
في النسق اللغوي تناولت د.عائشة الدرمكية خطاب النسوية في الثقافة الشعبية العمانية، حيث ركزت على الخطاب بوصفه "التعبير عن الفكر وتطوره بواسطة متوالية من الكلمات والقضايا المتسلسلة المترابطة"، فإنه يقابل (اللسان) لدى سوسير.
وبحسب ورقة الباحثة فإن المقصود بالخطاب هو استعمال اللسان بهدف التواصل مع الآخر والتعبير عن الأفكار والمشاعر، كما ناقشت الباحثة الخطاب لظاهرة ثقافية تُبنى على نحو لا شعوري إلى حد بعيد، فهو أداة للتنظيم والتمييز والتصنيف على امتداد المكان والزمان ، باعتبار أن "العالم نصاً لا يُدرَك إلاَّ من خلال التعبير عنه لغوياً..
النسق التربوي
في النسق التربوي تحدثت الباحثة ابتسام بنت عبدالله مبارك الحجرية حول صورة المرأة في المناهج العمانية وصورة المرأة في الخطاب المدرسي مرحلتي التعليم الأساسي وما بعد الأساسي.. وقالت الحجرية: إن قضية المرأة من القضايا التي أربكت الكثير من الثقافات.. كانت قضية تمكين المرأة والاعتراف بها ككيانٍ مساوٍ للرجل، وليست مجرد ظل له، من القضايا التي أعيدت وكررت في تقارير التنمية البشرية التي تصدر سنويا؛ إذ كانت تركز على أن من أهم أسباب تأخر التنمية في البلدان النامية عدم احترام وجود المرأة، وعدم الاعتراف بكينونتها ودورها في تنمية المجتمع.
النسق الإعلامي
أما حشر المنذري وعبير المعمرية فركزا في النسق الإعلامي على صورة المرأة في الإعلان وفي الصحف اليومية العمانية.. وتهدف الدراسة التي قدمها الباحثان إلى التعرف على نسبة استخدام المرأة في الإعلانات ومعرفة الأدوار التي ظهرت فيها المرأة في الإعلانات (ربة منزل/ موقع عمل...)، ومعرفة خصائص المرأة التي استخدمت في الإعلانات ( عربية/أجنبية/محجبة/ غير محجبة...)، بالإضافة إلى معرفة نوع الإعلانات التي استخدمت فيها المرأة (خدمات/ سلع)، ومعرفة اتجاهات المجتمع العماني حول استخدام المرأة في الإعلانات، محاولان الكشف عن الأسباب التي تدفع المعلنين لاستخدام المرأة في الإعلانات.
النسق الفني
حول صورة المرأة في الخطاب الفني (سينما الأفلام القصيرة)، قدم الباحثان السينمائي السعودي خالد ربيع السيد، والمخرجة السينمائية مزنة المسافر دراسة عن الأفلام العمانية القصيرة المنتجة خلال السنوات الأخيرة والتي وصفت بأنها متفاوتة المستوى من حيث طريقة تناول الموضوعات والتقنيات وأساليب الإخراج. وإن كان معظمها يتناول قضايا اجتماعية وذاتية تندرج ضمن هموم الحياة اليومية، بدءا من المشكلات المتعلقة بالحياة الأسرية وتفاعلاتها وظلالها المؤدية الى نتائج مؤثرة في حياة الفرد والمجتمع العماني. وأشار خالد السيد إلى أن بعض الأفلام تتطرق الى علاقات أفراد العائلة بعضهم ببعض: الوالدين، الأبناء. ومنها المستجدات المتوالدة والطارئة على الحياة العائلية ومتطلباتها المادية والنفسية والاجتماعية.. فيما تتناول أفلام أخرى قضايا المرأة بزوايا محلية مختلفة، بدءًا من المسائل الدقيقة التي تظهر للمرأة عند مرحلة سن البلوغ والانتقال من مرحلة الطفولة ثم إلى المراهقة وسن الرشد، مروراً بالقلق النفسي والوجداني الذي يعتري المرأة إبان مراحلها العمرية المختلفة.. وخلص الباحثان إلى أن الأفلام القصيرة ترسم، فيما ترسم، صورة عامة للمرأة العمانية، وهي تتأرجح في نسبة كونها صورة شمولية تعم شرائح وفئات من النساء، فبعضها يشمل نسبا كبيرة والبعض الآخر يجتزئ بنسبة أقل، وقد تصل إلى حالات فردية. لكنها في العموم تكوّن صورة ما من خلال رصد سمات هذه الصورة واختبار مكوناتها والوقوف على أبعادها. ومن بين الأفلام التي تم التعرض لها فيلم "نقصة"، إخراج شبيب الحسيني ومحمد الحارثي، وفيلم "براءة"، إخراج جاسم البطاشي، وفيلم "بيلوه" إخراج عامر الرواس، وفيلم "رفقا بالقوارير" إخراج شروق الصباحي، فيلم "غني لي يا دمية" إخراج عيسى الصبحي، وفيلم "نقاب" لمزنة المسافر، في محاولة لرصد سمات التجربة السينمائية في الأفلام القصيرة العمانية بما تبرزه من صورة المرأة في الثقافة الفنية.
وشهدت الندوة في ختامها نقاشا مفتوحا مع الحضور.
جريدة الوطن