المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رسول محمد رسول: صورة الفيلسوف العربي في القرن 21 مشوشة وقاتمة


سالم الوشاحي
06-03-2013, 06:52 AM
أبوظبي - منى بونعامه:

استضاف اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في أبوظبي مساء أمس الأول، في مقره بالمسرح الوطني، الكاتب العراقي الدكتور رسول محمد رسول في أمسية بعنوان “صورة الفيلسوف العربي في القرن 21” . قدم الأمسية الكاتب حسن ولد المختار وعرّف بمسيرة المحاضر العلمية وأبرز نتاجاته الفكرية، وحضرها عدد من الكتاب والأدباء .



واستهل المحاضر بتحديد فضاء السياق “الذي يتحدث فيه بغية تحديد ملامح صورة الفيلسوف العربي في القرن الحادي والعشرين، وذلك من خلال تشخيص حالة في العصر الذي يعيش فيه، وعلاقته بالمعرفة والطبيعة والإنسان والوجود والماضي والحاضر والمستقبل، وكذا بالقوى المهيمنة في المجتمع الذي يعيش في كنفه” .



وطرح مجموعة من التساؤلات التي حاول من خلالها مقاربة صورة الفيلسوف في نطاق التغيرات التي كانت تحيط به في الماضي، وفي الحاضر ومهتمه في المرحلة الراهنة .



غاص رسول في البدايات الأولى لنشأة الفلسفة عند اليونان، وأول من أطلق عليه اسم “فيلسوف”، ثم نشأة فريق متفلسف يتوسل العقل والتأمل العقلي، وارتباط الفلسفة بالحكمة، وأطوار تطور المفهوم وما صاحبه من تمايز فكري وعقلي يميل إلى استخدام العقل والنظر والتفكير بدل الخرافة والأساطير، مستعرضاً مجموعة من الأسماء الرائدة من أمثال سقراط الحكيم، وافلاطون، وأرسطو طاليس .



ورأى رسول أن الفلسفة انحسرت في العصر الوسيط في العالم الغربي، ولم تبدأ في العالم الإسلامي إلا في القرن الثاني الهجري وخلاله حتى القرن السادس الهجري، فظهرت أسماء وازنة ارتبط بعضها ببواكير النزوع إلى الفكر التأملي العقلي مثل واصل بن عطاء (80-131ه)، وجابر بن حيان الكوفي (101-195ه)، واسحق الكندي (185-256ه)، والفارابي (260-339ه)، الذي اعتبره الفيلسوف الشامل، وهو الذي وضع كتاباً في الموسيقا وآخر في المدينة الفاضلة، وصولاً إلى ابن سينا (370-428 ه)، صاحب موسوعة “الشفاء” التي لخصها في كتابه “الإشارات والتنبيهات” .



واعتبر رسول أن هؤلاء الفلاسفة العرب والمسلمون “كانوا يتحركون ويفكرون بحرية عقلية جعلت خطابهم الفلسفي متألقاً في انتاجه، إلا أنهم تعرضوا في نهاية القرن الرابع الهجري إلى الطمس والتشكيك والتهميش، وذلك عندما وضعهم أبو حامد الغزالي (450-505 ه) في كتابه “تهافت الفلاسفة”، في خانة التهافت والتكفير والتبديع، شأنهم كشأن الفلاسفة غيرهم من الفلاسفة وأصحاب النظر العقلي .



واستعرض رسول صورة الفيلسوف العربي الحديث في نطاق تطور مفهوم الفلسفة وأدواتها المعرفية في الغرب، وقد تركزت جهود هذه المرحلة في مسارات أربعة هي: تحقيق ونشر النصوص الفلسفية العربية والإسلامية القديمة، وترجمة عيون الفكر الفلسفي الغربي، وتدريس الفلسفة في التعليم الثانوي والجامعي، ومحاولة بناء مشروعات فلسفية عربية متأثرة بالاتجاهات الفلسفية الغربية التي ظهرت خلال القرنين التاسع عشر والعشرين . وقد عرفت الفلسفة العربية ازدهاراً معتبراً في القرن العشرين بدعم من الدولة الوطنية، حيث تم دمجها في التعليم الحديث، واستمر النزوع نحو الفلسفة والاشتغال بها من الأربعينات وحتى الثمانينات من القرن العشرين، بيد أن انشطار المواقف حيالها من جديد أعاد إلى الواجهة الصراع الفكري القديم، وتمايز اتجاهين متناقضين، ولكن في حلى مختلفة، وصور متنوعة .

جريدة الخليج