المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حدث ثقافي متجدد


سالم الوشاحي
08-03-2013, 06:21 AM
منّي بونعامة

تحتل الثقافة حيّزاً كبيراً من تفكير صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، الشاعر المثقف، وذلك ما يعكسه بشكل واضح اهتمامه الدائب، وعنايته الكبيرة، ومتابعته الدائمة لما يجري على مستوى الساحة الثقافية والفكرية محلياً وعربياً ودولياً، ومد جسور التواصل الحضاري والفكري مع العالم .



وتتجلى هذه العناية وذلك الاهتمام من خلال المشاريع الثقافية، والأنشطة الفكرية، والهبات السخية، والجوائز التقديرية التي يقوم سموه بإطلاقها ومنحها من حين لآخر للمؤسسات والشخصيات الثقافية الفاعلة في الساحة احتفاء بجهودها وتقديرا لنشاطاتها القيمة التي تدخل في صميم توجيهاته الكريمة .



إن اهتمام سموه بالثقافة والفكر لم يقف فقط عند الدعم المالي، رغم أهميته، وإنما المشاركة والحضور الفاعل والمؤثر في مختلف الفعاليات الثقافية، ذلك الحضور الذي يضفي عليها رونقاً خاصاً، ويكسوها بحلة بهية تتناغم مع حجم سموه ومكانته السابقة .



لقد حضر سموه إحدى الأمسيات الثقافية التي نظمها مهرجان طيران الإمارات للآداب بالتعاون مع هيئة الثقافة والفنون في دبي تحت عنوان: “أبيات من عمق الصحراء”، والتقى سموه خلالها عدداً من الشعراء والأدباء المشاركين بمن فيهم الغربيون تأكيداً على دعمه للثقافة والمثقف، وتنشيط الحركة الثقافية في الدولة، وإثراء الساحة الفكرية، ومد جسور التفاعل والتواصل الحضاري مع مختلف الثقافات والحضارات، بغية إيصال رسالته السامية إلى العالم .



ترحيب سموه بضيوف المهرجان، وحديثه معهم، كانا الحدث الثقافي الأبرز، حيث أمر سموه أن يتم تنظيم تلك الأمسية سنوياً لاستمرار التواصل والتفاعل البناء بين الشعراء الإماراتيين ونظرائهم الغربيين، وبذا يصبح ذلك الحدث حدثاً ثقافيا متجدداً كل عام .



إن مساعي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ووعوده وعهوده وجهوده ومبادراته الثقافية الرائدة هي التي جعلت من دبي مركزاً ثقافياً إضافة إلى كونها مركزاً تجارياً عالمياً تجبى إليه ثمرات كل شيء . فقد عرف عن سموه منذ البدء شغفه باللغة، وتعلقه بالثقافة والأدب، وحبه للاطلاع والتواصل المعرفي والفكري وهذا ما انعكس بشكل واضح على توجهاته وسياساته ومبادراته التي تندرج في السياق نفسه .



قبل أقل من عام أطلق سموه مبادرة ميثاق اللغة العربية الهادفة إلى حماية اللغة وانتشالها من المخاطر المحدقة بها، ودعمها في جامعات ومدارس الدولة ومعاهدها وترسيخ مفهوم اللغة الأم في نفوس وقلوب الأجيال الناشئة وحماية لغتنا من النسيان . وقد لاقت هذه المبادرة الرائدة ترحيباً كبيراً واستحساناً واسعاً من لدن أرباب الثقافة والفكر من المواطنين والمقيمين على هذه الأرض المعطاءة . لما لها من دور في صون الهوية العربية، والحفاظ عليها من درن العصرنة والانفتاح .
جريدة الخليج