المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من أنتم ؟!


منى سيف
04-04-2013, 09:48 AM
سكنت همسات طلاب العلوم السياسية والعلاقات الدولية بقول العميد
"عاد لطفي ، عاد " !!
التفت الطلبة لبعضهم توحدت همساتهم
"من لطفي " ؟!
طرق العميد على الطاولة ثلاثا ..
" إحم إحم ، لطفي هو ابن هذا الوطن ، عائد إليكم من بلاد الفرنجة بعد حصوله على شهادة الدكتوراه من جامعة السوربون في الشؤون الدولية "
دوت همسات الطلبة من جديد ، وتمازجت ولم يستجمع العميد منها شيء ، عاود الطرق على الطاولة وقال " حق لكم الفخر، فقد اختاركم أنتم بالتحديد،أتمنى منكم تقدير هذا الأمر " قالها وانصرف عنهم
بدأ الجميع يحاول وضع تصور للدكتور لطفي ، شكله ، تعامله .وكان حديثهم وشغلهم الشاغل، ورغم عددهم الأربعين إلا أن الصور والأوصاف لم تتفق . فكل منهم وضع تصور خاص به،وبقوا يرقبون الساعة التي تطأ فيها قدمه عتبة الجامعة .
كان يوما أعد له العدة، زينت جنبات الكلية بالشرائط الملونة وفرشت الأرضية بالسجاد الأحمر وذكت رائحة الزهر . وكان العميد قد اعتلى المنصة قابضا أوراق الترحيب به .
وصل لطفي وكانت الأعين ترصد نزوله من السيارة الفارهة التي استأجرت لاستقباله .
ما إن وضع قدمه حتى شع ضوء الكاميرات ،وصفق العميد وتلاه الطلبة . انتصبت قامت الدكتور لطفي حرص على توزيع نظرة متساوية للجميع . تأمل الطلبة تقاسيه وفصلوها ، سمرة مشربة بحمرة ، عين غائرة ، صلعة تعكس ضوء الشمس ، طول فارع وجسد متناسق . مشى على السجاد بتأنٍ .
انتبه العميد إلى موقعه الخطأ ، ركض إليه مصافحا بقوة وحفاوة وسار به إلى كرسيه .وعاد للمنصة وتلى عليه خطبته مرحبا به ، معربا عن فرحته بمقدمه .
تتابعت فقرات الترحيب،من قصائد وكلمة ممثل الطلبة ومسرحية صامتة تمثل واقع سياسي .
أسدل ستار الحفل ،وهمس الدكتور لطفي للعميد برغبته في عقد اجتماع منفرد مع طلبته . أفرغت القاعة من العميد وأتباعه وبقي لطفي مع الطلبة .
ساد الصمت بداية على المشهد،كان لطفي مربعا يديه وينظر إليهم نظرات باردة . وبقوا هم ينتظروا اللحظة التي يحرك فيها شفتيه ناطقا .
ملأ لطفي رأته بالهواء، وزع نظراته بالتساوي وقال " كنت في بلد الحرية " وصمت .
اكتفى الطلبة بالالتفات لبعضهم
استطرد د.لطفي" بلد يؤمن بحرية الرأي والتعبير، وقد تشربت فكرهم الديمقراطي،وسيكون هذا الفكر أساس التعامل بيننا "
لم يستوعب الطلبة مراد الدكتور لطفي بعد وبقي الصمت مخيم عليهم .وقد أدرك هو ذلك واستأنف قائلا "أي ملاحظة تخصني ولا ترضيكم فبادروا بها بلا خجل أو خوف وثقوا أني لكم أذن مصغية، وأتقبل وجهات النظر المخالفة برحابة صدر "
استغرب الطلاب كلامه لكن الذوق حتم عليهم التصفيق تلك اللحظة. سعد الدكتور بردة فعلهم وأحس أن رسالته وصلت .
مر الأسبوع الأول على الدكتور والطلبة وهو لم يحدثهم عن شيء في المنهاج،إنما كان يمجد في ساعات المحاضرة أسلوب الغرب وحضارتهم ومساحات الحرية، ويسرد تاريخه العظيم في جامعة السوربون.كما أعرب انتقاده الشديد للعرب وتكبيل صناع القرار للحريات والعجز المطبق على البعض وورعهم من التعبير عن آرائهم

هذا ما أثار امتعاض الطلبة،وقوبل اعتراضهم مع العميد على أسلوبه بالصد واتهمهم بالتجني على نابغة الجامعة .
قبل أن تطوى صفحة الأسبوع الأول على مقدم الدكتور لطفي ، طلب من الطلبة إخراج ورقة وقلم وقال " حدثتكم كثيرا على الرأي وحرية التعبير عنه وها أنا ذا أفتح لكم الباب للتطبيق الفعلي، اكتبوا ما شئتم عني وثقوا أن رأيكم محل تقدير، هيا اكتبوا على أوراق الحرية وقولوا ما بدا لكم "
تردد الطلبة بداية، لكنهم وجدوا أنه السبيل الوحيد لإبداء ملاحظاتهم حوله . كتبوا على الساعات التي مرت وضيعت في حشو لا طائل منه،عن كثرة تمجيده لنفسه وهو أمر لا يعود بالنفع إليهم، عن جموده بالكرسي وقلة حركته،عن افتخاره بالغرب وتقليله شأن العرب.
بعد ساعة ، أتاهم لطفي مكفهر الوجه عاقد الحاجبين،رمى أوراق الحرية وداسها بقدميه ،وزمجر "تبا لكم، لا تستحقون تلك المساحة التي منحت لكم ، كيف تجرئون على التطاول عليّ ، أنا الدكتور لطفي حاصل على الشهادة من أرقى الجامعات،تأتون أنتم وتنتقدوني!
أنا فوق حرية التعبير، أنا خط أحمر ، أنا منطقة يحظر الاقتراب منها ، من أنتم لتنتقدوني ؟ من أنتم؟؟!"

عبدالله الراسبي
04-04-2013, 11:52 AM
الاخت الفاضله منى سيف قصه جميله جدا ورائعه
وبها حكم كثيره
نص رائع وجميل وسرد طيب
وما هذا الا نقص في شخصية الدكتور
وانفصام في شخصيته وعروبته
واصلي ابداعك الجميل
وننتظر جديدك هنا دائما
وتقبلي تحياتي

منى سيف
04-04-2013, 02:22 PM
الاخت الفاضله منى سيف قصه جميله جدا ورائعه
وبها حكم كثيره
نص رائع وجميل وسرد طيب
وما هذا الا نقص في شخصية الدكتور
وانفصام في شخصيته وعروبته
واصلي ابداعك الجميل
وننتظر جديدك هنا دائما
وتقبلي تحياتي

كان ينادي بشعارات رنانة ..والقول غير الفعل
لكن صدمه الواقع ، فثار
وقال مقولة القذافي.

شكرا لك

محمد سعد
04-04-2013, 02:37 PM
قصه جميله ومعبره تسلم
الأنامل كل الود واجمل
التحايا لك اختي الفاضله

منى سيف
05-04-2013, 03:16 PM
قصه جميله ومعبره تسلم
الأنامل كل الود واجمل
التحايا لك اختي الفاضله

شكرا لك أخي على الإشادة الطيبة.

ناجى جوهر
06-04-2013, 01:09 AM
السلام عليكم
هذا النموذج من الناس المبهورة بالغرب, وبما ينتجه من غث وسمين على كافة الأصعدة
كان موجود في فترة من الفترات, وعلى قمة سلسلة اتخّاذ القرار
ولا أظنّ أنّ لهم قيمة أو مكانة أو كلمة مسموعة في مجتعنا اليوم
خاصة بعد ان برز على الساحة قادة يتحلّون بالوطنية
ويعتزّون بتاريخ وحضارة و أمجاد العرب والمسلمين
أما الذين لا يزالون يركضون خلف السراب
فإن مثواهم الأبدي هو مزابل التاريخ
تُعجني الواقعية والجدّية
تحياتي

أم أفنان الرطيبيه
09-04-2013, 07:24 AM
جميلة جدا ..
أبدعتِ التصوير والتسلسل
قصة اصفق لها إعجاباً
دمتي بروعة قلمك

منى سيف
16-04-2013, 02:07 PM
السلام عليكم
هذا النموذج من الناس المبهورة بالغرب, وبما ينتجه من غث وسمين على كافة الأصعدة
كان موجود في فترة من الفترات, وعلى قمة سلسلة اتخّاذ القرار
ولا أظنّ أنّ لهم قيمة أو مكانة أو كلمة مسموعة في مجتعنا اليوم
خاصة بعد ان برز على الساحة قادة يتحلّون بالوطنية
ويعتزّون بتاريخ وحضارة و أمجاد العرب والمسلمين
أما الذين لا يزالون يركضون خلف السراب
فإن مثواهم الأبدي هو مزابل التاريخ
تُعجني الواقعية والجدّية
تحياتي

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لا يخلو العالم من أمثالهم للأسف !
شكرا لك

منى سيف
16-04-2013, 02:07 PM
جميلة جدا ..
أبدعتِ التصوير والتسلسل
قصة اصفق لها إعجاباً
دمتي بروعة قلمك

شكرا لك أختي .بارك الله فيكِ

أمل فكر
07-05-2013, 09:06 AM
ههه شر البلية ما يضحك
هذا هو شأن بعض مثقفينا المتعلمون، الذين فعلاً هم فوق الخط الأحمر؛ حينما يرون أنفسهم مجداً فوق رؤوس العباد

في الصميم أختي الكاتبة منى سيف
لك تقدير كبير حقاً على إبداعك هذا الذي صغتيه في شكل خنجر أدبي في صدر واقع حرياتنا..

من أنتم؟!! هاء..

إعجابي،؛،

منى سيف
22-05-2013, 08:54 PM
ههه شر البلية ما يضحك
هذا هو شأن بعض مثقفينا المتعلمون، الذين فعلاً هم فوق الخط الأحمر؛ حينما يرون أنفسهم مجداً فوق رؤوس العباد

في الصميم أختي الكاتبة منى سيف
لك تقدير كبير حقاً على إبداعك هذا الذي صغتيه في شكل خنجر أدبي في صدر واقع حرياتنا..

من أنتم؟!! هاء..

إعجابي،؛،

أذكر ذات مرة طلب منا أحد أساتذتنا كتابة إيجابيات وسلبيات زيارة ميدانية ...فلما كتبت ما رأيته سلبيا وضع علامة ×كبيرة وذيلها بجملة "هذا غير صحيح"!!

شكرا لك أختي على جميل حضورك .

عائشة السعيدي
22-05-2013, 08:59 PM
تسلمين حبيبتي
والله هذا الكتور يفتخر بنفسه ويفتخر بالاجانب
بدل ما يفتخر بدينه الحنيف
وربي يوفقج

منى سيف
27-05-2013, 06:04 PM
تسلمين حبيبتي
والله هذا الكتور يفتخر بنفسه ويفتخر بالاجانب
بدل ما يفتخر بدينه الحنيف
وربي يوفقج

الله يسلمك أختي ..بارك الله فيك.

زياد الحمداني (( جناح الأسير))
03-07-2013, 03:56 PM
افكار متزنة وصياغة متناسقة الأبعاد قصة لها المعنى والمبنى والمغزى ملازم للذائقة .
سردٌ بموضوعه واتجاهاته يعي ويلامس عدة شرائح ...

بارك الله فيك الاخت منى سيف

رمزي
16-07-2013, 04:46 PM
أضحك الله سنك سيدتي،،
الأستاذ لطفي يمشي على منهجية أسمعوني ما أحب أسمعكم ما ((أحب))،،

منى سيف
25-07-2013, 09:55 AM
افكار متزنة وصياغة متناسقة الأبعاد قصة لها المعنى والمبنى والمغزى ملازم للذائقة .
سردٌ بموضوعه واتجاهاته يعي ويلامس عدة شرائح ...

بارك الله فيك الاخت منى سيف

أشكرك على هذا الإطراء..

بارك الله فيك

منى سيف
25-07-2013, 09:56 AM
أضحك الله سنك سيدتي،،
الأستاذ لطفي يمشي على منهجية أسمعوني ما أحب أسمعكم ما ((أحب))،،

أو منهج بوش إن لم تكن معنا فأنت ضدنا

شكرا أخي.