المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اليوم .. "الكتاب والأدباء" تحتفي بالشعر والسينما والفنون التشكيلية في ليلة عُمانية عر


سالم الوشاحي
18-06-2013, 09:45 AM
يقدم فيها ضياء خضير شهادة نقدية حول الشعرية العراقية والعمانية
اليوم .. "الكتاب والأدباء" تحتفي بالشعر والسينما والفنون التشكيلية في ليلة عُمانية عراقية

يقام مساء اليوم بالنادي الثقافي الليلة العمانية العراقية التي تنظمها الجمعية العمانية للكتاب والأدباء تواصلاً للحراك الثقافي العماني العراقي الممتد منذ سنين طويلة، حيث تقام الفعالية تحت رعاية سعادة توفيق بن عبدالمحسن اللواتي عضو مجلس الشورى ويضيء الليلة نخبة من المثقفين والشعراء والفنانين التشكيليين، في نقلٍ مباشرٍ لتجاربهم الشاعرية والفنية المرهفة.
أولى فعاليات الليلة ستكون مع العرض التشكيلي المشترك الذي تحييه نخبة كبيرة من الفنانين العمانيين والعراقيين، إذ تتجلى رسائل السلام والمحبة والدعوة إلى المبادئ الخلاقة ومكملات التفاضل الإنساني وإذكاء روح الألفة بين الجميع في لوحات الفنانة الدكتورة منى البيتي، التي تتميز بقواها الخفية وقدرتها العالية على السيطرة الكاملة على المتلقي وجذبه بتؤدةٍ واحترافية نحو ما تريد توصيله، في إصرارٍ حتمي منها على أن رسالة الفن وصوته الآسر لا يقل مضاءً عن الأسلحة الأخرى فيما يخص التغيير نحو الأفضل وتوجيه المجتمع إلى جادة صوابه، في حين تقدم الفنانة فخراتاج مرئياتها المفعمة بالأمل وعلائق الطموح وتجليات الروح وتكاثف الصور الحياتية المتباينة وفق الأمزجة المتغيرة بين البياض والسواد والحنين والتوطن والحضور والغياب، كما ستطل الفنانة هناء صادق بأعمالها المتجددة، وسط هالةٍ من الروح المنتشية التي تحاول دائما كسر المألوف والغوص بمتأملها في بحارٍ روحيةٍ وخياليةٍ حالمة، تجعل من متأملها يقف برهةً من الزمن خارج حدود المنطق والمعقول، وداخل عالمها الفني المنتشي بالصفاء والنقاء.
الفنان التشكيلي العراقي له حضوره المبهر في هذه الليلة، من خلال فرسانه الأربعة الذين جلبوا عدتهم وعتادهم إلى قاعة الفن التشكيلي بالنادي الثقافي، متخذين من طقوسهم الحالمة ميداناً للعرض وتحريك الساكن وتجلية الضباب، فالفنان عقيل نزار يقدم خلاصة تجربته مع الأصداف البحرية في تمازجٍ فتّانٍ مع الخيل العربي الأصيل، جاعلاً من كلٍ واحدٍ لساناً ناطقاً عن الآخر، عازما على استحضار ملاحم سومريةٍ بألوانٍ صامتة، الفنان ماجد هاشم يتكئ في لوحاته على استنطاق الأشياء، وتغذيتها بمخيلة قارئها، وتذكيره للآخر بجماليات الحياة، وسط صخب الطبيعة وجنونها وتحولاتها المثيرة المدمعة حيناً والمؤنسة في أحايين أقلّ، بيد أن لسابر أغوار الكاريكاتير الفنان سلمان البديري حضوره المختلف أيضاً من خلال حديث الكاريكاتير ولوحاته الممتلئة بالعجب والفخار وتراقص الألوان ولسعات النحل التي يطيب له إيصال أفكاره بطريقةٍ ألطف على جسرها، أما الأكاديمي الفنان أحمد قاسم، يتخذ من الواقعية ميداناً فسيحاً لا باب له فيوصد ولا سقف له فيؤطر، هو منطلقٌ في كل شيء، شعاره "عاش الجمال مشرداً في الأرض ينشد مسكنا".
الليلة ستشهد أيضاً تقديم فيلمٍ وثائقي أنتجه مخرجٌ سويدي يحكي تفاصيل حياة الفنانة العمانية أثمار عباس العملية والفنية، سبق وأن عرض في السويد باللغة السويدية، في حين فإنه يعرض في السلطنة للمرة الأولى بالنسخة العربية.
كما أن للشعر حضوره وبهاءه وألقه في تلكم الليلة التي سيصدح فيها الشاعر العراقي المعروف حميد سعيد الذي عمل في التعليم فترةً من الزمن ثم انتقل منذ أواخر الستينيات إلى العمل الثقافي والصحفي, فشغل عدداً من المراكز الثقافية والصحفية, منها مدير التأليف والنشر، ومستشاراً صحفياً في كل من مدريد والرباط ورئيس تحرير جريدة الثورة، كما انتخب رئيساً لاتحاد الكتاب والأدباء في العراق, وأميناً عاماً لاتحاد الكتاب والادباء العرب لدورتين متواليتين، من دواوينه الشعرية "شواطئ لم تعرف الدفء" الصادر عام 1968، و"لغة الأبراج الطينية" المطبوع عام 1970، و"قراءة ثامنة" المنشور 1972م، و"الأغاني الغجرية" الذي رأى النور في عام 1975، و"حرائق الحضور" في العام 1978، و"ديوان حميد سعيد" طبع عام 1984، و"مملكة عبدالله" نشر في العام 1986، و"باتجاه أفق أوسع" المنشور في عام 1991، و"فوضى في غير عنوانها"، وأخيراً "طفولة الماء".
ستحظى الليلة العمانية العراقية أيضاً بمشاركة الشاعر (عراقي الأصل ـ عماني الهوى) عبدالرزاق الربيعي، صاحب الكلمات الهاربة إلى جنونٍ مضطرب، فهو لا يهدأ في عالمه الشعري كهدوئه في واقع حياته، لا يسكن ولا يفتر ولا يترك لكل شاردة أو واردةً فرصةً للتملص أو التنحي، يحضر كيفما شاء، وبالطريقة التي يريد، من غير مبالاةٍ بأحد، لا شيء في الحياة الشعرية يعترضه، فهو منطلقٌ إلى حيث تخلد الفكر في ثورتها المرتبكة، في حين أن الشاعرة سعيدة خاطر على متن سفينتها الفارهة، تكمل تطوافها، تبحر إلى حيث تسكن الكلمة في النفس، وتهدأ المشاعر من لجلجة الحياة المريبة، لذا فإنها ستحاول كعادتها أن تبقى الجميع مشدود العناق نحوها، غير أن الشاعر محمد قراطاس هو الآخر احترف إلهاب المشاعر منذ سنين، ما يعني أن المتلقين على موعدٍ مع مشاعر متدفقة وألحانٍ عذبة، لا يجيد تحريكها بسحرٍ مطلقٍ سواه.
الليلة أيضاً ستحتفي بشهادةٍ نقدية للدكتور ضياء خضير حول الشعرية العراقية والعمانية، والتعقيب على بعض القصائد الملقاة في الأمسية مع الحديث عن الشعرية العربية بشكلٍ عام وملامح وخصائص التجربة الشعرية في السلطنة والعراق
جريدة الوطن