المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : "الكتاب والأدباء" تقيم ليلة عمانية عراقية تمازج بين الرؤية البصرية والإبداع الشعري


سالم الوشاحي
20-06-2013, 05:24 AM
أقيمت في النادي الثقافي بمشاركة نخبة من الفنانين والشعراء

"الكتاب والأدباء" تقيم ليلة عمانية عراقية تمازج بين الرؤية البصرية والإبداع الشعري

كتب ـ فيصل بن سعيد العلوي : تصوير ـ عيسى الرئيسي :
ليلة عمانية عراقية تنوعت بين الرؤية البصرية ، وبين الرؤية الشعرية الإبداعية ، تمازجت بين ريشة الفنان وقلم الشاعر في أمسية أقيمت بالنادي الثقافي مساء أمس الأول ونظمتها الجمعية العمانية للكتاب والأدباء تحت رعاية سعادة توفيق بن عبدالمحسن اللواتي عضو مجلس الشورى (ممثل ولاية مطرح) بحضور نوعي متميز من المهتمين العمانيين ومن الجالية العراقية المقيمة في السلطنة .
بدأت الليلة بافتتاح المعرض التشكيلي المشترك الذي احتضنته قاعة الفنون بالنادي الثقافي التشكيلي إذ تتجلى رسائل السلام والمحبة والدعوة إلى المبادئ الخلاقة ومكملات التفاضل الإنساني وإذكاء روح الألفة بين الجميع في لوحات الفنانة الدكتورة منى البيتية، التي تتميز بقواها الخفية وقدرتها العالية على السيطرة الكاملة على المتلقي وجذبه بتؤدةٍ واحترافية نحو ما تريد توصيله، في إصرارٍ حتمي منها على أن رسالة الفن وصوته الآسر لا يقل مضاءً عن الأسلحة الأخرى فيما يخص التغيير نحو الأفضل وتوجيه المجتمع إلى جادة صوابه، في حين قدمت لوحات الفنانة فخراتاج الإسماعيلية مرئياتها المفعمة بالأمل وعلائق الطموح وتجليات الروح وتكاثف الصور الحياتية المتباينة وفق الأمزجة المتغيرة بين البياض والسواد والحنين والتوطن والحضور والغياب، كما أطلت الفنانة هناء صادق بأعمالها المتجددة، وسط هالة من الروح المنتشية التي تحاول دائما كسر المألوف والغوص بمتأملها في بحارٍ روحيةٍ وخياليةٍ حالمة، تجعل من متأملها يقف برهةً من الزمن خارج حدود المنطق والمعقول، وداخل عالمها الفني المنتشي بالصفاء والنقاء. اما الفنان التشكيلي العراقي فكان حضوره المبهر في المعرض من خلال اربعة من الفنانين الذين جلبوا إبداعاتهم إلى القاعة متخذين من طقوسهم الحالمة ميداناً للعرض وتحريك الساكن وتجلية الضباب، فالفنان عقيل نزار قدم خلاصة تجربته مع الأصداف البحرية في تمازجٍ فتّانٍ مع الخيل العربي الأصيل، جاعلاً من كلٍ واحدٍ لساناً ناطقاً عن الآخر، عازما على استحضار ملاحم سومريةٍ بألوانٍ صامتة، اما الفنان ماجد هاشم فيتكئ في لوحاته على استنطاق الأشياء، وتغذيتها بمخيلة قارئها، وتذكيره للآخر بجماليات الحياة، وسط صخب الطبيعة وجنونها وتحولاتها المثيرة المدمعة حيناً والمؤنسة في أحايين أقلّ، اما فنان الكاريكاتير سلمان البديري فكان حضوره المختلف من خلال حديث الكاريكاتير ولوحاته الممتلئة بالعجب والفخار وتراقص الألوان ولسعات النحل التي يطيب له إيصال أفكاره بطريقةٍ ألطف على جسرها، أما الأكاديمي الفنان أحمد قاسم، يتخذ من الواقعية ميداناً فسيحاً لا باب له فيوصد ولا سقف له فيؤطر، هو منطلقٌ في كل شيء، شعاره "عاش الجمال مشرداً في الأرض ينشد مسكنا".
بعد ذلك بدأت الأمسية الشعرية التي أدارها الشاعر مسعود الحمداني حيث قدم الشاعر العماني محمد قرطاس المهري مجموعة من قصائده منها قصيدته "هجرة إليك" و"عنيدة" ، وعدد من القصائد التي تحمل الطابع الصوفي في تجلياتها ، بعدها ألقى الشاعر العراقي عبد الرزاق الربيعي مجموعة من قصائده بدأها بقصيدة "عراقي" ، ثم قصيدته "مباهاة"، وقصيدة "تذكار وطن" وقصيدة "وجه في مرآة" التي قال فيها :
هذا الرجل الأشيب
حاصرني
بجبين مشتعل ٍ
وعيون
تتراقص
في ساحتها خيبات
هذا الرجل الأشيب
لما حدق في وجهي
زلت قدمي في بحر الظلمات
لأنه
حين تملى في ّ رأى شبحا ً
وأنا حين تمليت
رأيت بجبته
رجلا من وادي الأموات
فهدأت القلب
ولكنه أطلق
عدة صرخات
هذا الرجل الشيب
هذا المتعب
حين يحاصره الهم
وتصفعه الشمس
يلوذ بظل الكلمات
هذا الرجل الأشيب
لا أعرفه
فلماذا
ينظر في وجهي
بالمرآة ؟
بعدها قدمت الشاعرة الدكتورة سعيدة بنت خاطر الفارسية قصائد عدة منها "فرح خفي" وقصيدة "جوري"، اما الشاعر العراقي حميد سعيد فقدم مجموعة من قصائده منها قصيدة "رسالة اعتذار إلى أبي جعفر المنصور"، وقصيدة بعنوان "بستان قريش".
واستعرض الدكتور ضياء خضير رؤاه وشهادة النقدية حول الشعرية العراقية والعمانية حيث عقب على القصائد الملقاة في الأمسية ، بعدها تم عرض الفيلم الوثائقي الذي أنتجه مخرجٌ سويدي يحكي تفاصيل حياة الفنانة العمانية أثمار عباس العملية والفنية حيث تم عرضه في السويد باللغة السويدية ، في حين إنه يعرض في السلطنة للمرة الأولى بالنسخة العربية.
جريدة الوطن