المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كتاب عن التشكيل الفني في شعر أبي مسلم البُهلاني


سالم الوشاحي
01-07-2013, 06:01 AM
يقدم قصيدة المديح النبوي نموذجا
كتاب عن التشكيل الفني في شعر أبي مسلم البُهلاني

أصدر الدكتور أحمد عبدالمنعم حالو الأستاذ المشارك في الأدب القديم بجامعة نزوى كتابا بعنوان "التشكيل الفني في شعر أبي مسلم البُهلاني" متناولا قصيدة المديح النبوي نموذجا لدراسته. أهدى المؤلف كتابه إلى "عُمان الخير، إلى ذراها الشامخة، إلى وديانها الوارفة، إلى نسيمها العليل، وشعبها الطيب الأصيل حضارةً ونبلاً، وقيماً خالدة على مر الأيام والسنين".
ويتحدث المؤلف عن الشاعر أبو مسلم بالقول: إنه تبوأ عرش الشعر في عُمان مطلع القرن العشرين، لا يكاد ينافسه فيه أحد سوى قرينه ونظيره ابن شيخان، فكان هو شاعر العرب، وكان قرينه أمير البيان"، مشيرا إلى تعجبه بعد تعمقه في نصوص البهلاني في عمان وزنجبار "كيف ظل هذا الشاعر المسلم مجهولاً في الشعراء المعاصرين له، لا يكاد صوته يصلُ إلى الأسماع أو الأعماق، كأنه ـ كما يقال ـ أزرى به الأذان، شأنه في ذلك شأن غيره من الشعراء الإسلاميين الذين غيّبهم التزامهم إلى حد ما، على ما تتصف به أشعارهم من صدق وشفافية وتوهج، ومنهجية باركتها يد السماء".
ويرى المؤلف أن "محور المديح النبوي محور حيوي تندمج فيه جزئيات كثيرة من المحاور الشعرية الأخرى، مما أفاض به أبو مسلم، فعند الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وفي رحابه الطاهرة نقطة التلاقي بين السماء والأرض بين الله والإنسان، ومديحه عليه الصلاة والسلام تعبير جميل عن أخلاقه وقيمه، وما سنّه وما دعا إليه، ولئن رأى بعضهم في خطاب أبي مسلم الشعري في مجال الإلهيات والذكر ما لم يره لغيره من المجالات الشعرية، إذ مضى فيه الشاعر مئات ومئات من الأبيات، فكان بحق ملحمة شعرية خالدة في أسماء الله الحسنى وصفاته، إن الشاعر ما ترك هذا المجال دون أن يختمه بستة وستين بيتاً في مديح النبي عليه الصلاة والسلام، والتوسل به إلى الله عز وجل، ناهيك بما ينبثق عنه المديح من تناص قرآني حديثي صدر عن الشاعر مع كثير من الإسقاطات التاريخية والتراثية".
ويؤكد الدكتور أحمد حالو أنّ أبا مسلم في بنائه الفني لقصيدة المديح النبويّ جاء بجديد لم نعهده عند متقدمي شعراء العربية، أو عند من جاء في أعقابهم، أو من أوقف شعره منهم على "البديعيات" أو "المديح النبويّ فهو لم يبدأ الدّيار والدمن والآثار وصفاً وتذكاراً، ولم يبك ويخاطب الربع ويستوقف الرفيق". وهو بالمقابل لم يمهد لمديحه بذكر "البان والعلم" ولم يشر إلى "جيرة ذي سلم" ولم ينزل سلعاً وغيره من أودية الحجاز، بل مضى غير حافل بما تقاطر عليه الشعراء من جعلهم الميم روياً، أو ذكرهم لمحسنات البديع ووجوهه المتنوعة في نظمهم ليقذف نفسه في الحضرة النبوية، ويرتمي في أحضانها القدسية في حالة من الوجد والاستغاثة عزّ نظيرها، وقلَّ مثيلها.
ويورد المؤلف في خاتمة الكتاب مجموعة من قصائد الشاعر الكبير أبو مسلم الرواحي.
جريدة الوطن