المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الجمعية العمانية للكتاب والأدباء تحتفي بالفائزين في مسابقتها الأدبية وهلال العامري يت


سالم الوشاحي
04-07-2013, 05:08 AM
أحمد الهاشمي يتوّج بالشعر و"الشكيلي" بالقصة القصيرة وسلطان العزري و"الرحبي" بالرواية

الجمعية العمانية للكتاب والأدباء تحتفي بالفائزين في مسابقتها الأدبية وهلال العامري يتوّجهم

كتب ـ فيصل بن سعيد العلوي : تصوير ـ سالم الرميضي :
في أمسية أدبية مفعمة بروح الشعر والقصة القصيرة احتفلت الجمعية العمانية للكتاب والأدباء مساء أمس بالنادي الثقافي بتكريم الفائزين بمسابقة أفضل إصدار لعام 2012م في مجالي الأدب والثقافة ، ورعى الشاعر هلال بن محمد العامري الأمسية التكريمية بحضور الفائزين وعدد من الكتّاب والأدباء المهتمين ، وبدأ الحفل بكلمة لـ"لجان التحكيم" بدأتها كلمة لجنة تحكيم مسابقة أفضل إصدار شعري عماني لعام 2012، والتي تشكّلت من الشاعر مبارك العامري إضافة إلى بدرية الوهيبية ، قدمت الشاعرة بدرية الوهيبية كلمة اللجنة حيث قالت : تقدم لهذا الفرع من الجائزة إصداران وحيدان، وكلاهما في الشعر الحديث (قصيدة النثر)، وبعد قراءةِ الإصدارين قرءاةُ وافية، خَلُصَتْ اللجنة إلى ان ديوان "بيتٌ فوقَ سقف العالم" للشاعر أحمد الهاشمي والصادر عن كتاب نزوى حاز على إجماع اللجنة, بوصفه أفضل إصدار شعري عماني لعام 2012م , وذلك لعدة اعتبارات فنية وموضوعية أبرزها : التحام عناوين النصوص مع المتن، فيما يشكّل العنوان مدخلا واسعا للنص، كما أن عنوان المجموعة يعطي دلالاتٍ عدة بين ما هو مباشر وما هو مباغت.، واستخدام تقنية كتابة النص الشعري الحديث والمغاير، المتخفف من الرتابة والتكلف اللفظي, بتمكنٍ ومهارة.، والحفاظ على وهج الكتابة الشعرية وديناميكيتها البلاغية في أغلب النصوص.، واتّسمت نصوصُ الديوان بلغة شعرية صافية، خالية من الترهل، وذات دلالات متراكمة .. كما أن الديوان يزخر بالكثير من الصور الشعرية المبتكرة ذات الأبعاد الجمالية المرهفة .، وانعكاس عمق التجربة والتراكم المعرفي والتمكن اللغوي, بصورة جليّة, على صياغة النصوص, والاشتغال عليها بمهارة.، وندرة الهنات الفنية في النصوص، وخّلوِهِا, إلى حد كبير , من الأخطاء اللغوية .، والتَّماسُ الشفيفُ مع موضوعات الحياة دون الإخلال بالمستوى الفني للنصوص مع الحفاظ على جوهرها الإبداعي .، وتوظيفُ الشاعرِ بإتقانٍ وجماليةٍ لمفرداتٍ ومفاهيمَ جديدةٍ وغير مستهلكةٍ في سياقاتِ الكتابةِ الشعرية.، واشتغلت المجموعةُ على ثيمة الذات والحلم بالآتي، وإن خرجت في سياقات أخرى إلى ما هو إنسانيّ وكونيّ وعام.، واتسمَ الديوان بلغة ملحمية في كثير من النصوص، إلى جانب وضوح التأثر بلغةٍ تقتربُ من الصوفية، أو (النارفانا) التي تحلّق في الذات العليا للكون في أحيان كثيرة.، ورغم كثرة استخدام الشاعر لصيغ النداء وأفعال الأمر إلا أن ذلك اتسق مع الصوت الداخليّ للذات، والذي يسعى للانفلات إلى عالم كونيّ غير مقيّد، كما أن تكرار بعض الرموز في عدد غير قليل من النصوص لم يشكّل عاملَ ضعفٍ بقدر ما أوحى ذلك بانصهارٍ روحيًّ مع ذوات أخرى كما هو الشأن مع رمز (النسر) الذي ورد في أكثر من مكان.
بعدها قدم القاص حسين العبري كلمة لجنة التحكيم عن المجموعة القصصية الفائزة في مسابقة أفضل إصدار قصصي وقال فيها : "ثلاث مجموعات قصصية تقدمت لمسابقة القصة القصيرة، وبعد التقييم منحت لجنة التحكيم الجائزة للمجموعة القصصية "لا أمان في الماء" لحمود الشكيلي، حيث إن هذه المجموعة قدمت قصصا ناضجة. ورغم أنها توحي بالهدوء في أجوائها إلا أنها تصدم بعنف أحداثها وواقعيتها، تماما كما سطح ماء هادئ حتى إن وطئته قدم ظانة فيه الأمان ابتدأ سقوط صاحبها في دوامة الوحل والغرق. لا تكتفي القصص بتوجيه الأنظار نحو بعض الفجائع بل تدس الآناف فيها مجبرة إياها أن تُزكَم بروائح الواقع الزنخة، الواقع الذي هو حتما أكثر قسوة من المتخيل. أما احتفاؤها أحيانا بملهاة الوجود التي تستدعي الابتسام فإنه ما يفتأ أن يتكشف عن عمق المأساة؛ فإنه ضحك كالبكاء. وفيما تتلبس لبوس المحليِّ بأشخاصها وأماكنها إلا أنها تحلق بعيدا في الشؤون العربية والعالمية، والتي هي شؤون الإنسان في كل مكان وزمان، حاثة في الجسد الميت الرغبة في التحرر والانعتاق".
اما في كلمة لجنة التحكيم عن الروايتين الفائزتين مناصفة في مسابقة أفضل إصدار روائي فيقول "العبري" : ارتأت اللجنة أن تمنح الروايتين اللتين تقدمتا للمسابقة جائزة أفضل إصدار روائي مناصفة، لإيمانها باستحقاق كلتا الروايتين للجائزة، حيث لامستا كليهما جوانب مهمة وقريبة من المجتمع العماني رغم اختلافهما الواضح في الأساليب السردية. فرواية "سفينة نوح" لسلطان العزري سعت جاهدة لكي تقول الكثير بأسلوب توثيقي وصفي عن محنة البلد وهي تواجه إعصار جونو، وقد تبدى صوت السارد الوحيد واضحا طوال الرواية وهو يحكي تجربته المرة بنظرة نقدية ساخرة، معتمدا في ذلك كله على الذاكرة والصحف المحلية. لم يخلُ السرد من لغة سلسة مفعمة بالتصاوير والإسهاب في وصف مشاهد الاعصار وأثره في البنية المادية للمكان والنفسية للناس.أما رواية "الوافد" لأحمد محمد الرحبي فقد نجحت فنيا في تكثيف حكاية رجل اغترب لسنوات خارج بلده وعاد ليعايش بعض الأحداث التي كشفت له خبايا المكان وعبث الزمان بالأنفس. جاء بناء الرواية الفني متماسكا وحافظ على عنصر التشويق واللغة السهلة الممتنعة مانحا القارئ الحرية في التكهن وقراءة ما بين السطور.
وفي كلمة للكتّاب المكرمين والتي القاها الروائي سلطان العزري قال فيها "الكتابة رؤى .. هل هذا صحيح؟ ، وهل مقاربة الكتابة كفعل إستشرافي للقادم من الحاضر وما مضى به شي من الصحة؟ ، عندما بلغت بقراءاة كلمة المكرمين دارت ببالي تساؤلات عدة عن الكتابة ذاتها، لماذا نكتب؟ هل نكتب لانا سئمنا الكلام ، الكلام يختفي وهو نوع من التفريغ بصورة أو أخرى، أهو هو وسيلة اتصال، هل الكتابة واجب انساني أو هي بالحقيقة مهمة اجتماعية ؟ هل .. هل .. لماذا .. تساؤلات الكتابة اندحقت فجأة دون قصد لها وتبقى مشروعة للجميع.
واضاف "العزري" : تقاس الحضارات في جانب منها بتقدم آدابها وعلومها وفنونها وقدرتها على احتواء المختلف والنهوض بالمغاير وعلى تفاعل كتابها بعصرهم ولغتهم وأناهم وذواتهم. ليتشكل السؤال وتتشكل المباحث عن اجابات له، فبقدر ما هناك أقلام تمخر ضباب البحر بحثا عن مراسئ آمنه، بقدر ما هي الحياة ذاتها بحث عن إجابات وعن سد الفراغات والبياض.
هذا وشهدت الأمسية قراءة قصصية للقاص حمود الشكيلي من مجموعته الفائزة "لا أمان في الماء" بعدها قام الشاعر هلال العامري راعي الامسية بمعية الدكتور محمد العريمي رئيس الجمعية العمانية للكتاب والأدباء بتكريم الفائزين في المسابقة تلاه تكريم لجنة تحكيم الشعر المكونة من الشاعر مبارك العامري والشاعرة بدرية الوهيبية ، ولجنة تحكيم مسابقة الرواية والقصة المكونة من القاص يحيى سلام المنذري والروائي حسين العبري ، بعدها تم تكريم لجنة الاعداد المكونة من الاديب سماء عيسى والقاص سليمان المعمري.
جريدة الوطن