المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من ذكرياتي في رمضان ( إبتسامة)


ناجى جوهر
19-07-2013, 01:51 AM
إبتسامة رمضانية

قبل النهضة العمانية المباركة التي قادها حضرة صاحب الجلالة
السلطان قابوس بن سعيد حفظه الله ورعاه
كنا مدينتي لا نتحدث باللغة العربية إلا نادرا
و لازلنا حتى الآن في لا نتحدث فيما بيننا إلا باللغة
(الشحرية) أو (الجبالية) كما يسميها البعض
لذلك فعندما التحقنا بالمدارس في السبعينان
كان هناك هاجس محرج نخشاه جميعا
وهو خلط كلمات من اللهجة المحلية بالكلمات
العربية أثناء التحدث
وكان معظم الزملاء ينصتون بعناية فائقة عندما يتحدث أحدنا
باللغة العربية لرصد أخطائه والتنكيت عليه
وكثيرا ما قامت مجادلات لغوية بسبب كلمة مثل :
بالعمد
هل هي عربية أم شحرية؟
لآننا ننطقها بالشحرية هكذا : بالعمد
تماما كما هي في العربية
عموما
حان دوري في إلقاء موضوع التعبير الذي كتبته
كانت قصة من نسج خيالي
فبدأت أقرأ بحماس منقطع النظير, وكان الأخوة الزملاء
يستمعون في هدوء مريب
فأنا أعرف عنهم عكس ما يتظاهرون به
وكنت واثقا جدا من نفسي
لذلك إسترسلت في قرأة القصة دون مقاطعة من أحد
الأمر الذي طمّأنني إلى حسن بلائي
كنت قد بلغت مرحلة من الحماس و الإنفعال فأستخدمت يدي
ملوحا على غرار ما يفعله ملقوا القصائد الحماسية
وفجأة سمعت ضحكا من خلفي
فتوقفت ونظرت إلى زميلي الساخر حانقا
فلما إلتقت أعييننا إنفجر في موجة ضحك مجنونة
و أخذ يفحص برجليه
حينها إنتبه المعلم الغافي وأسكت الساخرين
ثمَّ قال لي : أعد القرأة من حيث توقّفت
فألتفت إلى زميلي الساخر ورأيته يسرُّ لمن جاوره أمرا ما
لم أبالي كثيرا, إذ أن المعلم لم يخطّئني
فواصلت القرأة
وعندما وصلت إلى تلك الكلمة إنفجر معظم الزملاء بالضحك
وعندما نظرت إلى المعلم مستنجدا رأيته يضحك بشدة
ثم وضع يده على فمه ليخفي ضحكه
أقسم بالله كأنني أنظر إليه الآن
فتوقفت عن القرأة وجلست منزعجا
بينما ظل الصف يضحك
وعندما إلتقط المعلم أنفاسه أشار لهم بالسكوت فسكتوا بصعوبة
ثم قال لي : أكمل القرأة
فسألته : من أول يا أستاذ؟
فضحك وهو يمسك بمعدته وقال :
لا لا أرجوك وهو يضحك
طبعا الزملاء ما قصروا
فنظرت إلى بعض الأصدقاء لكنه هز كتفيه مستنكرا
فأكملت القرأة رغم المقاطعات التي يحدثونها بضحكهم
ثم جلست حائرا مندهشا
وبعد إنتهاء الدرس حاولت أن أستفسر
عن سبب ذلك الضحك
فكان الأخوة الذين يجهلون السبب مثلي يقولون :
ذولاك يريدوا يخربوا عليك
أما الذين يعرفون السبب و معهم الأستاذ فيضحكون
قبل أن أصل إليهم
كانت الجملة التي أضحكتهم تقول :















{ فأستلّ سيفه وطلب منه البراز}
برفع الباء أجلكم الله
ولم أعرف السرَّ إلا بعد سنوات
إلى اللقاء إن شاء الله