المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ثلاثة إصدارات لسالم الحميدي من "بيت الغشام"


أميرة بكلمتي
01-08-2013, 10:45 AM
ثلاثة إصدارات لسالم الحميدي من "بيت الغشام"

بعد أسابيع قلائل من صدور ديوانه الشعري "مراثي زهرة الليمون" فاجأ الكاتب والدبلوماسي سالم بن عبدالله الحميدي قرائه بثلاثة إصدارات قدمتها مؤسسة بيت الغشام للنشر والترجمة، ضمن مجموعة جديدة من إصداراتها.

روائح الفقراء

صدر للحميدي الطبعة الثانية من مجموعته القصصية الأولى روائح الفقراء وتضمنت 24 نصا، بدأت بعنوان صفية الحبر، وصولا إلى صراصير، وبينهما مجموعة مميزة من نصوص الحميدي التي تميل إلى الواقعية مع لغة شعرية لا تطغي على الحدث بل تقدمه في صورة جميلة تتوالى في نصوص المجموعة وهي الرجل الذي ظل عاقلا، ورائحة البل، وتلك الليلة، والسفر وقوفا، وخانات، ورغبة، وما لم يقله رجب، ومنافذ الفقراء، ونافذة للبحر مشهد للضياع، وإيماءة الطائر الأخيرة، وليليات الرجل الذي اختفى، ومشاهدة المرأة الليل، وكان ذلك، ولا مطر يأتي الآن، وهناك حيث المدى، والقصاص.. أو للقاتل شيء غير القتل، والظل، والدورة، وحيز، وتفاؤل، وهزيمة، ومنظر.
يكتب المؤلف على الصفحة الأخيرة من إصدارهك كان الليل كينونة البحر.. الذي ما زال يرسف بساقيه على بقايا الصخور.. الظلام يلف الغرفة المنتنة بروائح الأجساد المعلبة داخلها.. أكوام لحم بشري اختلط عرقها بالدماء المتقيحة من قروح قديمة، وبعضها ما زال طريقا ينبجس بسخونة.. وثمة رائحة يود قريبة تأتي من كومة صغيرة مرتفعة.. لكأن الجباه واحدة!.. تتساوى في الغربة، والضياع أحلام الفقراء الممتدة.. إلى آخر هذا القبر الخرساني المحتشد بالبقايا المتحركة.

فضاء حر

وقسم سالم الحميدي كتابه فضاء حر إلى قسمين، الأول للمقالات ويندرج تحته: حنين الأمكنة، والخائفون في الأرض، والموتى، والذباب، والراكضون، فيما تتضمن القراءات قراءة في منتج القصة العمانية بعنوان ما وراء الحكاية، وقراءتان بعنون التشيوء والروح.
يكتب المؤلف على الغلاف الأخير من فضائه الحر" أنى ارتحلت وأنى أقمت كانت: الهبوبية، وكان الزمان: الهبوبية، وكان المكان: الهبوبية. منذ أن هربت بي أمي في تلك السنين الشديدة: الفقيرة من عصيرها وحبها وقثائها وبصلها، والمجدبة من اخضرارها وشحمها الثرية بآدمييها ولطفهم وتلطفهم، وحتى هذا العام المليء بشحمه وورمة الحالي من سماحة آدمييه وحبهم وتبصرهم، ورغم تقلب الأزمنة أو تقلبي في الأمكنة فأنّي وجهت قلبي: كانت الهبوبية! أكثر من أربعين حولا وحبها لم يبارحني، كنت أحملها سفرا خالدا أطوقه برمانة الفؤاد، وأغلق عليه شغاف القلب.
أهدى نص الموت إلى روح جهاد خليفة الحميدي:
ذاهبا في الأقاصي البعيدة
حيث نجمات الراعي
يتناوبن ركوب الغيمات
أيتها الروح المطوقة بالأخضر
رفيف القناديل المضيئة والطير
هنا أيها الجسد المسجى بلا حراك
يجفك اللازوردي
وازرقاق الأطراف
وحيدا تخترق التراب
سامقا للأقاصي
والنجمات وحدها تقطع الفضاء.

ورد اليتامى

ويعود الحميدي إلى القصة ليقدم مجموعته الثانية بعد روائح الفقراء الصادرة قبل سنوات طوال عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، يقدم هذه المرة ورد اليتامي، وتبدا بالنص الذي حمل اسم مجموعة كاملة.. وردُ اليتامى، يتبعه بنصوص: حمامة بيضاء، وفي بعض ما شتتته سيرتهما الأولى، و ما الذي أحبه.. ما الذي يكرهه، والمشجب، وما كتبه قاصٌ مغمور، وحيواتٌ تنقضي، و بِنَفَس واحدٍ تَصِلُ الملجأ، ورجل المطر، و ملاحظة الرجل البسيط التي لم تعبر، و النهاية لم تكن هكذا، وسريجا حلم الانعتاق، و لم يكن قانونيا، والفراشات، وظهيرة قرر ذلك، وأمكنة العويل والفرح .. أو الحكاية إلى الياء، وسقطة الحلم، وصولا إلى النص الأخير بعنوان اللحم، فيما ترك عنوانا في نص المجموعة دون أن يسمّيه.
يقول في الفقرة الأولى من النص الأول ورد اليتامى:
على عَجَلٍ وهي تشرع في الخروج من بيت جارتها – صباحا – هَمَسَتْ في أذن الجارة الطيبة برصانة وكأنها تتنبأ: أختي الشيمة ضميه!
كانت قد دثرت الذهب ذا الأربعة والعشرين قيراطا ملاصقا لقلبها..،الكنز الذي لم تحلم بلمس مثله قط، والذي جلبه معرس البنت الكبرى نام طوال تلك الليلة في حضنها.. خبأته كطفل صغير عن زوجها الذي يؤوب آخر الليل مترنحا، ويبحث في أطراف البيت عن كل بيسة شاردة..، تعلمُ أنه سينبش في كل شبر داخل البيت الشعبي، ويجوس المسافات والأشياء كلها، ومن ثم يتكور كومة واحدة ساقطا بلا حراك بالقرب من جسدها...