المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إلى عدو الأمة البغيض


فيصل مفتاح الحداد
17-01-2010, 01:59 AM
أيها العدو الذي يقاتلنا في غزة ، ويطاولنا في النصر والعزة ، لا حياك الله ولا بياك ، ولا عمَّرك ولا أبقاك ، ولا أعاشك ولا أحياك ، ولا برَّك ولا حباك ، ولا قرَّبك ولا أدناك ، يا أدنى القرود ، ويا أخس حيوان موجود ، لا حاطك الله برعايته ، ولا تولاك بحمايته ، ولا حرسك ولا رعاك ، ولا صانك ولا وقاك ، يا كلب الكلاب ، وشر الدواب ،يا أذل من الذلة ،ويا أقل من القلة ، لا فرَّج عنك ولا شفاك ، ولا بارك فيك ولا هداك ، ولا رزقك ولا أغناك ، ولا رحمك ولا سقاك ، ولا غفر لك ولا أرضاك ، لا رحم لك نفساً ، ولا أبقى لك غرساً ، ولا أبقاك إلا عبرة للبشر ، لمن أراد منهم أن يعتبر ، ولا رحم رمَّتك ولا صداك ، ولا طهَّرك ولا زكَّاك ، ولا خلَّصك ولا نجَّاك ، ولا حفظك ولا كلأك ، ولا فرَّج لك همَّاً ، ولا كشف لك غمّاً ، ولا شفى لك سقماً ، ولا صحَّح لك جسماً ، يا ذليل يا مهان ، يا كليل يا جبان ، ما أكثرَ شرَّك ، وما أعظمَ كفرك ، فلا أخصب الله رحلك ، ولا كشف مَحْلَك ، ولا سَرَّ بك أهلك ، ولا حملتْ قدماك نعلك ، ولا نهضت بك رجلك ، ولا جعل النصر حليفك ، ولا جعل الأمن جليسك ، تهددنا كل يوم يا ذليل السبال ، يا عابد المال وتقتل أبناء غزة المغاوير الأبطال ، فلا فك الله أسرك ، ولا خفف إصرك ، ولا وضع عنك وزرك ، ولا جبر لك كسراً ، ولا قوَّم لك ظهراً ، ولا كشف لك ضرَّاً ، ولا شرح لك صدراً ، ولا رفع لك قدراً ، ولا تولى نصرك ، بل لعنك بلعنته ، وأوردك حوض نقمته ، لا طال عمرك ، ولا درَّ درُّك .
يا خسيس يا زنيم ، يا وضيع يا لئيم ، قد قمعك الله نفسك ، وجدع أنفك ، وصَرَعَ جسمك المتجذِّم ،وهدَّ ركنك المتهدِّم ، وأضرعَكَ لنا ، وقَصَعَك بنا ، ووضعك في حضيض البيد ، ومنعك مما تريد ، وقبَّحك وترحك ، وفضحك وقمحك ، وذبحك وطوَّحك ، وأغرقك في بحاره ، وحرَّقك في عميق ناره ، وأوحشك وأدهشك ، وأتعسك وأركسك ، ونحسك ونكسك ، وطمسك ورمسك ، وهدَّك وكدَّك ،وأضل سعيك ، وعجل نعيك ، وبتر عمرك ، وهتك سترك ، وأخمل ذكرك ، ووضع قدرك ، وأوهن ظهرك ،وأدام عسرك ، وقصم بحوله ظهرك ، وأضعف بقوته أزرك ، ولا أرقأ الله دمعتك ، ويحك لا أم لك ، وأنت لا أصل لك تنتسب إليه ، ولا فصل لك تعود عليه ، فلا ترك الله لك في الأرض مقعداً ،ولا في السماء مصعداً ، ولا ترك الله لك هارباً ولا قارباً ،ولا ثاغية ولا راغية ، ولا حابلاً ولا نابلاً ، ولا دقيقة ولا جليلة ، ولا سارحة ولا رائحة ،ولا سبداً ولا لبداً ، ولا صامتاً ولا ناطقاً ،ولا عافطة ولا نافطة ،ولا مالاً ولا عقاراً .
لا لعاً لك ، ولعن الله بطناً حملتك ، وكلبة أرضعتك ، وأمرض الله قلبك ، وقصم صلبك ، ولا أعلى كعبك ، وقطع بقوته عقبك ، وقمقم بحوله عَصَبَك ، وبتر أطنابك ، وشنج أعصابك ، وأدام أوصابك ، وأنزل بك عذابه ، وعجل لك الهلاك والعطب ، وأدام لك الخصاصة والسغب ، ولا نصر حزبك ، ولا فرج كربك ، ولا رفع جنبك ، ولا آمن سربك ، ولا قبل الله منك صرفاً ولا عدلاً .
ويحك أيها العدو السام ، الذي يرغب أن يعيش ألف عام وعام ، ولا يمل من جبنه البقاء ولا طول المكوث والثواء ، ويلك قد أجدب جنابك ، وأخلف سحابك ، وقحط رحلك ، واشتد محلك ، وبارت تجارتك ، وبادت بضاعتك ، وخسرت صفقتك ، وكبا بك مركبك ،
وعمي عليك مذهبك ، وذوى عودك ، وانحنى عمودك ، لبِّث قليلاً يلحق الهيجا حمل ، وحتى تلحق بك الفرسان ، وتستعد لملاقاتك الأقران ، وها نحن نلبس لك جلد النمر ، ولا جن بالبغضاء والنظر الشزر ، ولا قرار لك على زأر من الأسد ، لعن الله عشَّاً درجتَ فيه ، وبيضة تفلَّقتْ في نواحيه ، لا أسعد الله لك صباحاً ، ولا عجل لك نجاحاً ، وسيدركك كل شر وخطر ، ولا ينفعك حذر من قدر .
حسبنا الله ونعم الوكيل ، الكريم الجليل ، فيك وفيمن معك من معاونيك ،وأهلك ومساعديك ، وما نقول إلا كما علمنا الله تعالى أن نقول :  ربنا أفرغ علينا صبراً وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين  .
من أنت ؟ ولست أيها الذليل المهان ، النذل الجبان ، في العير ولا في النفير ، تراهن على الصعبة يا حقير ، ولا يضر السحاب نباح الكلاب ، وقد كنا وما نخشَّى بالذئاب ، وما تقاد بنا الأباعر ،ولا يقعقع لنا بالشِّنان ، فالآن لا زيال ، لزم الحبل مخانق الأعناق ، واستحكم العداء في مرابط الأطواق .
نحن ذرية العرب ، ما فينا إلا من هو مشيَّع القلب ، مهيج الحرب ، رابط الجأش ، ثبت الجنان ، حتف الأقران ، قصير العنان ، جرئ الفؤاد ، حليف الطراد ، كأنه من بقايا قوم عاد ، ليس فينا إلا كل قوي كمي ، مقدام مصدام ، يأبى الخنوع والذل ، ويرفض القنوع والغل .
أيها العدو المهين ، الكلب الذليل ، قد بلاك الله بعداء الأبطال المساعير ، الأنجاد المغاوير ، كماة الوقائع ، وحماة الحقائق ، الشجعان المصاليت ، والصيد الصناديد ، ليوث الكريهة ، وأسود الوقيعة ، قد غذتهم الحروب من لبانها ، وأروتهم من فنجانها ، شعارهم جلابيب الصبر ، ودثارهم سرابيل القطر ، يلقون العدو بقلب مطمئن ، وعسكر مرجحن ، وجنان مشيَّع ، وفؤاد غير مروَّع .
قد أوهمتك نفسك المريضة أننا منقسمون ، يسهل تفريقنا ، أو أننا راضون ، يمكن تخريقنا ، ونحن أمة تنتمي لأم وأب ، وقد أظهرنا الله بقوة الإسلام ، وأكرمنا بعزة القرآن وأعزنا برسالة خير الأنام ، محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة والسلام ، وقد فتحنا الأرض ، ذات الطول والعرض ، وقدنا أجدادكم أسرى ، وسقناكم قهرى ، يا كلاب ، يا شر من على التراب ، أيتها القرود الممسوخة بشراً ، والخنازير المقلوبة نظراً ، والله ما أنتم إلا شر البشر ،وعبرة لكل من اعتبر ، يا لئام غير كرام ، ويا أثقل من الحمى ،وأشبق من حبَّى ، وأجبن من صافر ، وأحمق من أم عامر ، وأجهل من حمار ، وأثقل من كراء الدار وأحرص من كلب على جيفة ، وأحقد من جمل ، وأحير من ضب ، وأخبث من ذئب ، وأخبط من عشواء ، وأخرق من حمامة ، وأخسر من مغبون ،وأخيب من حنين ،وأشح من ذات النحيين ،وأدب من عقرب ، وأروغ من ثعلب ، وأصبر على الذل من وتد ، وأزنى من قرد ، وأذل من عبد ، وأذل من بيضة البلد ، وألصق من قراد ، أشأم من أحمر عاد ، وأضيق من الصدر ، وأوحش من القبر ، وأيبس من القفر ، وأخف من البعر ، وأقذر من الجعر ، وأقبح من الغدر ، وأقبح من نقمة في نعمة ، وأوحش من حلول النقمة ، وأكره من غريم على ميعاد ، وأسأم من حديث معاد ، وأبغض من وجوه التجار يوم الكساد ، وأنكد من ضغث شوك في حديقة نرجس ،وأجهل من طالب خطبة من أخرس ، وأحطم من جراد وأنشف من رماد ، وأكذب من مهران ، وأسرق من برجان ، وأنحس من درك الشقاء ، وأنكد من سوء القضاء ، وأشد من شماتة الأعداء ، وأقبح من قلة الحياء .
لسنا مقطوعين من شجر ، أو بقايا ناجين من نهر ، وكل منا له أصحابه ، وخلانه وأحبابه ، وأشياعه وأتباعه ، وجنده وجيشه ، وخيله ورجله ، وقواده وأمراؤه ، وأنصاره ووزراؤه ، وحماته وكماته ، وأعضاد حوزته ، ورماح كتيبته ، ونخب إخوانه ، وصفوة أصحابه ، وكأني بهم قد التفوا عليك ،في عسكر لجب ، وجيش عرمرم ، وخميس أرعن ، وقد شرّوا العساكر إليك ، وجمعوا الجيوش عليك ، وثنوا الأعنة نحوك ، وأجلوا الكراديس عندك ، وكأني بهم أقبلوا في الطرى والثرى ، والطم والرم في عدد وفر منهمر ، وعسكر ضخم دوسر ، وكأني بهم قد احتشدوا للقتال ، وتأهبوا للمصاولة والنزال ، وما منهم إلا من هو أسد ضرغام ، وفارس مقدام ، وبهمة من بهم القتال ، وضيغم من ضياغم الأبطال .
فانظر لنفسك أيها الجبان الرعديد ،اليراعة البليد ، وأنت في هذا الضعف والوهن ، والهيبة والخور ، تحسب كل صيحة عليك ، وكل كسفة من الغيم تزجى إليك ،إن أحسست نبأة طار فؤادك ، وإن طنت بعوضة طال سهادك ، وإذا نظرنا إليك شزراً ، غشي عليك منها شهراً ، أيها الخسيس الوضيع ، الرذيل الساقط ، الدنيء الضئيل ، النذل القليل ، الوضيع القدر ، الخامل الذكر .
إن ما عملته من المكر ، والتحايل والنكر ، عيبه بك لاحق ، وبعرضك لاصق ، وإليك عائد ، وعليك وارد ، عاره سمة في جبينك ، وشامة في عرنينك ، أما المسلم فلا يعلق به من ذلك عار ، ولا يلصق به شنار ، ولا تدنسه مسبة ، ولا تعود إليه فيه سبة ، ولا ترجع إليه منه معرة ، ولا تناله من أجله مضرة ، وما أنت إلا كما قال القائل :
وكن كيف شئت وقل ما تشاء ................... وأرعد يمينا وأبرق شمالا
نجا بك عرضك منجى الذباب ..................... حمته مقاذيره أن ينالا
وقول الآخر :
فاذهب فأنت طليق عرضك إنه ................عرض عززت به وأنت ذليل
بقلم :أ.د فيصل مفتاح الحداد

محمد الطويل
17-01-2010, 10:32 PM
الأستاذ الدكتور ........... مرحباً بك وبهذا الفيض الإبداعي الذي يحكي مأساة وطن بل هي مأساة أمة عربية جسدت ملامح بقاءها على الخارطة العربية بينما في الواقع هي ممزقة الأشلاء .

فلسطين لم يبقى سوى الحجر وحده من يتكلم .. الحجر هو النائب عن كل الأمم والصوت الذي يعلو في وجه الطغيان وفي وجوه إخوان القردة والخنازير .

لكننا أعطيناهم مجالاً ليعيثوا في أرضنا الفساد .. بل أهديناهم أرضنا حينما اختلفنا نحن من يمسك القيادة ... منحنا لهم جواز العبور حينما أطلق الفسطيني على الفلسطيني رصاصته وأرداه قتيلا ... هكذا بين من يمسك الدفة هم مختلفون رغم دمائهم التي أريقت في الدفاع عن الوطن وعن الأرض المقدسة وعن الأقصى الشريف ... نحتسبهم شهداء عند ربهم بإذن الله . لكننا يجب أن نكون صفاً واحداً لا تغرينا الدنيا بالزيف والخداع فحماس تقاتل وتقاطع مفاوضاتها وفتح تمسك زمام التسلط وتعاند والضحية هي القدس .. الضحية هو الوطن والعدو متربص بنا فمتى نلتقي على كلمة التقوى ويجمعنا الوطن لندافع عنه ؟ .


نص مفعم بروح الانتماء والوطنية وهو زاد للبقاء على أرض الطهارة .


دمت بخير سيدي .