المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : "غياب على شرود الظل" الإصدار الأول لمريم السيابية في بيت الغشام


سالم الوشاحي
08-08-2013, 04:25 AM
صدر عن مؤسسة بيت الغشام للنشر والترجمة الإصدار الأول لمريم بنت حارث السيابية، مجموعة نصوص حملت عنوان "غياب على شرود الظل" أهدته إلى "حارث الجد / أضلع السماء تتدفأ بروحك" وإلى "بلقيس الأم / الجدة التي أتوهج بعظيم صبرها، و"إلى نوري عيني، عيناك قصيدة من خزف نفخ بهما جلال جرحي".
ضمت المجموعة بين دفتيها سبعة عشرة نصا، تتباين في طولها، مع وجود مقاطع متعددة لبعضها، تبدأ "وقافيتي مريم" وتستمر مع نسيم اقترفي الحياة، شيء مني، ازرقاق المجهول، فتات وخزات، وهكذا تسأتي، مجرم أنت، لي رجل، يباب حارس ما، متوضئ شطر الخلوج، على بعد كمين، هي.. حتى آخر فج!، كراكيب ليلة مضت، مقتطفات من آذاتر، منحنيات، تماهي، رسائل فيسبوكية والذي يتضمن ثمانية عشر مقطعا.
تقول في آخرها:
فِي الَّتي لا تَخْشى تَقليمَ
مَوْجِهَا..
فِي الَّتي لا تُومِئ لِلغَةِ
الصُنوبر..
فِي الَّتي لا تَبيْعُ مِجساتِهَا
لِسريرٍ عَابرٍ ..
فِي الَّتي تَقْطِفُ سِاعتَها
مِنْ دَورَانِ المِدينَةِ..
فِي الَّتي بَصقّتْ على أَرخبيلاتِ
نَهْرِهَا..
فِي الَّتي تَستندُ عَلى أعْمدةُ رُوحهَا
فِتنةُ الكَونِ
سَتلديْنَ الحَدائِقَ مِن كَفكِ
فَصلِّي لِماءِهِ ؛ كَي يُمطر مِن فَم الجَلالِ ..
تختار مريم السيابية بضعة أسطر تضعها على الغلاف الأخير لكتابه، تقول: "لأني أحبك، تنبت النوارس كثيفة على ساحل فمي، ولأني أحبك، تخرج الشمس من عباءة عينيك كرزية حلوة.. ولأني أحبك، تنتصب أصابعنا ورودا في حقول الله.. ولأني أحبك، تتعملق المآذن الحجازية بأصوات العشق.. أحبك جدا".
تختتم السيابية بفقرة "في مرحلة ما ستدركون أن الحياة ما هي إلا قصيدة مائية مكسور بيتها "العجز" والدليل قدوم الموت زاحفاً بصيغة درامية متقنة..!".
من نصوص المجموعة نقرأ:
لي رجل خريف 2011

(1)
لِي رجلٌ يُتقن اللغةَ الأولى فيذرها
لحقولِ الغيمِ , التي جُبلَتْ على مزاوجةِ
الحِنطةِ , فيلتقي فمُ المطرِ بأصابِعه
مولداً أعياداً مِن المغفرة تمورُ
فِي عيني التائِبينَ!
(2)
لِي رجلٌ يُشبهٌ القروي الذي
أهلكَ الجِبالَ بأغنياتِ النخيلِ
ويأيأتهِ الصديقةِ , وَحرثَ الشَمس بعصاه
مُنبتةً نوراً ورياحينَ وقريةً
يملؤُها البلورات!
(3)
لِي رجلٌ راودهُ اللهُ عَن قَلبي
فأسكنهُ مَدينة آمنةَ السماءِ أكثرَ
مِن سوءِ ظَنِ الأرضِ , فاستيقظت
حَربٌ النفوسِ وَلمْ يهدأ قَلبُ أحدٍ !
(4)
لِي رَجلٌ يئست لَعقَ اسمهِ مِن
ذاكِرتي , خائِفاً مُختبِئاً مِن رعافِ النِسيانِ
يُقامِر على فاكهةِ الخلودِ , ووحدي من خُلقتُ
من طينهِ هو!
(5)
لِي رجلٌ يَبيعُ البجعاتِ الجاهلةِ للغرباء
فيخدشُ الحنينَ مُقلتهُ , ويسيلُ الحبرُ
الصابرُ من أصابعهمْ , ومن ثم تخرجُ
الورقةُ سفيرةً عتيقةً لوطنهم !
(6)
لي رجلٌ لهُ ألفُ عامٍ من الماءِ
ولي منهُ ألفي عامٍ من الجمودِ
وما زلتُ أحِلُّ فيزياؤَهُ لأنصهرِ !

(7)
لِي رجلٌ مُغرورقٌ بأثيرِ الحكاياتِ
وجلبابَ الحُبِّ , يُخطِئُ فِي حِسابِ
ألفِ ليلةٍ وليلةٍ عِشناها مذ أن عَجنَ
شفاههُ باسمي !
(8)
لِي رجلٌ أنفقَ قَلبهُ وَقلبَ سلالتهِ
في البحثِ عن تعامدٍ يشدّه لمحور دائِرتي
ولَم يَجِد طورَ سينائي بَعدْ!
(9)
لِي رجلٌ يَنفضُني مِن مَداخِن العجائِز
دَعوةٌ صالحةٌ , أظن أنَّها قَدْ يُستَجابُ لهُ !
(10)
لِي رَجلٌ يَهوى إخلاصَ أعمدةِ
الإنارةِ لأقدامِ العابرينَ , فينفثُ
صَلواتهُ عليهن , فينحنين لَهُ
إجلالاً وَنوراً !
(11)
لِي رَجلٌ يَنهب كل جيوب عُمري
بالحُبِّ , ولستُ قادرةً على إدانتهِ !
(12)
لِي رَجلٌ يُقال أنَّه مكراني
أورثَني سَهراً لأربع قُرونْ
بِـ أُ حِ ب ُّ كِ!
جريدة الوطن