المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حكايات من بلادي الجنية و العاشق الجزء الأول


ناجى جوهر
13-09-2013, 11:32 PM
الجنية و العاشق
الجزء الأول

http://store2.up-00.com/Sep13/e3B00519.jpg (http://www.up-00.com/)
ذكروا أنَّ شابا من القدماء, أحب إبنة أناسٍ كرماء
جمالها من جمال يوسف، حسنها من أروع ما يوصف
لكنه فقير معدم وهذا شيء مؤسف
ليس له من الثروة الحيوانية رأس
ولا من العقار أو البيوت أساس
أحب الفتاة حبا جارف، منه على المهالك شارف
وقد عابه الأصدقاء والمعارف
لكنَّ الحب أحدث له سقما في بدنه، ولم يخرج قط من ذهنه
لأن الحب كما يقولون أعمى, قد كلَمَ قلوبا وأدمى
هام الفتى في حب مليح فتان, فلا يُرى إلا شارد الذهن حيران
في الهم وقع أبوه, تألم له أخوه, تعبت أمه حزن ذووه
و بكت أخته وحموه
كم قد نصحوه، وعن العشق نهوه, وعلى المذلة عاتبوه
الاَّ أن المسكين لا يقتنع, ولا عن الغرام يمتنع, ولا إلى رشده رجع
فقلبه ليس بيده, وعقله ليس عنده, حتى و إن صار كل شيء ضده
فلا سلطان له على المحبة, ذاق من عناقيدها حبة
روحه عند المعشوق, الذي قده ممشوق, لا يهوى غيرها مخلوق
أما ربيبة الحب العذري، فقد أمسى حبه في دمها يسري
هامت فيه من غير ما تدري
أحبته حبا معدوم في الناس، شربت معه أحلى كأس
لا يلهيها عنه الذهب ولا الماس
فكلام الحبيب أرقُّ من نسيم السحر، وصوته أشجى من نغم الوتر
وجماله يجلو العين والنظر
ذابت فيه بكل جوارحها، أودعته في جوانحها
وجدت مع ذاك الشاب سعادتها، أحسَّت أنَّ الأفراح نادتها
فغيرت طبيعتها وعادتها
تعلمت مناجاة النجوم، ومناغاة السحب والغيوم, وسبحان الحي القيوم
تخاطب الزهر والورود, وتقضي الليل بلا رقود
تبعث أشواقها عبر الحدود
تحس أن مشاعرها لن تخذلها أبدا، ولن تصدق على معشوقها أحدا
لكن أبوها رفض أن يزوجه, بل بين الملأ قد أحرجه
ولم يُفلح الوسطاء في إقناعه, و إنما غالى في إمتناعه
كان الحب في الماضي حبا صادقا, لشغاف القلب ملاصقا
لا كما غدى لاحقا
كانت لذته في النظرة, و نشوته في النجوى
من لوعته تُسكب العبرة
يلتقي العاشقان, فيضع رأسه في حجرها
ويرفرف القلب الذي في صدرها
ثم يتناجيان و يتشايكان, و من نار الفراق يبكيان
يبثان لبعضهما لواعج الجوى, و ما بالكبد من كوى
يمنيان نفسيهما باللقاء القريب، وأن يتم الزواج قبل المغيب
وما هذا من العشّاق بغريب
ثم يتناشدان أشعار* الناناة, يحمِّلانها فصول المعاناة
ثم يغفو إغفاءة حالمة, وتسبح روحها كنسمة هائمة
لا لبراءة الحب من أكدار, ولا لطهارة النفوس من مقدار
يتصوران عش الزوجية قصر من زجاج, مفاتيحه من ذهب و مغاليقه من عاج
هكذا يتم اللقاء كل يوم, ويتحملان فيه العتاب والّلوم
كان الشاب العاشق, يتلقي بربة الحسن الفائق, بأدب جم وسلوك لائق
وكلاهما محب وامق
في مكان على أطراف المدينة
يلفه الهدوء والأمان والسكينة
يسمى * جفي اذ قهب ليس فيه لغو ولا صخب
على شاطئ البحر الهادئ, و تحت ظل صخرة عظيمة, كأنها درة كريمة
موجودة من غابر الزمان, رابضة في نفس المكان
تروي حكاية حب مرباطي, فيرددها الموج و الشاطئ

يتبع إن شاء الله

* (فن عماني)
* (على ساحل مدينة مرباط)

عبدالله الراسبي
14-09-2013, 06:38 PM
اخي العزيز ناجي جوهر تسلم على هذه القصه الجميله والرائعه
ودائما تاتينا بالجميل والرائع
ونحن في شوق لمعرفة الاحداث القادمه
ودمت بكل خير وموده اخي الكريم
وتقبل تحياتي

ناجى جوهر
14-09-2013, 10:21 PM
شكرا لك أخي العزيز عبدالله الراسبي
آمل أن تجد في الأجزاء القادمة
ما يسر الخاطر و يبهج النفس
تقبل تحياتي يا أبا نصر

نبيلة مهدي
18-09-2013, 06:49 AM
يا صباح الابداع...
أستاذي القدير ناجي جوهر..
استمتعت كثيرا و أنا أقراء هذا الحكاية ...
سأكون هنا إن شاء الله تعالى...

كل الاحترام و التقدير

ناجى جوهر
18-09-2013, 11:28 PM
أشكرك أستاذة نبيلة مهدي
على الحضور المنير
و آمل أن أتمكن من تحقيق
الفائدة و المتعة من خلال
هذه الحكايات التراثية
و التي تحتضن في طياتها
أهدافا سامية نبيلة
شكري و تقديري لك
أستاذة نبيلة مهدي

رحيق الكلمات
19-09-2013, 09:24 AM
ماأروع الغوص في عمق الماضي
لنخرج قصصه بفن راقي
نشم فيها عبق الأصالة
وروعة التراث الفكري الجميل
متابعين ايها الفذ فلا تتأخر

ناجى جوهر
19-09-2013, 03:15 PM
عاتب قليل أستاذة رحيق
لا أحتمل غياب الرائعين طويلا
لكنني انسى العتب عندما
تشرق كلمات قلمك المبدع على
صفحات منتدانا الراقي
إنها الظروف أعلم ذلك
ولكننا بحاجة ملحّة إلى رأى المختصين مثلك
شكري وتقديري لك أستاذة رحيق الكلمات

سالم الوشاحي
24-09-2013, 12:23 PM
الأستاذ القدير ناجي جوهر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حكاية مؤثرة جدا نسجتها بقلم من ذهب وجعلتنا نعيشها بين العاشقين

سردك أنيق ولغتك سهلة بجمال الأسلوب وسمة التشويق

دمت بهذا الإبداع وهذا الألق

تقبل مرورى.......

مع وافر تقديرى واعجابي