المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : "الكتاب والأدباء" تقيم أياما ثقافية في إسبانيا بحضور عدد من المثقفين والكتاب والمفكري


سالم الوشاحي
30-09-2013, 04:49 AM
مسقط ـ "الوطن" :

تبدأ في السابع وحتى الثاني عشر من شهر أكتوبر القادم فعاليات الأيام الثقافية العمانية بالمملكة الأسبانية، التي تنظمها الجمعية العمانية للكتاب والأدباء،بالتعاون مع الجمعية العمانية للفنون التشكيلية وجمعية التصوير الضوئي والبيت العربي وجامعة غرناطة وجامعة قرطبة وسفارة السلطنة في مملكة اسبانيا بعد أن سبق وأن نظمت ثلاثة أيامٍ ثقافية خارجية في مصر والأردن وتونس، امتداداً للحراك الثقافي المتوهج للسلطنة في مجالاتها الأدبية والثقافية والفكرية، وتأتي المملكة الإسبانية كأول بلدٍ أوروبي تقيم فيه الجمعية أسبوعاً عمانياً ثقافياً.
الاستعداد لهذه الأيام جاء مبكراً، عبر الاتصالات، والترتيبات المختلفة مع السفارة العمانية في مدريد التي عمدت العمانية للكتاب والأدباء على تهيئتها، وتوفير كل المناخات المناسبة لإنجاح هذه التظاهرة الثقافية التي يؤمل الوسط الثقافي عليها كثيراً في مد جسور التعاون والصداقة والمحبة بين إسبانيا والسلطنة، ما يؤمن كذلك لتواصلٍ ممتد بين الكاتب العماني والأسباني، إضافة إلى فرصة إبراز الشخصية العمانية بمكنونها الثقافي والحضاري والإنساني، عبر الروابط الإعلامية وعلائق التواصل والاحتكاك الذي من شأنه أن يخلق انعكاساتٍ إيجابية، والتمازج الأصيل بين ثقافتين مختلفتين وهويتين يجمعهما البعد الإنساني والقضايا الحياتية المشتركة والتخاطر الفكري والإبداع الأدبي في التناول وطرائق التعبير.
شراكة فاعلة
الأيام الثقافية ستقام في ثلاث مناطق من المملكة الإسبانية، بيد أن العاصمة مدريد ستكون الحاضنة الأولى والأبرز للفعاليات، كما أن جزء من المناشط الثقافية ستقام في عددٍ من المؤسسات المرموقة بأسبانيا كــ "البيت العربي" و"جامعة غرناطة"و"جامعة قرطبة " . في حين سيكون للسفارة العمانية بمدريد دورٌ فاعلٌ في الشراكة والمساهمة بجدية في إنجاح الفعالية، كونها تعتبر تظاهرة ثقافية كبرى تمثل الوطن والهوية والإنسان العماني وتعمل على المساهمة في نقل الحضارة العمانية بإشراقاتها المضيئة وتاريخها العظيم وموروثها الفاخر.
الخبرة والشباب
كما سيرافق الجمعية إلى مدريد جمعٌ من المثقفين والكتاب والمفكرين العمانيين يتجاوز عددهم العشرين مثقفاً، يقدمون الوجه المشرق للحركة الثقافية والفكرية في السلطنة، وهم سفراء الكلمة عبر أجيالها المختلفة، إذ أن إدارة الجمعية حرصت على مشاركة جيل الخبرة بإنجازاته، وجيل الشباب بتدفق حيويته ورغبته الجادة في التغيير والتنويع وَطَرْق أساليب حداثيةٍ متطورة، إضافة إلى ذلك تم اختيار مشاركين فاعلين في مختلف مجالات الكتابة السردية منها والشعرية والاستقصائية.
لزيادة الفاعلية وتعميق التواصل، والخروج بأكبر قدرٍ من المكاسب، عمدت الجمعية أيضاً إلى ترجمة الأعمال الأدبية المشاركة إلى اللغة الإسبانية عبر مركزٍ متخصصٍ للترجمة إلى الإسبانية، وقد تم الانتهاء من ترجمتها منذُ فترةٍ ليست بالقصيرة قبل انطلاق الفعاليات في الشهر المقبل.
حضور إعلامي
برنامج الفعاليات سيكون حافلاً بالأماسي القصصية والشعرية، والندوات الثقافية ومعارض للكتاب والفن التشكيلي والضوئي ، ومن المؤمل أن تحظى هذه الأيام بحضور إعلامي عربي ودولي واسع، لما تتمتع به من أهميةٍ كبيرةٍ لدى البلدين، ولما لاقت من ترحيبٍ كبيرٍ من قبل المؤسسات الثقافية بإسبانيا.
المنجز العماني
الندوات الثقافية العمانية بمدريد ستسعى إلى تسليط الضوء على المنجز العماني وإظهار الإرث الحضاري الكبير الذي تتمتع به السلطنة في حاضرها المشرق وماضيها العريق، إذ ستركز الأوراق في مجملها على الحركة الأدبية الثقافية في تقصٍ عميق لبداياتها وهوية النص فيها وأبرز ملامحها وخصوصيتها ومفرداتها والأطر العامة والخاصة لها مع سرد المؤثرين فيها وتتبع أبرز أعمالهم ونتاجاتهم التي أثرت المكتبة العمانية والعربية، كما ستنال المدارس العلمية الكبرى التي ظهرت عبر التاريخ العماني، وتركت أثرها على حركة التعليم التقليدي في عمان إضاءةً خاصة بها، إضافة إلى ذلك سيجد الأدب النسوي فسحة كافية للحديث عنه وسبر أغواره وتتبع رموزه ورواده وأبرز الفاعلين فيه قديماً وحديثاً.
وللفنان العماني حضوره الخاص بمدريد، عبر معارض فنيةٍ تشكيليةٍ وفوتوغرافيةٍ متخصصة، تبرز ملامح الحياة العمانية وتفاصيلها الحركية المختلفة، وترصد أدق المعالم المدنية والمعمارية والسلوكية عبر مشاركة فنانين مرموقين من قبل الجمعية العمانية للفنون التشكيلية وجمعية التصوير الضوئي التابعتين لمركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم.
وستشهد الأيام الثقافية العمانية بمدريد أيضاً حدثاً مهماً، وهو توقيع اتفاقية التعاون والتبادل الثقافي بين الجمعية العمانية للكتاب والأدباء واتحاد كتاب أسبانيا، وكذلك اتفافية التعاون الثنائي مع اتحاد كتاب آسيا وإفريقيا تشمل تبادل الإصدارات وترجمتها من العربية إلى الأسبانية والعكس ، هاتان الإتفاقيتان ستعملان على تعزيز وتوثيق التواصل والعمل المشترك والمضي معاً في دفع الحركة الثقافية في البلدين إلى الأمام عبر أطرٍ مدروسة ومنهجٍ واضحٍ مخططٍ له ومرسوم وفق الإرادة الجادة للانتفاع الثقافي.
وهج حضاري
عن أهمية الأيام الثقافية العمانية بالمملكة الأسبانية يقول القاص يحيى سلام المنذري نائب رئيس الجمعية العمانية للكتاب والأدباء: "لا شك أننا سنعيش تجربةً مثيرة، فالاقتراب من التجربة الأسبانية بمكونها الثقافي ووهجها الأدبي وموروثها الحضاري وإنسانها المفكر والمبدع والمتذوق للفن والجمال والأدب أمرٌ رائع ومهم للغاية، وسنخرج من خلاله بفوائد جمى بلا ريب، فمن خلال تجاربنا السابقة، في العواصم العربية الثلاث (تونس، القاهرة، عمّان) حصدنا نتائج ما زرعناه بجدٍ وعنايةٍ ومثابرة، فغدى التواصل والتبادل الثقافي ممتداً بعطاءٍ متوهج بيننا وبينهم، والأمر سيكون بدرجةٍ أعلى مع "مدريد"، خصوصاً وأننا ننفتح على ثقافةٍ جديدة، وحضارةٍ عريقة، وكم هو ثريٌ سيكون ذلكم التواصل الفكري القادم بين الكاتب العماني ونظيره الأسباني.
ويضيف "المنذري" حديثه قائلاً: أسبانيا؛ بما تتمتع به من مقوماتٍ طبيعية مذهلة، ومكنونات ثقافية وفنية عظيمة، ستحدث تأثيرا في ثقافة الكاتب العماني، وستطلعه على تجربةٍ رائدة وفريدة، كما أن البيت العربي وجامعة غرناطة وجامعة قرطبة والجمعية العمانية للفنون التشكيلية وجمعية التصوير الضوئي والسفارة العمانية بمدريد هم شركاؤنا في بسط أشرعة الثقافية العمانية والعربية في مدينة تعتبر من أكبر مدن الاتحاد الأوربي، ومما لا يخالجني أدنى شكٍ فيه، أن المثقف العماني سيترك بصمته الإبداعية المؤثرة في مدريد.
أما عن المأمول من هذه الأيام الثقافية العمانية فيقول: نعلق آمالاً على أن تخرج هذه المشاركة بفوائد للمثقف العماني على المستويين الشخصي والعام، فهي بالنسبة للأفراد سانحة ستساهم في تقوية علاقاتهم الشخصية والأدبية مع المفكرين والكتاب في الغرب، إضافة إلى فتح بابٍ مهمٍ للنشر الإعلامي والصحفي، وقد تسفر عنها مستقبلاً بداية جادة لتعاقدات للنشر والتوزيع والكتابة، أما على المستوى العام فإن الحركة الثقافية والأدبية هي الأخرى ستجني حصاد هذه الفعالية، وستكون باكورة أعمالٍ ثقافية مختلفة في البلدين، ولربما حدثت بعض اتفاقيات تعاونٍ وشراكة مع مؤسسات ثقافية أو أهلية بين الطرفين، والأهم من هذا وذاك هو التعريف بالمنجز الثقافي العماني ونقل التجربة العمانية بكل تفاصيلها المثيرة للأشقاء في مدريد.
عطاء متواصل
ويختم نائب رئيس الجمعية حديثه قائلاً: هذه الفعالية، هي إحدى فعاليات الجمعية خلال هذا العام، والذي سعينا فيه بكل جدٍ وصدق في الوفاء بما قطعنا به من وعود للمثقف والأديب العماني، كما ستستمر عطاءات الجمعية بتدفقٍ أكبر خلال الثلاثة شهورٍ المتبقية من 2013، فبعد عودتنا من المملكة الأسبانية ينتظرنا عملٌ كبير عبر احتضان الجمعية لاجتماع المكتب الدائم للاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب بمسقط، وسنقيم من خلاله عدداً من الندوات الثقافية المهمة وبعض المناشط الأدبية المتعددة، فهذا حدثٌ يجمع الكتاب والأدباء العرب في كرنفالٍ ثقافي مميز بمسقط، كما أننا سنقيم أياماً ثقافيةً عمانية في المملكة المغربية في شهر ديسمبر المقبل، وقد بدأنا الإعداد لها منذ مدة، وهذا نهجٌ ارتأينا سداده في مجلس الإدارة لما حققه من منافع كثيرة، كلها تصب في مصلحة الثقافة في السلطنة".

سالم الريسي
04-10-2013, 12:37 PM
ابوسامي


الف شكر لمتابعتك الجيده لكل ما هو جديد.........