المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : "الشعر" يسدل الستار على الأيام الثقافية العمانية في إسبانيا و"الشعراء" ينثرون عبق الق


سالم الوشاحي
13-10-2013, 11:04 AM
شهدت ندوات حول التاريخ والحضارة العمانية والتسامح وقراءات أدبية متنوعة

"الشعر" يسدل الستار على الأيام الثقافية العمانية في إسبانيا و"الشعراء" ينثرون عبق القصيدة في مدريد

مدريد ـ من فيصل بن سعيد العلوي:
بعد اسبوع حافل بالإبداع الشعري والقصصي والفنون التشكيلية والتصوير الضوئي اسدل الستار مساء أمس الأول على فعاليات الأيام الثقافية العمانية التي نظمتها الجمعية العُمانية للكتّاب والأدباء والبيت العربي، بالتعاون مع سفارة السلطنة في إسبانيا والمكتبة الأندلسية الحية، والجمعية العمانية للفنون التشكيلية وجمعية التصوير الضوئي، حيث شهد حفل الختام الذي أقيم في قاعة الاجتماعات بكلية اللغة والآداب بجامعة كومبلتنسى دى مدريد (المدينة الجامعية) أمسية شعرية قدمها أحمد سالم ولد محمد بابا مدير قسم الدراسات العربية والإسلامية بجامعة كومبلتنسي دى مدريد، والشعراء الدكتور هلال الحجري، وزاهر الغافري، وعلي العامري، وعوض اللويهي، بالإضافة إلى عدد من الشعراء الإسبان، بحضور سعادة الشيخ هلال بن مرهون بن سالم المعمري سفير السلطنة لدى مملكة إسبانيا.
خبرات أدبية
اما في غرناطة فقد أقيمت فعالية حملت عنوان "خبرات أدبية" قدمها محمد اليحيائي ، وشارك فيها محمود الرحبي ويحيى سلام المنذري وسليمان المعمري قدموا نصوصا من تجاربهم، وقد استعرضوا تجاربهم امام الحضور الذي بادلهم بالعديد من الاسئلة حول تلك التجربة وأهميتها ومدى تأثيرها في حياة الأديب العماني. اما في المكتبة الحية الأندلسية فأقيمت قراءة في القصص القصيرة ادار الجلسة الدكتورة عائشة الدرمكية وماريا تريسا مورالس وشارك فيها كل من: الفونسو كوست أورتيز وأحمد الرحبي وماريا تريسا مورالس رودريغز ومحمد اليحيائي وخوسيه كاستيخو والخطاب المزروعي وسيسيليا سيلفيرا وهدى حمد وخوان بيريز كوبيو.
بدأت هذه الفعالية بكلمة قدمتها القاصة الاسبانية ماريا تيريسا موراليس من جمعية "موتشو كونتو" الثقافية وجاء فيها انه في هذه الأيام الثقافية العمانية واللقاء المهم بين الكتاب العمانيين والكتاب الإسبان الذين يمثلون بلدين متنوعين وبعيدين للغاية غير انهما متحدان ، وفي حالتنا الخاصة نحن الاندلسيين والقرطبيين متحدون يخيوط التاريخ الرقيقة التي نسجت تأثيرات ثقافية وأدبية عميقة ما زالت موجودة على مدى القرون.
وتضيف "تيريسا" : ان ماضينا العربي الخصب البراق يلمع في عمارتنا ، لقد ترك لنا آثارا عديدة في لغتنا ، ويسيطر الآن على العديد من الشوارع والساحات والمراكز العامة في مدينتنا التي لا تزال ، وحتى الآن تخلد شخصيات بارزة من ذلك العالم . ولهذا كله فإن هذا اللقاء بين الكتاب العمانيين والقرطبيين يفتح من خلال الادب طرقا للاعتراف والتضامن لم نكن نتوقعه ، الأدب ذلك الحقل المفتوح للجمال والإبداع ، والحقيقة والفكر والعقل والوفاق.
وتضيف عضوة جمعية "موتشو كونتو" الثقافية : اننا ومن خلال هذه الجمعية نعمل بجد من اجل صناعة القصة ذات التقليد الطويل في العالم العربي وفي الاندلس ونشرها ، وذات التأثير المكثف في رواتنا من القرون الوسطى ، اننا نسعى لإعادة تقييم القصة ولأن تكتسب سمة الطبيعة التي توافقها كرائدة للأنواع الأدبية.
وتضيف "ماريا تيريسا" : نشارك بمجموعة من القصص القصيرة جدا، وهذا النوع من السرد يعتبر النوع الرابع الذي يفرض نفسه متبعا دوافع المجتمع الحديث بفضل ديناميته وجوهريته وإيجازه المطلق إننا لنعرف أمثالا سائرة وحكما عديدة تعمل في صالح الإيجاز .. اننا ونحن كتاب نحاول ان نجعل القصة عالمية يمكن لها وبأسطر قليلة ان تعمينا كالبرق فاتحة للخيال ابوابا ونوافذ لم تكن بالبال ، إننا ومن هنا والآن نحيي ونصفق للكتاب العمانيين الذين سلبهم وجذبهم هذا النوع الأدبي الفريد الذي قد سلبنا وجذبنا نحن ايضا. وفي الختام قالت ماريا تيريسا موراليس " إن رواياتهم هي الآن وغدا وسيلة قيمة لنقل الثقافة ، وتقربنا من أنماط حياتهم وأساليب تفكيرهم ، حيث إننا في اعقاب اللقاء نتمكن من ان نشكل جزءا من عائلة كبيرة متعددة الثقافات. أما خوسي كاستييخو باليرو فقدم نص "قص صوالج" قال فيه : " تم استدعاء جميع الأبناء ، كان العشاء حافلا بالحيوية ، كما كان منذ وقت طويل ، كان الجميع يعلم بأن ذلك الاجتماع لم يكن سوى ذريعة من الأب لتعيين المسؤول الجديد عن مشروع العائلة التجاري ، كلهم جميعا كانوا متعللين بالآمال ، كانوا قد حضروا برفقة ازواجهم مرتدين البدل والابتسامات ، انتقلت الممالقات والذكريات السارة من فم إلى فم حتى أن وصلت صدارة الطاولة ، وفجأة ، أسكت رنين لؤلؤي التعليقات البهيجة ، كان الأب واقفا مظهرا هيئته ، واثقا من نفسه كعادته".
اما الفونسو كوست فقدم نصه "القبة" الذي جاء فيه: "كل يوم ومنذ ولادته يطل على قبة الزجاج المائية ، ويصونه الأمل من أجل أن يرى نفسه منعكسا في العيون الكبيرة التي تراقبه في بعض الأحيان ، يريد أن يطبع أشكال جسمه في ذهنه ليعرف نفسه ، إذا لزم الامر في بلد الأحلام. . أحلامه : ربما هي الشيء الوحيد الذي يحمله معه الوليد الجديد من عالم العناية المركزة هذا"
اما ماريا تيريسا موراليس قدمت نصا قصيرا جدا بعنوان "شمال ـ جنوب" وقالت فيه : "مر ممتطيا جواده متشامخا كالعادة ، ورجا أنها تذل ، لقد سئمت هي من أن تعد وأمام المرآة التجاعيد الشديدة التي كانت تحافظ بها على ذلك السلام اللعين الذي دعسته الحوافر التي لا يكبح جماحها".
اما القاص خوان بيريز كوبييو فقدم نصا بعنوان "حكايات تطوانية قصيرة جدا" وجاء فيه "تجول في باب الرواح وعبر حتى أن وصل إلى مدينة تطوان العتيقة يوم السبت فجرا في وقت غير مناسب ، وتقدم إليه سمسار يعرض عليه وبسعر معقول دبابيس ملونة ، لقد تأكد من عدم أهمية الوقت ومن تراكم الثروات في تلك الأماكن ، كان في مدرسة الفنون والحرف التي أسسها بيرتوتشي ، كان يحضر حفلة موسيقية لعازفي العود ، وكانت ألفة الجار وثرثرته توحيانه بالثقة ، كانت حفلة رائعة ولم يعد يرى هاتفه الجوال ومع ذلك ما زال يحتفظ بذكرى جميلة".
اما "سيسيليا سيلفيرا" فقدمت نصا بعنوان "الوحش" وجاء فيه :"لن يخلد الوحش إلى النوم ، يعلم جميع سكان تلك الجماعة ان الانتظار هو الأمر الملزم ، لا يقدرون على سماع حضوره كما لا يتمكنون من شم أثره .. في الظلام ، حاسة اللمس هي الحاسة الوحيدة القادرة على اتخاذ أي موقف ازاء وصوله ، وفي النهار ، شعره الاصفر كلون الذرة هو الذي يميز بينه وبين خضار المروج ، يقترب من البيوت بيتا بيتا راجيا المداعبة اليائسة ، يبتسم الأطفال إليه على جهل ، وبينما تعد النساء اللواتي عمين تقريبا من اثر الدموع صواني كبيرة مليئة ببتلات الازهار لإطعامه ..".
فعاليات متنوعة
وكانت قد شهد العديد من المدن الإسبانية خلال الفترة من 7 إلى 11 أكتوبر الجاري فعاليات متنوعة ضمت مشاركة كتاب وشعراء من السلطنة برفقة كتّاب اسبان ، حيث شهدت إقامة ندوة حول "العلاقات الثقافية والتاريخية بين سلطنة عُمان وإسبانيا" قدمها الدكتور محمد مبارك العريمي رئيس الجمعية العُمانية للكتّاب والأدباء ، والدكتورة ماريا خيسوس فيغيرا مولينز الأستاذة بجامعة كومبلتنسى دى مدريد ، وندوة بعنوان "عُمان وإسبانيا عبر التاريخ" قدمها إدواردو لوبيز بوسكيتس المدير العام للبيت العربي ، وتحدث فيها فرانسيسكو أباد نيبوت الأستاذ بجامعة الدراسات عن بُعد في مدريد بورقة عنوانها "الاصطلاحات الإسبانية والبرتغالية في عُمان والاصطلاحات العربية في إسبانيا" ، كما قدم ميغيل أنخل دى بوينس إيبارَا من المجلس الأعلى للبحوث العلمية في مدريد ورقة بعنوان "مراجع عن عُمان في إسبانيا" ، كما قدم خوسيه ميغيل بويرتا فيلتشس من جامعة غرناطة ورقته بعنوان عالِم عُماني مُحتمل في إسبانيا: تأملات في "كتاب الماء" لإبن الذهبي الأزدي (القرن الحادي عشر).
وفي قرطبة اقيمت ندوة حول "التاريخ والثقافة والأدب في عُمان" ادارها سليمان المعمري ، وشارك فيها زكريا المحرمي متحدثا عن "التسامح في عُمان" ، و الدكتورة عائشة الدرمكية متحدثة عن "أدب النساء في عُمان" ، و خميس العدوي متحدثا عن "المدارس الدينية والعلمية في عُمان" ، كما تحدث الدكتور خوسيه رولدان كانياس من جامعة قرطبة عن "الهندسة الهيدروليكية في الأندلس وعُمان" ،
كما اقيم في الفعاليات معرض في الفنون التشكيلية والتصوير الضوئي عرض في قاعة المعارض بالبيت العربي ضمن فعاليات الجولة الافتتاحية ، إضافة إلى افتتاح معرض لمجموعة من الكتب والمنشورات حول الأدب والثقافة العُمانية المقدمة من الجمعية العُمانية للكتّاب والأدباء.
زيارات للتاريخ
وضمن الفعاليات التي نظمتها الجمعية للوفد المشارك زيارات للآثار الاندلسية ، حيث قام الوفد بزيارة لجامع قرطبة ، وقصر الحمراء في غرناطة حيث تعرفوا على التاريخ القديم وما طرأ من تعديل ، إضافة إلى اطلاعهم على النصوص القرآنية والنصوص الشعرية والنقوش الاندلسية المهمة في جدران تلك المعالم التاريخية .
وتهدف الجمعية العُمانية للكتّاب والأدباء من خلال نشاطها المكثف في الترويج للثقافة العُمانية من خلال تنظيم فعاليات داخل البلاد، وكذلك من خلال مشاركتها في ملتقيات أدبية ومؤتمرات دولية خارج السلطنة. وتعمل الجمعية من أجل تعزيز الثقافة باعتبارها من المجالات الأساسية في تطوير المجتمع، وخاصة في ظل الظروف الراهنة التي تشهد تحولاً كبيراً في المجتمعات العربية.
وتهدف الجمعية ايضا الى المساهمة في الحركة الأدبية والفكرية بالسلطنة والعمل على تفعيلها وازدهارها بالتعاون مع المؤسسات والهيئات الثقافية المختصة، والحث على روح العمل التطوعي في مجالات الثقافة والأدب وتبنيها، والعمل على دعم حرية الفكر وتشجيع لغة الحوار والدفاع عن حقوق الكاتب والأديب بالتعاون مع الجهات المختصة وفق السياسة المرسومة لهذا الاطار، اضافة الى تشجيع الناشئة من الكتاب والأدباء في السلطنة والعناية بابداعاتهم المنسجمة مع المثل الانسانية العليا والاهداف التي أنشئت من أجلها الجمعية، والمشاركة في المؤتمرات والندوات الفكرية والأدبية داخل السلطنة وخارجها وتوثيق التواصل بين الجمعية ومثيلاتها في الوطن العربي والمجتمع الدولي بالتنسيق مع الجهات المختصة، وتبادل المعلومات والخبرات مع الهيئات الاقليمية والعربية والدولية المتخصصة في المجالات الفكرية والأدبية بما يثري الساحة الثقافية في السلطنة.
كما تهدف الجمعية إلى نشر الحوارات الثقافية الجادة عبر وسائل الاعلام المختلفة لإثراء الساحة المحلية والعربية والدولية، ونشر نتائج الدراسات الثقافية والأدبية ، كذلك فإن الجمعية تهدف الى الانفتاح على الثقافات المتعددة وتشجيع لغات الحوار، والتعاون والتنسيق مع المؤسسات المعنية بالثقافة في السلطنة من اجل وضع الخطط والبرامج الثقافية القادرة على تلبية احتياجات المشهد الثقافي العماني.
جريدة الوطن