المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : •الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء توقع في باريس اتفاقية تعاون مع جمعية الكتاب الفرنس


سالم الوشاحي
20-10-2013, 06:31 AM
وقعت الجمعية العمانية للكتاب والأدباء بمقر جمعية الكتاب الفرنسيين بباريس اتفاقية تعاون وتواصل ثقافي مع جمعية الكتاب الفرنسيين، وذلك امتدادا للنهج المتطور في تنمية العلاقات الثقافية الذي اختطته الجمعية مع مختلف مؤسسات المجتمع المدني في بلدان العالم؛ الأمر الذي بوأها مكانة مثالية بين جمعيات واتحادات الكتاب والأدباء العرب رغم حداثة تجربتها؛ من حيث التبادل الثقافي المتميز والمستوى الرفيع لتمتين أواصر التلاقح الفكري والثقافي.
مثَّلَ الجمعية العمانية للكتاب والأدباء في هذه الاتفاقية الدكتور محمد العريمي رئيس الجمعية ونائب الأمين العام لاتحاد الكتاب والأدباء العرب لمنطقة الخليج، في حين تجلى الحضور الثقافي الفرنسي عبر رئيس جمعية الكتاب الفرنسيين الأديب جان شيفرييي.
وقد حرصت بنود الاتفاقية على تعزيز التواصل الثقافي وتعميق الحوار والحراك الإبداعي والمعرفي بين الجمعيتين، مع تأكيد الرغبة الجادة من قبل الطرفين في تطوير علاقات التعاون، والمساهمة قدر الإمكان في التعريف بثقافة البلدين ورموزها، من خلال الندوات وحلقات العمل واللقاءات المشتركة، إضافة إلى تبادل الإصدارات المشتركة بين الطرفين للاطلاع على الإصدارات الحديثة على الساحتين العمانية والفرنسية، والتعاون الجاد على نشر ملفات ثقافية للتعريف بثقافة وإبداع كل من البلدين في البلد الآخر.
نصت الاتفاقية كذلك على أن يعمل كل طرف على توجيه الدعوة إلى عضو أو أكثر من الطرف الآخر للمشاركة في المهرجانات والمؤتمرات والندوات التي ينظمها، مع الاحتفاء بالكتاب والأدباء الفرنسيين الذين كتبوا عن الأدب في سلطنة عمان، وكذلك الاحتفاء بالأدباء والكتاب العمانيين الذين كتبوا في الأدب الفرنسي. والعمل معاً على تخصيص برنامج ثقافي كل عام للثقافة العمانية في فرنسا وبرنامج ثقافي مماثل للثقافة الفرنسية في سلطنة عمان، يشمل تنظيم ندوات فكرية ونقدية وأمسيات شعرية.
الجدير بالذكر أن جمعية الكتاب الفرنسيين تعتبر من أقدم الجمعيات في الميدان الثقافي العالمي؛ إذ يعود إنشاؤها في الأصل إلى ثلاثينيات القرن العشرين. تهتم بالكتابة والتأليف في المجالات الأدبية والثقافية والإبداعية بشكلٍ عام وتعنى أساساً برعاية ودعم الأعمال المتميزة التي يكتبها الفرانكفونيون على امتداد قارات العالم، وقد أحدثت جوائز لهذا الغرض عددها "خمس عشر جائزة" تمنح لمختلف الأعمال، وتشجع الجمعية الكتاب الأجانب الناطقين بلغاتٍ غير الفرنسية والذين يكتبون كتابات رصينة بهذه اللغة وتعقد شراكات في هذا المجال، كما أن الجمعية تعنى في جزءٍ مهمٍ من نشاطاتها بالكتابات البحرية وتدعم المؤلفات المرتبطة بالرحلات والحكايات والأساطير والتجارب مع البحر.
وحول هذه الاتفاقية يقول رئيس جمعية الكتاب الفرنسيين البرفيسور جان شيفرييي: هذه الاتفاقية الثقافية ستكون بمثابة الشعاع الحضاري والفكري الذي لا يخفت، وهذا يتضح من خلال جدية العمل بين الطرفين، ونحن نسعد بمثل هذه المبادرات الثقافية الجادة. وستكون الجمعية العمانية للكتاب والأدباء بوابتنا إلى المنطقة للانغماس في ضياء ثقافتها ووهج إرثها الإنساني الخلاق، سنجتهد أيضاً في أن نحسن استغلال هذا القرب الوجداني بما يؤمن لنا تداخلاً حميماً مع سماوات الأدب في عُمان وارتعاشات المُكَوِّن المنتشي بالفرح والحياة والمشاعر المتأججة والحالات الشعورية المختلفة وألوان الحرية.
ويواصل شيفرييي حديثه قائلاً: المستفيد الأول من هذه الاتفاقية هو الجيل الكتابي العماني والفرنسي، إذ تمكن لهما الاتفاقية سبل التواصل والتبادل والاحكتاك والنشر المتبادل، إذ أننا سنسعى معاً في خلقٍ توليدٍ مستمر لكل فكرةٍ إبداعية راقية من قبل الطرفين، مما سيساهم بشكلٍ مثير في سرعة الانتشار وسهولة الوصول، ذلك أننا نعمل في تقوية هذا الحراك الثقافي المؤثر عبر ترجمة ونشر الإصدارات المتبادلة، سواءً إلى العربية من جهة الجمعية العمانية للكتاب والأدباء للكتاب والمفكرين والمثقفين الفرنسيين، أو إلى اللغة الفرنسية من قبل جمعيتنا للكتاب والأدباء العمانيين، مع التأكيد على تحفيز مختلف المؤسسات الثقافية ومراكز الفكر والحوار والتمدن الحضاري في مختلف البلدين للتفاعل بشكلٍ أعمق وأكبر.
وينهي رئيس جمعية الكتاب الفرنسيين تصريحه بالقول: بلا شك، أننا نشيّد بهذه الاتفاقية دعامة ثقافية بين الجمعيتين ما كان لها من وجودٍ فاعلٍ ومؤثرٍ قبل اليوم، ونفتح أعيننا على عالمٍ مختلفٍ لم نكن على معرفةٍ ضليعةٍ به من قبل، وهو ما سيجعلنا نقترب أكثر من الإنسان العماني ونتاجه ونتعرف على ما تواريه سريرته وما تضمخ به سيرته، إضافة إلى التقارب أكثر من هذا البلد العربي الأصيل، الذي هو بلا شك يحمل موقعاً حضارياً متميزاً في جسد الوطن العربي، وإن كانت السياسة العمانية بحسن حيادها وانكفائها على ذاتها بما جعل لها مكانةً مميزةً بين شعوب العالم كانت الأداة الأسرع في الوصول إلينا، فإننا اليوم مدعوون للتعرف على جميع مكوناته الأخرى الثقافية والفكرية والأدبية والإنسانية والحضارية والمجتمعية، راجين أن تكلل كل الأعمال المشتركة بالنجاحات التي نسمو إليها بقدر محبتنا العظيمة للكلمة والفكر المنفتح المضيء.
الجدير بالذكر أن الأديب الفرنسي جان شيفرييي رئيس جمعية الكتاب الفرنسيين سيحل ضيف شرف على اجتماع الكتاب والأدباء العرب الذي سيعقد الشهر القادم بمسقط.
جريدة الوطن