المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دخان الخيانة الجزء الثاني


ناجى جوهر
08-11-2013, 11:14 PM
مكائد زوجة الأب
الجزء الثاني
الفاجعة

لقد لدغني ثعبان كبير قبل شهر. وتمكنت من قتله
و إستخراج السم بمساعدة جارتنا أم مسلّم
ولكنني لا أزال أشعر بالوهن والضعف الشديد
فذهل الرجل من حديثها, وأعجب بشجاعتها وصبرها
لكنه عاتبها ولامها على إخفاء الحقيقة عنه
فقالت له: وما عساك تفعل وقد أخرجنا السم؟
قال الرجل: كنت أخذتك إلى الطبيب في المدينة
أو على الأقل ذهبنا إلى الشيخ محاد فهو يعرف
كيف يعالج الناس من لدغات الأفاعي والثعابين
شعر الرجل بالذنب, و أطرق رأسه خجلا وندما
فلمّا رأت المراة ذلك منه جلست إلى جانبه وقالت له:
قدّر الله وما شاء فعل, والخطاء خطائي أنا فسامحني أرجوك.
قال الرجل لن أسامحك إلا إذا رافقتني إلى الطبيب
لعله ينفعك بإذن الله, وافقت المرأة
فجلسا يبكيان حتى سمعا خوار البقر
فأدركا ان ولدهما على الباب
ولم يرغبا في إزعاجه وتخويفه فسكتا
و تظاهرا بانّ لا شيء قد حصل
وفي اليوم التالي إستدعى الرجل إبنه وقال له:
سوف أنزل إلى المدينة مع أمك, لأنها تريد بعض
الأغراض من السوق, فقم بما تسطيع من عمل
ثم إذهب إلى عند أعمامك حتى نعود في المساء إن شاء الله
وافق الولد على مضض, لأنه كان يرغب في مرافقتهما
لم يكن الطبيب ماهرا, ولا أدوية لديه سوى
الكلورـ إ دِيت أ عون, و ـ معقّم ـ قاطع الدم, وقليل من الكحول
وحبوب الأسبرو, ولمّا عرف حكاية المرأة قال:
أمّا الآن فلا أستطيع أن أنفعك, ولكن خذي هذه الأدوية
و أدعوا الله أن يعافيكِ
إنصرف الرجل وزوجته من عند الطبيب لا يلويان على شيء
و قد جف ريق الرجل و أظلمت الدنيا في عينيه
أمّا المرأة فكانت أقوى قلبا منه, فقالت له:
الأعمار بيد الله. ولو كنت سأموت لكنت قد مِت منذ اليوم الأول
ولكنه تأثير السم فقط. وسيزول قريبا إن شاء الله
إنفرجت أسارير الرجل قليلا. و توجّه مع زوجته إلى السوق
و أشتريا بعض الأغراض, ولم ينسيا ولدهما, فلقد
جلبا له الكثير من الحلويات والألعاب والملابس
ومع مرور الأيام نسي الرجل مصاب زوجته, وقد كانت تخفي عنه
حالتها المتأزمة, إذ كانت تبصق دما
وكثير ما يغمى عليها ولا يشعر بها أحد
وذات يوم وعندما رجع مع أبقاره مساء لم يصدق الولد عينيه
إذ وجد أمه صريعة فاقدة الوعي خارج الكوخ
فجلس الى جوارها باكيا متوسلا إليها أن تفيق بقوله :
إنهضي أمي
فلما لم تنهض
أخذ يعدو كالمجنون باحثا عن أبيه حيث تعود أن يجده
وعندما وقع عليه بصره صاح به:
أَنجد أُمي يا أَبي.. أسعف أُمي يا أَبي
إضطرب الرجل و سأل في فزع:
ماذا بها ؟
ماذا أصابها؟
قال الولد:
وجدتها مرمية على الأرض فاقدة الوعي
و لم تسمعني حين ناديتها
و لم تنهض ولم تسترد وعيها
فالقى الرجل كل ما في يديه
و أخذ يعدو مع إبنه كمجنوني يسابقان الريح
فلما وصلا إلى الكوخ و جداها قد...


يتبع إن شاء الله

سالم الوشاحي
09-11-2013, 11:13 AM
قصة رائعة وسرد راقئ يشعل المشاعر .. و كان للحزن مساحة

هنا ...دمت بهذا الحضور الأدبي الوارف يااستاذ ناجي ...

سنكون بالإنتظار ..ودي وتقديري

خليل عفيفي
09-11-2013, 05:50 PM
أخي ناجي جوهر
أمام هذا الزخم الفكري والتعبير الجميل
متابعون لك دائما
أدام الله مجدك
وبانتظار الجزء التالي

ناجى جوهر
09-11-2013, 10:50 PM
أهلا و سهلا بك سوير
قريب إن شاء الله
تحياتي

ناجى جوهر
09-11-2013, 10:51 PM
أحسن الله إليك يا أبا سامي
كما عهدتك نبيل شهم أصيل
تحياتي

ناجى جوهر
09-11-2013, 10:52 PM
حمدا لله على سلامتك أستاذنا الغالي
شرف لي أن أحظى بمتابعتكم
و تقبل تحياتي

رحيق الكلمات
15-11-2013, 10:12 PM
زوجة الأب
الجزء الثاني
الفاجعة

لقد لدغني ثعبان كبير قبل شهر. وتمكنت من قتله
و إستخراج السم بمساعدة جارتنا أم مسلّم
ولكنني لا أزال أشعر بالوهن والضعف الشديد
فذهل الرجل من حديثها, وأعجب بشجاعتها وصبرها
لكنه عاتبها ولامها على إخفاء الحقيقة عنه
فقالت له: وما عساك تفعل وقد أخرجنا السم؟
قال الرجل: كنت أخذتك إلى الطبيب في المدينة
أو على الأقل ذهبنا إلى الشيخ محاد فهو يعرف
كيف يعالج الناس من لدغات الأفاعي والثعابين
شعر الرجل بالذنب, و أطرق رأسه خجلا وندما
فلمّا رأت المراة ذلك منه جلست إلى جانبه وقالت له:
قدّر الله وما شاء فعل, والخطاء خطائي أنا فسامحني أرجوك.
قال الرجل لن أسامحك إلا إذا رافقتني إلى الطبيب
لعله ينفعك بإذن الله, وافقت المرأة
فجلسا يبكيان حتى سمعا خوار البقر
فأدركا ان ولدهما على الباب
ولم يرغبا في إزعاجه وتخويفه فسكتا
و تظاهرا بانّ لا شيء قد حصل
وفي اليوم التالي إستدعى الرجل إبنه وقال له:
سوف أنزل إلى المدينة مع أمك, لأنها تريد بعض
الأغراض من السوق, فقم بما تسطيع من عمل
ثم إذهب إلى عند أعمامك حتى نعود في المساء إن شاء الله
وافق الولد على مضض, لأنه كان يرغب في مرافقتهما
لم يكن الطبيب ماهرا, ولا أدوية لديه سوى
الكلورـ إ دِيت أ عون, و ـ معقّم ـ قاطع الدم, وقليل من الكحول
وحبوب الأسبرو, ولمّا عرف حكاية المرأة قال:
أمّا الآن فلا أستطيع أن أنفعك, ولكن خذي هذه الأدوية
و أدعوا الله أن يعافيكِ
إنصرف الرجل وزوجته من عند الطبيب لا يلويان على شيء
و قد جف ريق الرجل و أظلمت الدنيا في عينيه
أمّا المرأة فكانت أقوى قلبا منه, فقالت له:
الأعمار بيد الله. ولو كنت سأموت لكنت قد مِت منذ اليوم الأول
ولكنه تأثير السم فقط. وسيزول قريبا إن شاء الله
إنفرجت أسارير الرجل قليلا. و توجّه مع زوجته إلى السوق
و أشتريا بعض الأغراض, ولم ينسيا ولدهما, فلقد
جلبا له الكثير من الحلويات والألعاب والملابس
ومع مرور الأيام نسي الرجل مصاب زوجته, وقد كانت تخفي عنه
حالتها المتأزمة, إذ كانت تبصق دما
وكثير ما يغمى عليها ولا يشعر بها أحد
وذات يوم وعندما رجع مع أبقاره مساء لم يصدق الولد عينيه
إذ وجد أمه صريعة فاقدة الوعي خارج الكوخ
فجلس الى جوارها باكيا متوسلا إليها أن تفيق بقوله :
إنهضي أمي
فلما لم تنهض
أخذ يعدو كالمجنون باحثا عن أبيه حيث تعود أن يجده
وعندما وقع عليه بصره صاح به:
أَنجد أُمي يا أَبي.. أسعف أُمي يا أَبي
إضطرب الرجل و سأل في فزع:
ماذا بها ؟
ماذا أصابها؟
قال الولد:
وجدتها مرمية على الأرض فاقدة الوعي
و لم تسمعني حين ناديتها
و لم تنهض ولم تسترد وعيها
فالقى الرجل كل ما في يديه
و أخذ يعدو مع إبنه كمجنوني يسابقان الريح
فلما وصلا إلى الكوخ و جداها قد...


يتبع إن شاء الله





مشكلتنا هنا
انك ماهر جدا
في فن التوقف
تختار المكان بدقة لنزداد تشوقا!!!
ننتظر التكملة كاتبنا الرائع

ناجى جوهر
16-11-2013, 01:29 AM
أشكرك عظيم الشكر أختي الفاضلة
رحيق الكلمات
كلماتك فعلا تفيض رحيقا و ألقا
ممنون لهذا الإطراء الرائع
لا عدمتك
حفظك الله و رعاك