المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الواعظ الصامت


وهج الروح
10-11-2013, 03:10 AM
بسم الله الرحمن الرحيم





سبحان الله وبحمده



سبحان الله العظيم


وقال عمر بن عبد العزيز: "الدنيا سريعة الفناء، قريبة الانقضاء، تعد بالبقاء، ثم تخلف في الوفاء، وتنظر إليها فتراها ساكنة مستقرة وهي سائرةٌ سيرًا عنيفًا، ومرتحلةٌ ارتحالاً سريعًا".



ّالواعــظ الصــامـــتّّ

إن القلوب قد تعتريها القسوة وتنتابها الغفلة
فمن الذي يجلو صدأ قلوبنا ؟؟
فمن يستطيع ان يرقق القلب القاسي ؟؟سوى ذكر

المــــــــــــــــــــــ وت
...

نعم الواعظ الصامت .... في ليلك ونهارك
وصبحك ومسائك ..وأعلم أنه في انتظارك
فالقبر هو :
(( الواعـــــــــــــظ الصامت))


هل تفكرت ماحالك في تلك الحفرة ...
عندما تنسل الروح من الجسد ... وتنقطع جميع حبالك عن هذه الدنيا
حينها ينقل جسد الى هذه الحفرة
الى بيت الغربة .. بيت الدود .. بيت التراب فيغطيك
تدفن في قبرك بعيدا عن الأهل والأصحاب والأحباب
لاصديق ولا جليس ولا أنيس يونس وحدتك ..
سوى عملك فقط


* فإنه مهما عاش الإنسان في هذه الحياة ومهما طال به البقاء بها، ومهما استمتع بشهواتها وملذاتها، فإن المصير واحد والنهاية محتومة، ولابد لكل إنسان من نهاية، وهذه النهاية هي الموت الذي لا مفر منه، قال تعالى: ( كل نفس ذائقة الموت) آل عمران:



أنهاْ اللحْظُة الحَاسْمةُ لٍحظًةْ الَفِرأقٍ لَحْظًةِ الوَدًاعٍ لحًظْهً تًنقْطعً فيها السبل

وتعجز عندها الحيل ولآتنفع فيها الأماني


القبر.. بيت الوحدة.. ودار الوحشة.. وموطن الظلمة، صاحبه في سهود.. وساكنه في خمود أنيسه الصديد والدود.. دار الأموات.. ومنزل الحسرات والكربات.



القبر.. منزل قد ترتحل إليه بعد لحظات، أو سويعـات، أو سنوات، ولا يشك مسلم أنّ ذلك لا محالة آت.



القبر.. يعظ الأحياء بصمت ليذكرهم بالمآل الذي لا بد منه، فيدفعهم ذلك إلى زيادة الاستعداد ليوم المعاد. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كنت نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها فإنّها تذكر الآخرة» [رواه الترمذي].



إنّه يضم أجسادا كانت ناعمة منعّمة، تفوح منها العطور، فماذا فعل بها؟

في القبر.. يتحول الوجه الفاتن، واليد الظالمة، واللسان الكذوب، والعين الخائنة، والقلب القاسي، إلى جما جم وأعظم نخرة، ولا يبقى إلاّ العمل الذي قدمه صا حب القبر.


فتنة القبر.. جعلت النبي صلى الله عليه وسلم لا يترك صلاة إلاّ ويستعيذ من عذاب القبر فيقول: «إذا فرغ أحدكم من التشهد الأخير فليتعوذ بالله من أربع: من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال» [رواه ابن ماجه].



ويقول صلى الله عليه وسلم لأصحابه: «استعيذوا بالله من عذاب القبر، فإنّ عذاب القبر حق» [رواه أحمد]، وقال صلى الله عليه وسلم: «إنّ هذه القبور مملوءة ظلمة على أهلها، وإنّ الله عزّ وجل ينورها لهم بصلاتي عليهم» [رواه مسلم].





أيها الإخوة في الله: لا بد أن نتذكر ذلك اليوم الذي تتوقف فيه الابتسامات والقهقهات، وتلك الحفرة التي يتوقف فيها الجدال والصرخات، ويتوقف فيها العناد والكبرياء، والإخلاص والرياء، ويتحول الوجه الفاتن، واليد الظالمة، واللسان الكذوب، والعين الخائنة، والقلب القاسي، إلى جماجمَ وأعظمٍ نخرة، ولا يبقى إلا العمل الذي قدمه صاحب القبر.


هناك تزول أسئلة الدنيا: من أنت وماذا تملك، وإلى من تنتسب؟! ولا يبقى إلا سؤال واحدٌ مهم: ما عملك الصالح؟! ما عملك الذي يحيل قبرك إلى روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار؟! يقول رسول الهدى -صلى الله عليه وسلم-: "يتبع الميت ثلاثة، فيرجع اثنان ويبقى واحد، يتبعه أهله وماله وعمله، فيرجع أهله وماله، ويبقى عمله". رواه مسلم.


معاشر المسلمين: إننا نريد تذكر الآخرة لكي نعمل لها، إن التذكر مطلوب شرعًا ليكون موصلاً إلى العمل الذي هو من أسباب النجاة من النار، ولا ينفع البكاء والندم بتذكر الموت والآخرة إذا لم يقترنا بالعمل، لا بد من العمل، لا بد من العمل للآخرة، لقد أكثرنا من العمل لدار الغرور فلا بد أن نعمل للآخرة:

سالم الوشاحي
10-11-2013, 07:02 AM
شكراً أختي الفاضله وهج الروح على هذه الموعظة الطيبة والتذكير الرائع

الواعظ الصامت انه الموت ومابعدة القبر وصندوق الأعمال ...وقد يكون

روضة من رياض الجنة أو العياذ بالله حفرة من حفر النيران ... اللهم احسن خاتمتنا ونور لنا في قبورنا

واجعله روضة من رياض الجنة اللهم آمين .....

جزاكِ الله خيرا على مـوضوعك الراقئ وجعله في ميـزان حسناتك.

تحياتي الخالصة مع شكري الجزيل .

وهج الروح
10-11-2013, 06:27 PM
هي محطة للتذكير لي ولكم


بالفعل الحياة مستمرة والكل لاهي



فيها ..... وجمال الموضوع ات كهمسات


للقلوب ...... للتذكير والاستعداد لمرحلة


القادمة ..... الموت حق ...... شكرا لحظورك



وتواجدك وحرصك للمرور وضع بصمتك احترامي لك

يزيد فاضلي
11-11-2013, 11:05 PM
...من جميل وبليغ ما قرأنا وسمعنا-أختي الكريمة وهج الروح-هذه الكلمات النيِّرَات :

(( من أراد مؤنساً فاللهُ يكفيه...ومن أراد حُجة فالقرآن يكفيه...ومن أراد الغِنى فالقناعة تكفيه...ومن أرادَ واعظاً فالموت يكفيه...ومَنْ لمْ يكفِهِ شيءٌ من هذا فالنار تكفيه...!! ))..

( الواعظ الصامت )..نعَمْ أختي..كفى بسلطان صمتهِ الذي ينطِقُ بعِظمِ المواعظِ والعِبَر،وينادي فينا جميعاً بجلال التذكر لِمَا منه بُدٌّ..!!

موعظة بليغة ٌ جليلة هي هذه الموعظةِ التي أردفتِها لنا..واللهَ نسألُ أن تصادفَ فينا آذاناً مُصغِية ًوقلوباً حيًّة ًوضمائرَ يقِظة ً...

وجوزيتِ-أختي-خيْرَ ما تجازَى أختٌ كريمة عن عطائها...

وهج الروح
12-11-2013, 07:19 PM
خوي يزيد



يا هلا بصاحب الردود العملاقة التي نستفيد منها


ونجد ما اغفلنا عنه بين سطوره .... شكرا لحظورك


باقات ورد لك

وهج الروح
13-11-2013, 02:23 PM
محطة لابد لنا من الاستعداد لها


شكرا سوير لمرورج كوني بالقرب

مملكة الطموح
13-11-2013, 07:29 PM
نعم انه كذلك يا وهج الروح...

واعظ يتمركز في ضميرك ليحيه ويذكره بما جنى في دنياه والاروع دائما أنه يعلم التواضع بأن كل ما في دنيا زائل وليس ملكك حين تكون بالقبر وسيبعدك عن الأفعال الشنيعه ,,,

ذكر القبر يلزمك الصمت بهوله ويجعل جل اهتمامك راحتك بعد رضا الله...

نسأل الرحمن أن يخفف عن القبر وشدته...

وهج الروح
14-11-2013, 01:47 AM
امين يا مملكة. الطموح




بالفعل لو نستعد. يوميا له لانظر للحياة بيسر دون تكبر ودون


السعى خلفها .... فالنهاية معروفة والقبر ينادي كل يوم .... انها



محطة لابد لنا ان نقف قربها. ... ونستعد لها .شكرا لمرورج كوني


بخير

خليل عفيفي
15-11-2013, 11:09 PM
حينما نفكر في نعم الله التي أنعم بها على عباده المؤمنين

وما المصير الذي سيؤول إليه المشركون ..
وحينما نرى ما أعده الله للمؤمن من جنات عرضها السموات والأرض
ندرك قدرة الخالق الذي خلق الحياة وسخر ما فيها لعـــــــــــــــــــــــباده المؤمنين
نشعر بقيمة السعادة ونعمة الإيمان
الأخت وهج الروح كنا معك في هذه النفحات الإيمانية
ندعو لك لتكون في ميزان حسناتك بإذن الله
دمت ودام عطاؤك

وهج الروح
16-11-2013, 10:55 AM
خوي خليل





بالفعل كلامك جميل ويريح الخاطر ولكن



تبقى هالمحطة للتذكير والاستعداد لها



شكرا لمرورك العطر