المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دخان الخيانةالجزء الرابع


ناجى جوهر
24-11-2013, 11:12 PM
زوجة الأب

الجزء الرابع

كشف المستور

فهي قد أعدت المزيد من الاطعمة اللذيذة,التي يتذوقانها لأول مرة في حياتهما
فلمّا سألها زوجها عن إسم تلك الوجبة, قالت:
إنها تسمى (جلعيم) وتصنع من الرز والفاصوليا والسمن البلدي
كما لاحظ الولد أنّ المسكن أنظف مما ينبغي وكانت المرأة هاشة باشة
تلاطفه وأباه على غير العادة
فأوجس في نفسه خيفة,وشعر الإرتياب و إسترجع صورة الرجل المتسلل
لكن النعاس غلبه فسبح في أحلام الطفولة.
في الصباح لم تلحظ المرأة العشرينية البيضاء
الجميلة الوجه المعتدلة القامة,ذات العيون الساحرة والخصر النحيل
لم ترى أي تغيير على سلوك الوالد أو الولد
فأطمئن قلبها إلى أنهما لم يعلما بما جرى,فودعتهما بابتسامة عريضة
بعد أن زودتهما بكل ما يحتاجان إليه من متاع.
لم ينسى الولد تلك الأحداث,فأخذ يخطط لكشف المستور
و قرر الصعود على شجرة الطيق القريبة كل يوم.ليراقب عمته وسلوكها
http://up.arabseyes.com/uploads2013/thumbs/24_11_13138531955181131.jpg (http://up.arabseyes.com/uploads2013/24_11_13138531955181131.jpg)
ومرت أيام عديدة لم يحصل فيها أي شي غير إعتيادي
إلا أنّه و في إحدى الأمسيات
سمع الولد زوجة أبيه تسعل سعالا حادا مصطنعا
وتتأوه آهاتا متتالية وهي تقول :
آه وا رأساه .. آه ورجلاه
و سمع أباه يخاطبها:
ماذا بك ؟ ماذا يوجعك ؟
فترد عليه :
أشعر بالتعب والإرهاق,أظنني حامل
فتهلل وجه الرجل وجاهر بالحمد قائلا :
الحمد لله الكريم,إرتاحي أنت سنقوم نحن باللازم.
لم تنهض المرأة في الصباح بداعي الحمل و آثاره
و قام الرجل بكل ما يلزم,ثم أوصى ولده بالمكوث مع عمته لخدمتها و رعايتها
فأخرج الولد حيواناته إلى المرعى القريب,ليكون إلى جانب عمته
وهو غير مقتنع ولا مصدِّق أنها حامل أو مريضة.
وبعد مغادرة زوجها بساعة وحين تأكدت من إبتعاده
خرجت المرأة من مخدعها متثاقلة الخطى
واضعة يدها على بطنها وهي تسعل و تتأوه موحية للولد بحقيقة حملها و توعكها
فكاد الولد أن يصدقها لولا أنها طلبت منه ..
بل الحت عليه أن يلتحق بوالده ويرعى حيواناته
لأنها شعرت بتحسن كبير كما تزعم
لفم يكن أمامه من محيص سوى تنفيذ أمرها
خاصة بعد أن رآها مصرة و مضمرة له شرا إن لم يفعل
فما كان منه إلا أن تظاهر بالإنصياع وحمل عصاه وودعها ثم خرج مبتعدا
لكنه لم يبتعد كثيرا بل إختفى فوق الشجرة التي يرى مِن عليها المسكن و محيطه
بعد أن أدخل البقرات إلى كهف غير بعيد
http://up.arabseyes.com/uploads2013/thumbs/24_11_13138531955217433.jpg (http://up.arabseyes.com/uploads2013/24_11_13138531955217433.jpg)
و بعد أن اطمأنت المرأة إلى رحيل الولد عمدت إلى بعض عيدان الحطب
وأشعلت فيها نارا ثم نثرت فوقها بعض الحشائش الطرية
لكي تحدث دخانا كثيفا
فأندهش الولد من تلك الحركة وكاد الفضول أن يقتله, لكنه تجلد و إنتظر ما يحدث
طال إنتظاره ولم يحدث شيئا مما كان يتوقع حدوثه
فعزم على النزول والذهاب إلى أبقاره
و أثناء هبوطه من على الشجرة حانت منه إلتفاتة فلمح الرجل نفسه
يتسلل ما بين الأشجار و يقترب من مسكنهم
فعاد الولد مسرعا إلى أعلى الشجرة
ولما ركزّ بصره على الرجل عرفه,إنه زوج عمته الذي طلقها
بسبب شجار بينها وبين زوجة أخيه, وكان قد تزوجها بعد قصة حب
سارت بها الركبان في القرى والمدن والأرياف
فعقدت الدهشة لسانه, و أخذت الأفكار و الهواجس تتراقص في مخيلته
لكنه قرر الانتظار حتى تنجلي الأمور اكثر فأكثر.
أمّا الرجل فقد توجّه صوب مسكن العائلة, حيث كانت الزوجة تنتظره
فلّما شاهدته مقبلا أطفأت النار,ثم دخلت الكوخ مغتبطة
أمّا الرجل فقد توقف قليلا قبل دخول الكوخ
وأخذ يلتفت يمنة و يسرة ليتأكد من أن احدا لا يراه
و عندما ظن ذلك دخل و أغلق الباب
http://up.arabseyes.com/uploads2013/thumbs/24_11_13138531955214032.jpg (http://up.arabseyes.com/uploads2013/24_11_13138531955214032.jpg)
حينها تأكد الولد من الشكوك التي لازمته لفترة طويلة
و عزم على مهاجمة المعتدي و الخائنة
لكنه علم أن ليس في مقدوره التغلب على ذلك البغل, خاصة و أنّ أباه بعيد جدا
و اذا ذهب ليخبره فربما قضى الخائنان وطرهما قبل أن يصل هو إلى أبيه
لذلك فكر في حيلة تفسد عليهما متعتهما و يسلم هو و أبوه من الأذى
فنزل من على الشجرة و تسلل زاحفا حتى وصل إلى الكوخ
و القى نظرة من خلال ثقب
فرأى زوجة أبيه و ذلك النذل في وضع مشين،يندى له الجبين
فغضب كثير ا، وثارت مشاعر النخوة و الغيرة في قلبه
وإندفع يريد مهاجمتهما دفاعا عن عرض أبيه وشرف عائلته
لكنه سيطر على نفسه الثائرة و تراجع وتمهل و إبتعد
وفكر قليلا حتى إهتدى الى التصرف الصائب،فأبتعد مسافة مناسبة
ثُمَّ عاد إليهما مسرعا
تتبع إن شاء الله

سالم الوشاحي
25-11-2013, 04:37 AM
لغتك جميلة وسردك أنيق أخي ناجي....قادر على التحليق والتصوير

بمايمتع القارئ ...استطعت بذكاء حملنا على متابعة الأحداث بلهفة

والشوق للقادم وماسيحل بالزوجة .....لك كل التقدير والاحترام

أبو مسلم الصلتي
25-11-2013, 09:47 AM
أخي العزيز ناجي جوهر
لقد قرات هذه القصة بكل تفاصيها في أجزائها الأربعه
حقا أنها قصة جميلة ومشوقة ،،،
دمت بود

ناجى جوهر
26-11-2013, 12:33 AM
حيـّاك الله مصممتنا المبدعة ســوير
حفظك الله ورعاكِ
يسرني جدا هذا الإهتمام وهذه المتابعة منكِ
لا عدمت تواجدك ولا ردك الأنيق
إن الأحداث تتجه صوب مرحلة أكثر عنفا
عنف المكر والخداع...
هل ستسمر المراة في طريقها المعوج؟
هل سيصارح الولد أباه؟
هذا ما ستجيب عليه الأجزاء التالية
إن شاء الله
شـكري العميق
وتحياتـــــــي لك ســــــــــوير

ناجى جوهر
26-11-2013, 12:38 AM
زادك الله رفعة وعلو قدر أخي العزيز سالم الوشاحي
إن أسلوبك النبيل في الرد على مشاركاتنا المتواضعة
يجعلنا نحلق في سماء الرضا عن الذات
فجزاك الله عنا خير الجزاء
و آمل ان أكون دائما عند حسن ظنكم وثقتكم
وتقبل مني أجمل التحايا و أصدق الأماني
حفظك الله ورعاك يا أبا سـامي

ناجى جوهر
26-11-2013, 12:43 AM
السلام عليكم أخي الشاعر والباحث / أبو مسلم الصلتي
شـرّفني والله تواجدك في ركن القصة القصيرة
إنّ ثناءك العطر وسام أضعه على صدري
وتاج أضعه هلى رأسي
فشكرا لك يا أبا مسلم
حفظك الله ورعاك
وتقبــّل تحياتـــــــي

رحيق الكلمات
01-12-2013, 09:37 AM
واحتدمت ثائرة الأحداث وكالعادة عرف كاتبنا أين يتوقف ليظل التساؤل في قلب القارئ يدفعه للإنتظار ويلهب حماسه للمتابعة
دمت بود

خليل عفيفي
01-12-2013, 03:13 PM
أخي العزيز ناجي جوهر
نقرأ لك ونقرؤك ونقرأ ما في قلبك وفكرك من ثقافة
مبدع فيما تكتب وتروي لنا
كم نحن سعداء لو سمحت لنا الظروف أن نقرأ لك دائما ،
وذلك لانشغالنا في متاعب الحياة
ولولا ذلك لكنا نتمنى أن نقرأ لك كل يوم ، لنبدي الرأي بشكل أفضل ..
أمهلنا قليلا لنقرأ روعة الرواية ، وروعة السرد أيها الأديب ناجي جوهر

ناجى جوهر
03-12-2013, 12:01 AM
واحتدمت ثائرة الأحداث وكالعادة عرف كاتبنا أين يتوقف ليظل التساؤل في قلب القارئ يدفعه للإنتظار ويلهب حماسه للمتابعة
دمت بود



أهلا بالمبدعة الأستاذة رحيق الكلمات
طبتِ وطاب قلمك

ناجى جوهر
03-12-2013, 12:03 AM
يشرفني مرور شاعر وأديب ولغوي
مثلك أستاذ خليل عفيفي
ولكنني ملتزم بتوقيت محدد
لا يمكنني تجاوزه
فأرجو العفو منك أستاذ خليل
وتقبّل إحترامي وتقديري