المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اليوم افتتاح معرض "بورتريهات" حسن أدلبي ومعرض الكتب وانطلاق ندوة "ملامح الثقافة العما


سالم الوشاحي
25-11-2013, 04:17 AM
اليوم افتتاح معرض "بورتريهات" حسن أدلبي ومعرض الكتب وانطلاق ندوة "ملامح الثقافة العمانية"

هيثم بن طارق يفتتح فعاليات اجتماع المكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب ويسلم "جائزة القدس" للقاصة والروائية المغربية خناتة بنونة


محمد العريمي: نعد هذا التجمع الثقافي الكبير دورا حضاريا آخر يضاف إلى أدوار عمان التاريخية ويحملنا رسالة التواصل الثقافي بين الشعوب العربية


محمد سلماوي: وجودنا في عمان خير ضمان لنحقق ما نتطلع إليه ووجود الكتاب والأدباء العرب في هذه البقعة الثرية من الأمة العربية سيساهم في نجاح مؤتمرنا


جان شيفيريه: القدرة على ربط وشائج أخوية وإنسانية مع الآخر المختلف بإمكانها تجاوزالحدود التي تفرّق الحضارات

كتب ـ إيهاب مباشر:
احتضنت مسقط صباح أمس، عرسا ثقافيا عربيا، زانه رموز الفكر والثقافة العربية، باجتماع الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب السنوي "السابع والعشرين"، الذي تستضيفه الجمعية العمانية للكتاب والأدباء، حتى الثامن والعشرين من الشهر الجاري، وقد رعى حفل الافتتاح صاحب السمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد وزير التراث والثقافة، بحضور شخصيات ثقافية وأدبية بارزة في الوطن العربي يتجاوز عددهم ثلاثة وستين شاعرا وأديبا ومفكرا، بالإضافة إلى بعض رؤساء الملاحق الثقافية الخليجية والعربية والمهجرية، ورؤساء اتحادات وجمعيات الكتاب والأدباء العرب جميعهم، وقد حل الأديب الفرنسي والأستاذ بجامعة السوربون جان شيفيريه رئيس جمعية الكتاب الفرنسيين وترافقه الأمينة العامة للجمعية كضيفي شرف للاجتماع.

غد أفضل للثقافة العربية
بدأ حفل افتتاح الاجتماع، بكلمة الجمعية العمانية للكتاب والأدباء، ألقاها الدكتور محمد العريمي رئيس الجمعية، الأمين العام المساعد للاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب لمنطقة الخليج العربي، رحب خلالها براعي الحفل والحضور وقال: لقد أثبتَ التاريخُ أن العربيَّ لا يعيشُ على هامشِ الوجودِ الإنسانيَّ، وإنما هو مَهدُ الحضارةِ، وله الفضلُ في اختراعِ الكتابَةِ، ومن أرضِهِ انطَلَقَتْ مسيرةُ الأديانِ، وها هيَ الأيامُ تؤكدُ ذلكَ، فالعَرَبُ الذين بَنَوْا للثّقافةِ الإنسانيَّةِ محَطَّاتٍ كثيرةً على طَريقِ التمدُّنِ الأمميِ تشهدُ أوطانُهم هذه الأيامَ حَرَاكاً سياسيَّاً وثقافيَّاً واجتماعيَّاً على كافةِ الأصْعدةِ، بما يُبشِّرُ بميلادِ هياكلَ جديدةٍ في الحياةِ، ويفسحُ لهم مساراتٍ واسعةً نحْو المستقبلِ، ليَكونَ للوطنِ العَرَبيِّ موقعُه الذي نأملُ أن يُعيدَ للإنسانيَّةِ توازنَها الخُلُقيَّ والمعرفيَّ، بما يساعدُها على تَخَطَّي أَزْمَتِها في القُطْبيَّةِ الأحاديَّةِ المهيمنةِ على ثقافاتِ العالم.
وأضاف: إنَّ العربَ بمخزونِهمْ الفكريِّ الضاربِ في القدَمِ، وبقيمِهمْ التي سادوا بها الحَياةَ حِقَباً مخْتلفةً، وبأديانِهم الإلهيَّةِ السمِحَةِ، وبمواردِهِمْ الطبيعيةِ وموقِعِهمْ الاستراتيجي؛ قادِرون على أن يُعيدوا تَرتِيبَ أوراقِهم من جديدٍ، ليَكونوا رَقَماً أممياً لا يمكنُ تَجَاوُزُ قِيمَتِه ومَعْناهُ وإنتاجِه.
وقال "العريمي": إنَّ اجِتماعَ اتِحادِكُمْ؛ اجتماعَ المكتبِ الدائمِ للاتحادِ العامَّ للأدباءِ والكتابِ العربِ، يأتي في مرحلةٍ مهمَّةٍ من تاريخِ الثَّقافةِ العَرَبيةِ، حيثُ الحَراكُ العَرَبيُّ يكْتبُ منعَطَفَهُ المستقبليَّ، ولذلك مهْما رأينا مِن تحدَّياتٍ وصُعوباتٍ تشْهدُها المنطقةَ؛ فإنها بذلك تَفْتحُ مرحلةً جَديْدةً من عُمْرِها، ولذلكَ تقعُ على عاتقِكُمْ أيُّها المثقَّفون مسْؤوليَّةٌ جَلِيلةٌ، وهيَ تحْليلُ هذا الحراكِ العَرَبيِّ؛ من شتَّى جوانبِه، والكشفُ عن جَدلِه المعْرفيِّ، وبيانُ مواطنِ قُوَّتِه وضعْفِهْ، ثم رسْمُ معالمَ السَّيْرِ وخارطَةِ الطَّريقِ للمرحلةِ القادمةِ للشُّعوبِ العربيَّةِ، بحفظِ التوازنِ بين ثِقَلِ أطرافِ هذا الحراكِ، والتخفيفِ من وطأةِ الإيديولوجية الفكرية التي تعْصِفُ بالوضعِ السياسيِّ هذه الأيامْ. هذا ما نأملُ أن يَبحثَهُ اجتماعُكُمْ عصرَ اليومِ والأيامِ القادمة.
وأضاف الدكتور محمد العريمي: إنَّ عُمانَ؛ بتاريخِها المجيدِ وحاضِرِها الزاهرِ التليد، ليسَ بخافٍ عليكم إسهامُها الحضاريُّ والثقافيُّ، فهي مرْكزٌ مكينٌ في الإسهامِ العلميِّ، فقد خرجَ فيها كبارُ العُلماءِ والمُفكرينَ؛ في اللغَةِ والأدبِ والشعرِ، والدينِ والتاريخِ والطبِ، والفَلَكِ وعِلمِ البحارِ، والسياسةِ والحَضَارةِ، ولذلك نَحْنُ نَعِدوُ هذا التجمّعَ الثقافيَّ الكبيرَ؛ دوراً حضارياً آخرَ يضافُ إلى أدوارِ عُمانَ التاريخيةِ، ويُحمّلُنا رسالةَ التواصلِ الثقافيِّ بين الشعوبِ العربية، لننتَقلَ إلى مرحلةٍ جديدةٍ، تراعي المستجَداتِ الفكريةَ والعلْميَّةَ، والتطوراتِ السياسيةَ في المنطقةِ، وقال: ونحن نؤكدُ لكم أن السلطَنةَ مستعدةٌ لذلك، وماضيةٌ في المشاركةِ الحقيقيةِ بصُنعِ غدٍ أفضلَ للثقافةِ العربيةِ، بل ومواكبةِ الثقافةِ العالميةِ، كيف لا؟ والسلطنةُ تشهدُ أزهى عُصورِها في بناءِ الدولةِ الحديثةِ، بقيادةِ عاهلِ البلادِ ـ حَفظَه اللهُ ورعاه ـ وها هي مؤسَّساتُ المجتمعِ المدنيِّ في السلطنة، تبدأ انطلاقتَها القويَّةَ وفْقَ فلسفةِ التكاملِ مع مؤسسات الدولةِ لخدمة عُمانَ وأهلِها.

عمان واحة الاستقرار
بعده ألقى محمد سلماوي الأمينِ العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب كلمة الاتحاد قال فيها: يأتي هذا الاجتماع في أجواء استثنائية، حيث يموج العالم العربي بالمتغيرات السياسية والاجتماعية والثقافية، لذا جئنا هنا إلى عمان، إلى واحة الاستقرار.نحن في اتحاد الكتاب والأدباء العرب، انتبهنا منذ سنوات إلى دور الأديب، وأدركنا أن الإبداع يكمن في الحرية، والحرية في الأساس هي حرية التعبير التي يجسدها الأديب والكاتب.
وقد بدأنا منذ سنوات في سن تقليد جديد، يسمح لنا في كل اجتماع أن نصدر بيانا أو تقريرا عن حال الحرية في الوطن العربي، نرصد فيه أين وصلنا في مجال الحرية، التي هي المعيار الحقيقي للتقدم، وأصبح هذا البيان مرجعا أساسيا لكل منظمات حقوق الإنسان في العالم، وبيانات الاتحاد العام للأدباء والكتاب تصدر في كل مرة، وهي تحذر من الاستبداد، ومن الفكر التفكيري، وتحذر من مصادرة حرية التعبير وحرية الإبداع الأدبي والفني والثقافي، وتدعم الأدباء والكتاب في جميع أرجاء الوطن العربي.
مع كل يوم جديد، يتقدم الوطن العربي بفكر كتابه وأدبائه، واليوم نجتمع هنا، نحن أدباء الوطن العربي، نتدارس حال الوطن العربي، وحال حريته، وحالنا أيضا كأدباء وكتاب، وما هو الدور الملقى علينا سياسيا وأدبيا؛ كي نصل بوطننا العربي إلى ما يستحقه من رفعة ورقي ورخاء ومستقبل مشرق يتطلع إليه، ووجودنا هنا في عمان، هو خير ضمان، كي نحقق ما نصبو ونتطلع إليه خلال هذا الاجتماع، وأنا على ثقة بأن وجود الكتاب والأدباء العرب في هذه البقعة الثرية من الأمة العربية، وهي أحد أركان التراث والحضارة القديمة، التي نعتز بها في وطننا العربي، سيساهم بلا شك، في نجاح مؤتمرنا.
انتهز هذه الفرصة، لأشكر عمان قيادة وشعبا ومسئولين وأدباء وكتاب، على ما وفروه لنا من رعاية، ومن إعداد جيد، واحتفاء وحفاوة نعتز بها.
وفي كلمة للكاتب الفرنسي جان شيفيريه رئيس اتحاد الكتاب الفرنسيين بصفته أستاذ كرسي في جامعة السوربون ورئيس جمعية كتاب اللغة الفرنسية بباريس أكد على أن هذان النشاطان يعتبران بالنسبة له شيئين متكاملين من حيث هاجس الانفتاح على العالم وقبل أن يقدم جمعية كتاب اللغة الفرنسية تحدث أن عن بعض محطات مساره الوظيفي الجامعي، من حيث دراسته وقبوله في الترشح للدراسات العليا، وتكلفه سنة 1970 بتعلم الأدب العام والمقارن، إذ فسر هذا الأختيار كنوع من التمرد على الدراسات الأدبية الفرنسية بمفهومها في تلك الحقبة والتي كانت تمارس نوعا من الأثنية المركزية، إذ كانت ـ على حد قوله - اهتمت قليلا بالأدب الأوروبي فإنها أهملت العالم العربي والعالم الأسيوي كما أهملت بصفة خاصة العالم الأفريقي. وفي كتاب" ماهو الأدب المقارن؟" الذي نشر عام 1983 صدم جاك بودي لغياب أفريقيا وقارات أخرى، وتأسّف للفكر الأكاديمي الذي يمنحنا فقط مشاهدة فضاء محدود بالثقافة الغربية. جاء رد فعله ضد هذا الانحسار والضيق الفكري باقتراح برنامج كراسات فرنكوفونية على طلبتي يطبق على منطقة الكراييب و أفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى. وقد استلهمت في ذلك بصفة خاصة كتاب انطولوجيا الشعر الزنجي الجديد والملغاشي لـ "بولد سيدار سنغور" الذي قدم له سارتر والذي ندّد في هذه المقدمة بنظرة أوروبا إلى العالم العربي لدراسة الآداب الأفريقية والتي حصّل في عشريات محدودة آدابها النبيلة.
تحدث "جان شيفيريه" أيضا عن تفهم الحكومة الفرنسية أهمية ذلك وأوجدت في جامعة السوربون أول لبنة في الدراسات الفرنكوفونية والتي قام بإدارتها لمدة أعوام عديدة. ومن تم بدأ تردده لعشريات من الزمن وبشغف على القارة الأفريقية وباستمرار من أجل لقاء المبدعين على الميدان ومع الرجال الذين ربطته بهم علاقات ثقة،وفي الوقت نفسه كان دائما أملأ حقيبته لأيتمكن من اقتسام اكتشافاته التي تبدأ من المكسيك إلى طوكيو ومن كمبدردج إلى نومية للقاء زملاء وطلاب.
وأضاف "شيفيريه" : أود الآن كما أعلنت أن أقدم لكم جمعية كتاب اللغة الفرنسية التي أترأسها. قبلت هذه المسؤولية سنة 2005 لأنها بدت لي تمديدا لعملي في ميدان الآداب الفرنكوفونية وتوضيحا بطريقة ملموسة و من خلال الكتب للّقاء و التفاعل بين الثقافات حيث تأسست هذه الجمعية سنة 1926 وارتبطت في البداية بوزارة البحرية وهي تجمع كتابا فرنسيين مقيمين بحدود ما وراء البحر أين يشغلون وظائف إدارية تجعلهم يقيمون علاقات مع السكان المحليين للتعرف الحسن إليهم من أجل حكم حسن. يمثل انتاجهم الأدبي طابعا اجتماعيا وأثنوغرافيا ورومانسيا حالما في بعض المرات.
إنّ بعدهم الجغرافي حرمهم من الرؤية الواضحة بينما كانوا يريدون إعطاء صورة قريبة عن المستعمرات الفرنسية كانوا يتمنون أن يناضلوا ضد الرؤية الغرائبية للموضة في الصالونات الفرنسية.في هذه الحقبة إذن أعطت جمعية كتاب اللغة الفرنسية وزنا ومصداقية لمنشوراتها. إنّ الجغرافيا الخاصة للإمبراطورية الاستعمارية الفرنسية تشرح المكانة المهمة التي تشغلها جائزة" البحر" التي تأخذ بعين الاعتبار الجزر المتناثرة في المحيط الهادي والهندي و الأطلنطي ــ "حلويات الأمبراطورية" ـكما استطاع أن يصفهم أحد الصحفيين.هكذا ومنذ عام 1950 فقد أعطي تعويض خاص لكتاب مدغشقر. ومنذ ذلك التاريخ تطورت جائزة "البحر" بشكل عادي. تتكون لجنتها من شخصيات لامعة مختصة في الأدب البحري.
بحصول الاستقلال في الستينات قامت جمعية كتاب اللغة الفرنسية بعملية تحول ضرورية، حيث صوبت نظرها باتجاه الكتابات الناشئة والتي تشهد سواء في أسيا أو أفريقيا أو الكراييب أو في بلدان المغرب العربي على التخلص من الاستعمار الفكري.إن اختيار الفرنسية كلغة كتابة هو إذن قاسم مشترك للجوائز التي تصدر عن جمعية كتاب اللغة الفرنسية.
يضاف إلى هذه الفضاءات التي نحن بصدد إحيائها عدد من الجوائز موجهة إلى بلدان يكون استعمال الفرنسية فيها نابعا من حقيقة تاريخية كسويسرا وبلجيكا أو عن اختيار ثقافي كأوروبا الوسطى و مثلما هو الشأن في لبنان.
إنّ حوار الثقافات هو الذي يحدد إذن المشروع الذي نحن بصدد تنشيطه: لكن وبعيدا عن هذه العبارة التجريدية نوعا ما أعول بصفة خاصة فيما يخص موضوع اللقاء و التبادل على قيمتين كانتا في قلب لقاء باريس الذي جمعني بالدكتور محمد العريمي حيث كان هو المبادر والمنجز لمشروع صيغ بعناية فائقة. وهكذا فقد تم يوم 17 أكتوبر 2013 توقيع اتفاقية شراكة ثقافية في شكل تبادل معلومات ومنشورات تخص الثقافة العمانية بفرنسا كما تخص كذلك مكانة الثقافة الفرنسية في سلطنة عمان.يلحّ هذا البرتكول على فكرة المعاملة بالمثل ومن هنا فأن رئيس الجمعية العمانية للكتاب والأدباء سيكون الضيف الشرفي لاحتفالية توزيع جوائز 2013 التي ستنعقد في شهر مارس 2014. وفي الختام قال جان شيفيريه : بالنسبة لي هكذا يتحدد معنى "اللقاء" فالقدرة على ربط وشائج أخوية وإنسانية مع الآخر المختلف بإمكانها مساعدتي على عبور الحدود التي غالبا ما تفرّق الحضارات.

جائزة القدس
وقد قام راعي حفل الافتتاح، صاحب السمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد وزير التراث والثقافة، بتسليم "جائزة القدس للعام 2013" للقاصة والروائية المغربية المعروفة خناتة بنونة، وهي أول كاتبة تصدر مجموعة قصصية بالمغرب، كما أنها أول من كتب قصة مسرحية، ولاقت روايتها الشهيرة الصاردة في العام 1969 (النار والاختيار) رواجاً عالياً، وكان لها واسع الأثر في حركة الكتابة الأدبية النسوية المغربية، ونالت العديد من الجوائز الثقافية، حيث يمنح الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب كل عام، لكاتب عربي، عن أعماله الإبداعية أو البحثية التي تفاعلت مع القضية الفلسطينية.

بدء الاجتماعات
وفي الفترة المسائية بدأت اولى اجتماعات المكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب في مسقط بحضور رؤساء الروابط والنقابات واتحادات الكتاب العرب حيث ستتواصل الاجتماعات في الفترة الصباحية اليوم وغدا على ان تختتم اعمال اجتماع المكتب الدائم يوم الأربعاء حيث سيتلى البيان الختامي للاجتماع.

سحر الطبيعة وجمال الإنسان العماني
ويفتتح مساء اليوم معرض الكتاب ومعرض البورتريهات للفنان حسن أدلبي، حيث يتزامن مع اجتماعات المكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب تنظيم عدد من معارض الفنون التشكيلية والتصوير الضوئي التي تهدف إلى رصد دقيق لتفاصيل الحياة في السلطنة وطبيعة الموجودات فيها ونمط التمدن وطرائق المعيشة، في مزجٍ مثير بين ألوان الفن وسحر الطبيعة وجمال الإنسان العماني وسبره لأغوار الدهشة والفرح والحالات الشعورية الأخرى، عبر مشاركة نخبة من الفنانين العمانين من الجمعية العمانية للفنون التشكيلية وجمعية التصوير العمانية.

ملامح الثقافة العمانية
تبدأ مساء اليوم ندوة "من ملامح الثقافة العمانية" تحت رعاية معالي الشيخ محمد بن عبدالله بن زاهر الهنائي مستشار الدولة، يشارك فيها نخبة من الباحثين والناقدين والكتاب، إذ يستقرئ الدكتور محمد بن سعيد الهاشمي التاريخ في ورقته "أهم التحولات في التاريخ العماني"، ويقرأ فيلا بوراث عبد الكبير في "الشعر العربي في مرآة قارئ هندي"، أما محمد عامر العيسري فيقرأ ورقته بعنوان "المخطوطات العمانية: تراث إنساني". أما الدكتور هلال الحجري فيقدم بحثه بعنوان "صورة عُمان في الشعر العربي" تهدف إلى استقصاء أبعاد الصورة التي تشكلت عن عمان في الشعر العربي منذ الجاهلية إلى العصر الحديث، أما زكريا بن خليفة المحرمي الباحث والمفكر العماني فيقدم ورقة بعنوان "قراءة في السياسة العمانية" وتتطرق الورقة إلى المبادئ التي استندت عليها الحكومة العمانية في بناء علاقاتها الدولية سواء على المستوى الإقليمي أو المستوى العالمي، وفي ذات الوقت هي تحاول مقاربة الممارسات السياسية الداخلية من خلال تقييم الخطط والبرامج المطروحة والإنجازات أو الإخفاقات التي حصدتها الحكومة من تلك المشاريع. فيما يقدم الدكتور محمد سالم المعشني قراءة في "الظواهر اللغوية في المجتمع العماني المعاصر" تتناول الورقة ظاهرة اللغة في المجتمع العماني المعاصر؛ بوصفها جانبًا مهمًا من ثقافة هذا المجتمع، وأداة أساسية لاكتساب السلوك الاجتماعي، ورمزاً للهوية الاجتماعية. وفي ورقته بعنوان "ثقافة البحر وتاريخ الملاحة البحرية بسلطنة عمان" يتحدث حمود الغيلاني عن ثقافة العمانيين البحرية الخالصة, التي ترسخ ما كان يقوم به البحارة والصيادون العمانيون, مع وجود علاقات عمانية حضارية مع مختلف حضارات العالم القديم. ويقدم الدكتور عبدالله الغافري ورقة بعنوان "الأفلاج والحضارة العمانية" ويتحدث فيها عن نظام الأفلاج الذي يقول عنه إنه هو حل إنساني متقدم لجعل الحياة ممكنة في بيئات شحيحة المياه مثل عمان. أما الباحث خميس العدوي فيقدم ورقته بعنوان "المكتبات الأهلية العامة: مكتبة الندوة نموذجا" ويؤكد من خلالها أن عمان بلد زاخر بالحضارة.

جريدة الوطن