المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جريان الشمس ( تفسيرالطبري )


عامرالناعبي
02-12-2013, 11:10 AM
تفسير الطبري للآية:-
وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ الآية (38) من سورة يس

قال تعالى( وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا )
يقول تعالى ذكره: والشمس تجري لموضع قرارها، بمعنى: إلى موضع قرارها وبذلك جاء الأثر عن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم .
ذكر الرواة فقالوا:-
حدثنا أبو كُرَيب، قال: عن جابر بن نوح، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن أبي ذرَ الغفاريّ
قال: كنت جالسا عند النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم في المسجد، فلما غَرَبت الشمس
قال: يا أبا ذَرّ هَلْ تَدْرِي أَيْنَ تَذْهَبُ الشَّمْسُ ؟ قلت الله ورسوله أعلم.
قال: إنها تذهب فتسجد بَيْنَ يَدَيْ رَبِّهَا ، ثُمَّ تَسْتَأْذِنُ بالرُّجُوعِ فَيُؤْذَنُ لَهَا
وَكَأَنَّهَا قَدْ قِيلَ لَهَا ارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ ، فَتَطْلُعُ مِنْ مَكَانِهَا وَذَلِكَ مُسْتَقَرّها " .
صدق الله العليّ العظيم
وصدق نبيّه الصادق الأمين.

محمود المشرفي
02-12-2013, 12:50 PM
الأستاذ الفاضل عامر الناعبي
اشكرك على هذا الجميل والاكثر من رائع
جعله الله في ميزان حسناتك
لك مني جزيل الشكر والتقدير
دمت في حفظ من الله ورعايته

يزيد فاضلي
05-12-2013, 10:07 PM
...ومرة ًأخرى-أخي الكريم عامر الناعبي-ها نحنُ أولاءِ نعيشُ هذه القبسة القرآنية في تفسير قوله تعالى من الآية الثامنة والثلاثين من سورة يــس...

ومرة أخرى..ها نحن ضيوفٌ على مائدةِ شيخ المفسرين،ورائد رواد ( التفسير الأثري ) الإمام الكبير محمد بن جرير الطبري رحمه الله وجزاه الجزاءَ الأوفى...

ها نحنُ مع الشمس..أم المجموعة الشمسية-أو مجموعة الكواكب السيارة-وها نحنُ مَعَ ( جريانِها ) الذي تتقاطعُ في معناه حقيقتان منسجمتان في حِسِّ المسلم وإيمانهِ العَقدي الراسخ،بحيثُ لا تناقضَ بينهما أو تنافرَ أو تضاد :

- حقيقة جريانها،كونها-وهي النجم المتوهج الهائل-تمضي في إقرار عبوديتها لله عز وجل،شأنها شأنُ كل المخلوقاتِ والكائنات جميعِها التي تتناغمُ وتتحدُ في إيقاعٍ واحدٍ تحتَ معنى قوله تعالى في الآية 44 من سورة الإسراء : (( تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا )) وقوله تعالى في عموم الآية 41 من سورة النور : (( ...كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ ))..لذا لاَعَجبَ البتة أنْ يكشفَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم لأبي ذرٍّ الغفاري رضي الله عنه عن رحلةِ الشمس القدسيةِ التعبديةِ بين يديِّ الله تعالى بعد الغروب حتى تؤوبَ إلى حيثُ بدأتْ رحلتَها...

- وحقيقة جريانِها الفلكي الذي تواطأتْ عليهِ مجموعُ البحوثِ العلميةِ الفلكية الفضائية...

ولكي نقتربَ أكثرَ فأكثر من فهم المدلول الأثري والعلمي المعاصر،اسمحْ لي-أخي-أن أعرضَ هذه الإطلالة العلمية بقلم فضيلة الأستاذ الدكتور البروفيسور العلاَّمة زغلول راغب محمد النجار-حفظه الله ورعاه-( دكتوراه في علوم الأرض من جامعة ويلز ببريطانيا العام 1963م،والمدير التنفيذي لمعهد مارك فيلد التخصصي للدراسات العليا في المملكة المتحدة،والعضو المؤسس للهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة ( رابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة ) وأحد أعضاء مجلس إدارتها الرئيسيين ...والمشرف إلى حد الآن على أكثر من خمس وثلاثين رسالة ماجستير وأطروحة دكتوراه في مختلف التخصصاتِ الجيولوجية الدقيقة... )...

http://www.aawsat.com/2011/02/08/images/religion1.607304.jpg

يقولُ فضيلته نقلاً عن موقعه العلمي ( موقع مكنون ) وفي مقالةٍ،بسَّط فيها المعرفة العلمية حتى يتيسَّرَ للعامةِ الفهمَ واستيعابه :

(( ...يقول تبارك وتعالى متحدثاً عن حقيقة علمية لم يكن لأحدٍ علمٌ بها وقت نزول القرآن الكريم : (( وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ)) [ يس: 38 ]..ففي هذه الآية العظيمة نحن أمام كلمة جديدة وهي ( مستقر الشمس ) هذه العبارة لم يفهمها أحد زمن نزول القرآن، ولكننا اليوم نجد العلماءَ يتحدثون عن حقيقة كونية جديدة وهو تعريف مستقر الشمس كالآتي :

إن مستقر الشمس هو الاتجاه الذي تجري الشمس والمجموعة الشمسية نحوه...

إن هذا التعريف يتطابق تماماً مع التعريف القرآني للكلمة، فالقرآن الكريم يقول: (( وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ))..والعلماء يقولون:

إن الشمس تجري باتجاه نقطة محددة هي مستقر الشمس...وفي ذلك سبق علمي للقرآن الكريم حيث تحدث عن جريان الشمس، وتحدث عن مستقر للشمس...

هنالك إعجاز آخر في الآية الكريمة وهو أن الله تعالى لم يقل : والشمس تسير،أو تتحرك،أو تمشي، بل قال: (( وَالشَّمْسُ تَجْرِي... ))،وهذا يدل على وجود سرعة كبيرة للشمس، ووجود حركة اهتزازية وليست مستقيمة أو دائرية،ولذلك فإن كلمة ( تجري ) هي الأدق لوصف الحركة الفعلية للشمس...

ولو تأملنا قوله تعالى في الآية التالية: (( لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ))[ يس: 40 ] ندرك أن هذه الآية قد تحدثت عن حقيقة علمية وهي أن جميع الأجسام في الكون تسبح في فلك محدد،وفي هذه الآية الكريمة إشارة إلى الأفلاك المختلفة للأجسام الكونية مثل الشمس والقمر، فلا يمكن أن يلتقي هذا الفلك مع ذاك،وهذه حقيقة لم يتعرف إليها الإنسان إلا مؤخراً...

ويقول العلماء اليوم إن جريان الشمس لن يستمر للأبد،بل هنالك أدلة قوية على وجود نهاية وأجل محدد تنتهي عنده حياة الشمس،والعجيب أن القرآن قد تحدث عن هذه الحقيقة العلمية قبل ذلك بقرون طويلة.يقول تعالى: (( وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ))[ لقمان:29 ]. فقد وضع القرآن الكريم نهاية لجريان الشمس والقمر في قوله تعالى : (( إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ))،أي إلى مدة محددة،وهذا ما يتحدث عنه علماء اليوم..

فسبحان الذي أحكم آياته وأخبرنا فيها عن حقائق لم يكن لأحد من البشر علم بها من قبل،إنه بحق كتاب الحقائق والأسرار والعجائب،إنها آيات عظيمة نتعرف إليها لندرك أن الله هو من خلق الشمس وهو من نظَّم الكون وهو من أنزل القرآن وقال فيه: (( وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ)) [ النمل: 93 ]... )) اهـ

شكرَ اللهُ لكَ-أخي عامر-على هذه الشذرات التفسيرية المفيدة الهادفة..وجزاكَ كلَّ خيْر...

مملكة الطموح
09-12-2013, 12:30 AM
نور الله مسعاك سيدي...

فلم أكن أعلم يقينا بأن مستقر الشمس هو موضع تعبدها وتسبيحها لله وأشكرك أخي يزيد على اضافتك العلمية الأخرى التي أخذت بالآيه حيث أبعادها ....

واصل سيدي فبالتفسير نوسع مداركنا ويزيد حتما ايماننا...

عامرالناعبي
12-12-2013, 12:12 PM
...ومرة ًأخرى-أخي الكريم عامر الناعبي-ها نحنُ أولاءِ نعيشُ هذه القبسة القرآنية في تفسير قوله تعالى من الآية الثامنة والثلاثين من سورة يــس...

ومرة أخرى..ها نحن ضيوفٌ على مائدةِ شيخ المفسرين،ورائد رواد ( التفسير الأثري ) الإمام الكبير محمد بن جرير الطبري رحمه الله وجزاه الجزاءَ الأوفى...

ها نحنُ مع الشمس..أم المجموعة الشمسية-أو مجموعة الكواكب السيارة-وها نحنُ مَعَ ( جريانِها ) الذي تتقاطعُ في معناه حقيقتان منسجمتان في حِسِّ المسلم وإيمانهِ العَقدي الراسخ،بحيثُ لا تناقضَ بينهما أو تنافرَ أو تضاد :

- حقيقة جريانها،كونها-وهي النجم المتوهج الهائل-تمضي في إقرار عبوديتها لله عز وجل،شأنها شأنُ كل المخلوقاتِ والكائنات جميعِها التي تتناغمُ وتتحدُ في إيقاعٍ واحدٍ تحتَ معنى قوله تعالى في الآية 44 من سورة الإسراء : (( تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا )) وقوله تعالى في عموم الآية 41 من سورة النور : (( ...كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ ))..لذا لاَعَجبَ البتة أنْ يكشفَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم لأبي ذرٍّ الغفاري رضي الله عنه عن رحلةِ الشمس القدسيةِ التعبديةِ بين يديِّ الله تعالى بعد الغروب حتى تؤوبَ إلى حيثُ بدأتْ رحلتَها...

- وحقيقة جريانِها الفلكي الذي تواطأتْ عليهِ مجموعُ البحوثِ العلميةِ الفلكية الفضائية...

ولكي نقتربَ أكثرَ فأكثر من فهم المدلول الأثري والعلمي المعاصر،اسمحْ لي-أخي-أن أعرضَ هذه الإطلالة العلمية بقلم فضيلة الأستاذ الدكتور البروفيسور العلاَّمة زغلول راغب محمد النجار-حفظه الله ورعاه-( دكتوراه في علوم الأرض من جامعة ويلز ببريطانيا العام 1963م،والمدير التنفيذي لمعهد مارك فيلد التخصصي للدراسات العليا في المملكة المتحدة،والعضو المؤسس للهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة ( رابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة ) وأحد أعضاء مجلس إدارتها الرئيسيين ...والمشرف إلى حد الآن على أكثر من خمس وثلاثين رسالة ماجستير وأطروحة دكتوراه في مختلف التخصصاتِ الجيولوجية الدقيقة... )...

http://www.aawsat.com/2011/02/08/images/religion1.607304.jpg

يقولُ فضيلته نقلاً عن موقعه العلمي ( موقع مكنون ) وفي مقالةٍ،بسَّط فيها المعرفة العلمية حتى يتيسَّرَ للعامةِ الفهمَ واستيعابه :

(( ...يقول تبارك وتعالى متحدثاً عن حقيقة علمية لم يكن لأحدٍ علمٌ بها وقت نزول القرآن الكريم : (( وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ)) [ يس: 38 ]..ففي هذه الآية العظيمة نحن أمام كلمة جديدة وهي ( مستقر الشمس ) هذه العبارة لم يفهمها أحد زمن نزول القرآن، ولكننا اليوم نجد العلماءَ يتحدثون عن حقيقة كونية جديدة وهو تعريف مستقر الشمس كالآتي :

إن مستقر الشمس هو الاتجاه الذي تجري الشمس والمجموعة الشمسية نحوه...

إن هذا التعريف يتطابق تماماً مع التعريف القرآني للكلمة، فالقرآن الكريم يقول: (( وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ))..والعلماء يقولون:

إن الشمس تجري باتجاه نقطة محددة هي مستقر الشمس...وفي ذلك سبق علمي للقرآن الكريم حيث تحدث عن جريان الشمس، وتحدث عن مستقر للشمس...

هنالك إعجاز آخر في الآية الكريمة وهو أن الله تعالى لم يقل : والشمس تسير،أو تتحرك،أو تمشي، بل قال: (( وَالشَّمْسُ تَجْرِي... ))،وهذا يدل على وجود سرعة كبيرة للشمس، ووجود حركة اهتزازية وليست مستقيمة أو دائرية،ولذلك فإن كلمة ( تجري ) هي الأدق لوصف الحركة الفعلية للشمس...

ولو تأملنا قوله تعالى في الآية التالية: (( لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ))[ يس: 40 ] ندرك أن هذه الآية قد تحدثت عن حقيقة علمية وهي أن جميع الأجسام في الكون تسبح في فلك محدد،وفي هذه الآية الكريمة إشارة إلى الأفلاك المختلفة للأجسام الكونية مثل الشمس والقمر، فلا يمكن أن يلتقي هذا الفلك مع ذاك،وهذه حقيقة لم يتعرف إليها الإنسان إلا مؤخراً...

ويقول العلماء اليوم إن جريان الشمس لن يستمر للأبد،بل هنالك أدلة قوية على وجود نهاية وأجل محدد تنتهي عنده حياة الشمس،والعجيب أن القرآن قد تحدث عن هذه الحقيقة العلمية قبل ذلك بقرون طويلة.يقول تعالى: (( وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ))[ لقمان:29 ]. فقد وضع القرآن الكريم نهاية لجريان الشمس والقمر في قوله تعالى : (( إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ))،أي إلى مدة محددة،وهذا ما يتحدث عنه علماء اليوم..

فسبحان الذي أحكم آياته وأخبرنا فيها عن حقائق لم يكن لأحد من البشر علم بها من قبل،إنه بحق كتاب الحقائق والأسرار والعجائب،إنها آيات عظيمة نتعرف إليها لندرك أن الله هو من خلق الشمس وهو من نظَّم الكون وهو من أنزل القرآن وقال فيه: (( وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ)) [ النمل: 93 ]... )) اهـ

شكرَ اللهُ لكَ-أخي عامر-على هذه الشذرات التفسيرية المفيدة الهادفة..وجزاكَ كلَّ خيْر...

أخي وأستاذي العزيز يزيد فاضلي
بدايةً اشكرك جزيل الشكر على تفضلك بقراءة هذا الموضوع
كما انني اشكرك ايضاً على تفضلك بالشرح المستفيض لما إحتواه من معلومات
ولكن مما لفت إنتباهي وأثار دهشتي هو إبرازك دلائل ومعلومات من مصادر غير إسلامية حين قلت
ان هذه المعلومة من جامعة ويلز ببريطانيا العام 1963
وعدم الإلتفات لمصداقية الرسول ( ص ) في ما قاله في تفسير هذه الآية الكريمة حيث قلت
ان هذه العبارة لم يفهمها أحد زمن نزول القرآن
وكأنك يا أخي وأستاذي تتناسى قوله تعالى في وصف المصطفى ( ص ) وما ينطقُ عن الهوى ، إن هو إلا وحيٌ يوحى . صدق الله العظيم.
كما أن كل ما ذُكر في القرآن الكريم صالحٌ لكل زمانٍ ومكان وهذا لايختلف فيه إثنين.

إلى هنا ولك مني كل معاني الود واجمل التحايا يا أستاذي الكريم

بو ميحد
12-12-2013, 03:11 PM
...ومرة ًأخرى-أخي الكريم عامر الناعبي-ها نحنُ أولاءِ نعيشُ هذه القبسة القرآنية في تفسير قوله تعالى من الآية الثامنة والثلاثين من سورة يــس...

ومرة أخرى..ها نحن ضيوفٌ على مائدةِ شيخ المفسرين،ورائد رواد ( التفسير الأثري ) الإمام الكبير محمد بن جرير الطبري رحمه الله وجزاه الجزاءَ الأوفى...

ها نحنُ مع الشمس..أم المجموعة الشمسية-أو مجموعة الكواكب السيارة-وها نحنُ مَعَ ( جريانِها ) الذي تتقاطعُ في معناه حقيقتان منسجمتان في حِسِّ المسلم وإيمانهِ العَقدي الراسخ،بحيثُ لا تناقضَ بينهما أو تنافرَ أو تضاد :

- حقيقة جريانها،كونها-وهي النجم المتوهج الهائل-تمضي في إقرار عبوديتها لله عز وجل،شأنها شأنُ كل المخلوقاتِ والكائنات جميعِها التي تتناغمُ وتتحدُ في إيقاعٍ واحدٍ تحتَ معنى قوله تعالى في الآية 44 من سورة الإسراء : (( تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا )) وقوله تعالى في عموم الآية 41 من سورة النور : (( ...كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ ))..لذا لاَعَجبَ البتة أنْ يكشفَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم لأبي ذرٍّ الغفاري رضي الله عنه عن رحلةِ الشمس القدسيةِ التعبديةِ بين يديِّ الله تعالى بعد الغروب حتى تؤوبَ إلى حيثُ بدأتْ رحلتَها...

- وحقيقة جريانِها الفلكي الذي تواطأتْ عليهِ مجموعُ البحوثِ العلميةِ الفلكية الفضائية...

ولكي نقتربَ أكثرَ فأكثر من فهم المدلول الأثري والعلمي المعاصر،اسمحْ لي-أخي-أن أعرضَ هذه الإطلالة العلمية بقلم فضيلة الأستاذ الدكتور البروفيسور العلاَّمة زغلول راغب محمد النجار-حفظه الله ورعاه-( دكتوراه في علوم الأرض من جامعة ويلز ببريطانيا العام 1963م،والمدير التنفيذي لمعهد مارك فيلد التخصصي للدراسات العليا في المملكة المتحدة،والعضو المؤسس للهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة ( رابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة ) وأحد أعضاء مجلس إدارتها الرئيسيين ...والمشرف إلى حد الآن على أكثر من خمس وثلاثين رسالة ماجستير وأطروحة دكتوراه في مختلف التخصصاتِ الجيولوجية الدقيقة... )...

http://www.aawsat.com/2011/02/08/images/religion1.607304.jpg

يقولُ فضيلته نقلاً عن موقعه العلمي ( موقع مكنون ) وفي مقالةٍ،بسَّط فيها المعرفة العلمية حتى يتيسَّرَ للعامةِ الفهمَ واستيعابه :

(( ...يقول تبارك وتعالى متحدثاً عن حقيقة علمية لم يكن لأحدٍ علمٌ بها وقت نزول القرآن الكريم : (( وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ)) [ يس: 38 ]..ففي هذه الآية العظيمة نحن أمام كلمة جديدة وهي ( مستقر الشمس ) هذه العبارة لم يفهمها أحد زمن نزول القرآن، ولكننا اليوم نجد العلماءَ يتحدثون عن حقيقة كونية جديدة وهو تعريف مستقر الشمس كالآتي :

إن مستقر الشمس هو الاتجاه الذي تجري الشمس والمجموعة الشمسية نحوه...

إن هذا التعريف يتطابق تماماً مع التعريف القرآني للكلمة، فالقرآن الكريم يقول: (( وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ))..والعلماء يقولون:

إن الشمس تجري باتجاه نقطة محددة هي مستقر الشمس...وفي ذلك سبق علمي للقرآن الكريم حيث تحدث عن جريان الشمس، وتحدث عن مستقر للشمس...

هنالك إعجاز آخر في الآية الكريمة وهو أن الله تعالى لم يقل : والشمس تسير،أو تتحرك،أو تمشي، بل قال: (( وَالشَّمْسُ تَجْرِي... ))،وهذا يدل على وجود سرعة كبيرة للشمس، ووجود حركة اهتزازية وليست مستقيمة أو دائرية،ولذلك فإن كلمة ( تجري ) هي الأدق لوصف الحركة الفعلية للشمس...

ولو تأملنا قوله تعالى في الآية التالية: (( لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ))[ يس: 40 ] ندرك أن هذه الآية قد تحدثت عن حقيقة علمية وهي أن جميع الأجسام في الكون تسبح في فلك محدد،وفي هذه الآية الكريمة إشارة إلى الأفلاك المختلفة للأجسام الكونية مثل الشمس والقمر، فلا يمكن أن يلتقي هذا الفلك مع ذاك،وهذه حقيقة لم يتعرف إليها الإنسان إلا مؤخراً...

ويقول العلماء اليوم إن جريان الشمس لن يستمر للأبد،بل هنالك أدلة قوية على وجود نهاية وأجل محدد تنتهي عنده حياة الشمس،والعجيب أن القرآن قد تحدث عن هذه الحقيقة العلمية قبل ذلك بقرون طويلة.يقول تعالى: (( وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ))[ لقمان:29 ]. فقد وضع القرآن الكريم نهاية لجريان الشمس والقمر في قوله تعالى : (( إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ))،أي إلى مدة محددة،وهذا ما يتحدث عنه علماء اليوم..

فسبحان الذي أحكم آياته وأخبرنا فيها عن حقائق لم يكن لأحد من البشر علم بها من قبل،إنه بحق كتاب الحقائق والأسرار والعجائب،إنها آيات عظيمة نتعرف إليها لندرك أن الله هو من خلق الشمس وهو من نظَّم الكون وهو من أنزل القرآن وقال فيه: (( وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ)) [ النمل: 93 ]... )) اهـ

شكرَ اللهُ لكَ-أخي عامر-على هذه الشذرات التفسيرية المفيدة الهادفة..وجزاكَ كلَّ خيْر...


ولو تأملنا قوله تعالى في الآية التالية: (( لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ))[ يس: 40 ] ندرك أن هذه الآية قد تحدثت عن حقيقة علمية وهي أن جميع الأجسام في الكون تسبح في فلك محدد،وفي هذه الآية الكريمة إشارة إلى الأفلاك المختلفة للأجسام الكونية مثل الشمس والقمر، فلا يمكن أن يلتقي هذا الفلك مع ذاك،وهذه حقيقة لم يتعرف إليها الإنسان إلا مؤخراً...) الاخ العزيز عامر الناعبي لك جزيل الشكر على طرح هذا الموضوع الذي يزيدنا إيمانا بقدره خالقنا و الشكر موصول لكل من وضح و شرح حسب فهمه لمعنى الايه السابقه لكن هذا الجريان هل يثبت دوران الارض ام ينفيه .. ومما شد انتباهي ما نقل عن زغلول النجار حول تفسيره الايه 40 من سورة يس حيث قال ان جميع الاجسام تسبح ؟؟؟؟ و الايه تحدثت عن جريان الشمس و القمر فقط ولم تذكر أي جسم اخر و هل يعقل أن جميع الاجسام تدور في فلك واحد يا أخي زغلول ربنا ذكر الشمس و القمر و جريانهما و لم يذكر أي جسم اخر و أن لكل منهما فلك خاص به يسبح فيه .... ختاما تقبل مروري و فائق تقديري ....

يزيد فاضلي
12-12-2013, 07:33 PM
أخي وأستاذي العزيز يزيد فاضلي
بدايةً اشكرك جزيل الشكر على تفضلك بقراءة هذا الموضوع
كما انني اشكرك ايضاً على تفضلك بالشرح المستفيض لما إحتواه من معلومات
ولكن مما لفت إنتباهي وأثار دهشتي هو إبرازك دلائل ومعلومات من مصادر غير إسلامية حين قلت
ان هذه المعلومة من جامعة ويلز ببريطانيا العام 1963
وعدم الإلتفات لمصداقية الرسول ( ص ) في ما قاله في تفسير هذه الآية الكريمة حيث قلت
ان هذه العبارة لم يفهمها أحد زمن نزول القرآن
وكأنك يا أخي وأستاذي تتناسى قوله تعالى في وصف المصطفى ( ص ) وما ينطقُ عن الهوى ، إن هو إلا وحيٌ يوحى . صدق الله العظيم.
كما أن كل ما ذُكر في القرآن الكريم صالحٌ لكل زمانٍ ومكان وهذا لايختلف فيه إثنين [ اثنان ].

إلى هنا ولك مني كل معاني الود واجمل التحايا يا أستاذي الكريم

..ولكَ مني-أخي الكريم العزيز عامر-كل معاني الود والتحايَا...

ولعلَّ استغرابَكَ-هذا إذا كان في مَحله-لا يَعدِلُهُ إلا استغرابي من تعليقكَ الكريم اللطيف الذي قوَّلني مَا لمْ أقلْ..!!!

فإنه يبدو لي-أخي الكريم-أنكَ استعجلتَ في قراءةِ تعليقي ورحتَ تجتزئُ منه عبارة ًلها في سياقها القبلي والبَعدي ما يَجعلها واضحة ًلذي عيْنيْن حين يتمُّ الإلمامُ بأبعاد السياق ككل...

أولاً : أين بالضبط رحتُ أستقي من مصادرَ غير إسلامية في معلوماتي...؟؟!!! ثم ماذا تقصد بالضبط-أخي-بالدلائل والمصادر غير الإسلامية...؟؟!!

فإن كنتَ تقصد بالمصدر غيْر الإسلامي هو شخص فضيلة الأستاذ الدكتور زغلول النجار لمجرد أنه درسَ الجيولوجيا التطبيقية في معهد ويلز البريطاني..فما أدري ماذا أقول أخي الكريم...؟؟؟!!!

هل معنى ذلك أنك تروِّجُ لجماهير المسلمين ؛ أن انكفئوا على أنفسكم،وليكنْ ( عِلمكم ) التجريبي في معرفة نواميس الكون والحياة مقصوراً على ( الكتاتيب ) و ( الزوايا ) لا تبرحوهَا أبداً في معرفةِ أسرار العلوم التجريبية،ومن أن الدراسَة العلمية العالية في أي معهدٍ غربي تخصصي ( بريطاني أو فرنسي أو ألماني أو أمريكي..أو..أو.. ) من كبائر المحرمات..؟؟؟!!!! ولنبْقَ على أمِّيتنا وجهلنا المعرفي الذي أخرَّ الأمة وجعلها تتراجع بدائيا قروناً لوراء بسبب رواج هذا النمط من التفكير منذ عهود الانحطاط...؟؟؟

أنا ما قلتُ-ولا مجرد فكرتُ أخي-من أنني أعتمدُ على مصادر غيْر إسلامية في تقرير حقائق العلم هكذا على عواهن الاعتماد....

أنا أشرتُ للعلامة الدكتور النجار..كواحدٍ من كوادرنا الإسلامية التي تسلحتْ أصلاً بحفظ كتاب الله تعالى وبالترقي العلمي الناجح في مدارج الدراسات العليا،الأمر الذي سَهَّل له الانتقالَ إلى هناك..إلى حيث مواقع ( العلمي التجريبي ) الحقيقي،المتطور على مستوى المناهج والكفاءات والمهارات على مستوى الممارسة والتطبيق،وهو الجانب الذي نفتقرُ فيه في بلادنا العربية والإسلامية للأسف الشديد...

أإذا أشرتُ إلى مؤهِّلاتِ عالِمٍ من علمائنا الجيُولوجيينَ الكبار الذينَ درسوا باقتدارٍ في أعرق وأشهر جامعاتِ الغرب الأكاديمية المختصة،وتفوَّقوا،وتخرَّجوا بنجاحٍ،ونالوا فيها إجازاتٍ وشهاداتٍ علميةٍ عاليةٍ عن جَدارةٍ واستحقاقٍ..أإذا ما أشرتُ إلى تلكَ المؤهلاتِ في مسيرةِ حياتهِ..أأكونُ بذلكَ قد استقيْتُ للموضوع مصادراً غيْر إسلاميةٍ..؟؟؟!!!!!!!!!!!!

أعتقد-أخي الكريم العزيز عامر-أنَّ رُبَّ عجَلةٍ تهَبُ ريْثاً..وأنتَ لو تريَّثتَ قليلاً وتأملتَ مَلِيًّا في قراءة تعليقي،فستجدُ إنما أردتُ في مجملِهِ أن أقدمَ صورة ً مشرفة ًلقرائنا الكرام-وهم أكيدٌ يتابعوننا-من هنا وهناك،نعطيهم صورة ًعلمية مشرفة ً،نرتفعُ بها قليلاً إلى المستوَى الذي يُقدمُ أداءَنا للآخرين دونَ الإحساس بعقدةِ النقص العلمية التي قد يتهمنا بها أحدٌ ونحن نبني ( قسمَنا الإسلامي ) لبِنة ًلبنة ً...وأنا أسأل هنا باعتباري طوَيْلِبُ عِلمٍ،يبحث عن ينابيع المعرفة ومصادرها ؛ إذا لمْ نتشرفْ في الاستدلال بمرجعياتٍ علميةٍ من أمثال الأستاذ الدكتور زغلول النجار ومن أمثال علمائنا الراسخين وجهابذتنا الأكادميينَ الأساتذة والباحثين في معاهدِ وجامعاتِ السلطنة الرائدة،وفي خيرةِ جامعاتنا وكلياتِنا ومعاهدنا ومراكز دراساتِنا المعتمدة في عالمنا العربي والإسلامي...فقلْ لي باللهِ عليكَ-أخي-بمنْ سنستدلُّ يا ترى..؟؟ ولِمَنْ سنعطي ثقتـَنا العلمية نحن طلبة العِلم..؟؟ وبمنْ سنعتزُّ علميًّا وثقافيًّا ومعرفيًّا إذن..؟؟ وبمنْ سنقتدي ونتأسَّى في تحصيل العِلم وحِيَازةِ أنواعِ المعارفِ ومجالاتِ المعرفة،خصوصاً ونحن في عصر التحدياتِ الحضارية المختلفة التي لا أظن أنها تخفى عليكَ..؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!

أنا هنا-يا أخي الكريم-لمْ أستدلَّ بكلامِ درويشٍ مسكينٍ أمِّيٍّ،ينامُ طويلاً لحَدِّ الغطيط والشخير في شرنقةِ الجهل والضحالة والانغلاق والخوَاء،ثم يستفيقُ بعدَ ذلكَ ليَفرُكَ لنا عيْنيْهِ ويَروحُ يَهذي هنا وهناكَ في الإعجاز العلمي،بحيثُ القرآنُ والعِلمُ في وادٍ،وما يَهْرفُ به في وادٍ آخر...!!!

أنا هنا-يا أخي-أستدلُّ بكلامِ واحدٍ من خيرة علمائنا الذينَ خبروا الاختصاصَ عن كفاءةٍ علميةٍ،شهِدَ لها عُمداءُ الجامعاتِ ومراكز البحوث التي درسَ فيها وتخرَّجَ...ولعلكَ تدري-أخي العزيز-وقد رأيتُ القومَ هناك-أنهمْ في قضايا التأصيل العلمي،لاَ يُحابُون أحداً أو يُجاملونه على حساب الكفاءة العلمية الحقيقية،خصوصاً عندما ترتبط باختصاصٍ علمي تجريبي بَحت كالجيولوجيا وعلوم الكون والفضاء...

نحن هنا-أخي العزيز عامر-نسعى جميعاً إلى رفع المستوى إلى حيث ينبغي أن يكون حقيقة ً..ونحنُ لا نرفعه خِلسَة ًأو خفية ً..نحن نرفعه بما نقدم فيه من مواضيعَ وأسماءَ شخصياتٍ علمية،يعرفها القاصي والداني برصيدها العلمي والثقافي الراسخ على المستوى العالمي والدولي..

فأينَ مظنة الخطأ في ما ذهبتُ إليه أخي العزيز..؟؟!!!

هذا مع العلم أني لا أرى في علوم الغرب إلهاً معبوداً في حسي كما هو الشأنُ عند اللائكيين والمستغربين والعلمانين المسوخ من أبناء جلدتنا..

أكيد..أكيد في نظرياتِ علماء الغرب-خصوصاً في جوانب علم النفس والميتافيزيقا وكثير من العلوم الإنسانية وحتى التجريبية-ما يُناقض الصميمَ الصميمَ في أصول عقائنا وثوابتنا والمقررات القطعية المتواترة في كتاب ربنا وسنة نبينا..وهذه طبعاً نرفضها ولا كرامة..!!!!

وفضيلة الأستاذ الدكتور النجار أعرفُ مني بهذه المسألة يَقيناً...

ولكَ-صاحبي الكريم-أن تعودَ إلى كتابه العلمي الأكاديمي الممنهج-في جزأيْن-(( قضية الإعجاز العلمي للقرآن الكريم وضوابط التعامل معها )) لتقفَ بالتفصيل على آلياتِ التعامل مع إعجاز القرآن الكريم،ولنعرفَ أن كتابَ اللهِ تعالى لا يَجوزُ أن يرتعَ في خوْضِهِ كُلُّ مَنْ هبَّ ودبَّ من أهل الأهواءِ والخوَاءِ والبطالة الفكرية والعلمية المقنعة بسرابيل المعرفة...!!!!!

العلامة الجليل واحدٌ من خيرة كوادرنا العلمية المعاصرة...ولقد درسَ هناك..وأنا بقوة مع التوجه الذي ينادي بضرورةِ أن يدرسَ الكادر الإسلاميُّ-في بعثاتٍ أو أية صفةٍ تأهيلية أو إعاريةٍ أخرى-تلك العلوم التجريبية الضرورية،يدرسها بتفانٍ واقتدارٍ،علنا نتزحزحُ قليلاً عن دهليز التخلف والدونية التي أصابتْ منظومتنا العلمية والمعرفية في مقتل...(( فالحكمة ضالة المؤمن أنى وجدَها فهو أحق بها )) و (( اطلبوا العلم ولو في الصين )) أإذا ما طلبتُ عِلمَ الفلكِ وجيولوجيا الأرض وعلمَ الفضاء في معاهدِ الصين وجامعاتها ومراكز البحوث العالية فيها،وتفوقتُ ببراعةٍ وكفاءةٍ ورسوخٍ في اختصاصي الذي تحتاجني فيه أمتي الفقيرة المسكينة التي قضى عليها التخلف الحضاري أو يكاد..أإذا ما فعلتُ ذلكَ ورحتُ بعدها إلى كتاب ربي جل وعلاَ أستهدي بآياته المُحكَماتِ على صدقيتها وإعجازها الذي يتقاطعُ مع كثيرٍ من معلوماتِ الأرض والكون والفضاء التي أقرَّتها العلومُ التجريبية المعاصرة في أعرق وأرسخ مراكز البحوث العلمية،مُقدِّماً بذلك لأبناء أمتي وللإنسانية جمعاء مصداقية دلائل الإعجاز العلمي في كتاب ربي،تجسيداً وتطبيقاً لقول السلف رضوان الله عليهم : (( صحيح المنقول لا يتناقض أبداً وصريح المعقول ))..؟؟!! أإذا ما فعلتُ ذلكَ أغدو-في نظر القاصرين-مارقاً عن أصولي أو مُسْتـَقٍ من مصادرَ أخرى غير إسلامية..؟؟؟!!!!!

أي تفكيرٍ هذا-أخي الكريم عامر-..؟؟!!!! وأي منطقٍ قائمٍ على الفهم الراقي والوعي العلمي الجاد هو هذا...؟؟!!!!

الحق-أخي-أني لم أقلْ إني أعتمد على مصادرَ غير إسلامية ومن أنني أستعيضُ بها عن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم...وحاشا لله أن أقولَ ذلكَ أو مجرد أن أفكرَ في ذلك..أما إن كنتُ قد قلته-بصراحة القول ومعناه-فإني أستغفرُ اللهَ من ذلكَ....

إخالُ-أخي الكريم-أنك درستَ..وربما ترقيْتَ في مدارج الدراسة إلى الثانوي...بل ربما-وهذا ما توسمته-أنكَ بحمد الله تعالى واصلتَ دراساتِكَ العليا في أحد المعاهد العالية أو في إحدى الجامعاتِ عبر كليةٍ من كلياتِها المختصة...ولربما-ولِمَ لاَ-أنتَ في موقعٍ ما في دراساتك العليا لما بعدَ التدرج إن شاء الله...

وأكيد...أكيد...أنتَ تدركَ جيداً دقة الكلام الذي أعرضه الآن في جوانبها المنهجية والتنظيرية والتطبيقية...فكيفَ-أخي-بفوتكَ ذلكَ بالله عليك...؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

أما عن العبارة الواردة في كلام أستاذنا الجليل..فهي-في معناها وسياقِها-عيْنُ اليقين..فإن مْنْ بَدَهِياتِ التفسير عند المفسرين اللاحقين عن عصر الصحابة إلى يوم الناس هذا،أن كثيراً من الآيات ( الكونية ) كانتْ تتنزلُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم،فيبلغها للناس كما أنزلتْ...وبحكم أن المجتمعَ المسلمَ في ذلك الوقتِ كان مجتَمعاً بدائيا-من حيث التقانة والتقدم التكنولوجي-فإن اللهَ تعالى يعلمُ علمَ اليقين أنه إنما أنزلَ القرآن بلغة العرب ووفق ما يبلغه عقولهم من الفهم اتكاءً على ما يعرفون من حقائق الأشياء،فيتمُّ الفهم للآياتِ الكونية حَسبَ ما يَعرفون وما بلغتْه مداركُهم إلى أن يأتي زمَنٌ لاحِقٌ فيتجددُ الفهمُ في معناها وفقَ ما اتسَعَ من دِلالتِها الحقيقية والمَجازية ووفقَ معانيها المتنوعة في الترادف،وأستطيعُ أن أعطيَ لكَ شواهدَ جليَّة ًمن كتاب الله تعالى تثبِتُ ذلكَ..وما كان هذا ليتناقض أبداً وكونِ رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى،وكأنما المعرفة بالكون والحياة ستتسع شيئًا فشيئًا إلى أن يأتي زمَنٌ-وقد سَبَقَ في علم الله ذلك-وسيتوصل الإنسانُ في مرحلةٍ علميةٍ متقدمةٍ إلى معرفةِ كثير من تلك الأسرار الكونية والفلكية...

وتأمل المثالَ التفسيري الآتي..ولكَ أن تقفَ عليه في مظانه :

بعض الصحابة رضوان الله عليهم سألوا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عن سِرِّ انتقاص وجه الهلال من البدر إلى أن يستهلَّ قرصاً بالكاد يُرى...

يعني أنهم سألوا سؤالاً علميا فلكيًّا...لماذا يظهرُ القمرُ قرصاً..؟؟ ثم لماذا يكبرُ بَدْراً..؟؟ ثم يتناقص إلى أن يختفي ليلتيْن قبل دورة الميلاد القمرية الجديدة..؟؟؟

وما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليُجيبَ والوحي لم ينزلْ بَعْدُ....

وقد كان المظنونُ أن يُجيبَ القرآنُ الكريمُ الناسَ يومَها بجوابٍ علميٍّ فلكيٍّ من جنس السؤال...

لكنْ سبحانَ الله...!!! ينزلُ الجوابُ الإلهي في الآية الكريمة من سورة البقرة..وإذا الإجابة القرآنية السديدة الحكيمة تمضي في اتجاهٍ آخر تماماً...!!!

يقول تعالى : (( يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ ۖ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ ۗ ))...

لقدْ أجابَ القرآنُ الكريمُ عن تساؤل الناس...هم سألوا عن سِرِّ الظاهرة الفلكية التي يرونها دائما..والمتوقع أن القرآنَ الكريم سيُعطي إجابة فلكية علمية تفيدُ-كما كشفَ العلم الفلكي المعاصر-أن ظهورَ القمر هِلالاً إنما هو بسبب انعكاس هالة الظل من جَرْم الأرض الكبيرة التي يسبحُ في محورها الإهليليجي القمرُ الصغير،فيبدو كأنه قرصٌ ذهبيٌّ منحسِرٌ عن ظِلٍّ....

إلا أن القرآن الكريمَ-عن عَمْدٍ-أجابَ إجابة أخرَى لا علاقة لها بمقصود السؤال...!!!

أجابَ ؛ إن ذلكَ فقط ليعرفَ الناسُ مواقيتَ الزمن اليومي والشهري والسنوي المتعاقب في الأعمال والعبادات الموقوتة كالصلاة والصيام وأشهر الحج القمرية...

فهل نقول إن القرآن الكريمَ تفلـَّتَ هنا من الإجابة أو تنصلَ عنها أو تهَرَّبَ...؟؟؟!!!!

لاَ...ومَعاذ اللهِ...وحاشا لله أن نقول ذلك....

إن القرآن الكريمَ هنا-أخي عامر-وللهِ المثلُ الأعلى بالطبع؛استعملَ ذلكَ الأسلوبَ البلاغيَّ الفصيحَ السديدَ الذي درسناه في عِلم البلاغةِ تحتَ مُسَمَّى ( أسلوب الحكيم وحُسْن التعليل )...

ويُعرَّفُ هذا الأسلوب في اللغة العربية الجزلة البليغة الفصيحة بأنه : (( تلقي المخاطـَـبِ إجابة من المخاطِبِ في غير ما يتوقعه،تنبيهاً وتحسيساً منه إلى إجابةٍ أخرى أهمّ وأجدَى وأقوم قيلاَ ))...

وقد تبيَّنَ للسلف المعاصرين حقيقة الأمر...

فلو أن الله تعالى أعطى الإجابة العلمية الفلكية للسائلين-وهم في تلك البساطة من الحضارة المادية والتكنولوجية-لكانَ ذلك فوق ما تدركه عقولهم،فكانَ أن أجابهم القرآن إجابة تتماشى وحاجاتهم من تنظيم الوقت وفق الدورة القمرية حتى تنتظم حياتهم وعباداتهم..ويعلمُ الله تعالى-في سابق علمه-أنه سيأتي على الناس زمانٌ،يستطيعون فيه بما فتح اللهُ عليهم من علوم وتكنولوجيا فضائية وفلكية أن يكتشفوا ويتوصلوا إلى الحقيقة العلمية التي يعرفها العلماءُ الآن عن دورة القمر في محور الأرض،وهي المعلومة التي تعلمناها جميعاً-ويتعلمها كلُّ تلامذةِ المدارس في القاراتِ الخمسةِ-في حصة الجغرافيا أيام كنا في سنة رابعة إبتدائي...!!!!

وشكرَ اللهُ لكَ-أخي العزيز عامر-على دماثة الحوار وإبداء الرؤى..وأنا جد سعيد أن أتحاورَ معكَ في مستوًى لا تنازل فيه عن أمريْن : الأدب الأخوي الراقي..والتحليق العلمي الرفيع....

وأخير...ليَعذرني-أخونا الكريم العزيز أبو ميحد-أني لم ألتفتْ بشيءٍ إلى تعليقهِ الكريم،فإني لمْ أرَ حاجة أو ضرورة لذلك..وهو في كل الأحوال مشكور،ونحن نسعَد هنا بتعليقاته اللطيفة دائماً...

بو ميحد
13-12-2013, 07:49 AM
وأخير...ليَعذرني-أخونا الكريم العزيز أبو ميحد-أني لم ألتفتْ بشيءٍ إلى تعليقهِ الكريم،فإني لمْ أرَ حاجة أو ضرورة لذلك..وهو في كل الأحوال مشكور،ونحن نسعَد هنا بتعليقاته اللطيفة دائماً...
أشكرك الاخ يزيد على هذا الرد الطيب وثق أخي أن مرورك من عدمه حق من حقوقك في بعض المواضيع وتكفي ردودك عبر الخاص في البعض الاخر

زياد الحمداني (( جناح الأسير))
15-12-2013, 01:44 AM
الأخ عامر الناعبي موضوع جميل يبين إعجاز القرآن الكريم في جريان الشمس وهذا ما حققه العلم الحديث الذي كان سابقا بعض الملاحدة الوجوديون ينكرونه حتى تبين ذلك من خلال رصد تحركات الشمس , فسبحان الله العزيز الحكيم على در آياته الكريمة البينات..


جزاك الله خيرا كثيرا اخي الكريم..

بو ميحد
15-12-2013, 03:05 PM
..ولكَ مني-أخي الكريم العزيز عامر-كل معاني الود والتحايَا...

ولعلَّ استغرابَكَ-هذا إذا كان في مَحله-لا يَعدِلُهُ إلا استغرابي من تعليقكَ الكريم اللطيف الذي قوَّلني مَا لمْ أقلْ..!!!

فإنه يبدو لي-أخي الكريم-أنكَ استعجلتَ في قراءةِ تعليقي ورحتَ تجتزئُ منه عبارة ًلها في سياقها القبلي والبَعدي ما يَجعلها واضحة ًلذي عيْنيْن حين يتمُّ الإلمامُ بأبعاد السياق ككل...

أولاً : أين بالضبط رحتُ أستقي من مصادرَ غير إسلامية في معلوماتي...؟؟!!! ثم ماذا تقصد بالضبط-أخي-بالدلائل والمصادر غير الإسلامية...؟؟!!

فإن كنتَ تقصد بالمصدر غيْر الإسلامي هو شخص فضيلة الأستاذ الدكتور زغلول النجار لمجرد أنه درسَ الجيولوجيا التطبيقية في معهد ويلز البريطاني..فما أدري ماذا أقول أخي الكريم...؟؟؟!!!

هل معنى ذلك أنك تروِّجُ لجماهير المسلمين ؛ أن انكفئوا على أنفسكم،وليكنْ ( عِلمكم ) التجريبي في معرفة نواميس الكون والحياة مقصوراً على ( الكتاتيب ) و ( الزوايا ) لا تبرحوهَا أبداً في معرفةِ أسرار العلوم التجريبية،ومن أن الدراسَة العلمية العالية في أي معهدٍ غربي تخصصي ( بريطاني أو فرنسي أو ألماني أو أمريكي..أو..أو.. ) من كبائر المحرمات..؟؟؟!!!! ولنبْقَ على أمِّيتنا وجهلنا المعرفي الذي أخرَّ الأمة وجعلها تتراجع بدائيا قروناً لوراء بسبب رواج هذا النمط من التفكير منذ عهود الانحطاط...؟؟؟

أنا ما قلتُ-ولا مجرد فكرتُ أخي-من أنني أعتمدُ على مصادر غيْر إسلامية في تقرير حقائق العلم هكذا على عواهن الاعتماد....

أنا أشرتُ للعلامة الدكتور النجار..كواحدٍ من كوادرنا الإسلامية التي تسلحتْ أصلاً بحفظ كتاب الله تعالى وبالترقي العلمي الناجح في مدارج الدراسات العليا،الأمر الذي سَهَّل له الانتقالَ إلى هناك..إلى حيث مواقع ( العلمي التجريبي ) الحقيقي،المتطور على مستوى المناهج والكفاءات والمهارات على مستوى الممارسة والتطبيق،وهو الجانب الذي نفتقرُ فيه في بلادنا العربية والإسلامية للأسف الشديد...

أإذا أشرتُ إلى مؤهِّلاتِ عالِمٍ من علمائنا الجيُولوجيينَ الكبار الذينَ درسوا باقتدارٍ في أعرق وأشهر جامعاتِ الغرب الأكاديمية المختصة،وتفوَّقوا،وتخرَّجوا بنجاحٍ،ونالوا فيها إجازاتٍ وشهاداتٍ علميةٍ عاليةٍ عن جَدارةٍ واستحقاقٍ..أإذا ما أشرتُ إلى تلكَ المؤهلاتِ في مسيرةِ حياتهِ..أأكونُ بذلكَ قد استقيْتُ للموضوع مصادراً غيْر إسلاميةٍ..؟؟؟!!!!!!!!!!!!

أعتقد-أخي الكريم العزيز عامر-أنَّ رُبَّ عجَلةٍ تهَبُ ريْثاً..وأنتَ لو تريَّثتَ قليلاً وتأملتَ مَلِيًّا في قراءة تعليقي،فستجدُ إنما أردتُ في مجملِهِ أن أقدمَ صورة ً مشرفة ًلقرائنا الكرام-وهم أكيدٌ يتابعوننا-من هنا وهناك،نعطيهم صورة ًعلمية مشرفة ً،نرتفعُ بها قليلاً إلى المستوَى الذي يُقدمُ أداءَنا للآخرين دونَ الإحساس بعقدةِ النقص العلمية التي قد يتهمنا بها أحدٌ ونحن نبني ( قسمَنا الإسلامي ) لبِنة ًلبنة ً...وأنا أسأل هنا باعتباري طوَيْلِبُ عِلمٍ،يبحث عن ينابيع المعرفة ومصادرها ؛ إذا لمْ نتشرفْ في الاستدلال بمرجعياتٍ علميةٍ من أمثال الأستاذ الدكتور زغلول النجار ومن أمثال علمائنا الراسخين وجهابذتنا الأكادميينَ الأساتذة والباحثين في معاهدِ وجامعاتِ السلطنة الرائدة،وفي خيرةِ جامعاتنا وكلياتِنا ومعاهدنا ومراكز دراساتِنا المعتمدة في عالمنا العربي والإسلامي...فقلْ لي باللهِ عليكَ-أخي-بمنْ سنستدلُّ يا ترى..؟؟ ولِمَنْ سنعطي ثقتـَنا العلمية نحن طلبة العِلم..؟؟ وبمنْ سنعتزُّ علميًّا وثقافيًّا ومعرفيًّا إذن..؟؟ وبمنْ سنقتدي ونتأسَّى في تحصيل العِلم وحِيَازةِ أنواعِ المعارفِ ومجالاتِ المعرفة،خصوصاً ونحن في عصر التحدياتِ الحضارية المختلفة التي لا أظن أنها تخفى عليكَ..؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!

أنا هنا-يا أخي الكريم-لمْ أستدلَّ بكلامِ درويشٍ مسكينٍ أمِّيٍّ،ينامُ طويلاً لحَدِّ الغطيط والشخير في شرنقةِ الجهل والضحالة والانغلاق والخوَاء،ثم يستفيقُ بعدَ ذلكَ ليَفرُكَ لنا عيْنيْهِ ويَروحُ يَهذي هنا وهناكَ في الإعجاز العلمي،بحيثُ القرآنُ والعِلمُ في وادٍ،وما يَهْرفُ به في وادٍ آخر...!!!

أنا هنا-يا أخي-أستدلُّ بكلامِ واحدٍ من خيرة علمائنا الذينَ خبروا الاختصاصَ عن كفاءةٍ علميةٍ،شهِدَ لها عُمداءُ الجامعاتِ ومراكز البحوث التي درسَ فيها وتخرَّجَ...ولعلكَ تدري-أخي العزيز-وقد رأيتُ القومَ هناك-أنهمْ في قضايا التأصيل العلمي،لاَ يُحابُون أحداً أو يُجاملونه على حساب الكفاءة العلمية الحقيقية،خصوصاً عندما ترتبط باختصاصٍ علمي تجريبي بَحت كالجيولوجيا وعلوم الكون والفضاء...

نحن هنا-أخي العزيز عامر-نسعى جميعاً إلى رفع المستوى إلى حيث ينبغي أن يكون حقيقة ً..ونحنُ لا نرفعه خِلسَة ًأو خفية ً..نحن نرفعه بما نقدم فيه من مواضيعَ وأسماءَ شخصياتٍ علمية،يعرفها القاصي والداني برصيدها العلمي والثقافي الراسخ على المستوى العالمي والدولي..

فأينَ مظنة الخطأ في ما ذهبتُ إليه أخي العزيز..؟؟!!!

هذا مع العلم أني لا أرى في علوم الغرب إلهاً معبوداً في حسي كما هو الشأنُ عند اللائكيين والمستغربين والعلمانين المسوخ من أبناء جلدتنا..

أكيد..أكيد في نظرياتِ علماء الغرب-خصوصاً في جوانب علم النفس والميتافيزيقا وكثير من العلوم الإنسانية وحتى التجريبية-ما يُناقض الصميمَ الصميمَ في أصول عقائنا وثوابتنا والمقررات القطعية المتواترة في كتاب ربنا وسنة نبينا..وهذه طبعاً نرفضها ولا كرامة..!!!!

وفضيلة الأستاذ الدكتور النجار أعرفُ مني بهذه المسألة يَقيناً...

ولكَ-صاحبي الكريم-أن تعودَ إلى كتابه العلمي الأكاديمي الممنهج-في جزأيْن-(( قضية الإعجاز العلمي للقرآن الكريم وضوابط التعامل معها )) لتقفَ بالتفصيل على آلياتِ التعامل مع إعجاز القرآن الكريم،ولنعرفَ أن كتابَ اللهِ تعالى لا يَجوزُ أن يرتعَ في خوْضِهِ كُلُّ مَنْ هبَّ ودبَّ من أهل الأهواءِ والخوَاءِ والبطالة الفكرية والعلمية المقنعة بسرابيل المعرفة...!!!!!

العلامة الجليل واحدٌ من خيرة كوادرنا العلمية المعاصرة...ولقد درسَ هناك..وأنا بقوة مع التوجه الذي ينادي بضرورةِ أن يدرسَ الكادر الإسلاميُّ-في بعثاتٍ أو أية صفةٍ تأهيلية أو إعاريةٍ أخرى-تلك العلوم التجريبية الضرورية،يدرسها بتفانٍ واقتدارٍ،علنا نتزحزحُ قليلاً عن دهليز التخلف والدونية التي أصابتْ منظومتنا العلمية والمعرفية في مقتل...(( فالحكمة ضالة المؤمن أنى وجدَها فهو أحق بها )) و (( اطلبوا العلم ولو في الصين )) أإذا ما طلبتُ عِلمَ الفلكِ وجيولوجيا الأرض وعلمَ الفضاء في معاهدِ الصين وجامعاتها ومراكز البحوث العالية فيها،وتفوقتُ ببراعةٍ وكفاءةٍ ورسوخٍ في اختصاصي الذي تحتاجني فيه أمتي الفقيرة المسكينة التي قضى عليها التخلف الحضاري أو يكاد..أإذا ما فعلتُ ذلكَ ورحتُ بعدها إلى كتاب ربي جل وعلاَ أستهدي بآياته المُحكَماتِ على صدقيتها وإعجازها الذي يتقاطعُ مع كثيرٍ من معلوماتِ الأرض والكون والفضاء التي أقرَّتها العلومُ التجريبية المعاصرة في أعرق وأرسخ مراكز البحوث العلمية،مُقدِّماً بذلك لأبناء أمتي وللإنسانية جمعاء مصداقية دلائل الإعجاز العلمي في كتاب ربي،تجسيداً وتطبيقاً لقول السلف رضوان الله عليهم : (( صحيح المنقول لا يتناقض أبداً وصريح المعقول ))..؟؟!! أإذا ما فعلتُ ذلكَ أغدو-في نظر القاصرين-مارقاً عن أصولي أو مُسْتـَقٍ من مصادرَ أخرى غير إسلامية..؟؟؟!!!!!

أي تفكيرٍ هذا-أخي الكريم عامر-..؟؟!!!! وأي منطقٍ قائمٍ على الفهم الراقي والوعي العلمي الجاد هو هذا...؟؟!!!!

الحق-أخي-أني لم أقلْ إني أعتمد على مصادرَ غير إسلامية ومن أنني أستعيضُ بها عن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم...وحاشا لله أن أقولَ ذلكَ أو مجرد أن أفكرَ في ذلك..أما إن كنتُ قد قلته-بصراحة القول ومعناه-فإني أستغفرُ اللهَ من ذلكَ....

إخالُ-أخي الكريم-أنك درستَ..وربما ترقيْتَ في مدارج الدراسة إلى الثانوي...بل ربما-وهذا ما توسمته-أنكَ بحمد الله تعالى واصلتَ دراساتِكَ العليا في أحد المعاهد العالية أو في إحدى الجامعاتِ عبر كليةٍ من كلياتِها المختصة...ولربما-ولِمَ لاَ-أنتَ في موقعٍ ما في دراساتك العليا لما بعدَ التدرج إن شاء الله...

وأكيد...أكيد...أنتَ تدركَ جيداً دقة الكلام الذي أعرضه الآن في جوانبها المنهجية والتنظيرية والتطبيقية...فكيفَ-أخي-بفوتكَ ذلكَ بالله عليك...؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

أما عن العبارة الواردة في كلام أستاذنا الجليل..فهي-في معناها وسياقِها-عيْنُ اليقين..فإن مْنْ بَدَهِياتِ التفسير عند المفسرين اللاحقين عن عصر الصحابة إلى يوم الناس هذا،أن كثيراً من الآيات ( الكونية ) كانتْ تتنزلُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم،فيبلغها للناس كما أنزلتْ...وبحكم أن المجتمعَ المسلمَ في ذلك الوقتِ كان مجتَمعاً بدائيا-من حيث التقانة والتقدم التكنولوجي-فإن اللهَ تعالى يعلمُ علمَ اليقين أنه إنما أنزلَ القرآن بلغة العرب ووفق ما يبلغه عقولهم من الفهم اتكاءً على ما يعرفون من حقائق الأشياء،فيتمُّ الفهم للآياتِ الكونية حَسبَ ما يَعرفون وما بلغتْه مداركُهم إلى أن يأتي زمَنٌ لاحِقٌ فيتجددُ الفهمُ في معناها وفقَ ما اتسَعَ من دِلالتِها الحقيقية والمَجازية ووفقَ معانيها المتنوعة في الترادف،وأستطيعُ أن أعطيَ لكَ شواهدَ جليَّة ًمن كتاب الله تعالى تثبِتُ ذلكَ..وما كان هذا ليتناقض أبداً وكونِ رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى،وكأنما المعرفة بالكون والحياة ستتسع شيئًا فشيئًا إلى أن يأتي زمَنٌ-وقد سَبَقَ في علم الله ذلك-وسيتوصل الإنسانُ في مرحلةٍ علميةٍ متقدمةٍ إلى معرفةِ كثير من تلك الأسرار الكونية والفلكية...

وتأمل المثالَ التفسيري الآتي..ولكَ أن تقفَ عليه في مظانه :

بعض الصحابة رضوان الله عليهم سألوا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عن سِرِّ انتقاص وجه الهلال من البدر إلى أن يستهلَّ قرصاً بالكاد يُرى...

يعني أنهم سألوا سؤالاً علميا فلكيًّا...لماذا يظهرُ القمرُ قرصاً..؟؟ ثم لماذا يكبرُ بَدْراً..؟؟ ثم يتناقص إلى أن يختفي ليلتيْن قبل دورة الميلاد القمرية الجديدة..؟؟؟

وما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليُجيبَ والوحي لم ينزلْ بَعْدُ....

وقد كان المظنونُ أن يُجيبَ القرآنُ الكريمُ الناسَ يومَها بجوابٍ علميٍّ فلكيٍّ من جنس السؤال...

لكنْ سبحانَ الله...!!! ينزلُ الجوابُ الإلهي في الآية الكريمة من سورة البقرة..وإذا الإجابة القرآنية السديدة الحكيمة تمضي في اتجاهٍ آخر تماماً...!!!

يقول تعالى : (( يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ ۖ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ ۗ ))...

لقدْ أجابَ القرآنُ الكريمُ عن تساؤل الناس...هم سألوا عن سِرِّ الظاهرة الفلكية التي يرونها دائما..والمتوقع أن القرآنَ الكريم سيُعطي إجابة فلكية علمية تفيدُ-كما كشفَ العلم الفلكي المعاصر-أن ظهورَ القمر هِلالاً إنما هو بسبب انعكاس هالة الظل من جَرْم الأرض الكبيرة التي يسبحُ في محورها الإهليليجي القمرُ الصغير،فيبدو كأنه قرصٌ ذهبيٌّ منحسِرٌ عن ظِلٍّ....

إلا أن القرآن الكريمَ-عن عَمْدٍ-أجابَ إجابة أخرَى لا علاقة لها بمقصود السؤال...!!!

أجابَ ؛ إن ذلكَ فقط ليعرفَ الناسُ مواقيتَ الزمن اليومي والشهري والسنوي المتعاقب في الأعمال والعبادات الموقوتة كالصلاة والصيام وأشهر الحج القمرية...

فهل نقول إن القرآن الكريمَ تفلـَّتَ هنا من الإجابة أو تنصلَ عنها أو تهَرَّبَ...؟؟؟!!!!

لاَ...ومَعاذ اللهِ...وحاشا لله أن نقول ذلك....

إن القرآن الكريمَ هنا-أخي عامر-وللهِ المثلُ الأعلى بالطبع؛استعملَ ذلكَ الأسلوبَ البلاغيَّ الفصيحَ السديدَ الذي درسناه في عِلم البلاغةِ تحتَ مُسَمَّى ( أسلوب الحكيم وحُسْن التعليل )...

ويُعرَّفُ هذا الأسلوب في اللغة العربية الجزلة البليغة الفصيحة بأنه : (( تلقي المخاطـَـبِ إجابة من المخاطِبِ في غير ما يتوقعه،تنبيهاً وتحسيساً منه إلى إجابةٍ أخرى أهمّ وأجدَى وأقوم قيلاَ ))...

وقد تبيَّنَ للسلف المعاصرين حقيقة الأمر...

فلو أن الله تعالى أعطى الإجابة العلمية الفلكية للسائلين-وهم في تلك البساطة من الحضارة المادية والتكنولوجية-لكانَ ذلك فوق ما تدركه عقولهم،فكانَ أن أجابهم القرآن إجابة تتماشى وحاجاتهم من تنظيم الوقت وفق الدورة القمرية حتى تنتظم حياتهم وعباداتهم..ويعلمُ الله تعالى-في سابق علمه-أنه سيأتي على الناس زمانٌ،يستطيعون فيه بما فتح اللهُ عليهم من علوم وتكنولوجيا فضائية وفلكية أن يكتشفوا ويتوصلوا إلى الحقيقة العلمية التي يعرفها العلماءُ الآن عن دورة القمر في محور الأرض،وهي المعلومة التي تعلمناها جميعاً-ويتعلمها كلُّ تلامذةِ المدارس في القاراتِ الخمسةِ-في حصة الجغرافيا أيام كنا في سنة رابعة إبتدائي...!!!!

وشكرَ اللهُ لكَ-أخي العزيز عامر-على دماثة الحوار وإبداء الرؤى..وأنا جد سعيد أن أتحاورَ معكَ في مستوًى لا تنازل فيه عن أمريْن : الأدب الأخوي الراقي..والتحليق العلمي الرفيع....

وأخير...ليَعذرني-أخونا الكريم العزيز أبو ميحد-أني لم ألتفتْ بشيءٍ إلى تعليقهِ الكريم،فإني لمْ أرَ حاجة أو ضرورة لذلك..وهو في كل الأحوال مشكور،ونحن نسعَد هنا بتعليقاته اللطيفة دائماً...

أخي يزيد أخواني القراء إن ما جبرني للدخول مرة أخرى هو الأعادة و الزيادة في مشاركة الاخ يزيد حيث قام بتعديل مشاركته 3مرات منذ ان كتب مشاركته إلى أن قمت بهذا الرد ومن خلال متابعتي للموضوع و التعديلات التي طرأت عليه حيث كنت أبحث عن شيء مقنع في تلك الزيادة و الاعادة ولكني تفاجأت (فإن مْنْ بَدَهِياتِ التفسير عند المفسرين اللاحقين عن عصر الصحابة إلى يوم الناس هذا،أن كثيراً من الآيات الكونية كانتْ تتنزلُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم،فيبلغها للناس كما أنزلتْ...وبحكم أن المجتمعَ المسلمَ في ذلك الوقتِ كان مجتَمعاً بدائيا-من حيث التقانة والتقدم التكنولوجي-فإن اللهَ تعالى يعلمُ علمَ اليقين أنه إنما أنزلَ القرآن بلغة العرب ووفق ما يبلغه عقولهم من الفهم اتكاءً على ما يعرفون من حقائق الأشياء،) فإن هذا التفسير إن دل على شيء فإن ما يدل على أن الرب سبحانه و تعالى كان يخاطب الناس في وقت نزول القرأن حسب عقولهم و إمكانياتهم التكنلوجية (فحاشا الله ) و إن القرأن حسب التفسير السابق الذي فسرة المفسرين المعاصرين بحاجة إلى تحديث لأن عقول الناس كبرت و هم بحاجة إلى قرأن جديد يتماشا مع هذه العقول النيرة الحالية و علينا أن ننسى أن القرأن صالح لكل زمان و مكان ...

يزيد فاضلي
15-12-2013, 04:07 PM
الذي فسرة المفسرين المعاصرين...

شَكرَ اللهُ لكَ أخانا الكريم بوميحد...فمنكَ دائماً نتعلم..فلا تبخلْ علينا بفتوحاتك أخي الكريم...وأكيد،أكيد-أخي-تعليقاتك الكريمة وتعليقاتي معروضة للرأي العام،وهو يقرأ ويرى ويميز ويغربل ويعرف وأكيد أكيد سيميز...

على فكرة نابغتـَنا الكريم :

(( ...الذي فسرة المفسرين المعاصرين... )) ؛ تكتبُ هكذا في الصحيح الفصيح اللغوي : (( ...الذي فسَّرَهُ المفسرونَ المعاصرونَ... ))

الذي : اسمُ مَوْصول مبنيٌّ على السكون في محل جر صفة لما قبله

فسَّرَهُ : فعلٌ ماضٍ مبني على الفتح،والهاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به مقدم

المفسرونَ : فاعل مرفوع مؤخر،وعلامة رفعه الواو لأنه جمعُ مذكر سالم،والنون علامة الجمع مبنية على الفتح لا محل لها من الإعراب..

المعاصرونَ : صفة مرفوعة-تابعٌ لما قبله-وعلامة رفعها الواو لأنه جمع مذكر سالم،والنون علامة الجمع مبنية على الفتح لا مَحل لها من الإعراب..والجملة الفعلية ( فسَّرَهُ المفسرون ) صلة موصولٍ لا محل لها من الإعراب...


كذلكَ-صاحبي الجهبذ-الفعل المضارع المَزيد بحرفيْن ( يتماشا )..لا يُكتبُ إملائيًّا هكذا،بل الصوابُ يا صديقنا العربي الكريم،يُكتب هكذا ( يتماشى ) بالألفِ المقصورة الساكنة لا الألف الممدودة الطويلة،لأن القاعدة الإملائية القياسية تقول : إذا كان أصلُ مضارعه ياءً أو ألِفاً مقصورة ً،فإن ماضيهِ يكونُ معتلا ناقصاً بالألف المقصورة ؛ تماشَى،يتماشَى...

وهناك أخطاءٌ أخرى أخي...ولكَ أن تصلَ إليها إن شئتَ....

- أليسَ الأوْلى-أخي-أن نلتفتَ قليلاً إلى اللغة التي ( نفسرُ بها القرآن ونقول فيها برأينا المجرد ) فنتعلم أولاً بَدهياتِ وأبجديات ( ألف باء ) السلامة الإعرابية والنحوية والصرفية والإملائية..؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!

ألاَ تقتضي الضرورة في مَنْ يتصدى للتفسير القرآني أن يُلِمَّ أولاً بسلامةِ أبجدياتِ لغة القرآن العربي..وذلك أضعفُ الإيمان على الأقل؟؟؟!!!

بو ميحد
17-12-2013, 07:17 PM
أشكرك يا جهبذ الجهابذة و لكننا نحن في حوار فكري و ليس لغوي و بما أنك وصلت و فهمت القصد فلا داعي لتحويل الموضوع إلى حصة قواعد ...