المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سلسلة من المواقف التربوية..( 1 )


مملكة الطموح
17-12-2013, 10:37 AM
صباحاتكم فضاءات ننعم فيها بروح تفاؤل مردها إلى الباري .... صباحاتكم إعتذار لغياب له أسباب نسأل الرحمن فيه توفيقا

جلبت لكم بعد البحث ما رأيته مناسبا هنا لتبادل المعلومات والتعلم من مواقف الحياة التي مرت على الحبيب المصطفى ولها دور تربوي فاعل في تنشئة أبنائنا عندما نجد سلوكا خاطئا منهم فإليكم الحوار والدروس المستفاده من موقع البيان www.dw7-albyan.com ...

روى البخاري في صحيحه عن عمر بن أبي سلمة قال : ((كنت غلاما في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت يدي تطيش في الصحفة فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك )
فما زالت تلك طعمتي بعد)) وفي رواية أبي داود : (( ادن بني فسم الله وكل بيمينك وكل مما يليك ))
وفي رواية الترمذي : (( ادن يا بني : و سم الله ، وكل بيمينك ، وكل مما يليك )).
ففي هذا الحديث مواقف تربوية عظيمة منها :

أولا : فيه اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بسلوك ربيبه عمر بن أبي سلمة أثناء الأكل ، والحرص على معالجة خطئه ، حتى لا يصير ذلك عادة سلوكية يصعب مع مرور الأيام تركها ، وهذا يدل على أن العملية التعليمية لا تقتصر على تزويد الطالب بالمعارف والعلوم بل تقتضي كذلك حل المشكلات ومعالجة الأخطاء السلوكية.

ثانيا : طريقة معالجة النبيِّ صلى الله عليه وسلم لخطأ عمر بن أبي سلمة رضي الله عنه بأسلوب الأب المشفق والمعلّم الرحيم ، حيث ناداه بعبارة فيها تحننّ وتلطّف وعطف ، فقال له : " ياغلام " وفي رواية أبي داود " ادن بنيّ" وفي رواية الترمذي : " ادن يا بنيّ" ، ولاشك أن هذا النداء يشيع في النفس الطمأنينة ، ويثير فيها حب الاستجابة وحب التطلع إلى ما يقوله المربّي ، وفيه دعوة للمعلمين إلى ضرورة الاعتناء بمخاطبة تلامذتهم بما لا يدعوهم إلى النفور والقلق والخوف أو التذمّر ، فليس من اللائق مناداة التلميذ –إذا ما أخطأ- بأسماء الحيوان ، أو بألفاظ نابية تجعله محلّ هزء بين أصحابه ، وربما أدّى ذلك إلى ردّ فعل سلبي تحوّل مع مرور الزمن إلى كره المدرسة أصلا ، فإقرار مبدأ الرفق و الملاطفة في التعامل مع الأطفال مسلك نبوي مرعي قال صلى الله عليه وسلم : "((إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَبْعَثْنِي مُعَنِّتًا وَلَا مُتَعَنِّتًا وَلَكِنْ بَعَثَنِي مُعَلِّمًا مُيَسِّرًا))

الثالث : أن النبيّ صلّى الله عليه وسلم بادر الطفل بالحلّ مباشرة قائلا له : " سمّ الله وكل بيمينك وكل مما يليك " ليفهمه بطريق غير مباشرة أنّ ما كان يفعله خطأ يجب تركه ، وفي هذا تنبيه للمعلمين إلى ضرورة مراعاة نفوس التلاميذ ، فلا يُعيٍّرونهم بأخطائهم ، أو يتوسعون في ذكرها أمام التلاميذ ، بل يجعلون همّهم إصلاح الخطأ بأيسر طريق وأنجح سبيل ، وإذا رأى الأستاذ أن هذا الخطأ قد يتكرر عند التلاميذ ، فلا بأس من استعمال أسلوب التعريض ليعمّ التعرّف على المشكلة وأسبابها وسبل علاجها .

الرابع : أن تعليمه صلى الله عليه وسلم الطفل آداب الأكل والاهتمام به يدلّ من باب أولى على ضرورة الاعتناء ببعض الأحكام الشرعية الأخرى التي يحتاج إليها الصبي كالوضوء وأحكام الصلاة .

الخامس : أن تعليم النبيّ صلى الله عليه وسلم الصغير البدء ببسم الله في الأكل فيه ربط للصبي بالله تعالى ، وأن يعتقد الفضل من الله تعالى لا شريك له ، لذلك يستحق أن يطاع ويشكر ، وفي ذلك تنبيه للمعلمين على ضرورة الاعتناء بالأصل العقدي والبدء به ، ليشبّ الأطفال وقد تعلقت نفوسهم بالله تعالى.

السادس : أن هذا المسلك التعليمي دلّ على فعاليته ونجاحه وأثره الطيّب على الأطفال ، بدليل أن عمر بن أبي سلمة رضي الله عنه قال بعدها : " فمازالت تلك طعمتي بعد ."

هكذا دائما خلق النبي و مواقفه حيث يجعل من الخطأ درسا للتعلم والاقتناع بتعلمه وأساليب الترغيب لها أثرها البالغ في النفوس ولنقرب الصورة تلك من واقعنا عند التعامل مع الغير أكان صغيرا أو كبيرا حيث نعمد أحيانا أن نجعل من الخطأ كارثة دون أن نعمد لها بحل ناجع نراعي فيه الأبعاد البشرية حتى يتم استيعاب النصح .

يزيد فاضلي
17-12-2013, 09:28 PM
...عذرُكِ مَعَكِ مقبولٌ-أختي الكريمة مملكة الطموح-واللهَ نسألُ أنْ يُلهِمنا ويُلهِمَكِ الرشدَ والسدادَ والتوْفيقَ في مَا عَنَّ لكِ من أمورٍ وشواغلَ...

أما هذه القبسة التربوية الأخلاقية الرفيعة من قبَساتِ رسول الله صلى الله عليه وسلم،والتي أكرمْتِنا بتذكُّرها ومُذاكرَتِها،فما من ريْبٍ أنَّ النبيَّ عليه الصلاة والسلام كانَ ينبوعاً رقراقاً من الأدب الرفيع الذي أدبهُ بهِ ربُّهُ جلَّ وعَلاَ..بحيثُ كانتْ خصالُ الخيْر التي تسري في كلماتهِ النورانيةِ وتوجيهاتهِ النبوية تتدفقُ من قلبه الكبير ومشاعرهِ الرضبَى فتشمَلَ المُحيطينَ به كباراً وصغاراً..وكما قالَ الإمامُ شرفُ الدين البُوصِيري في ( بُردتِهِ ) الشامخة :

وكلهمْ-من رسولِ اللهِ-ملتـَمِسٌ ** غرفاً من البحْر أو رشفاً من الدِّيَمِ..!!

وما أرقاهُ توازناً في طرائق التربية النبوية حينَ يَجعلُ المربي-إزاءَ التربيةِ-في أدقِّ غاياتِ التصرفِ الحكيم الأرقى،دون إفراطٍ في الترهيبِ أو تفريطٍ في الترغيب..

أليْسَ هو القائلُ في الحديث الحسن : (( ليسَ منا مَنْ لمْ يَرحَمْ صغيرَنا ويُوَقر كبيرَنا ويعرف لعالمنا حقهُ ))..؟؟!!

إنَّ جوامعَ الخصال في المعاملة الراقية النبيلة الناجعة،تجمَّعتْ أصولـُها الثلاثة في هذا التواصل الأخلاقي مع هاتيكِ الفئات المذكورة...

دائماً-أختي الكريمة-إذا تنكبْنا-نحنُ الآباءَ والمُربينَ-الطريقَ،أو تعسَّفنا المنهجَ التربويَّ الصحيحَ مع أولادنا وأبنائنا ومع تلامذتِنا وطلبَتِنا،فليسَ بُدٌّ من أن نلتفتَ التفاتة ًسريعة ًإلى المَعين التربوي النبَوي،نغترفُ منه زلالَ التأسي والاقتداءَ السامي،فتنشطُ طرائقنا وتتحققُ كفاءاتـُنا ويَتِمُّ المُرادُ على أكمل وجهٍ وأبهى صورة...

جزاكِ اللهُ خيْراً-أختي الكريمة-على هذه النفحاتِ النبوية الخالدة...ودمتِ ذخراً لنا في قسمنا الإسلامي الواعد...

رفيف النور
17-12-2013, 09:33 PM
اخْتياركِ
لذوقٍ الحبيب الرفيع
رفيعْ ... !!

بُوركتْ .. الذائقة

ريم الحربي
17-12-2013, 10:45 PM
بارك الله فيك أختي القديرة مملكة الطموح

وما أروع أن نأخذ العلم من منابعة

سيرة الحبيب المصطفى هي دروس مليئة علم وحكمة

وليتنا نقتدي بها كما يجب

انظروا لذلك المجتمع كيف كان و أين نحن منهم ؟

ذلك المجتمع الذي ابهر العالم وحمل مشاعل الحق والحرية

والعلم لتضيء أصقاع الأرض إنما كان نتاج هذه التربية

فليتنا نعي الأمر جيداً

ألف شكر لك عزيزتي وبانتظار دروس أخرى