بو ميحد
20-12-2013, 12:15 PM
معنى قولِه تعالى : (( ....حَتَّى عَادَ كالعُرْجُون القديم )) - يَــس الآية : 39-
السؤال :
- الهلال إذا اعتراه النقصُ،هل هذا من حائلٍ يحولُ أم هذا نقصان في ماهيته...؟
الجواب :
الله أعلم بذلك , والظاهر من قوله تعالى (( حَتى عاد كالعرجون القديم )) أن ذلك من نقصان في ذاته,لأن هذا الوصف إنما يكون في الذات و ذلك أنه لا يكون كالعرجون إلا إذا شابهه في الدقة و الانحناء و قد سأل معاذ بن جبل و ثعلب بن يختم و كانا من الأنصار قال يا رسول الله ما بال الهلال يبدو دقيقا مثل الخيط ثم يزيد حتى يمتلئ و يستوي ثم لا يزال ينقص حتى يعود كما بدا لا يكون على حاله واحدة كالشمس،فنزل قوله تعالى : (( يسألونك عن الأهله قل هي مواقيت للناس و الحج ))،و هذا السؤال منهم يدل على أن الدقة في ذات الهلال وقد أقرهم رسو الله صلى الله عليه وسلم على فهمهم من ذلك ولو كان التغير لحائل لبينه لهم فجاء جوابهم من قبل الله تعالى بقوله : (( قل هي مواقيت للناس و الحج ))،وذلك يدل على أن سؤالهم كان عن وجه الفائدة و الحكمة في تغير حال الأهله في النقصان و الزيادة .
و قيل : أن سؤالهم كان على ظاهره وأنهم إنما سألوا عن العلة في تلك الزيادة و النقصان فأجيبوا بيان حكمة ذلك وهي معرفة المواقيت و الحلول و الآجال و الحج تنبيها على أن اللائق السؤال عن الحكمة .
قال السعد من قومنا لأنهم ليسوا ممن يطلعون بسهولة على دقائق علم الهيئة . قال السيوطي : وقد جهل بمقدار الصحابة رضي الله عنهم . قال بعضهم : وزبدة ما أطال به السيوطي أن الاختلاف في أحوال الأهله ما بين في علم الهيئة وهو باطل عند أهل الشريعة فإنه يبنى على أمور لم يثبت منها شيء غاية الأمر أنهم تخيلوها موافقة لما أبدعه الحكيم المطلق , وذلك أن أهل الطبائع و المنجمين زعموا أن نوره مستفاد من الشمس و أبدا يكون أحد نصفه مضيئا بالتمام إلا أنه عند الاجتماع يكون النصف المضيء هو النصف الفوقاني , فلا جرم نحن لا نرى من نوره شيئا , و عند الاستقبال يكون نصفه المضيء مواجها لنا فلا جرم نراه مستنيرا بالتمام , كلما كان القمر أقرب إلى الشمس كان المرئي من نصفه المضيء أقل , و كلما كان أبعد كان المرئي من نصفه المضيء أكثر ثم أنه من وقت الاجتماع إلى وقت الانفصال يكون كل ليلة أبعد من الشمس و يرى كل ليله ضوؤه أكثر من وقت الاستقبال إلى وقت الاجتماع و يكون ك ليله أقرب إلى الشمس فلا جرم يرى كل ليلة ضوئه أقل ولا يزال يقل و يقل حتى عاد كالعرجون القديم .
هذا قولهم و هو مبني على الوهم و الخيال و الحق أن ذلك أمر من الله تعالى يفعل فيه و في غيره ما يشاء و يمكن أن يكون بسبب و أن يكون بغير سبب , غير أن الاطلاع على نفس السبب في ذلك متعذر إلا من باب الوحي و لم ينقل لنا عن أحد من الأنبياء عليهم السلام بيان السبب في ذلك , و قد انسد من بعدهم باب الوحي فلا سبيل إلا القول في ذلك إلا بالحدس و التخمين (( إن يتبعون إلا الظن و إن هم إلا يخرصون )) و الله أعلم .
المرجعُ المعتمَدُ :
كتاب ( جوابات الإمام السالمي )،للإمام نور الدين عبدالله بن حميد السالمي / الجزء السادس / صفحة : 420
وهذا رابط مباشر لتحميل الكتاب :
http://www.roo7oman.com/up/files/243638.rar
السؤال :
- الهلال إذا اعتراه النقصُ،هل هذا من حائلٍ يحولُ أم هذا نقصان في ماهيته...؟
الجواب :
الله أعلم بذلك , والظاهر من قوله تعالى (( حَتى عاد كالعرجون القديم )) أن ذلك من نقصان في ذاته,لأن هذا الوصف إنما يكون في الذات و ذلك أنه لا يكون كالعرجون إلا إذا شابهه في الدقة و الانحناء و قد سأل معاذ بن جبل و ثعلب بن يختم و كانا من الأنصار قال يا رسول الله ما بال الهلال يبدو دقيقا مثل الخيط ثم يزيد حتى يمتلئ و يستوي ثم لا يزال ينقص حتى يعود كما بدا لا يكون على حاله واحدة كالشمس،فنزل قوله تعالى : (( يسألونك عن الأهله قل هي مواقيت للناس و الحج ))،و هذا السؤال منهم يدل على أن الدقة في ذات الهلال وقد أقرهم رسو الله صلى الله عليه وسلم على فهمهم من ذلك ولو كان التغير لحائل لبينه لهم فجاء جوابهم من قبل الله تعالى بقوله : (( قل هي مواقيت للناس و الحج ))،وذلك يدل على أن سؤالهم كان عن وجه الفائدة و الحكمة في تغير حال الأهله في النقصان و الزيادة .
و قيل : أن سؤالهم كان على ظاهره وأنهم إنما سألوا عن العلة في تلك الزيادة و النقصان فأجيبوا بيان حكمة ذلك وهي معرفة المواقيت و الحلول و الآجال و الحج تنبيها على أن اللائق السؤال عن الحكمة .
قال السعد من قومنا لأنهم ليسوا ممن يطلعون بسهولة على دقائق علم الهيئة . قال السيوطي : وقد جهل بمقدار الصحابة رضي الله عنهم . قال بعضهم : وزبدة ما أطال به السيوطي أن الاختلاف في أحوال الأهله ما بين في علم الهيئة وهو باطل عند أهل الشريعة فإنه يبنى على أمور لم يثبت منها شيء غاية الأمر أنهم تخيلوها موافقة لما أبدعه الحكيم المطلق , وذلك أن أهل الطبائع و المنجمين زعموا أن نوره مستفاد من الشمس و أبدا يكون أحد نصفه مضيئا بالتمام إلا أنه عند الاجتماع يكون النصف المضيء هو النصف الفوقاني , فلا جرم نحن لا نرى من نوره شيئا , و عند الاستقبال يكون نصفه المضيء مواجها لنا فلا جرم نراه مستنيرا بالتمام , كلما كان القمر أقرب إلى الشمس كان المرئي من نصفه المضيء أقل , و كلما كان أبعد كان المرئي من نصفه المضيء أكثر ثم أنه من وقت الاجتماع إلى وقت الانفصال يكون كل ليلة أبعد من الشمس و يرى كل ليله ضوؤه أكثر من وقت الاستقبال إلى وقت الاجتماع و يكون ك ليله أقرب إلى الشمس فلا جرم يرى كل ليلة ضوئه أقل ولا يزال يقل و يقل حتى عاد كالعرجون القديم .
هذا قولهم و هو مبني على الوهم و الخيال و الحق أن ذلك أمر من الله تعالى يفعل فيه و في غيره ما يشاء و يمكن أن يكون بسبب و أن يكون بغير سبب , غير أن الاطلاع على نفس السبب في ذلك متعذر إلا من باب الوحي و لم ينقل لنا عن أحد من الأنبياء عليهم السلام بيان السبب في ذلك , و قد انسد من بعدهم باب الوحي فلا سبيل إلا القول في ذلك إلا بالحدس و التخمين (( إن يتبعون إلا الظن و إن هم إلا يخرصون )) و الله أعلم .
المرجعُ المعتمَدُ :
كتاب ( جوابات الإمام السالمي )،للإمام نور الدين عبدالله بن حميد السالمي / الجزء السادس / صفحة : 420
وهذا رابط مباشر لتحميل الكتاب :
http://www.roo7oman.com/up/files/243638.rar