المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : في حقيقة النقطة


جاسم القرطوبي
28-01-2010, 12:51 PM
في حقيقة النقطة
اعلم أيدك الله بروح منه أن النقطة هي حقيقة حقائق الحروف كما أن الذات حقيقة حقائق الوجود فنسبتها إلى الحروف نسبة الذات الأحدية إلى الصفات وكما أن الذات تتجلا في الصفات والأسماء بما تقتضيه حقائقها فتظهر في صفة المنعم بالنعمة وفي صفة المنتقم بالنقمة كذلك تظهر النقطة في كل حرف بما يقتضيه حكم الحرف وإنما تعلم ذلك إذا علمت أن الحرف جميعه إنما هو نقطة بإزاء نقطه فهو مركب من النقطة فليس الحرف إلا مجموع نقط فهذا الاعتبار نسبة الحرف من النقطة كنسبة الجسم من الجوهر الفرد ولولا الجوهر الفرد لما ظهر الجسم ولولا النقطة لما ظهر الحرف ولولا الذات لما ظهرت الصفات ولولا أنت لما ظهرت تلك الحقائق الكلية والجزئية والعلوية والسفلية الحقية والخلقية . . .
واعلم أن النقطة بكمالها وتوسعها لا تقرأ ولا تعرف ولا تنضبط فعلى أي صورة حرفية تصورتها ظهر من حقيقتها معنى خلاف تلك الصورة بحرف غير ذلك الحرف وهب أنك تعقلت في النقطة جميع ما تعلمته من الحروف فأين أنت من الحروف التي لا تعلمها فهذه الفرس لها في الحروف ثلاثة أحرف زيادة على ما عندنا وهذه الهنود لها في الحروف أربعة وثمانون حرفاً زائدة على حروفنا لأنه جملة حروفهم مائة حرف واثنا عشر حرفاً متغيرة من حيث المخرج والخط وهب أنك تعقلت هذا وهذا فأين أنت من المعاني التي تقيدها الحروف حتى تتعقلها مع الحروف عند تعقلك الحروف في شهود النقطة وهب أنك قدرت على ذلك فأين أنت من تعقل الكلمات الصادرة من الحروف فأن الشيء لا يتم إلا بجزئيه والأصل لا تكمل معرفتك له إلا بمعرفتك لفرعه فمعرفة الحرف فرع على معرفة النقطة ومعرفة الكلمة فرع على معرفة الحرف ومعرفة معاني الكلام فرع على معرفة معاني الكلمة فمتى تتعقل معاني جميع الكلمات المقولة التي قيلت أو ستقل وهل يمكن ذلك ومتى يدرك وما تحت كل كلمة من الأسرار والفوائد والخصائص التي هي من وراء فائدة المعنى ومتى تجمع إلى ذلك معرفة الحروف بهذه المثابة حتى تتعقل جميع تلك المعاني في شهودك للنقطة فتلحظها بتلك الكمالات كلها ولما كان ذلك غير ممكن قال الله تعالى فيما يختص به سبحانه وتعالى وما قدروا الله حق قدره فأنظر يا أخي هذه المناسبات بك .
واعلم أن النقطة مع حصرها عظيمة القدر كبيرة الجرم لأن الحروف والكلمات صادرة منها وهي لم تنقص ولا تتغير فما نسبة ما ظهر أو سيظهر في الوجود من الحروف والكلمات إلى النقط إلا نسبة ما ينقص المحيط إذا غمس في البحر ما يخرج من مائه ولهذا قال أحد الأنبياء لأحد العلماء حينما النبي نظر ساحل البحر فجاء طائر ونقر في البحر بمنقاره فقال له النبي إنما مثل نسبته على وعلمك في علم الله إلا مثل ما أخذ هذا الطائر بمنقاره من هذا البحر » .

مختار السلامي
29-01-2010, 05:22 PM
جاسم القرطوبي

ايها الملهم بحب الوجود


لا أدري أن كنت استطعت الوصول الى غاية ما أسلفت من حديث وذكرت من نقاط
بها تشكلت سلوك الحياة الذاتية المغمورة والمتبينة أمامنا وأنت تتحدث عن أصل نقطة ساهمت في خلق جميع التفاصيل المحيطة بالحياة
وربما خلقت أيضاً روح من السلوك الذاتي الداخلي للانسان ومحاولة تبرير ذلك بأن كل شي تقريباً اساسه النقطة.
وهذا يتبين من خلال توجهك العام الى نقطة الحروف أو حروف النقط وربما تتجه بذلك الى ما هو ابعد من الحرف ونقاطة وهي غاية متروكه لذاتك الوحدويه
عموما ما يشد الانتباة ذلك التعلق الغريب بأصل النقطة وذلك التحول الاغرب في التوسع الناتج عن صغائر الاشياء ومحاولة ايجاد التبريرات لذلك المفهوم من خلال وجود البشرية
بلغاتهم وحروفهم ومخارجها وتأثير النقطة في كل تلك المفاهيم ناهيك عن دعمك الكائن في ما وردت من كلام المولى عز وجل ولكن هناك في المقابل أمم لم يكن للنقطة ولا الحرف دور في تشكيل
حضاراتهم وتاريخهم ومتعلقاتهم من الحياة وهذا يعود الى العصور الوسطى وما قبلها.

ولي عودة ريثما تشاء

وأعذر فهمي ربما الخاطي في أدراك ما تفضلت به

تحية الارض قبل السماء