المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دخان الخيانة الجزء الثامن


ناجى جوهر
16-01-2014, 10:04 PM
دخان الخيانة
الجزء الثامن

السحر الأسود

يقول الراوي: فما زالت في ذلك الفجور,والشياطين تجتمع حولها
حتى ضاق بهم الوادي,ثم إنها اخذت تتصفح وجوههم القبيحة فلمّا
رضيت عن أحدهم, أومأت فاختفى الآخرون في طرفة عين
ثم صعدت على جناح ذلك الشيطان,وغابا عن الأنظار
يقول الراوي:وفي الصباح عزمت على التوجّه إلى قريبي
سعيد حرشات لإطلاعه على ما رأيت,فوالله لقد أُنسيت
كل ما رأيت,ولم أذكر منه شيئا إلا بعد وفاة تلك المرأة الساحرة
و فجرا وعندما نهض محيدان ووالده لم يجدا سعدية في المسكن
فخرجا يبحثان عنها,ويسألان الجيران,فلم يقع لهما خبرها
فقرر الرجل المضي إلى ديار قومها,وفعلا وجدها هناك
وهي مغضبة,ولم ترضى بمقابلته إلا بعد إلحاح من أمها و أبيها
ولمّا سألها الزوج عن سبب اختفائها المفاجئ,قالت له:
إنّ ابنك لا يطيعني,و لا يسمع كلامي
فأبتسم المسكين,وهو يقول في نفسه:ما أصغر عقلك!
إنَّه مجرد طفل يتيم
ولم يدر بخلده ان الملعونة كانت تخدعه
وبعد حوار طويل,و تعهدات من جانب الزوج عادت معه.
مضى يومان بعد حكاية إختفائها و لم يرصد فيهما الولد محيدان
أية خروقات,وفي اليوم الثالث أصيب والده بمرض يشبه الجدري
إلا ان البثور التي ظهرت في وجه الرجل كانت غاية في الكبر
سوداء اللون,وتسبب له حكة وآلاما فضيعة
فكان يحكّ جلده حتى يدمي وهو يصرخ من الألم
فصنعت له الخائنة دواء محليا وهو خليط من النيل والكركم والسمن
وطلت بها جسده,وفي الليل زاد الأمر سوء,وتعاظمت البثور
وكبر حجمها فجأة.وتضاعف الم سعيد
فكان يصيح ويستغيث حتى طلع النهار
فقرر الرحيل إلى المدينة,لعله يجد دواء ناجعا عند الطبيب
فتأهبت المرأة لمرافقة زوجها وهي كاذبة
لكنه أقسم عليها ان لا تصطحبه,و إكتفى بمصاحبة ولده
وهذا ما كانت المرأة تخطط لحدوثه بإستخدام سحرها الأسود
وفي الطريق قال محيدان لوالده:لقد تركنا عمّتي لوحدها في المنزل
وهي غريبة لا تعرف الناس جيدا
فقال أبوه:صدقت يا بني
عد إليها ودعني أذهب لوحدي
فقال محيدان:بل إنتظر هنا أبي
وسوف أطلب من عمي تمّان ان يرافقك.وهذا ما حصل
أما المرأة فبعد أن إطمأنت إلى رحيل الزوج والولد,فقد
عمدت إلى الدخان,وهيات كل أسباب الإستمتاع باللقاء المرتقب.
لم يتسلّق محيدان شجرة المراقبة هذه المرّة,بل توجّه إلى
بيت عمه تّمّان بعد ان رأى الدخان,وبقي هناك
حتى تأكد له أن عشيق سعدية قد وصل اليها
فطلب من زوجة عمه وبناتها مرافقته لإيناس زوجة أبيه
لأنها تشعر بالخوف والقلق لمرض زوجها كما يدّعي.
ولقد صدقت تكهنات محيدان,فهاهم وجها لوجه أمام المسكن
مع الغادر مسعود فجرير الذي أصيب بالدهشة و الإربتاك لرؤية محيدان
وعائلة تمّان بكامل أطقمها,فاظهر محيدان السرور والبهجة
و شرع يرحّب بالعم الذي تجمّدت قدماه,وجفّ ريقه وخرس لسانه
وعندما سمعت الزوجة الخائنة الأصوات خرجت مذعورة
وحين رأت جماعتي الخير والشر,عقدت الدهشة لسانها,و بلعت ريقها مرارا
ولم تهتدى لفعل الصواب,و وقفت حائرة مرتابة
فبادرها محيدان بالقول: عمتي عمتي هذا عمي مسعود
فقال مسعود فجرير مرتبكا:كيف حالك يا سعديّة,أنا كنت أبحث عن
بقرتى الحمراء,ومحيدان ما تركني,وطلب مني شرب فنجان شاهي معكم
فقالت سعديّة الخائنة في إرتباك بيّن:أهلا وسهلا بكم جميعا
فدخل الجميع
ثم سالت محيدان:الم تكن برفقة أبيك؟
فقال:أبي ما هان عليه ان يترككِ لوحدك
فقالت:ومن رافقه؟
قال:رافقه عمي تمّان
فشعرت بالغيظ والخوف في نفس الوقت فأشاحت بوجهها
أمّا مسعود فجرير العاشق المتيّم فقد علم ان مسعاه قد خاب
فأراد الإنصراف
غير أن محيدان رفض ان يأذن له قبل الضيافة
فقالت سعدية:إنّ عمّك مسعود جاء من بعيد,وهو يبحث عن
أبقاره,فدعه يرحل قبل إشتداد حرارة الشمس وضياع الحيوانات
كان محيدان يسأل نفسه عن سر إستجابة مسعود السريعة
لدخان عمته الخائنة وهو على بعد عشرات الأميال
فقرر أن يتبعه حتى ينظر إلى أين يأوى
وبعد خروج مسعود فجرير بقليل إستغلّ محيدان إنشغال عمته
بالحديث مع زائراتها فتسلل خلف الرجل
دون أن يشعر به,فلاحظ أنّه لا يبحث عن شيء أبدا
بل أخذ يغذ السير بإتجاه الغرب و هو يلتفت كالخائف أو المرتاب
فصمم محيدان على معرفة سرّ ه,فواصل مسايرته
وعلى بعد أقلّ من ميل لاح له مسكن جديد على تلة,تشرف على
محيط حيهم بأكمله,و لم يكن ذلك المسكن الجديد موجود من قبل
فإختفى محيدان بين الأشجار,و اخذ يراقب مسعودا حتى رأه يدخله
فعلم انّه إنتقل إلى هناك ليكون بالقرب من حبيبة قلبه الخائنة سعديّة
فعاد الولد سريعا وهو مشغول البال على أبيه
شاعرا بعظم المصيبة التي جلبها الزواج من تلك اللعوب
وعندما وصل إلى المسكن وجد بنات عمّه و أمهنّ قد غادرن
ولم يكد يجلس حتى إستدعته سعدية الخائنة
وسألته:
إلى أين ذهبت؟
فقال لها:كنت أترقب عودة أبي,فسكتت مغضبة
صادف وجود سعيد حرشات وأخيه تمّان في المدينة يوم جمعة
وفي المسجد وعندما سمع سعيد تلاوة القرآن إنتفض جسمه و إهتز
بدنه و أخذ يصرخ صراخا متواصلا,وحاول الهرب من المسجد
غير ان عدد من الرجال أحاطوا به,وقيدوا يديه ورجليه,ثم حملوه
إلى أمام المسجد الذي واصل تلاوة المعوذات وبعض الرقى
الشرعية,فأرتفع صراخ سعيد,وفي الحقيقة كان ذلك صراخ
الجني المسلّط عليه من قبل زوجته الساحرة.و اخذ ذلك الشيطان يئن
ويتوجع,وهو يلتوي ويتشنّج,وكلمّا أمعن الإمام في التلاوة إرتفع
أنين وتوّجع الجني,ثم صرخ صرخة مهولة,فأغمي على سعيد
بينما وقف المصلون مذهولين مما يحدث أمامهم
ثم حملوا المريض إلى صحن المسجد,وبعد ان إستردّ وعيه
كانت البثور قد إختفت من جسده,ولكنّه ظل شاعرا بالوهن
وبعد الصلاة إستدعاه إمام المسجد,ثم أعاد عليه الرقيه,وقدّم له
زجاجة ماء مقروء عليه,وقال له:
أكثر من ذكر الله,وداوم على تلاوة ما تحفظ من سور القرآن الكريم
و إذا شعرت بأي سوء فأشرب قليلا من هذه الماء بعد ان تسمي الله
فشكره سعيد وغادر المدينة
نهض محيدان مع أذان الفجر,وأخذ يباشر المهام التي إعتاد
على فعلها من صغره,بينما نهضت زوجة أبيه قبل الظهر بقليل
ساخطة مستأة لفشل خطّتها,ولكنها كانت تظهر الوله
والخوف على زوجها المريض
قاد محيدان قطيع الأبقار في إتجاه المدينة,على أمل ان
يلتقي بأبيه عندما يعود,وظل مترقّبا منذ الصباح
حتى عنَّ له راكبان يمشيان الهوينى ويتّجهان صوب حيّه
فأستبشر خيرا,وما لبث أن تبيّن له أنهما والده وعمّه,فأسرع
يجري حتى أستقبلهما على مشارف الحي,وسر كثيرا عندما
لاحظ اختفاء البثورِ من على وجه أبيه
أمّا سعدية فإنها كانت قلقة فعلا,وتخشى ان يحدّث
محيدان والده عن عشيقها مسعود فجرير عندما يعود من المدينة
فربّما يشّك في سلوكها,فبقيت متوترة الأعصاب
وكم كانت خيبتها مريرة عندما لاحظت إختفاء البثور من على
وجه زوجها سعيد حرشات,فأصيبت بالهلع,لأنها تعلم أن خادمها
الجني قد أجبر على مغادرة جسم الزوج,و تخاف ان يكون
قد أرغم أيضا على الإعتراف بإسم الساحر الذي إستخدمه
وعندما رأت زوجها و أخاه و ابنه قادمين إختبات خلف
المسكن حتى تسمع كلامهم وتعرف نياتهم
و عندما سمعت زوجها يناديها:
سعدية سعدية,أين أنت؟ لقد جلبت لك بخورا من المدينة
أطمأن قلبها,وعرفت ان الجني لم يعترف عليها,فإبتعدت
خفية عن المسكن لمسافة معقولة,وعادت متصنعة الحزن
والخوف والقلق,وجلست حيث يرونها و اخذت تبكي
بصوت عال,فلمّا سمعها الزوج أسرع إليها,وناداها
وعندما سمعت ندائه تصنّعت الفرحة والتفاجىء,وسالته
في لهفة كاذبة:متى وصلتم؟
الحمد لله على السلامة و اخذت تتفحصّ وجهه وتقول:
غاب الشر الحمدلله الشكر لله,لكن محيدان لم يعد بعد و أنا قلقة عليه أيضا
فضحك لها الزوج وقال:محيدان قد إستقبلنا وهو الآن يطعم الأبقار
لم تتغلّب سعدية على رغبتها الجامحة في الخيانة,لكنّها تخشى
من الفشل الذريع,ومن إفتضاح امرها,فقررت تدبير خطة اخرى
تنفذّها بعيدا عن زوجها وعن ولده المزعج محيدان
خاصة بعد ان علمت بعودة عشيقها مسعود فجرير إلى موطنه الأصلي

يتبع الجزء التاسع إن شاء الله

عبدالله الراسبي
18-01-2014, 09:58 PM
اخي العزيز والقدير ناجي جوهر قصه جميله جدا ورائعه
وسرد جميل
تسلم على هذا النص الرائع
ودمت بكل خير وموده اخي الكريم
وتقبل تحياتي

ناجى جوهر
18-01-2014, 11:29 PM
يسعدني مرورك أخي الشاعر
عبد الله الراسبي
تسلم وتدوم يا أبا نصر

أمل فكر
20-01-2014, 11:07 AM
ولتزال الساحرة في حب و طغيان

ننتظر النهاية بحماس وتفاؤل في نصرة الخير، وفي فضول في كيفية فضح محيدان لزوجة والده..

//لا تطيل علينا أخي الكاتب//

تقديري

رحيق الكلمات
21-01-2014, 08:47 AM
دخان الخيانة
الجزء الثامن

السحر الأسود

يقول الراوي: فما زالت في ذلك الفجور,والشياطين تجتمع حولها
حتى ضاق بهم الوادي,ثم إنها اخذت تتصفح وجوههم القبيحة فلمّا
رضيت عن أحدهم, أومأت فاختفى الآخرون في طرفة عين
ثم صعدت على جناح ذلك الشيطان,وغابا عن الأنظار
يقول الراوي:وفي الصباح عزمت على التوجّه إلى قريبي
سعيد حرشات لإطلاعه على ما رأيت,فوالله لقد أُنسيت
كل ما رأيت,ولم أذكر منه شيئا إلا بعد وفاة تلك المرأة الساحرة
و فجرا وعندما نهض محيدان ووالده لم يجدا سعدية في المسكن
فخرجا يبحثان عنها,ويسألان الجيران,فلم يقع لهما خبرها
فقرر الرجل المضي إلى ديار قومها,وفعلا وجدها هناك
وهي مغضبة,ولم ترضى بمقابلته إلا بعد إلحاح من أمها و أبيها
ولمّا سألها الزوج عن سبب اختفائها المفاجئ,قالت له:
إنّ ابنك لا يطيعني,و لا يسمع كلامي
فأبتسم المسكين,وهو يقول في نفسه:ما أصغر عقلك!
إنَّه مجرد طفل يتيم
ولم يدر بخلده ان الملعونة كانت تخدعه
وبعد حوار طويل,و تعهدات من جانب الزوج عادت معه.
مضى يومان بعد حكاية إختفائها و لم يرصد فيهما الولد محيدان
أية خروقات,وفي اليوم الثالث أصيب والده بمرض يشبه الجدري
إلا ان البثور التي ظهرت في وجه الرجل كانت غاية في الكبر
سوداء اللون,وتسبب له حكة وآلاما فضيعة
فكان يحكّ جلده حتى يدمي وهو يصرخ من الألم
فصنعت له الخائنة دواء محليا وهو خليط من النيل والكركم والسمن
وطلت بها جسده,وفي الليل زاد الأمر سوء,وتعاظمت البثور
وكبر حجمها فجأة.وتضاعف الم سعيد
فكان يصيح ويستغيث حتى طلع النهار
فقرر الرحيل إلى المدينة,لعله يجد دواء ناجعا عند الطبيب
فتأهبت المرأة لمرافقة زوجها وهي كاذبة
لكنه أقسم عليها ان لا تصطحبه,و إكتفى بمصاحبة ولده
وهذا ما كانت المرأة تخطط لحدوثه بإستخدام سحرها الأسود
وفي الطريق قال محيدان لوالده:لقد تركنا عمّتي لوحدها في المنزل
وهي غريبة لا تعرف الناس جيدا
فقال أبوه:صدقت يا بني
عد إليها ودعني أذهب لوحدي
فقال محيدان:بل إنتظر هنا أبي
وسوف أطلب من عمي تمّان ان يرافقك.وهذا ما حصل
أما المرأة فبعد أن إطمأنت إلى رحيل الزوج والولد,فقد
عمدت إلى الدخان,وهيات كل أسباب الإستمتاع باللقاء المرتقب.
لم يتسلّق محيدان شجرة المراقبة هذه المرّة,بل توجّه إلى
بيت عمه تّمّان بعد ان رأى الدخان,وبقي هناك
حتى تأكد له أن عشيق سعدية قد وصل اليها
فطلب من زوجة عمه وبناتها مرافقته لإيناس زوجة أبيه
لأنها تشعر بالخوف والقلق لمرض زوجها كما يدّعي.
ولقد صدقت تكهنات محيدان,فهاهم وجها لوجه أمام المسكن
مع الغادر مسعود فجرير الذي أصيب بالدهشة و الإربتاك لرؤية محيدان
وعائلة تمّان بكامل أطقمها,فاظهر محيدان السرور والبهجة
و شرع يرحّب بالعم الذي تجمّدت قدماه,وجفّ ريقه وخرس لسانه
وعندما سمعت الزوجة الخائنة الأصوات خرجت مذعورة
وحين رأت جماعتي الخير والشر,عقدت الدهشة لسانها,و بلعت ريقها مرارا
ولم تهتدى لفعل الصواب,و وقفت حائرة مرتابة
فبادرها محيدان بالقول: عمتي عمتي هذا عمي مسعود
فقال مسعود فجرير مرتبكا:كيف حالك يا سعديّة,أنا كنت أبحث عن
بقرتى الحمراء,ومحيدان ما تركني,وطلب مني شرب فنجان شاهي معكم
فقالت سعديّة الخائنة في إرتباك بيّن:أهلا وسهلا بكم جميعا
فدخل الجميع
ثم سالت محيدان:الم تكن برفقة أبيك؟
فقال:أبي ما هان عليه ان يترككِ لوحدك
فقالت:ومن رافقه؟
قال:رافقه عمي تمّان
فشعرت بالغيظ والخوف في نفس الوقت فأشاحت بوجهها
أمّا مسعود فجرير العاشق المتيّم فقد علم ان مسعاه قد خاب
فأراد الإنصراف
غير أن محيدان رفض ان يأذن له قبل الضيافة
فقالت سعدية:إنّ عمّك مسعود جاء من بعيد,وهو يبحث عن
أبقاره,فدعه يرحل قبل إشتداد حرارة الشمس وضياع الحيوانات
كان محيدان يسأل نفسه عن سر إستجابة مسعود السريعة
لدخان عمته الخائنة وهو على بعد عشرات الأميال
فقرر أن يتبعه حتى ينظر إلى أين يأوى
وبعد خروج مسعود فجرير بقليل إستغلّ محيدان إنشغال عمته
بالحديث مع زائراتها فتسلل خلف الرجل
دون أن يشعر به,فلاحظ أنّه لا يبحث عن شيء أبدا
بل أخذ يغذ السير بإتجاه الغرب و هو يلتفت كالخائف أو المرتاب
فصمم محيدان على معرفة سرّ ه,فواصل مسايرته
وعلى بعد أقلّ من ميل لاح له مسكن جديد على تلة,تشرف على
محيط حيهم بأكمله,و لم يكن ذلك المسكن الجديد موجود من قبل
فإختفى محيدان بين الأشجار,و اخذ يراقب مسعودا حتى رأه يدخله
فعلم انّه إنتقل إلى هناك ليكون بالقرب من حبيبة قلبه الخائنة سعديّة
فعاد الولد سريعا وهو مشغول البال على أبيه
شاعرا بعظم المصيبة التي جلبها الزواج من تلك اللعوب
وعندما وصل إلى المسكن وجد بنات عمّه و أمهنّ قد غادرن
ولم يكد يجلس حتى إستدعته سعدية الخائنة
وسألته:
إلى أين ذهبت؟
فقال لها:كنت أترقب عودة أبي,فسكتت مغضبة
صادف وجود سعيد حرشات وأخيه تمّان في المدينة يوم جمعة
وفي المسجد وعندما سمع سعيد تلاوة القرآن إنتفض جسمه و إهتز
بدنه و أخذ يصرخ صراخا متواصلا,وحاول الهرب من المسجد
غير ان عدد من الرجال أحاطوا به,وقيدوا يديه ورجليه,ثم حملوه
إلى أمام المسجد الذي واصل تلاوة المعوذات وبعض الرقى
الشرعية,فأرتفع صراخ سعيد,وفي الحقيقة كان ذلك صراخ
الجني المسلّط عليه من قبل زوجته الساحرة.و اخذ ذلك الشيطان يئن
ويتوجع,وهو يلتوي ويتشنّج,وكلمّا أمعن الإمام في التلاوة إرتفع
أنين وتوّجع الجني,ثم صرخ صرخة مهولة,فأغمي على سعيد
بينما وقف المصلون مذهولين مما يحدث أمامهم
ثم حملوا المريض إلى صحن المسجد,وبعد ان إستردّ وعيه
كانت البثور قد إختفت من جسده,ولكنّه ظل شاعرا بالوهن
وبعد الصلاة إستدعاه إمام المسجد,ثم أعاد عليه الرقيه,وقدّم له
زجاجة ماء مقروء عليه,وقال له:
أكثر من ذكر الله,وداوم على تلاوة ما تحفظ من سور القرآن الكريم
و إذا شعرت بأي سوء فأشرب قليلا من هذه الماء بعد ان تسمي الله
فشكره سعيد وغادر المدينة
نهض محيدان مع أذان الفجر,وأخذ يباشر المهام التي إعتاد
على فعلها من صغره,بينما نهضت زوجة أبيه قبل الظهر بقليل
ساخطة مستأة لفشل خطّتها,ولكنها كانت تظهر الوله
والخوف على زوجها المريض
قاد محيدان قطيع الأبقار في إتجاه المدينة,على أمل ان
يلتقي بأبيه عندما يعود,وظل مترقّبا منذ الصباح
حتى عنَّ له راكبان يمشيان الهوينى ويتّجهان صوب حيّه
فأستبشر خيرا,وما لبث أن تبيّن له أنهما والده وعمّه,فأسرع
يجري حتى أستقبلهما على مشارف الحي,وسر كثيرا عندما
لاحظ اختفاء البثورِ من على وجه أبيه
أمّا سعدية فإنها كانت قلقة فعلا,وتخشى ان يحدّث
محيدان والده عن عشيقها مسعود فجرير عندما يعود من المدينة
فربّما يشّك في سلوكها,فبقيت متوترة الأعصاب
وكم كانت خيبتها مريرة عندما لاحظت إختفاء البثور من على
وجه زوجها سعيد حرشات,فأصيبت بالهلع,لأنها تعلم أن خادمها
الجني قد أجبر على مغادرة جسم الزوج,و تخاف ان يكون
قد أرغم أيضا على الإعتراف بإسم الساحر الذي إستخدمه
وعندما رأت زوجها و أخاه و ابنه قادمين إختبات خلف
المسكن حتى تسمع كلامهم وتعرف نياتهم
و عندما سمعت زوجها يناديها:
سعدية سعدية,أين أنت؟ لقد جلبت لك بخورا من المدينة
أطمأن قلبها,وعرفت ان الجني لم يعترف عليها,فإبتعدت
خفية عن المسكن لمسافة معقولة,وعادت متصنعة الحزن
والخوف والقلق,وجلست حيث يرونها و اخذت تبكي
بصوت عال,فلمّا سمعها الزوج أسرع إليها,وناداها
وعندما سمعت ندائه تصنّعت الفرحة والتفاجىء,وسالته
في لهفة كاذبة:متى وصلتم؟
الحمد لله على السلامة و اخذت تتفحصّ وجهه وتقول:
غاب الشر الحمدلله الشكر لله,لكن محيدان لم يعد بعد و أنا قلقة عليه أيضا
فضحك لها الزوج وقال:محيدان قد إستقبلنا وهو الآن يطعم الأبقار
لم تتغلّب سعدية على رغبتها الجامحة في الخيانة,لكنّها تخشى
من الفشل الذريع,ومن إفتضاح امرها,فقررت تدبير خطة اخرى
تنفذّها بعيدا عن زوجها وعن ولده المزعج محيدان
خاصة بعد ان علمت بعودة عشيقها مسعود فجرير إلى موطنه الأصلي

يتبع الجزء التاسع إن شاء الله





في كل مرة نبحر فيها مع قلمك الجميل يجبر شاطئ روعة الإبداع سفن أقلامنا أن تتوقف وتنزل أشرعتها ولاتزال عاصفة الصراع قائمة مثلما هي قائمة ايضا لهفة الحدث ننتظر جديدك بكل شوق

زياد الحمداني (( جناح الأسير))
23-01-2014, 10:08 PM
أخي العزيز الرائع الكاتب أ. ناجي جوهر

لجمال سردك القصصي تميُز انيق يتصور في الأذهان حتى الإمعان , من أول حرفٍ كتبت لآخرها رسمت الرقي في انسياب الافكار ...

دائما ما ننتظر سردك الأنيق ونستمتع... الحق يقال هنا ... فمثلِ ذلك الإثراء القصصي لابد ان يصور كأروع افلامٍ هوليوديه..
سرني التواجد والمكوث هنا اخي الفاضل...

ناجى جوهر
24-01-2014, 03:42 PM
ولتزال الساحرة في حب و طغيان

ننتظر النهاية بحماس وتفاؤل في نصرة الخير، وفي فضول في كيفية فضح محيدان لزوجة والده..

//لا تطيل علينا أخي الكاتب//

تقديري



أهلا وسهلا بكِ أمل فكر
يسعدني تفاعلك ومتابعتك
أجمل تحيّة

ناجى جوهر
24-01-2014, 03:44 PM
سرد جميل شدني حقيقه
وفي انتظار البقيه ...
استاذنا الرائع ناجي جوهر
شكرا لك
\





شكرا لك أستاذة ســوير على
المرور ولإطراء
تحياتي

ناجى جوهر
24-01-2014, 03:47 PM
في كل مرة نبحر فيها مع قلمك الجميل يجبر شاطئ روعة الإبداع سفن أقلامنا أن تتوقف وتنزل أشرعتها ولاتزال عاصفة الصراع قائمة مثلما هي قائمة ايضا لهفة الحدث ننتظر جديدك بكل شوق



السلام عليكم أستاذة / رحيق الكلمات
لا شكّ أن لرأيك أثر في نفسي
تقديري و إحترامي

ناجى جوهر
24-01-2014, 03:51 PM
أخي العزيز الرائع الكاتب أ. ناجي جوهر

لجمال سردك القصصي تميُز انيق يتصور في الأذهان حتى الإمعان , من أول حرفٍ كتبت لآخرها رسمت الرقي في انسياب الافكار ...

دائما ما ننتظر سردك الأنيق ونستمتع... الحق يقال هنا ... فمثلِ ذلك الإثراء القصصي لابد ان يصور كأروع افلامٍ هوليوديه..
سرني التواجد والمكوث هنا اخي الفاضل...




أنتظر كلمتك الفاصلة أخي الشاعر
زياد الحمداني
فإن لحروفك طاقة وحياة
تلهمنا الإصرار على المتابعة
محاولين تحسين الأداء
أبلغ عبارات التقدير
وأروع كلمات الشكر
أقدمّها للرائع
الأستاذ الشاعر / زياد الحمداني