المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الزار الجلسة الأخيرة


ناجى جوهر
20-03-2014, 11:49 PM
الجلسة الأخيرة

قبل خروج المصلين من المسجد نبادر نحن الصغار
الى الجلوس في زاوية المجلس حيث لا يلاحظ ولا يهتم أحد بوجودنا
فنصطنع أدب جم و هدوء نادر حتى لا نلفت إلينا الأنظار
ثم وبعد صلاة العشاء يأتي المعالجون و مساعدوهم
فان كان حظنا حسن يكون أول الواصلين شخص لطيف
و إن تعس يأتي معالج شرس
فينتهرنا بقوله: (أيشثنه كتومه بونه)؟
لم أنتم هنا يا أولاد؟
فإن تدخل أحد لصالحنا و إلا هربنا بأقصى سرعة
لا تحضر النساء جلسة الزار سوى قريبات المريض
والعرافة التي تبدأ الجلسة الثانية من العلاج, فعندما يكتمل وجود المعالجين ومساعديهم
يجلسون في صفين متقابلين و يتركون فراغا في الوسط
يسمى (اى دارت) يصول فيها المعالجون و يجولون
ثم يقوم العازفون بدق الطبول والدفوف مع الغناء والتصفيق
وتقوم العرافة بالدوران في الحلبة هازة رأسها منتفضة في حركات راقصة مجنونة
وسط تصفيق و غناء المساعدين والحضور
و يزداد نشاطها شيئا فشيئا
فإذا وصلت إلى مرحلة متقدمة فإنها تستعرض قواها بأن:
ــ يتغير صوتها إلى صوت رجل
ــ تحمر وتتوهج عيونها السود
ــ تضرب الأرض بأرجلها ضربا عنيفا تهتز له
الجدران وقلوب الضعاف من الناس
ــ تظهر بعض الحركات العصبية والتي على إثرها
يغلب علينا الهلع ونغادر القاعة
خلال جولة المرأة المعالجة يحاول المعالجون تحريك المريض
وتنصيبه على رجليه ليشارك في الرقص
حينها يزداد التصفيق و القفز والرقص ويدخل معالجون آخرون
والذين كانوا قبل ذلك في مرحلة إستحضار الجن الخاص بهم
فربما تمكن المريض من الوقوف على رجليه والمشاركة في الرقص
و ربما وقع مغشى عليه, حينها يقولون :
إن الجني الشرير قد شعر
بالذعر وهو الآن يستعد للمغادرة
وربما أمسك المعالج عضوِ من أعضاء جسم المريض
كأصبع القدم أو الأذن أو الذراع
بقصد معاقبة الجني جسديا, وربما أنهال عليه بالضرب
أمّا إن إستمر المريض بالوقوف و الرقص فإنّ
المعالجين الاخرين يشاركون وتطول هذه الجلسة حتى يحصلوا على
النتيجة السابقة وهي الإغماء على المريض ليقولوا ما قالوه
ثم يكررون الأنشطة كما في الليله الأولى

الليلة الثالثه

في الصباح يذهب أحد المعالجين للكشف على المريض
و ملاحظة مدى تجاوبه مع العلاج
ثم يوصي أهله ببعض الأمور, وفي نفس الموعد الليلي
نبدأ الصغار لعبة حقيرة القصد منها
أن الدخل و الفرجة بأي ثمن فيعمدون إلى أحد الأطفال
المؤدبين و يغريه بالدخول قبلا
فإذا فعل فأنهم ينتظر حتى يدخل الناس فيدخلون معهم
وإذا أحتج المعالج على دخولهم
بادره أقاربهم بقول : (كه ذه) أي أيش معنى ذاك الولد؟
فقد يخجل المعالج و يتركهم و شأنهم, أو يطرد الجميع
و لكنهم لا يطيلون البقاء كالعادة, فما إن تجحظ
عيون أحد المعالجين و يقترب منهم حتى يغمى على الغالبية العظمى
من الصبيان و يبكي آخرون فيطردون شر طردة
ربما إستعان المعالجون بمعالج أعظم قدرة منهم في هذه الليلة
والتي يخرجون فيها كل ما في جعابهم من حيل و إستعراضات تذهل ضعاف النفوس
وكل ذلك لإرغام الجني أو الجنية على المغادرة
فإذا كان الجني المعتدي أضعف منهم فانه يترك المريض والديار
وإن كان قويا عنيدا و مستخدمه يسيطر على الأمور فانه لا يغادر
مهما فعلوا أمامه, و قد يمثل الخروج
ثم يعاود الحلول في جسد المريض بعد مدة وجيزة
وإذا حقق المعالجون نتيجة طبية فان ذوي المريض
يصنعون مأدبة يذبحون خلالها عدد من رؤوس الماعز أو بقرة
و يدعون بعض الأقارب بالإضافة إلى طقم المعالجين
وإذا كانوا ميسورين فإنهم يبذلون الهدايا والعطايا لطاقم الزار
فيهدونهم الوزرة والشالات والريالات
مع الشكر والتقدير
أمّا إن كان المريض بحاجة إلى جلسات
أُخرى فان كبير المعالجين يحدد وقت
مناسب يراه و ينفذ المراسم سابقة الذكر
تــــم