المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المعتوهة والعجوز الجزء الثاني


ناجى جوهر
08-04-2014, 01:02 AM
المعتوهة والعجوز

الجزء الثاني

والذي كانتا تنتظران منه العون والمساندة , لكنه قلب لهما ظهر المجنّّ

بعد وفاة أخيه مباشرة , وكشف عن خبيئة نفسه الدنيئة وحقده الدفين

وأظهر الطمع والشره اللذين يملأن قلبه , إذا كان شقيقه الأكبر منه سنا

أقرب إلى الناس وأحب , فكان يبغضه ويكرهه

ويتحيّن الفرص للإسأة إليه , فلم يقدر عليه لجبنه وخبثه

وعند موته اتته فرصة الإنتقام من أخيه في بنته , فاستولى على الجميل

وهو مبلغ من المال يهبه أهل البلدة لمن مات له قريب كمعونة عاجلة

ولم يعطي شقيقته المسنّة و إبنة أخيه المريضة نفسيا فلسا واحدا

وشرع في التشفّي من أخيه الذي كان يكبح زمام رعونته وشره

وبعد أيام العزاء سطى على متجره , بحجّة تفعيله وتنشيطه

إلا أنَّ الشهور مرّت ولم تحظى المرأتان بشيءٍ من الإيرادات

وكان كلما فاتحتاه بالأمر يحتج بأن المتجر على وشك الإفلاس

وهو إنمّا يدفع ديون المرحوم.

ولم يكتفي بهذا الظلم , بل سعى إلى إقتسام منزل أخيه معهما

مُدّعيا أن المنزل ليس لأخيه وحده , بل لوالدهم فهو شريك فيه

وإذ لم يكن لدى المسكينتين سند قانوني في ذلك الزمان

فقد حكم القضاة بتقسيم المنزل بينه وبين أخته وابنة اخيه مناصفة

فلم يعجبه هذا , وأراد الهيمنة على المنزل الذي يشرف على مدخل

البلدة مؤملا نفسه بتأجيره , والتنعم بإيراداته بعد التخلص من العاهتين

فقرر اخراجهما من البلدة وترحيلهما إلى أي مكان .مستغلا

الإضطراب العصبي الحاد التي تعاني منها ابنة اخيه

وما يتبعه من فزع بعض الأطفال النادر الحدوث كذريعة

لطردهما من البلدة

متوهما أنه سيهناء بالمتجر وبالمنزل إلى جانب ما لديه من ثروة

فاخذ يخترع الأسباب والحجج لإجبارهما على الرحيل

و لجاء إلى تشويه سمعة أخته وابنة اخيه , وراح ينشر الشائعات

المغرضة عنهما, فأشاع بين القرويين أنهما تمارسان السحر والشعوذة

فتحاشى الكثيرون معاملتهما , و امتنعوا عن زيارتهما خوفا ورهبة

ثُمَّ سلَّطَ عليهما جلاوزة البلدة وسفهائها

فكانوا يخيفونهما ويستفزّونهما ويفتعلون المشاجرات اليومية معهما

الكثير من الأهالي كانوا يعرفون كذب وظلم وإفتراء وجشع الرجل

لكنهم لا يستطيعون مواجهته , بسبب نفوذه المالي وصداقته الحميمة

مع والي البلدة , فكانوا يواسون العجوز وابنة اخيها سرا

ولقد ارسل أحدهم زوجته إليهما وأعلمهما بنوايا وخطط الأخ

والعم , وأوصاهما بالصبر والثبات , فصممتا على مقاومة تسلّطه

وعزمتا على تفويت الفرصة على الطمّاع , وتعاهدتا الكفاح

فكانت الشابة تتولى المهام الخارجية , من جلب مصالح وضروريات حياة

و تستغِلُّ مهارتها العالية في نقش الحناء , وتسريح الشعر والرقص الشعبي

فتستعين بها النساء في أعراسهن وأفراحهن مقابل أجر كريم

وكانت العمة العجوز تقوم بالأعمال المنزلية

ومن ثم تزاولان في حوش المنزل حرفا يدويّة تغنيهما عن التسوّل

ثم تعاقدتا مع رجل صالح على تسويق منتجاتهما , وتصريف بضاعتهما

مقابل نسبة من الأرباح , فكان يجلب لهما السعف والخيوط والأصباغ

فتقومان بتنظيفها وتلوينها ,ومن ثم تصنعان القفف والحصر والزنابيل البديعة

بينما يقوم هو ببيع المنتجات في قرى ومدن أخرى

وفي أحيان أخرى كانتا تصنعان من الفخّار أزيارا ودللا ومباخرا

فتيسرت أحوالهما الماديّة , واستغنتا عن الناس وكسبتا إحترامهم

وعندما علم العم بنشاطهما لم يعجبه الحال , وخشي من نجاحهما

في مقاومة تسلطه , وصمم على إخراجهما من الديار عنوة

يدفعه الخوف من نجاحهما ومن ثم المطالبة بحقوقهما التي سلب

فلقد أعماه الطمع عن رؤية الحق وإنصاف أرحامه , فهما لم تطلبا منه صدقة

ولا إحسانا مع الشدائد التي عانتا وتعانيان منها.ولم تمدا كفا للتسول قط

وتركتا له المتجر وخلافه , وأعتمدتا على الله ثم على نفسيهما في كسب قوتهما

إلا أن قلب الظالم في جناحي طائر , فهو متوهّم أنّهما تخططان للإنتقام منه

وإنتزاع حقوقهما من بين مخالبه , فعاش في خوف وشك

لا يطيب له عيش ولا ترتاح له نفس , وأضجر زوجته التي كانت تنصحه

بالتورع عن أكل مال اليتيمة , وتحذِّره من مغبّة قطيعة الرحم الوخيمة

لكنّه اصمّ اذنيه وأغلق قلبه عن كل ما يتعلّق بصلة بالرحم والرحمة

فكان يمضي ليله في هم , ونهاره في غم , جراء شعوره الدائم بالقلق

وهكذا هي عدالة السماء

فإنَّ العجوز وابنة اخيها المظلومتان تعيشان في راحة و هناء

بينما العم الظالم يعيش في بؤس وتعاسة وشقى

ولم تتحقق له السعادة التي كان ينشد

وعندما ضاق صدره عن تحمُّل نجاحهم

هجم عليهما ذات ليلة بعد المغرب بمعية ثلة من إتباعه

ووقف على باب المنزل الكبير يجلجل :

يتبع إن شاء الله

وهج الثريا
08-04-2014, 07:30 PM
شرف لي أ. ناجي أن أكون أول من يعقب على هذه القصه الرائعه التي تنم عن فكر وجزالة لغوية ..
أحداث متسلسلة ومشوقه أكثر من سابقتها .. وسرد رائع جدا ..



سلمت يمينك أستاذي القدير ..
تحياتي العطرة ..

زياد الحمداني (( جناح الأسير))
08-04-2014, 08:57 PM
الأخ العزيز الكاتب أ. ناجي جوهر..

ما شاء الله على سرعة الإنجاز وورود الأجزاء المتتالية زادك الله علما...

الجزء الثاني به المشاهد بدت تتشعب وتتضح النوايا من قبل أخ المتوفي الذي سينتقم من اخيه بضرر ابنته المريضة والعجوز فما اوضعها من طريقة للإنتقام ، سرد مليء بالأحاسيس وله من التذكرة الكثير بإنتظار الجز التالي ..

ناجى جوهر
08-04-2014, 10:40 PM
شرف لي أ. ناجي أن أكون أول من يعقب على هذه القصه الرائعه التي تنم عن فكر وجزالة لغوية ..
أحداث متسلسلة ومشوقه أكثر من سابقتها .. وسرد رائع جدا ..



سلمت يمينك أستاذي القدير ..
تحياتي العطرة ..

الشرف لي
والبهاء والألق لك
لا عدمت تفاعلك الملهم
عاجز عن الشكر
حفظك الله ورعاك
وأسعدك دائما وأبدا

ناجى جوهر
08-04-2014, 10:45 PM
الأخ العزيز الكاتب أ. ناجي جوهر..

ما شاء الله على سرعة الإنجاز وورود الأجزاء المتتالية زادك الله علما...

الجزء الثاني به المشاهد بدت تتشعب وتتضح النوايا من قبل أخ المتوفي الذي سينتقم من اخيه بضرر ابنته المريضة والعجوز فما اوضعها من طريقة للإنتقام ، سرد مليء بالأحاسيس وله من التذكرة الكثير بإنتظار الجز التالي ..



هلا والله بالرائع المثقّف
أستاذ / زياد الحمداني
لك طابع متالق خاص يشي
عن سمو اخلاقي وعلمي
فحفظك الله ورعاك
شرفني تفاعلك أيها الرائع
تقبّل تحياتي

ملاحظة :
القصة جاهزة وإنّما أرسلها على أجزاء
تجنبا الإطالة, وتشويقا للقراء الكرام