ناجى جوهر
09-04-2014, 10:40 PM
المعتوهة والعجوز
الجزء الرابع
يا مجنونة يا مجنونة *** عودي لبيتك يا ملعونة
وأخذ المجرمون الكبار يهددونها ويخيفونها ويستفزونها , فجلست تبكي حتى
أنهارت أعصابها , وداهمتها الحالة العصبية , فتشنجت أطرافها
وزاغ بصرها , وفقدت السيطرة على جسمها , فوقعت على الأرض مغشيا عليها
وعندما شاهدوا ذلك هربوا مذعورين . فرآها إنسان حملها و أدخلها دارها
وحينما علمت العجوز بما فعله الصبية مع المسكينة
خرجت من فورها , فتعرضوا لها وأخذوا يقذفونها بالحجارة
فعادت أدراجها ثم كرّت عليهم حاملة عصا غليظة , ففروا من امامها
واعلموا كبارهم بما فعلت , فتصدى لها السفهاء منهم عديمو الرحمة
يهزئون بها ويتوعدونها , ثم أخذوا يذيعون الأخبار الكاذبة عنها
ويهولون من فعلها , ويزيدون ما شأوا من ضلالات وشائعات وأكاذيب
ويدَّعون انها وابنة أخيها قد فقدتا عقليهما تماما
وأنهما تطاردان الأطفال في الأزقّة , وتفتكان بمن وقع في يديهما
وأمستا تشكلان خطرا عظيما على الجميع , فيتوجب حبسهما أو طردهما
وفي الصباح توجه قطيع منهم بهذه الشكوى إلى الوالي
فأستدعى أخا العجوز , وبلّغه شكوى الأهالي فقال النذل متصنعا الأسف :
لا حول ولا قوة إلا بالله
لقد فعلت كل ما بوسعي لمنعهما من إيذاء الناس وتخويف الأطفال فلم أفلح
لكنني سأحاول أن أنصحهما وأن أمنعهما مجدد ا من هذا البغي والطيش
فإن عاودتا مهاجمة الأطفال , حق لكم حبسهما أو طردهما
ثم إجتمع بأوغاده وقال لهم :
أريد من أبنائكم أن يهاجموا أختي وابنة أخي في عُقر دارهما مرارا وتكرارا
حتى يُخرجوا العجوز عن طورها ووقارها , إلى أنْ تفقد أعصابها
وليبذلوا أقصى جهودهم في إستفزازها , لكي تمّد يدها على أحد منهم
فإذا فعلت فليبك جميع الصبية ولينوحوا , ثم أشهدوا المارة على عدوانهما
ليتمكن الوالي من حبسهما أو طردهما , فوثب المجرمون كأنهم كلاب مسعورة
وأوصوا شياطينهم بفعل كل ما يخرج العجوز عن طورها , ويزيد من هلع المعتوهة
لكنّ الله سبحانه وتعالى أراد أن يفشل خطة المتآمرين.
وإذ أوشك البغاة على التحرّك سمعوا من يصيح :
هيريا هيريا
هيريا هيريا
وكانت تلك شيفرة وصول السفن إلى مياه البلد الإقليمية
فهرعوا جميعا غير مكترثين بأمر العمِّ لهم بالعودة , وراحوا يراقبون
تقدّم السفينة البطيء , وأخيرا صلت السفينة الشراعية إلى بندر(الميناء)
البلدة مساء ذلك اليوم , فخرج الناس عن بكرة أبيهم لإستقبالها
وقد طغت عليهم الفرحة , وبعد أن رست السفينة
نزل النوخذة (رُبّان) برفقة عدد من البحارة و المسافرين ورجل آخر
لا يعرفه أحد من أهل البلدة , ثم سأل ذلك الرجل الغريب
يتبع إن شاء الله
الجزء الرابع
يا مجنونة يا مجنونة *** عودي لبيتك يا ملعونة
وأخذ المجرمون الكبار يهددونها ويخيفونها ويستفزونها , فجلست تبكي حتى
أنهارت أعصابها , وداهمتها الحالة العصبية , فتشنجت أطرافها
وزاغ بصرها , وفقدت السيطرة على جسمها , فوقعت على الأرض مغشيا عليها
وعندما شاهدوا ذلك هربوا مذعورين . فرآها إنسان حملها و أدخلها دارها
وحينما علمت العجوز بما فعله الصبية مع المسكينة
خرجت من فورها , فتعرضوا لها وأخذوا يقذفونها بالحجارة
فعادت أدراجها ثم كرّت عليهم حاملة عصا غليظة , ففروا من امامها
واعلموا كبارهم بما فعلت , فتصدى لها السفهاء منهم عديمو الرحمة
يهزئون بها ويتوعدونها , ثم أخذوا يذيعون الأخبار الكاذبة عنها
ويهولون من فعلها , ويزيدون ما شأوا من ضلالات وشائعات وأكاذيب
ويدَّعون انها وابنة أخيها قد فقدتا عقليهما تماما
وأنهما تطاردان الأطفال في الأزقّة , وتفتكان بمن وقع في يديهما
وأمستا تشكلان خطرا عظيما على الجميع , فيتوجب حبسهما أو طردهما
وفي الصباح توجه قطيع منهم بهذه الشكوى إلى الوالي
فأستدعى أخا العجوز , وبلّغه شكوى الأهالي فقال النذل متصنعا الأسف :
لا حول ولا قوة إلا بالله
لقد فعلت كل ما بوسعي لمنعهما من إيذاء الناس وتخويف الأطفال فلم أفلح
لكنني سأحاول أن أنصحهما وأن أمنعهما مجدد ا من هذا البغي والطيش
فإن عاودتا مهاجمة الأطفال , حق لكم حبسهما أو طردهما
ثم إجتمع بأوغاده وقال لهم :
أريد من أبنائكم أن يهاجموا أختي وابنة أخي في عُقر دارهما مرارا وتكرارا
حتى يُخرجوا العجوز عن طورها ووقارها , إلى أنْ تفقد أعصابها
وليبذلوا أقصى جهودهم في إستفزازها , لكي تمّد يدها على أحد منهم
فإذا فعلت فليبك جميع الصبية ولينوحوا , ثم أشهدوا المارة على عدوانهما
ليتمكن الوالي من حبسهما أو طردهما , فوثب المجرمون كأنهم كلاب مسعورة
وأوصوا شياطينهم بفعل كل ما يخرج العجوز عن طورها , ويزيد من هلع المعتوهة
لكنّ الله سبحانه وتعالى أراد أن يفشل خطة المتآمرين.
وإذ أوشك البغاة على التحرّك سمعوا من يصيح :
هيريا هيريا
هيريا هيريا
وكانت تلك شيفرة وصول السفن إلى مياه البلد الإقليمية
فهرعوا جميعا غير مكترثين بأمر العمِّ لهم بالعودة , وراحوا يراقبون
تقدّم السفينة البطيء , وأخيرا صلت السفينة الشراعية إلى بندر(الميناء)
البلدة مساء ذلك اليوم , فخرج الناس عن بكرة أبيهم لإستقبالها
وقد طغت عليهم الفرحة , وبعد أن رست السفينة
نزل النوخذة (رُبّان) برفقة عدد من البحارة و المسافرين ورجل آخر
لا يعرفه أحد من أهل البلدة , ثم سأل ذلك الرجل الغريب
يتبع إن شاء الله