المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ولازلت حلمي


محمد الطويل
25-04-2014, 03:55 PM
كانت همهمات كسولة تجوب المقهى الوحيد وموسيقى هادئة كقطرات البلور تنساب بين مقعدينا .. وأنا وأنت أمل يتأرجح وسحابة خجلى من مطر ودخان .. يطوقنا الصمت كتمثالين متقابلين قد اطلقا سباق قهقهة الوقت ثم صمتا .

أنا وأنت .. هنا نذوب كقطعة حلوى بين شفتي طفل .. نشرب الحب من سوق العطش .. تمشي الحرائق حرة في داخلنا فيلكأنا الصمت عن البوح .. يحرقنا شعاع الحب ونحن لازالت أناملنا تلهو بالملعقة في الكوب البارد تاركين ذاك الضجيج يملأ قنوات الرأس برفقة كثير من الأحلام والأمنيات .

على الطاولة البعيدة المركونة في أقاصي المقهى وحيدين أنا وأنت نثرثر بالعيون .. يشق قميص الحب عتمة الأمس فتشرق الحياة في ناظرينا .. أتلهف إلى كلمة منك تسكت جوعي لنطقك .. لسماع صوتك ، وربما تتلهفين لكلمة مني تطفئ تلك الحرائق المشتعلة في صدرك وكأننا نكمل بالصمت ولادة غدِ مشرق لنا .

أخربش كالأطفال على الطاولة البعيدة بقلمي العاجي كاتباً حرف اسمك الأول وأشطبه .. أكتبه وأشطبه .. أود أن أسترعي انتباه عيناك كي تبوح شفتاك بالكلام .

هكذا خدشنا بالكلام صخب السكوت الساكن فينا .. تبعثرنا في منافي بعضنا .. وجدت في صوتك ما كان ضائع مني .. وجدتك ذاتي الغائبة وكأنها عادت من المنفى .. هناك حيث التقينا في الماضي الذي صار بعيداً لكنه لازال ساكن فينا .

واليوم .. ها أنذا في نفس المكان أعصر الذكرى فتتقاطر جراحاً ... أكتب كلماتي فتتساقط حطاما .. أرضخ للقدر منتظراً قدري .. ضائع بين الكتابة والكتابة .. مجراداً من أي حلم .. أسيرا وحيداً تحت الشمس وتحت المطر والعمر يتقدم بي في حين تتسلق ذكراكٍ قلبي كطفلة تتسلق سور حديقة عال . يشدها الشوق ويمنعها السور العالي .

مر الزمان وطوى صحائفه .. وأنا حينما أنساك أذكرك .. حينما أعصي ذاتي أعود لأخضع لها .. حينما أبكي تعود بي البسمة .. وحيداً كمعتوه ......



جزء من النص مفقود

شاعرة مبتدئه
25-04-2014, 04:28 PM
أخي محمد يسلمووووووووو ع الطرح الجميل
كلمات أكثر من الروعة واحساس مرهف
بانتظار الجديد

كمال عميره
25-04-2014, 05:14 PM
وها أنت أخي محمد.......ضاءع بين لهفة وحنين.....تسترجع مآقي الدمع الذي تحجر في العيون........
أتراك تلتقط بقمر الشغف ذرات أنفاسها حينما في الحريق إليك وإلى الذكرى الجميله تتنفس ذرات نبعك الموشوم بلهفتك...........
نمتلأ بحروفنا........خينما لا نجد ما يطفئ اللهيب سواها........
لهذا نكتب يا محمد........
لهذا منتلء حقا بخربشاتنا........علّها في مدى اللّوعات تصير سيلا هاذرا ...
لحرفك دوما ذلك التناغم الجميل مع الأعماق..............تلك الروح التي ترغمك على بحر القراءة.......بكل العمق الممكن...............مرحى لك ولنصك الذي لن يكون مفقودا ..لا اليوم.........ولا غذا.........................دمت دوما بألق

زياد الحمداني (( جناح الأسير))
26-04-2014, 02:40 AM
مر الزمان وطوى صحائفه

الأخ الراقي الأديب أ. محمد الطويل عودة حميدة بمنثورةٍ فريدة ، هام بها الخيال لتُنير الصفاءَ جمالاً وجمال..

دائما ما تتميز نصوصك اخي العزيز بقوة المبنى وجزالة المعنى ، بحد ذاتها بوابة تستنير منها العقول لتكتسب المأمول إكتسابه من فيضِ تلك الدرر المُنسابة..


سرني التواجد هنا في كوكب الأدب..

محمد الطويل
26-04-2014, 02:48 PM
شاعرة مبتدئة ....

أرحب بك هنا في النثر والخواطر على وجه الخصوص ، كما أرحب بك هنا بين ثنايا أحرفي على وجه العموم .

مصافحتك الجميلة أعتز بها .

محمد الطويل
26-04-2014, 02:52 PM
أستاذي الحبيب ... كمال عميرة ...

كل حرف منك هنا هو شهادة اعتزاز لي شخصياً ولما أقدمه من نصوص التي أتمنى أن ترقى فعلاً لذائقة كل الشرائح المتلقية .

هي الذكريات التي تسيطر دوماً على عقولنا ونهيم معها خاصة في أوقات تصل للذروة تجبرنا أن نبوح ببعضها كي نريح بها أعصابنا وفكرنا .


دمت ذخراً .

محمد الطويل
26-04-2014, 02:56 PM
أخي الحبيب ... زياد .

سرني حضورك البهي هنا الذي بحق أسعدني ، كما أنني أشكرك على جل كلماتك التي تنير زوايا قلبي المظلم . الأدب الراقي لا يرتقي إلا من خلالكم وأنتم أهل لفيض المشاعر الجميلة .



ربي يحفظك .

ريم الحربي
26-04-2014, 03:18 PM
وعلى ذات الطاولة التي شهدت كل جنونا أجلس وحدي أستعيد
الذكرى التي كانت .. اعيشها من جديد فأنا ابدا لن اعود كما كنت
قبل أن نلتقي فقد بقيت الذكر عطر لون حياتي باسمك

القدير محمد الطويل اعتذر لتطفلي على محراب حرفك
لكنني افتقدته كثيرا لقد كان نصاً مذهلاً بحق

عبدالله الراسبي
26-04-2014, 10:34 PM
اخي العزيز والقدير محمد الطويل كم اشتقنا لهذه الكلمات الرنانه والجميله
مفردات في غاية الجمال والابداع
تسلم على هذا البوح الراقي والجميل
ودمت بكل خير وموده اخي الكريم
وتقبل تحياتي

محمد الطويل
27-04-2014, 12:04 AM
ريم الحربي ... سيدتي ....

لقد آثر الزمان إلا أن يترك مسافة بيننا وبالتالي تاهت الخطوة بعيداً ، لكن الشوق يشدنا فيعدنا إلى نقطة البداية وها نحن نلتقي هنا على عتبة هذا النص سعيداً فرحاً بحضورك البهي .


خالص احترامي .

محمد الطويل
27-04-2014, 12:05 AM
عبدالله الراسبي ...

شكرا أخي العزيز على حضورك المميز دوما ويعلم الله أنني اشتقت لكم جميعا وأتمنى أن أكون هنا حاضراً دوماً كي أمارس دوري وواجبي تجاه المنتدى والقسم .

دمت بخير .

أمواج
27-04-2014, 12:36 AM
الفاضل محمد الطويل

مازال القلم يتعلم من حـــــــــــــرفكم

ومازال القلب ينهل من هذا البوح الراقي

علي طاولة الزمان

نكتب ونستعيد الأحلام وننسجهـــــــــا بخيوط صنعت بأجمل الذكريات والتمني

هكذا نصوصك دائماً تجعلنا نجلس معك علي الطاولة

دمت بكـل خير

فاطمة حميد ( إغتراب )
29-04-2014, 10:31 PM
محمد الطويل.....

أستاذي القدير ... لطالما كان بوحك كنهر جاري
نستقي منه عذب الإحساس ولا نرتوي

جممميل هذا النص على عتبة الذكريات بقي محمد عالق مثلما يبقى كل صادق ومخلص هناك

وجزء من النص مفقود ....مؤلم هذا الإحساس

أسعد الله قلبك.....

محمد الطويل
03-05-2014, 02:59 PM
أمواج .....

شكرا لمتابعتك وشهادتك على رأسي .

محمد الطويل
03-05-2014, 03:01 PM
فاطمه .... سيدتي ..

أشكرك على حضورك البهي وكلماتك التي أعتز بها .

دمتي بود .

عبد المجيد محمد
03-05-2014, 03:12 PM
من الجمال ان نقرأ هكذا نصوص
نص تميز بشاعريه القلب والفكر
محمد الطويل الذي كان ومازال يكتب للوقت وللحبيب سطورا لاتنسى
مع فائق احترامي

محمد الطويل
06-05-2014, 11:40 PM
عبدالمجيد محمد ... أخي الحبيب .

الجمال مستمد من حضورك الراقي الذي اثلج صدري .

شكراً لك على هذه المصافحة .

علي السوادي
09-05-2014, 07:44 PM
انسكاب محبرة فاره الجمال
وحرف بين يدي أديب حملنا على أكف نصٍّ رائع
طاب لي المكوث هنا
محبتي

وهج الروح
20-05-2014, 04:19 AM
يسعد صباحك خوي محمد




أحاديث تلك الغربة القابعة في ذكراتنا ماهي إلا همسات مرت علينا حيين

فقدنا مشاعرنا مع أشخاص رحلوا عن العين وبقوا حاطرين في أراوحا

حكايات المقهى وان اختلفت آلامكنة ماهي إلا شواهد عن مشاعر صادقة

حين كنا نبحث عن ذواتنا في النصف الآخر منا ... رائع انت حين تهمس لإحرفك

بأن تبقى شاهدة عليكم رغم بعد المسافات. وتغير آلامكنة وألازمنة ... قرأت

بين أسطرك أنين وحنين وذكريات ودموع الشوق ... وشعرت بإنسان آخر

كان ينتشل من الذكريات تلك السعادة التي جعلت منك عاشق يهوى كل شيء.

حتى كتابة الأحرف على حواف الطاولة !!! واكثر شيء شدني وصفك عن تلك

الأنثى أسجل مروري بأحرفك .......





لزمان وطوى صحائفه .. وأنا حينما أنساك أذكرك .. حينما أعصي ذاتي أعود لأخضع لها .. حينما أبكي تعود بي البسمة .. وحيداً كمعتوه ......

حمامة عربية
21-05-2014, 12:20 AM
ماشاء الله عليك في قمة الروعة كل إحساس نابض منك ، نبضات الحنين و الألم ، لقد اتقنت تفاصيل الجرح و تأثرت كثيرا ،دمت رائعا أخي الكريم.

مَــلآذ ‘!
23-05-2014, 02:28 PM
على ذاتِ الطاوِلة التقتِ العيونُ وصمتتِ الشِفاه ..
ذراتُ السُكر تثورُ بفناجِين قهوتِنا ولهيبُ شوقٍ أشعل بِنا ناراً
وما آن أن يُخمدهآ .. زاويةٌ _ طاولةٌ مستديرة وحرفُكِ على دفترِ ملاحظاتيِ ..
وحدها هذِه الملامحُ قد تُخلد ذِكرى لقاءٍ عقيمُ النِسيآن#


أخِي واستاذِي مُحمد ..
عُدت لأقرأ هكذآ جمال من أبجديتك ومآ أروعها من عودة ..
وحرفي فيما سَبق مُجاراةٌ لا تصلُ حد أبجديتك الفارهةِ الحُسن!

طُوبى لـ نقاءِ روحك