المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ملوك الراس لحمر الجزء الثاني


ناجى جوهر
30-04-2014, 11:35 PM
وقعت أحداث هذه الحكاية الخيالية في عام
1979 ميلادية

حكاية رائعة
ملوك الراس لحمر

الجزء الثاني

الرماديون


أما الرجال الذين هربوا من السفينة آنفا فقد وصلوا إلى اليابسة بسلام

فحمدوا الله على النجاة , ثم أخذوا يتابعون الميمونة , ويسايرونها

من البر حتى دخل وقت الأصيل , ولم تخرج سفينة الشحن من الراس لحمر بعد , فشعروا بالقلق وهرعوا

إلى المدينة وأخذوا يتهفون ويستصرخون الناس لنجدة الرّكّاب الذين لا يشكّون في تعرُّضهم لنكبة مريعة

بسبب عناد الرّبّان وجهله

فتوجه فريق من الأهالي إلى مركز الشرطة وطالبوا بمساعدة السفينة إلا أنّ الضابط إعتذر بأنه ليس مكلفا

بمتابعة الأحوال الغير طبيعية

فشرع الناس يشرحون له المشكلة ويؤكدون له أنها حادثة واقعية

لكنه وقف وطلب منهم مغادرة المركز فورا , وإلا فسيضطر إلى إعتقالهم , فغادروا المخفر ساخطون

ثم خرج الكثير من المواطنين وركبوا قواربهم , بينما توجه آخرون في سياراتهم إلى الراس لحمر , وعندما

وصلوا إلى هناك شاهدوا سفينة الشحن جامدة في مكانها وأشرعتها منشورة وسواريها منصوبة وهي لا

تتقدّم ولا تتأخر

فعلموا أن سكّان الأعماق قد حبسوها ومنعوها من التقدّم , فأسرع بعض الوجهاء إلى أحد الزعماء المحليين

الذين لديهم بعض القدرات الخارقة للعادة , فخرج معهم , ولمّا صار على الساحل , أخذ يزفن ويستظهر

طلاسما ويينثر خرزا كهرمانيا في البحر

ثم أخذ يصيخ بسمعه منصتا إلى ما لا يسمعه غيره , وينظر في ما

لا يراه سواه , ثم هز رأسه موافقا ولوح بيديه مودعا , ثم قال :

للأسف فإنّ نجاة السفينة بيد الله وحده , فلقد سيطر عليها أشرار الأرض الثانية

وليسوا ملوك الراس لحمر , ولا أمل لكم غير في الله فأدعوه يستجب لكم

غير أنّ الكثير من الشباب كانوا يهزئون بالرجل ويتهمونه بالكهانة والتخريف

بينما شرع معظم الناس يجأرون بالدعاء والإبتهال

ثم توجه بعضهم إلى مركز الشرطة مرة ثانية

وأصروا على نجدة السفينة التي أمست على وشك الغرق

وحمّلوا الضابط مسؤولية سلامة تلك الأرواح , عندئذٍ أرسل برقية إلى السفينة يستطلع أخبارها

فتلقى ردا بلغة موريس يحمل الكثير من التهديدات والإنذارات المبهمة

فأضطر إلى إرسال طائرة برمائية إلى الموقع

محاولا نجدة وإنتشال الركاب وعندما إقتربت الحوامة من الموقع الخطير هبّت عليها من أعماق المحيط

عاصفة هائجة , وأرغى البحر وأزبد زبدا كثيفا وأرتفعت الرغوة والأمواج إرتفاعا هائلا

حتى كادت ترتطم بالطائرة وتغرقها

ففزع الطيّار ومعاونوه وعادوا إلى المركز وهم في حالة هلع وذعر

فأسترجع الناس وأخذوا يدعون الله أن يفرّج كربة أولئك المنكوبين

وأن ينقذهم من بطش ونقمة ملوك الراس لحمر

ولم يفلح الذين ركبوا القوارب والزوارق الصغيرة وتوجّهوا بها صوب السفينة , فعندما إقتربوا من المنطقة

شاهدوا أمواجا هائلة الإرتفاع تتجه نحوهم في سرعة مخيفة , وقد إضطرب البحر وأظلم , فولوا الأدبار

وتراجعوا مذعورين

وأعادوا قواربهم إلى الشاطى غير مصدقين أنهم نجوا من تلك العاصفة

ولم يجروء أحد بعد ذلك على محاولة الإقتراب من الراس لحمر لا من البحر ولا من الجو , ولم يعد بمقدور

سلاح الجو أو البحرية أن يتدخلا بسبب حلول الظلام

أمّا المسافرين الناجين والناس الذين رافقوهم فقد وصلوا إلى الساحل

وأخذوا ينادون ركاب الباخرة وملاحيها , إذ كانت الميمونة لا تبعد كثيرا عن الشاطىء

لكنهم لم يتلقوا ردا , وشاهدوا العالقين وهم يستنجدون بهم ويستغيثون

وبعضهم جاثيا على ركبتيه يدعو ويبتهل

وفجأة إختفت الباخرة ميمونة عن الأنظار وكأن البحر إبتلعها

فأخذ الناس يهللون و يكبرون ويجأرون بالدعاء وهم حائرين مضطربين

وظلوا منتظرين ما يبدد قلقهم حتى غابت الشمس

وبعد صلاة المغرب حملوا فوانيسا ومصابيحا كهربائية ومكبرات صوت

وتقدّموا إلى الساحل القريب من الراس لحمر ثم أخذوا ينادون ويصيحون بالركاب

وقد سلطوا أضواء السيارات على البحر

لكنّهم أيضا لم يسمعوا ردا ولا إستغاثة ولا صوتا , فغادر

الكثيرون منهم المكان بعد أن أيئسوا من نجاة السفينة ومن على متنها

وبقي آخرون ينتظرون سماع أو رؤية ما يشير إلى وجود أحياء

وظلوا مرابطين حتى إنتصف الليل فغادرت مجموعة أخرى

ونام الباقون في ذلك المكان على أمل أن ينقذوا ولو روحا واحدة

وحين أصبح الصباح هب الناس من كل حدب وصوب يفتشون الخلجان

والشواطىء القريبة والبعيدة , وتحرّكت قوارب النجاة

وقد شجعها وصول بعض قطع الأسطول الوطني للبحث عن الناجين

وكانت الحوامات البرمائية تمسح الرؤوس والخلجان ذهابا وإيابا

فخابت كل تلك المساعي في العثور على أي أثر للسفينة أو لركابها

وأستمر البحث لعشرة أيام دون جدوى , فأقتنع الأهالي بهلاك ركاب السفينة , فأقاموا العزاء
.
قال الراوي :

حدّثنا نوخذة السفينة ميمونة بعد أن أنجاهم الله بمعجزة فقال :

عندما أمرت رجالي بإلقاء شيئا من التمر إلى البحر

هاجمنا أقوام رماديو اللون ليسوا من بني آدم

لهم وجوه عريضة قبيحة وأجسام عملاقة مشعرة

وآذان ذات تجويفٍ مفرط , وبأيديهم حرابا وأسلحة عجيبة التصميم

ويلبسون لباسا يغطي أنصاف أجسامهم العلوية فقط

ويرتدون أحذية مطاطية غاية في الفظاعة

وعلى رؤوسهم خوذ من الفولاذ كأنها قطع الصخر

ولهم أذرع وأذناب طويلة , وأسنان بارزة

فقيدونا إلى الصواري والدقل , ثم سحبوا السفينة في نفق زجاجي عظيم الإتساع

يتسرب الماء من أسفله وينخفض مستواه

وقد أغلق من الأعلى فلا يدخله ماء المحيط

فكانت ميمونة تهبط إلى الأسفلِ في سرعة رهيبة

يتبع الجزء الثالث إن شاء الله

زياد الحمداني (( جناح الأسير))
01-05-2014, 09:22 PM
هنا التشويق والإثارة والمتابعة ، اعجبني من نجى أنهم لم يكتفوا بالتفرج رغم قسوة الربان تابعوا سفينتهم وطلبوا النجدة وهلم الجميع بالمساعدة..


وأخيرا وليس آخرا الرماديون الأسطوريون أصبحوا واقعا فريدا من نوعه لم تتحرى تلك المخيلة هذه المناظر المرعبة ..


المتعة تبلغ محل القلب فأمتعته بهذه الجماليات الفريدة أخي الغالي أ. ناجي جوهر..

عبدالله الراسبي
01-05-2014, 11:08 PM
اخي العزيز والقدير ناجي جوهر دائما تاتينا بالجميل والرائع
قصه جميله جدا ورائعه
ودمت بكل خير وموده اخي الكريم
وتقبل تحياتي

ناجى جوهر
02-05-2014, 12:42 AM
هلا و ألف هلا بالرائع / زياد الحمداني
أسعد الله أوقاتك
شرفني عزفك البديع على أوتار الكلمة
و الحرف الراقي
عاجزة أحرفي عن مجارة أحرفك الرائعة
أتمنى لك اطراد التألق في سماء الأدب
تحياتي

ناجى جوهر
02-05-2014, 12:46 AM
أهلا بك يا أبا نصر
إنه لشرف لي أن أحظى بشهادة تقدير
من شاعر مبدع متقن متمكن
الشاعر / عبدالله الراسبي
أسعدتني بكلماتك الراقية
و غمرتني بثناء لا يأتي الا من انسان راقٍ
أتمنى لك دوام التقدم و التألق
و تقبل تحياتي

ناجى جوهر
03-05-2014, 01:26 AM
أهلا بالمصممة الرائعة
الأستاذة / سوير
إن كلمات الثناء هذه تجعلنا نبسح
في عالم من الرضا والمسرة
أرضاك ربي وأسعدك دوما
وتقبلي تحياتي وشكري وتقديري