المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ملوك الراس لحمر الجزء الثالث


ناجى جوهر
02-05-2014, 12:24 AM
وقعت أحداث هذه الحكاية الخيالية في عام
1979 ميلادية

حكاية رائعة

ملوك الراس لحمر

الجزء الثالث

الشُّقر

ونحن نصرخ ونستغيث وقد أفزعنا ما نرى

وكنا نشاهد مخلوقاتا بحرية مخيفة من حولنا

فأستولى الخوف والرعب على قلوبنا

بينما كان الرماديون يسخرون منا

فشرعنا نذكِّر بعضنا بعضا بشهادة الحق وهي :

أشهد أن لا إله إلا الله , وأشهد انّ محمد رسول الله

ونعزّي أنفسنا ونتواصى بالصبر والثبات

وظلت السفينة تهبط حتى إستقرّت على سطح مستو

من الصخور المصقولة , فأختفى ذلك النفق

وأمسينا على أرض يابسة لا أثر فيها للبحر

ورأينا السماء والشمس والطيور , فعقدت الدهشة السنتنا

ولم يلبث الرماديون أن أخرجونا من الميمونة بعنف وقسوة

فشاهدنا ونحن في الطريق خرابا هائلا ودمارا شاملا

وسمعنا إنفجارات متتالية وشاهدنا دخانا متصاعدا

وحرائقا مشتعلة وجثثا متفحّمة منتشرة

فتضاعف رعبنا وأزدادت مخاوفنا

وأيقنا بالموت الوشيك

وشرع الأطفال في وصلة نواح متواصل حتى جفت دموعهم

ويبست حناجرهم , فكان دور النساء

غير أنّ كبير الرماديين إنتهرهن فسكتن

ثمّ أقتادنا أولئك البشعون حتى أدخلونا مبنى كئيبا

يشبه القلاع الحصينة في هئيته

ذا طول مريع وإرتفاع سامق

وبداخله قاعات وغرف ومرافق كثيرة كأنها الكهوف

وهي مبنية من معدن أصلب من الفولاذ

فلمّا دخلناه سمعنا أصواتا مخيفة مختلطة عجيبة

ووجدنا هناك نساء وأطفالا وشيوخا

من ذوي البشرة الرمادية والأشكال المروعة

والخِلقة المنكرة والوجوه البشعة والجثث المهولة الضخامة

لبعضهم أبدان البشر ووجوه الوحش

ولآخرين أسنمة كأسنمة البخت المهجّنة

وآخرون لهم عيون ذوات جحوظ مروع

وهم بأعداد غفيرة عصية على الحصر

http://up.arabseyes.com/uploads2013/thumbs/01_05_14139897374677861.jpg (http://up.arabseyes.com) مركز تحميل (http://up.arabseyes.com)

وعندما شاهدونا إستقبلونا بصرخات منكرة

كادت تقتلنا هلعا وهمَّ بعضهم بمهاجمتنا والفتك بنا

غير أن كبير الآسرين زمجر في وجوههم فسكتوا خوفا منه

ثم أغلقوا علينا في قاعة خشنة الجدران

فأخذ رفاقي يلوموني على عنادي وتهوُّري

وإستخفافي بما وراء الطبيعة , فسكتّ مغتاظا

وبعد قليل ٍأقبل بعض الخاطفين الرماديين يجرُّون

بقسوة وغلظة وحقد أسرى آخرين

شيوخا ونساء وأطفالا يشبهون البشر كثيرا

وهم يبكون ويصرخون صراخا يذهل العقل

من حدّته وكآبته

وكان معظهم شُقر البشرة وهم أطول أجساما

وأكثر وسامة منا

عيونهم زرق في الغالب

ولنسائهم شعر غزير كأنّه خيوط الذهب الخالص

وكان الرجال يرتدون وِزرة وقمصانا وعمائم ملونة

مثل لبسنا تماما

بينما ترتدى النساء ملابسا من قطعة واحدة أنيقة

ومنديلا فضفاضا على الرأس أبيضا أو أخضرا

وكانت أحذيتهم في غاية الجمال

ويبدو عليهم الصلاح والتقوى والخشوع

فحُبسوا معنا في ذات القاعة فشعرنا ببعض السكينة

وعندما أنصرف الرماديون سألنا أحد أولئك الشقر

بلسان عربي فقال :

كيف وقعتم في أيدي هولاء الخبثاء يا بني آدم؟

فقلت له : وكيف وقعتم أنتم؟

فقال : نحن عشيرة من الأنوناكي

كنا نسكن المدينة الزاهر باستينه

الواقعة في الجهة الغربية من الأرض الثانية

التي تشرق وتغرب عليها الشمسان المذكورتان في القرآن الكريم

(رب المشرقين ورب المغربين)

الرحمن الآية (17)

وقد طردنا المفسدون منها بسبب إستمساكنا بالمبادىء

والشرائع التى أوصانا بها الملك كورش رحمه الله

الذي تسمونه ذا القرنين

وأخترنا هذه البقعة لقربها من بيت الله الحرام

الكعبة المشرّفة

ولدينا من العلم والمعرفة والقدرات ما يفوق

علمكم ومعرفتكم

فأستخرجنا المعادن النادرة والجواهر والأحجار الكريمة

وبكميات هائلة

وأقتطعنا من الجبال الواح الرخام والمرمر والعقيق

والطوب الزجاجي ونصبنا الأعمدة العجيبة

والأقواس المبهرة والمنارات العالية المزخرفة بالفسيفساء

والنقوش البديعة المرصعة بالفصوص اللامعة

والكتابة الديوانية

ومدّينا الجسور وأقمنا القناطر والطواحين

ثم شيدنا القصور الشاهقة

والمؤسسات العامة والجوامع والمنشآت الأجتماعية

والبحثية والعلمية والطبية

ثم شققنا الأرض وأجرينا الأنهار العذبة المياه إلى مدينتنا

وفجّرنا الينابيع الحارة والباردة

وبنينا الحمامات البخارية الضخمة

وغرسنا الأشجار المثمرة

وأحطنا مدينتنا هاشاباشا بالدوح المعمّرة

وأستنبتنا الزهور والورود والرياحين

المختلفة الألوان والراوئح الزكية

فأوت إليها الطيور ذات الألوان والأشكال

والأحجام المتنوعة

التي نسمع تغريدها وزقزقتها و سجعها في كل وقت وحين

وعمّ مدينتنا الرخاء والسلام

وقد أسلمنا عندما بعث النبي محمد

صلّى الله عليه وسلّم

ونحن لا نعرف النميمة ولا الكذب ولا الخيانة

ولا الظلم ولا الحسد ولنا عيون في كل أسواق المعمورة

يراقبون التجّار من بني آدم

الذين يدخلون مدينتنا هاشاباشا من هذه الرأس

فإن علمنا أنّهم قد باعوا وأشتروا بنزاهة وأمانة

فلا نتعرّض لسفنهم

وإن تصدّقوا بشيء من الرزق قبلناه

وأطعمنا منه العجزة والأيتام

من القبائل البدائية التي تحيط بمدينتنا

أمّا إن غش التجار وظلموا

فلا نسمح لسفنهم بالعبور ودخول مرافئنا

ونحبسها حتى يقوموا بتطهيرها

لذلك قد ترى أنّ بعض السفن

لا تعبر الراس لحمر إلا بعد أنْ يلقي تجارها بكميات

من الأطعمة تناظر مقدار ما أخذوه م غيرهم

ظلما وغدرا

فقلت له ساخطا : ومن أعطاكم هذا الحق

في التجسس على الناس ومعاقبتهم؟

يتبع الجزء الرابع إن شاء الله

زياد الحمداني (( جناح الأسير))
03-05-2014, 06:25 PM
حالة من الرعب تستحوذ على معشرِ الميمونة ...

الرماديون وأثرهم الواضح بات لا مفر منهم ..


فأين المصير بعد هذا الأسر ....




جزء بين قوة وبئس الرماديون وخوف ركاب الميمونة...




بارك الله فيك اخي العزيز الكاتب أ. ناجي جوهر ...

المتعة مضمونة هنا ..